للأقصـــــى شَـــــوْقٌ وحَنــــين
أ " 1 "
في خِضَّم الذّكريات المباركة التي عِشتها قبل سنين طويلة والتي لا تُنسى ، والمشاعر الممزوجة بالحبّ والحزن والألم .. ومع كلّ صوت آذان يَخترق مسامعي أعيش تلك الذّكريات الجميلة ، فأبكي شوقاً وحباً لها .. أتذكر قُدس أمّتي وقُدس الأقْداس .. أتذكر الأقصى بِقُبّتِهِ البرّاقة ، ومآذنه بصوتها الرنّان ، أتذكر أشجاره وأتذكر أسواقه والتي أعيش معها بقديم الزّمان .. أتذكر مسجده القديم والحديث فيحنّ الجبين لسجدة طال البُكاء فيها .. وركوع في قُبّتِهِ عِشتُ أحلى معانيها .. فَيهفُو القلب مع كلّ إشراقة يومٍ إلى بؤبؤ عيوني وتَنَفُسَ صباحي ، فهو مِسك ليلي وعنبر نهاري .. وهو دموع فجري وتسبيحة أسحاري ودعاء أيامي .. الأقصى .. قِبلتي الأولى لمعراجي وعشقي المقدّس نحْو السّماء .. ففي قُبّتِهِ عِشتُ حياة مُحمّدية لا يُمكنُ لها أنْ تُنسى .. ومع كلّ تكبيرة كانت تتفاعل مشاعري لِتَضُخَّ في شراييني حياة جديدة مُمْتدة مِنْ خطوات حبيبي وقرة عيوني محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم .. ومع لمسة قَدَمه الشريفة كانت تقشعر كلّ جَوارحي ، وكأنّ فَصْلاً مِنَ الشّتاءِ أصابني .. ومع كلّ نظرة إلى صخرته الطاهرة كُنتُ أستشعر لحظة المِعراج النّبويّ العظيم ، وكأنّ الرحلة المباركة أمامي أشاهدها بِكُلّ لَهْفَة وشَوْق وحنين ، فتتفاعل الروح وتعيش حياة العروج وتطوف بشفافيّتها في سماء الكون لِتَرى الجمال الذي لا يُوصف ، فهذه المشاعر وهذه الحياة هي غِذائي وشرابي الحقيقي ، وهي سعادتي وجنّتي .. لحظاتي التي عشتها في الأقصى ورِحلاتي المتكررة له كانت تُسيطر على كلّ مشاعري وحياتي ، وفي كلّ زيارة له كُنت أشعر وكأنّي أوّل مرّة آتي إلى هذا المكان ، والذي كان يَسلب منّي كلّ وجداني ، كُنْت أتمنى أنْ أكون على الدّوام في مِحرابه وفي ساحاته المُشْرقة .. للأقصى رَوْنق لا يُوصف ، وفيه حياة غريبة تجعل الإنسان وكأنّه يعيش في عالم غير عالمه الذي يعيش .. كان الإحساس الذي يَسودني بأنّي بجوار الصحابة والأنبياء .. كنت أشعر بِأنّ هذا المكان الطاهر هو جزء مِنَ الجنّة ، ولهذا السبب كُنْتُ مشدوداً إليه وكأنّ فيه الحياة الكاملة ، وفي مغادرته كان ينتابني الحزن والألم ، فهو الْمَسْكن والْمَلْبس .. وهو كسوة العشّاق والمشتاقين .. الأقصى روحي التّواقة للقاء الله دوماً ، وفيه أعيش قصة الإسراء الخالدة .. حتى قِراءة القرآن لها لون آخر في هذا البيت المبارك .. كُنْت أشعر وكأنّي أُخاطب الله مُباشرة وأنا أتلو آياته الكريمة .. وصورة قُبَّته بِألوانها الجميلة لَمْ وَلَنْ تغيب عنّي يوماً من الأيام ، وجوارحي كلّها تبكي بُكاء العشاق لِرُؤيته ..
