غزة في عيون الحجاج
حاجات غزة يسطرن حكاياتهن
http://www.womenfpal.com/ar/default....ukAe72SsDCY%3dحاجات غزة يسطرن حكاياتهن
بقلم: ديما عايدية
عادت مواكب الحجيج إلى ديارها، وبقيت ذكريات الحج محفورة في شوارع مكة المكرمة وأزقتها، عادت القوافل بقلوب بيض غسلها طهر الإيمان و إتمام أركان الإسلام الخمس..
عادوا إلى غزة يحملون معهم حكايات الحج و إيمانياته وهم يختزلون كل العبارات بكلمات الحمد لله والشكر له على أن منهم بأداء فريضة الحج بيسر هذا العام بعد أن حرموا منه العام الماضي وأستشهد أو جرح بعضهم في حرب الفرقان والآخر مات من الكمد..
شوقهم الذي قادهم إلى بيت الله الحرام قابل محبة واحتضاناً من حجاج هذا العام بمختلف أعراقهم وأعرافهم، هؤلاء حجاج غزة الذين منعوا من الوقوف بعرفة في العام الماضي اليوم تحملهم الأرض و تسمو بهم فرحاً بحضورهم، الحجاج من حولهم لا يضيعون فرصة تقبيل رؤوسهم و ربما أياديهم وأقدامهم ليصفح عنهم أهل غزة ويقولوا لهم: أنتم الطلقاء.
مع خروج عائلات شهداء حرب الفرقان إلى الحج ضمن المكرمة الملكية المشكورة من خادم الحرمين الشريفين جزاه الله خيراً، أشرقت في آفاق أمهات وآباء وزوجات الشهداء شمس تحقيق أمنية "الحج" فجاءت هدية الله تعالى لهم على صبرهم و احتسابهم من شهدائهم لتحملهم إلى بيته بل وتقذف في قلوب عباده محبتهم.
حاجات غزة يسطرن حكاياتهن
تقول الحاجة أم محمد أكرم:"كلما قلت لأحد الحجاج في مخيم منى الذي بتنا فيه أنني من غزة بادروني بالأحضان وتقبيل الرأس والدعاء".
ومن المواقف التي ترويها حاجات غزة وقفة جماعية من مجموعة من الحجاج الجزائريين، فعندما علم هؤلاء الحجاج أنهم من غزة رفعوا أكفهم لله وتضرعوا له أن ينصرهم ويسدد رميهم و يحميهم من كل أذى.
و تروي الحاجة مريم أم موسى، أنها تفاجأت من موقف حاجة مصرية عندما أخبرتها أنها من غزة راحت تقبل يدها ورأسها و تعتذر لها باسم مصر عن ما حل بهم من أذى وأخذت تبكي من حرقتها و حزنها على حالهم.
في عيون الحجاج
يلقى حجاج غزة ترحيباً كبيراً من الدعاة والمشايخ وقد كان لهم جلسات طويلة مع حجاج غزة ليعرفوا منهم أكثر عن وضع الناس في غزة في ظل الحصار و معاناة الحرب الأخيرة ويكبرون في أهل غزة صبرهم وثباتهم و عزيمتهم.
وفي مشهد آخر لحاج ماليزي استقبل أخوه الغزي بالهدهدة على كتفه و تصبيره بلغته العربية الفصحى و طلب منه أن يدعو له أن يرزقه الله الجهاد في غزة و يمن عليه بأن يزور غزة كما من عليه بالحج هذا العام، فغزة في عينه أرض مباركة محيطة بالمسجد الأقصى تذود عن حياضه وتدافع عنه.
لقد سطرت غزة في حج هذا العام قصة سترويها ألسن الحجاج حول العالم و سترتفع لها الأكف بالدعوات كلما قام أهل القيام الأخفياء وتجافت جنوبهم عن مضاجعهم، ستذكرها مكة المكرمة والمدينة المنورة بعد أن اجتمع أهل الديار المقدسة مع بعضهم البعض و تآخت القلوب محبة في الله و شعارهم لبيك اللهم لبيك..
تعليق