مباراة مصر والجزائر ومصير الأمة المربوط بدحرجة المستديرة
جمال عبد الله
حالة من الاستغراب والاندهاش أصابت زوجتي لما أتت علي وشاهدتني أتابع مباراة لكرة القدم وقالت باستغراب منذ أن تزوجنا لم أرك تتابع الرياضة هل مواهب واهتمامات جديدة طفت على السطح بعد إيقافك عن العمل من قبل السلطة في رام الله ، ابتسمت وأشحت بوجهي عنها وقلت لها هذه مباراة مصيرية وهامة جداً سألت بين من ومن قلت لها بين بلد المليون شهيد والبلد الذي أقال نفسه واستقال من معارك الأمة الكبيرة وبات يجيش الإعلام وكل إمكاناته من أجل الفوز بهذه المباراة التي قد تكون سبب في وصوله لكأس العالم .
سألتني زوجتي مرة أخرى ما الحكاية أجبتها وقلت تابعت خلال الأسبوع المنصرم اهتمام كبير من قبل الإعلام المصري وبشكل لافت لهذه المباراة وشعرت أن هذه المباراة عند مصر أهم من كل شيء بالكون أهم من غزة وقافلة أميال من الابتسامات قلت لها لقد قام الرئيس المصري بزيارة الفريق الرياضي وشد علي أيديهم وطلب منهم الفوز مهما كلف الأمر وقال لهم نريد أن نصل كأس العالم لا يهم إن خرجنا من أول مباراة من كأس العالم المهم أن يقال أن مصر وصلت لكأس العالم .
نعم لم أرى الإعلام المصري مهتم بأمر كاهتمامه بهذه المباراة ففي الوقت الذي يلتحف أبناء غزه السماء ويفترشون الأرض بعد الحرب الأخيرة على القطاع وفي الوقت الذي تمنع القوافل المتضامنة من الوصول للقطاع وكل يوم هناك أموات بسبب الحصار وإغلاق معبر رفح نجد الإعلام المصري في بلد قد اتخذ من السلام هدف استراتيجي له ، بلد يعاني شعبه من الفقر الشديد ويصنف على أنه من أفقر بلاد العالم مهتم بمباراة كرة قدم يصورها بأنها معركة مصر الحقيقية وبأنه الحدث الأهم خلال عام 2009
نعم لم يجد الإعلام في مصر ما يتحدث عنه من قضايا مصيرية تهم الأمة إلاَّ الحديث عن الرياضة وهذه المباراة ليتضح بشكل واضح مدى الخواء الفكري الذي أصاب هذا البلد الذي كان صاحب أعظم حضارة شهدها التاريخ ، مصر التي تبحث عن أي انتصار تحققه بعد سلسلة الهزائم ومجموعة الخسائر التي حققتها على كل الأصعدة
وبعد كل ذلك نجد مصر تمتعض وتضيق بتدخل تركيا ودورها الدبلوماسي وتقول أنها تبحث عن دور ومكان لها بالشرق الأوسط ومره أخرى تتحدث عن إيران ومحورها الشيعي ، إيران التي أصبحت أو ستصبح دولة تمتلك سلاح نووي تتحدى أعظم قوة بالعالم أمريكا تتحدث عن العزة والكرامة عن السيادة لا تبالي بإسرائيل .
نعم الصورة مختلفة وتبقى الكرة المستديرة سيدة الموقف بمصر والمواقف والعزة والتقدم سيدها بدول أخرى أتمنى الفوز للفريقين كيف ، لا أعلم المهم أن يفوز الفريقين فإن فازت مصر ربما تفكر مصر بتغير موقفها من ورقة المصالحة وتعيد النظر بتحفظات حماس والتي أهمها عدم ترك الأمور لحسن النوايا وضبط الأمور لعلّي أنا وجيش من الموظفين المفصولين أن نعود لعملنا فورقه مصر الأخيرة التي رفضتها حماس تشترط عودة الموظفين المفصولين إن توفرت الإمكانات لذلك وهنا مربط الفرس على حسن نوايا منك سنربط مصيرنا في بلاد إمكاناته تضيق فقط على أبناء حماس .
تعليق