إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وهكذا يفعل الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وهكذا يفعل الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب

    الإيمان الحق إذا خالطت بشاشته القلوب أثمر مسارعة إلى طاعة الله ورسوله ، واستقامة في السلوك ، وحسنا في الأخلاق ، وسلامة في الصدر ، وتماسكا في بنيان المجتمع ، ورخاء في النعم ، وأمنا في الوطن .

    وإليك صورا من أثر الإيمان إذا وقر في القلب :
    1. قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{90} إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ{91}
    في هذه الآيات بين الله للمؤمنين في الخمر بيانا شافيا ، وحرمها تحريما قاطعا ، ومع أن الخمر قد ألفتها النفوس ، واستحكم حبها في القلوب إلا أن ذلك لم يمنع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من الاستجابة لله ورسوله ، بل والمسارعة إلى ذلك .
    أخرج البخاري عَنْ أَنَسٍ - رضى الله عنه - قَالَ : كُنْتُ سَاقِىَ الْقَوْمِ فِى مَنْزِلِ أَبِى طَلْحَةَ فَنَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ ، فَأَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى . فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ : اخْرُجْ فَانْظُرْ مَا هَذَا الصَّوْتُ ؟قَالَ : فَخَرَجْتُ ، فَقُلْتُ : هَذَا مُنَادٍ يُنَادِى أَلاَ إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ . فَقَالَ لِى : اذْهَبْ فَأَهْرِقْهَا . قَالَ فَجَرَتْ فِى سِكَكِ الْمَدِينَةِ "
    وأخرج الإمام أحمد عن عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ قَالَ : سَأَلُوا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنِ الْفَضِيخِ ، فَقَالَ : مَا كَانَتْ لَنَا خَمْرٌ غَيْرَ فَضِيخِكُمْ هَذَا الَّذِى تُسَمُّونَهُ الْفَضِيخَ ، إِنِّى لَقَائِمٌ أَسْقِيهَا أَبَا طَلْحَةَ وَأَبَا أَيُّوبَ وَرِجَالاً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى بَيْتِنَا إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ : هَلْ بَلَغَكُمُ الْخَبَرُ ؟ قُلْنَا : لاَ . قَالَ : فَإِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ . فَقَالَ: يَا أَنَسُ ! أَرِقْ هَذِهِ الْقِلاَلَ . قَالَ : فَمَا رَاجَعُوهَا ، وَلاَ سَأَلُوا عَنْهَا بَعْدَ خَبَرِ الرَّجُلِ"
    وأخرج عَنْ أَنَسٍ قَالَ : كُنْتُ أَسْقِى أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ ، وَأُبَىَّ بْنَ كَعْبٍ ، وَسُهَيْلَ ابْنَ بَيْضَاءَ ، وَنَفَراً مِنْ أَصْحَابِهِ عِنْدَ أَبِى طَلْحَةَ ، وَأَنَا أَسْقِيهِمْ حَتَّى كَادَ الشَّرَابُ أَنْ يَأْخُذَ فِيهِمْ ، فَأَتَى آتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ : أَوَمَا شَعَرْتُمْ أَنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ ؟ فَمَا قَالُوا : حَتَّى نَنْظُرَ وَنَسْأَلَ. فَقَالُوا يَا أَنَسُ ! أَكْفِ مَا بَقِىَ مِنْ إِنَائِكَ. قَالَ فَوَاللَّهِ مَا عَادُوا فِيهَا ، وَمَا هِىَ إِلاَّ التَّمْرُ وَالْبُسْرُ ، وَهِىَ خَمْرُهُمْ يَوْمَئِذٍ "
    فتأمل كيف سارع القوم إلى الانتهاء عن شرب الخمر ؟ بل وأهرقوها ، لم يتحايلوا على شرع الله ، ولم يسوفوا في تنفيذ أمر الله ، ولم ينتظروا ليسألوا ؛ لأنهم فعلوا ذلك استجابة لله ولرسوله ، ورغبة فيما عند الله ، وخوفا من عقابه .
    2. قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب59
    فالآية فيها أمر للمؤمنات بوجوب ستر جميع وجوههن ، وقد فهم ذلك نساء الصحابة فامتثلن الأمر ، ولم يفعلن كما يفعل بعض نسائنا اليوم .
    نعم امتثلن الأمر ، ولم يقلن الأمر ليس للوجوب ، ولم يعترضن على إيجابه عليهن ، ولم يقلن إن الإيمان في القلوب ، ولبس الحجاب لا يدل عليه ، كما أن عدم لبسه لا يدل على عدم الإيمان .ولم يقلن العبرة بالثقة ، وإذا وثق الرجل في زوجته أو أخته أو من تحت ولا يته فلا حاجة للإلزام بالحجاب ؛ كما هي دعوى بعض نساء اليوم .
