تويت
صحيفة:الوطني يعرض صفقة على الإخوان بشأن الرئاسة
مفكرة الإسلام: ذكرت صحيفة مصرية أن جمال مبارك، نجل الرئيس المصري، أمين السياسات بالحزب الوطني الديمقراطي الحاكم يدرس إمكانية عقد صفقة مع جماعة الإخوان المسلمين لتخفيف المعارضة الشعبية لفكرة ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة.
ونقلت صحيفة "المصريون" عن مصادر وثيقة الصلة بلجنة السياسات بالحزب الحاكم أن جمال مبارك تلقى توصيات من فريق خاص من مستشاريه، كان قد كلفه بإعداد تصور أو صيغة توافقية لتخفيف حملة المعارضة ضده في الشارع المصري، حول صفقة مقترحة مع الإخوان.
وكشفت المصادر أن الصفقة تشمل وعودًا للجماعة بمنحها رخصة لإنشاء حزب سياسي على مبادئ مدنية غير دينية في حال وصول جمال مبارك لمنصب رئاسة الجمهورية، مع ضمان الإبقاء على مستوى تمثيلهم في مجلس الشعب (88 مقعدًا)، مع إمكانية زيادتها 10 مقاعد أخرى، بالإضافة إلى ضمان عدد من مقاعد المرأة لهم في حدود 10 مقاعد.
وأضافت المصادر أن الصفقة المقترحة تضمنت وعودًا بتخفيف القبضة الأمنية على أعضاء الجماعة الفترة القادمة، والإفراج عن عدد من كوادر الجماعة كبادرة حسن نوايا، وبحث إغلاق قضية ما يعرف بالتنظيم الدولي للإخوان، وتقديم وعود للجماعة بالإفراج عن المهندس خيرت الشاطر النائب الثاني لمرشد الجماعة والمجموعة المحبوسة معه بمقتضى عفو رئاسي في حالة تولي جمال مبارك منصب رئاسة الجمهورية.
وتابعت المصادر أن الصفقة تشمل أيضًا الإفراج عن عدد كبير من كوادر الجماعة الذين اعتقلوا مؤخرًا في المحافظات المختلفة، والتوصل لتهدئة ضمنية بين الطرفين تسمح للجماعة بحرية الحركة ووقف حملات الهجوم ضدها في وسائل الإعلام الحكومية، فضلًا عن التصريح بإصدار عدد من الصحف والمجلات السياسية الخاصة بالجماعة، مع إمكانية العودة إلى صيغة الحزب الوسيط من خلال تخصيص صحف بعض الأحزاب الهامشية لتكون لسان حال الجماعة، لحين الموافقة على تأسيس حزب سياسي للإخوان فيما بعد تكون له جريدته المستقلة.
موافقة صريحة ودعم لجمال مبارك:
وعلى صعيدٍ متصل، أوضحت المصادر أنه في مقابل تلك التعهدات والوعود، فإن على جماعة الإخوان أن تعلن موافقتها الصريحة ودعمها لجمال مبارك لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، وتتوقف عن حملات الدعاية المضادة له عبر الفضائيات وشبكة الانترنت، وتفض أي تحالفات تكون قد عقدتها صراحةً أو ضمنًا مع قوى سياسية أخرى.
كما تشترط الصفقة المزمعة على الإخوان التنسيق مع الحزب الوطني في الانتخابات البرلمانية القادمة، بحيث تقوم الجماعة بإخلاء بعض الدوائر لإتاحة الفرصة لبعض رموز الحزب لخوض الانتخابات بها دون إحراج.
وأشارت المصادر إلى أنه سيتم عرض تلك المقترحات من خلال وسطاء، حيث اقترح مستشارو جمال مبارك أن تقوم شخصية توافقية تحظى بالقبول لدى الجماعة عرض هذا الإطار عليهم والتفاوض في سرية تامة.
ولفتت المصادر إلى أن الجماعة قد تطلب في حال الموافقة على الصفقة ضمانات، مضفةً أن لجنة السياسات يجب أن تنظر إلى هذه المطالب المتوقعة بجدية لإنجاح الاتفاق.
