إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأقصى نــور قلبــه .. ومِعْراجه نحو السّماء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأقصى نــور قلبــه .. ومِعْراجه نحو السّماء

    الأقصى نــور قلبــه .. ومِعْراجه نحو السّماء
    يَبْكيهِ إِنْ جَفَّ البُكاء ودُمُوعه أنْهارُ دَمّْ
    أ " 2 "
    في لحظات خَلْوة كما العشّاق .. كان يَرْوي حِكايته الجميلة .. ويتلو حروف آياته الكريمة .. ودموعه تذرف حبّاً وشوقاً للبيت المُقدس .. رِوايته أبْكت مَنْ حوله ، وجعلت الجُرح يزداد اتِّساعاً .. كلمات قصّته كانت مُؤثرة ، فكان البُكاء سيّد الموْقف .. كان يصرخ بقوة غريبة ، يا أقصى أنْت حُبّي وعشقي فلم ولنْ أنْساك .. فلا يُمكن للإنسان أنْ ينسى روحه وحياته ودقّات قلبه هذا حال هذا العاشق الشّاميّ المُبارك .. وهذه مشاعره تّجاه هذه السّاحة الطّاهرة المُقدسة في تاريخ الأمّة .. فيا أُمّ الشّام ويا روح الأوطان ، احْضُني هذا الابْن الذي حَفَظَ سنين الرّعاية .. وأنْبتت فيهِ زرعاً طيّباً مُباركاً .. فَحَمَلَت ثِماراً مليئاً بالعزّ والمجْد والخيْر .. رَيّها حروفك الطاهرة ونُجومك السّاطعة .. يا أُمّ الشهداء ويا عنوان الأتقياء .. هذا دمه قُرباناً مِنْ أجلِكِ ، وأنتِ نافورته وصُعوده نحْو السماء .. يا أقصى .. يا عِشْق المُجاهدين .. أنتَ غِطائه في البرد ودفئه في الشِتاء .. يا أقصى أنتَ حقيقته المُحمدية وأنت بيت القصيد ، حَفِظَ حروفك ونُقشت في عروقه وطاف بها في كلّ الأرجاء .. بكَ يأنس في وقت الشدّة ، فتُلقي عليه راحة وسكينة ويمضي طريقه نحو الحريّة .. هذه هي حكاية هذا الثائر مع هذا المكان الطاهر .. تسْكنه حقيقة غائبة لا يعرفها الجميع في ساحاته الثائرة الغاضبة .. تعود سُطورها إلى قديم الزّمان مُنذُ الأزل .. ثُوارها سُليمان والرّسول الأعظم وعُمر وصلاح الدّين البطل .. فقد عَشِقَ قُبته الصّفراء .. واستشعر رحلة الإسراء .. فطافت روحه في السّماء .. حيثُ سِرِّ الأكوان فيه كانت البداية .. ومنه انتشأت الرواية .. فحملها الرّجال الرّجال وساروا بها إلى طريق الوصول حيثُ بَرّ الأمان .. فتتنزل تجلّيات الله فوق أكناف المكان .. فلا أمْنَ ولا أمان إلا بهذا الصّرح العظيم .. لا راحة ولا استقرار إلا بِعشْق هذا البيت المُبارك .. به طائفة الحقّ الموعودة .. يعشقون البيت ويحرصون أكنافه .. فلا خَوْفَ على مَنْ سكن هذا البيت وهذه الأكناف .. لا ضرر لِمَنْ اتخذ بيت المقدس وأكنافه مَسْكناً وحُباً .. فهو بَحْرُ الحنان لكلّ الثّوار .. مُمْتدٌ جَمَاله مِنَ الله الرّحمن .. فكان الأقصى دليله ومُرشده نحو ربّ الأكْوان .. وهو مِعْراجه إلى السماوات وَجَمَال الجِنَان .. هذه هي حكاية هذا المسكين الذي كان في قائمة الأيتام .. فمُنذُ صِغره اتّخذ الأقصى مَسْكناً ، لكنّه لم يعرفه ولم يراه .. فتمثل له في رُؤى الأحلام .. وكان يكتب قصّته كلّ اثنين فهو عنوان الأيّام .. وكان يُبصر كُلّ الثوار متّجهين صوب عشقه وهم يمشون على الأقدام .. فلم يُدرك معانيها إلا بعد أنْ سمِع مآذنها تصرخ بالله أكبر ، حيّ على الجهاد يا حَمَلَة راية الإسلام ..
    كان الأقصى يسكن كلّ جوارحه ، فَيُضَمِّدَ جِراحه ويُداويها .. كان الأقصى مَسْحة حُبٍ وعَطفٍ على رأسه كما الأيتام ، فيعيش في ساحاته أحلى لياليها .. ويعشق السَّمَر تحت نُجومها وفي حَوَارِيها .. وقبّته المُشرّفة هي ظلّه وريّه في عَطَشه ، وزيتون أكنافه هو غِذائه ، فيا مصاطب العزّ والمجْد في ساحاته .. اشْمَخي شُموخ الخيْل في ساحات الوغى .. ها نحن قادمون بسيوف الحقّ ، زاحفون نحْوكِ بِجنود مِنَ الشرق .. مُسْتأنسين بِسِير مُحَمَّد والأيوبي وقُطز والفاروق .. هذه هي حكاية هذا الظّافر ، كما الأطْهار الذين عَشِقوا وَطَنَهم وسَاروا بِعِشْقِهم يُرْهِبُون عدوّهم .. لا يَضُرّهُم مَنْ خالفهم وَلاَ مَنْ آذاهم .. يَسْكُنون بيت المقدس المُقدس .. هذه هي رُواية هذا الطَّاهر .. تَشَرّب معاني الصّدق مِنْ هذا المكان .. وَسَبَحَ في نَبْع الحُرية وَعِشْق الأكْوان فهو سفينة النّجاة إلى شطّ الأمان ، وبَحْر العُشّاق بِمَوْجه الْهَادِئ .. هو بَوّابَة الصّعُود ومِعْرَاجه الدّافِئ .. هو ليلةٌ قمريّةٌ يتزيّن بِجَمِال البَدْر السّاطع .. فكان الأقصى يُمثل له كُلّ شيء في حياته .. كان هو أمّه وأبيه .. وَرَفِيق الدّرب فَيأتيه في كُلّ مكان .. فكتب قِصّته بِآلام الحِرْمان ، وخطّها بِدُمُوعه حتّى رَسَمَت جَمَال الذّكْريات مُنْذُ قديم الزّمان ..

    فَحَفظها في قَلْبِه وروحه وَوِجْدَانه ولَنْ يتنازل عنْها حتّى لَو اجْتَمَع كُلّ الطُّغْيان ..

  • #2
    رد : الأقصى نــور قلبــه .. ومِعْراجه نحو السّماء

    لا فض فوك اخى الكريم

    تعليق

    جاري التحميل ..
    X