    أخرج أبو داود عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ : لَمَّا نَزَلَتْ (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ) خَرَجَ نِسَاءُ الأَنْصَارِ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِنَّ الْغِرْبَانُ مِنَ الأَكْسِيَةِ."
    قال في عون المعبود : " ( كَأَنَّ عَلَى رُءُوسهنَّ الْغِرْبَان ): جَمْع غُرَاب
    ( مِنْ الْأَكْسِيَة ): جَمْع كِسَاء شَبَّهَتْ الْخُمُر فِي سَوَادهَا بِالْغُرَابِ ."
    وروى البخاري عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ : يَرْحَمُ اللَّهُ نِسَاءَ الْمُهَاجِرَاتِ الأُوَلَ ، لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ ( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ) شَقَّقْنَ مُرُوطَهُنَّ فَاخْتَمَرْنَ بِهِ "
    قال ابن حجر " قوله : ( مروطهن ) : جمع مرط وهو الإزار ، وفي الرواية الثانية " أزرهن " وزاد " شققنها من قبل الحواشي " .
    قوله : ( فاختمرن ) : أي غطين وجوههن ؛ وصفة ذلك أن تضع الخمار على رأسها وترميه من الجانب الأيمن على العاتق الأيسر وهو التقنع ، قال الفراء : كانوا في الجاهلية تسدل المرأة خمارها من ورائها وتكشف ما قدامها ، فأمرن بالاستتار ، والخمار للمرأة كالعمامة للرجل "
    وأخرج عنها أيضا أنها كَانَتْ تَقُولُ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ) أَخَذْنَ أُزْرَهُنَّ فَشَقَّقْنَهَا مِنْ قِبَلِ الْحَوَاشِى فَاخْتَمَرْنَ بِهَا "
    قال ابن حجر : " ولابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم عن صفية ما يوضح ذلك ، ولفظه " ذكرنا عند عائشة نساء قريش وفضلهن ، فقالت : إن نساء قريش لفضلاء ، ولكني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد تصديقا بكتاب الله ولا إيمانا بالتنزيل ، لقد أنزلت سورة النور ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل فيها ، ما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها فأصبحن يصلين الصبح معتجرات كأن على رءوسهن الغربان " ويمكن الجمع بين الروايتين بأن نساء الأنصار بادرن إلى ذلك ."
    3. أخرج البخاري عن ابْن أَبِى أَوْفَى - رضى الله عنهما - يَقُولُ أَصَابَتْنَا مَجَاعَةٌ لَيَالِىَ خَيْبَرَ ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ وَقَعْنَا فِى الْحُمُرِ ويالأَهْلِيَّةِ ، فَانْتَحَرْنَاهَا فَلَمَّا غَلَتِ الْقُدُورُ ، نَادَى مُنَادِى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - اكْفَئُوا الْقُدُورَ ، فَلاَ تَطْعَمُوا مِنْ لُحُومِ الْحُمُرِ شَيْئًا . "
    و عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضى الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جَاءَهُ جَاءٍ فَقَالَ : أُكِلَتِ الْحُمُرُ . فَسَكَتَ ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ فَقَالَ : أُكِلَتِ الْحُمُرُ . فَسَكَتَ ، ثُمَّ الثَّالِثَةَ فَقَالَ : أُفْنِيَتِ الْحُمُرُ . فَأَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى فِى النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ . فَأُكْفِئَتِ الْقُدُورُ ، وَإِنَّهَا لَتَفُورُ بِاللَّحْمِ ".
    فتأمل إذعان القوم لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، واستسلامهم له أنهم في مجاعة ، واللحم قد نضج ، أكفأوا القدور ، ولم يطعموا مما طبخوا شيئا .
    إن العالم الإسلامي يعاني اليوم من مشاكل كثيرة ، ويتعرض لموجات عاتية من الشهوات والشبهات ، ولا مخرج من ذلك بعد رحمة الله وفضله إلا بالتمسك بهدي الكتاب والسنة ، وتقوية الإيمان الصحيح في النفوس ، الذي يصلح القلوب ويهديها إلى علام الغيوب .