وأفادت المصادر بأنه ينتظر أن يبت جمال مبارك في الصفقة في أعقاب المؤتمر العام للحزب "الوطني" الذي سينطلق نهاية الشهر الجاري.
وأضافت أن المقترح أوصى بأن يتم التوصل لهذه التوافقات قبل الانتخابات البرلمانية المقررة العام القادم، وذلك لضمان تمريرها في هدوء وعدم إثارة أي ضجيج حولها، وحتى لا يتسبب ذلك في حالة من عدم الاستقرار تجعل من الصعب خوض جمال مبارك للانتخابات الرئاسية المقبلة دون الدخول في صدام محتمل مع القوى السياسية في مصر وعلى رأسها الإخوان.
ومن جهةٍ آخرى، أوضح المقترح أن عقد هذه الصفقة مع الإخوان سيكون خطوة أولى تعقبها خطوات لتهدئة موجة الرفض في الشارع المصري، مشيرًا إلى أنه تم رصد حالة من الرفض الشعبي المتنامي لفكرة ترشحه لانتخابات الرئاسة المقررة عام 2011، وأن حالة الرفض طالت قطاعات عريضة من مؤسسات الدولة الهامة، وهو سيجعل إمكانية نجاحه صعبة للغاية.
عاكف في انتظار الصفقة:
هذا، وكان محمد مهدي عاكف، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين قد كشف مؤخرًا، ولأول مرة عن عقده صفقة مع النظام المصري، مبديًا استعداده لعقد مزيدٍ من الصفقات.
وفي رده على سؤال صحفي عما إذا كان قد عرض عليه صفقة من جانب النظام قبل ذلك، قال عاكف "حدث .. قبل انتخابات ٢٠٠٥ كان هناك عدد من الإخوان فى السجن وعلى رأسهم عصام العريان وكانوا يريدون الانتخابات لهم وطلبوا ألا يكون هناك زخم فيها وقلت وأنا أيضاً أريد ذلك وقمت بترشيح ١٥٠ شخصًا، وأوفيت بما وعدت به في اللقاء الذي تم بيني وبين الأمن واتفقنا أن تسير الأمور بشكل عادي".
وحول مقولة "إن تاريخ الإخوان يقول إنهم كلما تعرضوا لمواجهات وتضييق أمني من الدولة كانوا أكثر مرونة في قبول الصفقات"، علق عاكف قائلًا "نحن الآن في قمة الشدة ولم يعرض علينا أحد أى صفقة".
وفي معرض رده على سؤال عما إذا كانت الجماعة في طريقها لعقد صفقة مع النظام، قال المرشد العام "شد حيلك ووريني صفقات"، مضيفًا "أنا أسألك: أين هى الصفقات.. أنا لا أقدم وهم من يعرضون.. ولا توجد عروض حاليًا، ويا ليتهم يعرضونها سرًا حتى وأنا موجود".
النظام عرض منحنا كل ما نريد مقابل عدم خوض انتخابات 2010:
وكان عاكف قد كشف، في وقتٍ سابق، عن تلقيه عرضًا من النظام المصري بمنحهم كل ما يريدون مقابل عدم خوضهم انتخابات 2010.
وأوضح عاكف أنه تلقى هذا العرض عبر المؤرخ أحمد رائف. وقال "إن رائف "جاء لي منذ فترة وجلس معي وادعى أن هناك شخصية كبيرة من النظام أرسلت معه رسالة مفادها أن النظام مستعد أن يعطي للإخوان كل ما يريدون مقابل ألا يدخلوا في انتخابات 2010".
وأضاف أنه رد على رائف قائلًا "أنا كمرشد موافق ولكن معي مكتب إرشاد يجب أن آخذ رأيه، وبلغ هذا المسئول الكبير أهلا وسهلا به للاتفاق". وتابع مرشد الإخوان "إن رائف "ذهب ولم يرجع، وبدأ يهاجمنا هجوما شرسًا".
تعليق