إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بين القاهرة وغزة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بين القاهرة وغزة

    قطرة ضوء
    بين القاهرة وغزة
    بقلم الاخ عبد العزيز المقالح


    . فى جريدة الخليج بتاريخة

    خطيرة ومؤلمة تداعيات الموقف بين القاهرة وغزة، وأما آثارها السلبية، فإنها لا تقف عند الطرفين المختلفين فحسب، وإنما تنسحب على القضية الفلسطينية بأكملها، ومن هنا فإن من واجب الطرفين أن ينتبها لهذه الحقيقة، وعلى العقلاء أن يسارعوا إلى القيام بدورهم المطلوب قبل فوات الأوان . ولا أظن أن أحداً في الوطن العربي يريد للخلاف المستشري بين النظام في مصر العربية وحركة حماس في غزة، أن يصل إلى ما وصل إليه في الأيام القليلة الماضية، ولا ينبغي، بل لا يجوز أن ينسى النظام رالحركة معاً أن العدو الصهيوني هو المستفيد الوحيد من اتساع هذا الخلاف، وأنه لم يكتف بإظهار سعادته وابتهاجه بما يحدث، بل وجدها فرصة ثمينة للاندفاع نحو مواصلة عدوانه، وتصفيته للشباب الفلسطيني في كل من غزة والضفة على السواء، فضلاً عما يتسرب من تكهنات، بأن هذا الكيان العدواني يستعد للقيام بحرب ثانية على غزة في تحد سافر لكل العرب، وللرأي العام العالمي والمجتمع الدولي وقوانينه، بعد أن وجد الفرصة سانحة لانشغال العرب بخلافاتهم الداخلية، وما وصل إليه الحال بين مصر وغزة .



    لقد مر عام على الحرب القذرة التي شنها الكيان الصهيوني على غزة، وما خلفته من قتل ودمار، وما أفسدته من بنى تحتية، لا تزال غزة تلعق جراحها، وتصمد في وجه الصيف والشتاء بصبر نادر المثال . لقد كانت الكارثة عميقة ومدمرة، كما كان الوقت الذي مر كافياً لإصلاح بعض ما دمره العدوان، لولا الحصار المطبق، ومع ذلك لا يزال أهلنا في غزة صابرين ومتفائلين بنصر الله، وبأن لليل آخراً وأن لكل عسر يسراً . ومن أن مصر العربية بتاريخها العظيم ومواقفها النضالية مع أشقائها في كل الأرض العربية، وفي فلسطين خاصة، لا يمكن أن تطيل التفرج على هذه المأساة، وإنها لا بد أن تكون حيث شاء لها الله أن تكون كنانة العروبة، تدافع عن كرامة الأمة وتنتصر للحق .



    وليس قليلاً ما قدمته مصر العربية في هذه القضية، وثمانون ألف شهيد روت دماؤهم رمال سيناء في حرب حزيران 1967م، رقم يصعب تجاهله أو التقليل منه، وهو من شأنه الدفاع عن مصر ذاتها، وعن أشقائها وعن المستقبل العربي، ومن هنا، فإن على العقلاء في الوطن العربي أن يعملوا كل ما في وسعهم لرأب الصدع بين النظام في مصر العربية وحركة حماس وأن تتواصل دعوتهم إلى أعمدة النظام في الكنانة، بأن لا يستجيبوا إلى مواقف الساخطين والمتشنجين الذين لا يكفون عن الوقوف عند بعض الكلمات الصادرة عن بعض الفلسطينيين المحاصرين، الذين يعانون مأساة الحصار والجوع، فانطلقت ألسنتهم ببعض العبارات، التي هي إلى الشكوى والصراخ أقرب منها إلى التعبير عن غضبهم، وهي لا تخلو من مرارة خيبتهم واستغاثتهم بالأصدقاء والأشقاء، وجيران الموقف والنضال المشترك .



    إن الشعب العربي العظيم في مصر كان ولا يزال وسيبقى يؤمن بأن القضية الفلسطينية، هي قضيته الأولى، قضية أمنه الوطني والقومي، وأن التخلي عنها أو ضعف المواقف إزاءها يشكل أكبر الأخطار على الأمة بأكملها، وسيفتح شهية العدو الصهيوني لمزيد من الأطماع والتوسع، وهو الذي لم يرسم بعد حدوداً نهائية لنطاق دولته، بل تركها مفتوحة لكي يحقق مع الأيام ما جاء في شعاره المرسوم على جدار الكنيست (من الفرات إلى النيل) .



    ولا ينبغي في الوقت ذاته أن تغفل الانظمة العربية تركيز جهودها لردم هوة الخلاف بين الفلسطينيين أنفسهم، بين فتح وحماس، فهناك ما يشبه الإجماع على أن هذا الخلاف المستشري بين هذين الفصيلين، هو أساس المعاناة، وما يصدر عنه من مضاعفات وتداعيات على المستوى الداخلي والعربي وعلى مستوى العالم . وما لم تتم المصالحة عاجلاً، ويقتنع الفريقان بخطر الإنشقاق الذي طال أمده، فإن زمن الحصار سيطول، والقضية بأكملها ستظل في مهب الريح، ولن تكون غزة وحدها المعرضة للموت البطيء، بل كل ما تبقى من فلسطين .

  • #2
    رد : بين القاهرة وغزة

    لا ينبغي في الوقت ذاته أن تغفل الانظمة العربية تركيز جهودها لردم هوة الخلاف بين الفلسطينيين أنفسهم، بين فتح وحماس، فهناك ما يشبه الإجماع على أن هذا الخلاف المستشري بين هذين الفصيلين، هو أساس المعاناة، وما يصدر عنه من مضاعفات وتداعيات على المستوى الداخلي والعربي وعلى مستوى العالم

    تعليق


    • #3
      رد : بين القاهرة وغزة

      لو اننا نملك وسيلة اعلام تصل الى كل فرد في كل مكان
      لتغيرت آراء الشعوب كثيراً
      عن تلك الحقيقة التي يتمصها الاعلام الفاسد

      تعليق

      جاري التحميل ..
      X