  • #2
    رد : وهكذا يفعل الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب

    الإيمان تصديق القلب بالله وبرسوله، وهو التصديق الذي لا يرد عليه شك ولا ارتياب، وهو التصديق المطمئن الثابت المتيقن الذي لا يتزعزع ولا يضطرب، ولا تهجس فيه الهواجس ولا يتلجلج فيه القلب والشعور.

    فالقلب متى تذوق حلاوة الإيمان واطمأن إليه وثبت عليه، لابد من دفع لتحقيق حقيقته في خارج القلب في واقع الحياة في دنيا الناس، يريد أن يوجد مناسبة بين ما يستشعره في باطنه من حقيقة الإيمان، وما يحيط به في ظاهره من مجريات الأمور وواقع الحياة، ولا يطيق الصبر على المفارقة بين الصورة الإيمانية في حسه والصورة الواقعية من حوله لأن هذه المفارقة تؤذيه وتصدمه في كل لحظة.

    فالإيمان في حقيقته عمل نفسي يبلغ أغوار النفس ويحيط بجوانبها كلها من إدراك وإرادة ووجدان.
    بارك الله فيكم وجعله في ميزان حسناتكم

    تعليق


    • #3
      رد : وهكذا يفعل الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب

      مسارعتهم وهم سلفنا الصالح وقدوتنا و صحابة رسول الله ماهي إلا دليل على محبتهم لدينهم وإيمانهم الصادق
      فالله أسأل أن يغرس في قلب كل مؤمن محبة لا تفارق قلبه وتنير عمله و دربه..!

      تعليق


      • #4
        رد : وهكذا يفعل الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب

        شكرا شكرا
        التعديل الأخير تم بواسطة رجل العزائم; 25/10/2009, 07:06 PM.

        تعليق


        • #5
          رد : وهكذا يفعل الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب

          سألت الدار تخبرني ..... عن الأحباب ما فعلوا

          فقالت لي أناخ القوم ..... أياماً وقـد iiرحلوا

          فقلت فأين أطلبهم؟ ..... وأيّ منـــــازلٍ نزلــوا

          فقالت بالقبور وقد ..... لقوا والله ما iiفعلـوا

          أناسٌ غرّهم أمـلٌ ..... فبادرهم به iالأجـل

          فنوا وبقي على الأيام ..... ما قالوا ومــا عملـــوا

          وأثبت في صحائفهم ..... قبيح الفعل iiوالزلل

          فلا يسـتعتبون ولا ..... لهم ملجأ ولا iiحيل

          ندامى في قبورهـم ..... ومايغني وقدiiحصلوا

          رجل العزائم

          تعليق


          • #6
            كلمتان خفيفتان على السان ثقيلتان في الميزان عزيزتان على الرحمان


            من قالها وهو موقن بها دخل الجنة


            لا اله الا الله محمد رسول الله
            التعديل الأخير تم بواسطة رجل العزائم; 25/10/2009, 07:11 PM.

            تعليق

            جاري التحميل ..
            X