فآهٍ ثمّ آهٍ ثمّ آهٍ على لحظات تَمُر علينا وَلَمْ نَرى فيها دقّات قلوبنا، وشُعلة أرواحنا، وذرّات عيوننا .. آهٍ على حياة لا نَعشق فيها جنّة الله في أرضه ومُلتقى أنبيائه ، ولا نستشعر كلّ ذكريات الزّمان التي مرت به .. فحياة مَيّتة تلك التي لا يَسْكُننا فيها حُبّ هذه الصخرة الشريفة ، حياة بؤسٍ تلك التي لا نعشق فيها زيتون الأقصى وهوائه ومائه وترابه الذي نشتم رائحة الشهداء فيه .. شعورٌ لا يوصف لهذا المكان الطاهر .. شعورٌ ممزوج بالألم والأمل .. ألمٌ لِبُعدنا عنه وَلِعدم رُؤيتنا له ، وأملٌ بأننا سنراه وسنحضنه قريباً تَصْحَبنا مَعِيَّة الله .. الأقصى تجديدٌ لِوُضُوئنا وطهارتنا مِنْ كلّ دنس .. فيه كُنتُ أشعرُ بالأمن والأمان ، وكان يُعطيني شُحنة إيمانية وَرَوْحَانية لا مثيل لها ، وكأنّه وَقُود للروح والقلب وتجديد للإيمان .. شعوري مع الأقصى ، شعور عاشقٍ مشتاق لرؤية محبوبه ، ففي اللقاء معه يُعطي مدداً للبصيرة التي تأخذ بالإنسان في دُنْياه إلى بَرِّ الأمان .. هو سراجي للعروج إلى ربّ الأكوان .. هو نور دربي لجهادي وسيف الحقّ في وجه العدوان ..
فحياتي مع الأقصى بِمثابة قصّة مُمْتدة مِنْ أوّل الكَون إلى آخره ، فلا تنْتهي ولَنْ تنْتهي .. وحتْماً سَيَكون اللّقاء قريباً ونَعِيش سَوِيّاً حِكَاية الزّمان ..
أ " 1 "
في خِضَّم الذّكريات المباركة التي عِشتها قبل سنين طويلة والتي لا تُنسى ، والمشاعر الممزوجة بالحبّ والحزن والألم .. ومع كلّ صوت آذان يَخترق مسامعي أعيش تلك الذّكريات الجميلة ، فأبكي شوقاً وحباً لها .. أتذكر قُدس أمّتي وقُدس الأقْداس .. أتذكر الأقصى بِقُبّتِهِ البرّاقة ، ومآذنه بصوتها الرنّان ، أتذكر أشجاره وأتذكر أسواقه والتي أعيش معها بقديم الزّمان .. أتذكر مسجده القديم والحديث فيحنّ الجبين لسجدة طال البُكاء فيها .. وركوع في قُبّتِهِ عِشتُ أحلى معانيها .. فَيهفُو القلب مع كلّ إشراقة يومٍ إلى بؤبؤ عيوني وتَنَفُسَ صباحي ، فهو مِسك ليلي وعنبر نهاري .. وهو دموع فجري وتسبيحة أسحاري ودعاء أيامي .. الأقصى .. قِبلتي الأولى لمعراجي وعشقي المقدّس نحْو السّماء .. ففي قُبّتِهِ عِشتُ حياة مُحمّدية لا يُمكنُ لها أنْ تُنسى .. ومع كلّ تكبيرة كانت تتفاعل مشاعري لِتَضُخَّ في شراييني حياة جديدة مُمْتدة مِنْ خطوات حبيبي وقرة عيوني محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم .. ومع لمسة قَدَمه الشريفة كانت تقشعر كلّ جَوارحي ، وكأنّ فَصْلاً مِنَ الشّتاءِ أصابني .. ومع كلّ نظرة إلى صخرته الطاهرة كُنتُ أستشعر لحظة المِعراج النّبويّ العظيم ، وكأنّ الرحلة المباركة أمامي أشاهدها بِكُلّ لَهْفَة