إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مشاهدات عائد من غزة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مشاهدات عائد من غزة

    مشتاق لغزة
    مشاهدات عائد من غزة

    تاريخ النشر : 06/02/2010 - 07:22 م
    عن صحيفة السبيل ...






    الزائر لقطاع غزة الصامد يستشعر حقيقة الشعار المرفوع دوما، أن غزة أرض العزة. ولعل المشاهدة الحقيقية على أرض الواقع تختلف كثيرا عما نسمع ونرى في وسائل الإعلام المختلفة. وأود في هذه العجالة أن أسجل عددا من المشاهدات والانطباعات التي عايشتها بنفسي لدى مشاركتي في قافلة شريان الحياة 3 التي زارت قطاع غزة قبل أيام :
    • لعل مما يلفت النظر، أن المجتمع الفلسطيني يمتاز بالتدين الشديد والتوكل على الله وبالصبر على ما أصابه ويصيبه، ويحتسب ذلك كله عند الله تعالى، وكثيرا ما كنا نسمع جملة " حسبنا الله ونعم الوكيل "، " ولا حول ولا قوة إلا بالله "، " وإلى جنات الخلد أيها الشهداء "، وغيرها من التعابير الإيمانية التي تؤكد ما ذهبنا إليه سابقا. ومن الملفت أن هذه التعابير تنبع من القلب، وليست تزلفا أو رياء، خصوصا عند عائلات الشهداء والجرحى وأصحاب البيوت المدمرة.
    • كما يلفت النظر أن المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة مجتمع مسيس بامتياز، من حيث المتابعة اليومية للأحداث والأخبار، حيث يدرك المواطن العادي فضلا عن المثقف والمتعلم، من هو عدوه الحقيقي، وكذلك من هو صديقه وحليفه وأخوه، ومن الذي يحاصره ويساهم بفعالية في هذا الحصار اللعين، ويدرك وبمنتهى العمق من الذي يريد تركيعه وانتزاع مواقف الاستسلام منه، كما يدرك تماما من الذي يدافع عنه ويحميه، سواء من العدو الخارجي أو الداخلي.
    • ولعل من نافلة القول أن نذكر أن حالة الأمن غير المسبوقة في القطاع عموما هي حالة متحققة فعلا في مختلف المناطق والمدن، حيث يستطيع أي كان أن يتجول نهارا أو ليلا، بل في ساعة متأخرة من الليل دون أن يخشى شيئا، ولا وجود لمسلحين في الشوارع أو لدوريات فرض القانون بالقوة، بل أن الملاحظ فقط وجود مفارز شرطة التفتيش على مداخل المدن وفي أماكن متباعدة نسبيا.
    • من أهم ما لاحظته لدى عموم الناس أن نفوسهم غير منكسرة، ومعنوياتهم غير منهارة نهائيا، بل مرتفعة للغاية على الرغم من العدوان المستمر والحرب البشعة التي شنت عليهم، وعلى الرغم من الحصار الخانق المفروض عليهم بتواطئ العالم كله خصوصا الجيران العرب للأسف.
    • من المهم أن أذكر، أن جيل الشباب هناك يشكلون ظاهرة تفتخر بها الأمم، من حيث إقبالهم على التطوع لقتال العدو الصهيوني وإقبالهم على الشهادة بكل الإيمان والعزيمة التي يتحلى بها أولئك الشباب والصبر على ما يصيبهم نتيجة المواجهة مع العدو.
    • أود أن أشير إلى أن ثقافة المقاومة لدى الشباب والناس هي ثقافة معاشة على مدار الساعة، حيث لا دنيا تشغلهم، ولا مطامح في مال أو غيره، بل يحيون حياة عادية طبيعية بسيطة سهلة، ومن الطبيعي أن تسمع أن فلانا قد استشهد فيكون الرد إلى جنات الخلد ورحمة الله عليه، أو أن هناك جريحا أو قصفا أو تحليقا للطيران المعادي، إن كل ذلك هو حديث الناس كل الناس وبشكل تلقائي وطبيعي، الأمر الذي جعل هذه المفاهيم هي لغة الحياة اليومية، يتداولونها بكل سلاسة وبكل صدر رحب وإيمان عجيب بالقدر وثقة عالية جدا بالله سبحانه وتعالى.
    • من الملفت كذلك أن قيادات المقاومة والحكومة في غزة قيادات جماهيرية بامتياز، خرجت من بين الناس، وتسكن وتعيش وتختلط بالجماهير، حيث لا فروق ولا حواجز، بل يأكلون ويشربون ويلبسون كما باقي الجماهير العريضة في القطاع العزيز، وهم يخالطون الناس ويختلطون بهم دون استعلاء أو تكبر، ويشاركونهم أفراحهم وأحزانهم، فضلا عما يمتازون بهم من التواضع والإيمان العميق والتدين الوسطي والفهم العميق لروح الإسلام، ولعل أبرز ما ندلل عليه هو أن رئيس الحكومة الأستاذ اسماعيل هنية يسكن في بيته في مخيم الشاطئ للاجئين، والذي لم يتركه عندما تحمل مسؤولية رئاسة الوزراء، وعموما هم رجال وقيادات محبوبة من الناس، وفي نفس الوقت هم يحبون الناس، الأمر الذي يفسر صمود الشعب والقيادة والحكومة أمام كل أنواع العدوان والضغوط والحصار، مما يؤكد – وهو ما لمسناه – احتضان الشعب والتفافه حول حركات المقاومة ورجالات الحكومة.
    • أخيرا وليس آخرا، لا يغفل المقاومون والمجاهدون عن حراسة الحدود، خصوصا الشرقية، على طول الخط مع فلسطين المحتلة عام 1948 على مدار الساعة ليلا ونهارا، وهو ما يسميه هؤلاء الأبطال " بالرباط "، حيث الأيدي على الزناد والاستعداد واليقظة الدائمين وعلى مستوى عال جدا، بل إن تهديدات العدو الصهيوني بالعدوان وتكرار تجربة العدوان السابق لا تخيفهم، بل إنها إذا فرضت عليهم، فهم مشتاقون لجعل غزة مقبرة حقيقية - هذه المرة – للجيش الغازي المعتدي، حيث إن قوة المقاومة في العدة والعتاد زادت عما كانت عليه قبل عام على الرغم من الحصار والمعوقات الكثيرة، غير أن يد الله سبحانه ترعاهم في كل صغيرة وكبيرة.
    أود في ختام هذه المشاهدات أن أختم بقول الأخ البريطاني المسلم الذي رافقنا في قافلة شريان الحياة (3) والذي رفض أن يعود وقال إن أرض غزة هي الطريق إلى الجنة فلماذا أعود لبريطانيا ؟!
    لعل كثيرا من المشاهدات لا يتسع المقام لذكرها، ولكن ما تم ذكره فيه الكفاية في هذه المرحلة، ونسأل الله تعالى أن يرزقنا العودة لزيارة القطاع العزيز، وأن يكتب لنا مع أهله الشهادة في سبيل الله.
    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
جاري التحميل ..
X