طفلاه يتابعون أخبار الصفقة بخوف وشوق
عائلة السيد: إذا كان شاليط سيعود لبيته فلماذا إبعاد أسرانا؟
طولكرم-صـفا
ارتياح واضحٌ بدا على صوت أم عبد الله السيد زوجة أحد أبرز الأسرى الفلسطينيين الذين يرفض الاحتلال الإفراج عنهم في صفقة تبادل الأسرى المزمع عقدها قريبا –حسب التقديرات- بين الاحتلال وحركة حماس.
وبالرغم من أهمية ملف زوجها الأسير عباس السيد (43 عاما) والمحكوم بالسجن المؤبد 47 مرة، إلا أنها أكدت أن الأخبار الكاملة حول الصفقة لا تردها إلا من وسائل الإعلام العادية، نافية أية تأكيدات رسمية من حركة حماس لعائلتها بأن زوجها سيكون من ضمن المفرج عنهم.
"تصميم الآسرين.. أمل لنا"
وتقول أم عبد الله لوكالة "صفا" :" إن تصريحات قادة حركة حماس المتعلقة بإتمام صفقة مشرّفة تضم كافة الأسرى الذين طالبت بالإفراج عنهم، تبعث أملاً كبيراً لديها ولدى عائلات الأسرى كلهم رغم مواقف الاحتلال السلبية وتعنته لإيقاف الصفقة.
وتضيف:" عندما تقول حماس إن بعض الأسرى هم خط أحمر مثل زوجي، والأسرى مروان البرغوثي وعبد الله البرغوثي وإبراهيم حامد، وإنه يجب الإفراج عنهم، فإن ذلك يبعث فينا أملاً كبيراً، ويطمئننا على أنهم يديرون ملف الصفقة بحكمة ودراية، وأن هذه الأسماء لا تنازل عنها".
تعتيم على المعلومات
وحول مصير الأسرى الذين من الممكن أن تفرج عنهم سلطات الاحتلال، أكدت أم عبد الله أن "تعتيماً إعلامياً بشكل لا يوصف" يلف أنباء صفقة التبادل التي تصل إلى عائلات الأسرى المدرجة أسماؤهم على قائمة مطالب حركة حماس، لافتة إلى أن العائلة حاولت معرفة معلومات معينة حول الصفقة ولكن الوسيط الألماني أصر على الجانبين بعدم تسريب أي معلومة.
يتمتع بمعنويات عالية
وكانت زوجة أحد كبار قادة كتائب القسام في الضفة المحتلة، حصلت على تصريح لزيارته قبل ثلاثة أسابيع في سجن نفحة الصحراوي بعد سبعة أشهر من منعها "أمنياً"، مؤكدة أنه يتمتع بمعنويات عالية وروح متفائلة.
وتضيف زوجة السيد:" كان بحمد الله متفائلاً جدا وتحدث عن الإفراج والمستقبل بعد ذلك، وشدد على أن النتيجة هي الأهم وليس الوقت الذي يمر".
أما عن طفليها عبد الله (10 سنوات) ومودة (12 عاماً)، فقالت إنهما يتابعان أخبار الصفقة بلهف شديد عبر وسائل الإعلام المختلفة، ورغم الإزعاج الذي يتركه ذلك في نفسها إلا أنها كما تقول لا تستطيع إيقاف شوقهما لوالدهما.
وتتابع:" منذ عدة أشهر كان هناك حديث عن قرب التوصل لاتفاق، ففرح الطفلان جدا وبدءا الاستعداد لاستقبال والدهما، ولكنّ تعثر التوصل لاتفاق وقع كالصاعقة عليهما، وخاصة عبد الله الذي كان حزيناً جداً، واستدعتني المدرسة بعد أن أجلسوه مع المرشد النفسي، وأوصاني بأن أبقيه بعيداً عن وسائل الإعلام، ولكنني لا أستطيع فأبناؤنا أكبر من أعمارهم".
وتتحدث أم عبد الله عن المتابعة غير الطبيعية لطفليها حول أخبار صفقة التبادل المرتقبة، فتقول إنهما يتابعان أي خبر يحمل كلمة "شاليط" ويفسرانه ويقرآنه بصوت مرتفع مراراً لاستمداد الأمل منه.
وتذكر الوالدة أن طفليها كانا يعودان بنفسية مرتاحة وروح فرحة بعد زيارة والدهما
عباس السيد يتوسط اثنين من الأسرى في سجن نفحة الصحراوي
في سجنه، حيث كان يمدهما بالأمل دائماً ويحادثهما وكأنه سيخرج من الأسر بعد أيام قليلة.
وتضيف:" ولكن بعد فترة بسيطة أشعر بأنهما يشتاقان إليه ويحزنان لغيابه عنهما، وكأنهما يريدان البقاء عنده والتحدث معه.. هناك مواقف مؤلمة يفجرانها بداخلي وأحاول تعويضهما قدر المستطاع".
الإبعاد والأسر سيّان
وفي ظل الحديث عن إمكانية إبعاد عدد من الأسرى الذين تعتبرهم سلطات الاحتلال من الأسماء الثقيلة التي تعرقل إتمام صفقة التبادل، تقول زوجة عباس السيد إنها تعتبر الإبعاد كالأسر عقابٌ يفرضه الاحتلال على الفلسطينيين دون تفرقة، مشددة على أن هذا المفهوم ليس مختلفاً عن السجن لأنه يحرم الأسير من عائلته وأرضه.
وتتابع:" إذا فرض الإبعاد علينا فسيكون أمراً صعباً، وهذا أمر مرفوض أن يعتبروا الإبعاد أسهل من السجن، وما دام شاليط سيعود إلى بيته فلماذا يطالبون بإبعاد الأسرى الفلسطينيين وعدم عودتهم إلى بيوتهم؟".
ويبقى الأسير عباس السيد الذي يحمل شهادة الهندسة الميكانيكية من جامعة إربد للعلوم والتكنولوجيا، اسماً يصعب على الاحتلال الحديث عن الإفراج عنه إضافة إلى عدد من الأسرى الآخرين الذين يتهمهم بالتدبير لعمليات فدائية أودت بحياة عشرات الجنود والمستوطنين
تعليق