وشَوْق وحنين ، فتتفاعل الروح وتعيش حياة العروج وتطوف بشفافيّتها في سماء الكون لِتَرى الجمال الذي لا يُوصف ، فهذه المشاعر وهذه الحياة هي غِذائي وشرابي الحقيقي ، وهي سعادتي وجنّتي .. لحظاتي التي عشتها في الأقصى ورِحلاتي المتكررة له كانت تُسيطر على كلّ مشاعري وحياتي ، وفي كلّ زيارة له كُنت أشعر وكأنّي أوّل مرّة آتي إلى هذا المكان ، والذي كان يَسلب منّي كلّ وجداني ، كُنْت أتمنى أنْ أكون على الدّوام في مِحرابه وفي ساحاته المُشْرقة .. للأقصى رَوْنق لا يُوصف ، وفيه حياة غريبة تجعل الإنسان وكأنّه يعيش في عالم غير عالمه الذي يعيش .. كان الإحساس الذي يَسودني بأنّي بجوار الصحابة والأنبياء .. كنت أشعر بِأنّ هذا المكان الطاهر هو جزء مِنَ الجنّة ، ولهذا السبب كُنْتُ مشدوداً إليه وكأنّ فيه الحياة الكاملة ، وفي مغادرته كان ينتابني الحزن والألم ، فهو الْمَسْكن والْمَلْبس .. وهو كسوة العشّاق والمشتاقين .. الأقصى روحي التّواقة للقاء الله دوماً ، وفيه أعيش قصة الإسراء الخالدة .. حتى قِراءة القرآن لها لون آخر في هذا البيت المبارك .. كُنْت أشعر وكأنّي أُخاطب الله مُباشرة وأنا أتلو آياته الكريمة .. وصورة قُبَّته بِألوانها الجميلة لَمْ وَلَنْ تغيب عنّي يوماً من الأيام ، وجوارحي كلّها تبكي بُكاء العشاق لِرُؤيته ..
فآهٍ ثمّ آهٍ ثمّ آهٍ على لحظات تَمُر علينا وَلَمْ نَرى فيها دقّات قلوبنا، وشُعلة أرواحنا، وذرّات عيوننا .. آهٍ على حياة لا نَعشق فيها جنّة الله في أرضه ومُلتقى أنبيائه ، ولا نستشعر كلّ ذكريات الزّمان التي مرت به .. فحياة مَيّتة تلك التي لا يَسْكُننا فيها حُبّ هذه الصخرة الشريفة ، حياة بؤسٍ تلك التي لا نعشق فيها زيتون الأقصى وهوائه ومائه وترابه الذي نشتم رائحة الشهداء فيه .. شعورٌ لا يوصف لهذا المكان الطاهر .. شعورٌ ممزوج بالألم والأمل .. ألمٌ لِبُعدنا عنه وَلِعدم رُؤيتنا له ، وأملٌ بأننا سنراه وسنحضنه قريباً تَصْحَبنا مَعِيَّة الله .. الأقصى تجديدٌ لِوُضُوئنا وطهارتنا مِنْ كلّ دنس .. فيه كُنتُ أشعرُ بالأمن والأمان ، وكان يُعطيني شُحنة إيمانية وَرَوْحَانية لا مثيل لها ، وكأنّه وَقُود للروح والقلب وتجديد للإيمان .. شعوري مع الأقصى ، شعور عاشقٍ مشتاق لرؤية محبوبه ، ففي اللقاء معه يُعطي مدداً للبصيرة التي تأخذ بالإنسان في دُنْياه إلى بَرِّ الأمان .. هو سراجي للعروج إلى ربّ الأكوان .. هو نور دربي لجهادي وسيف الحقّ في وجه العدوان ..
فحياتي مع الأقصى بِمثابة قصّة مُمْتدة مِنْ أوّل الكَون إلى آخره ، فلا تنْتهي ولَنْ تنْتهي .. وحتْماً سَيَكون اللّقاء قريباً ونَعِيش سَوِيّاً حِكَاية الزّمان ..
تعليق