النفاق بين الامس واليوم
كان المنافقون بقسميهم ـ نفاق الاعتقاد والعمل ـ ولا يزالون في الماضي والحاضر أكثر من المؤمنين، ويزداد عددهم ويعظم خطرهم كلما مضى الزمان، وضعف الإيمان، وقويت شوكة الكفار، مما يدل على كثرة المنافقين ووفرة عددهم حتى في القرون الفاضلة أن حذيفة رضي الله عنه سمع رجلاً يقول: اللهم أهلك المنافقين؛ فقال: "يا ابن أخي، لو هلك المنافقون لاستوحشتم في طرقاتكم من قلة السالك".
وقال الحسن البصري أيضاً رحمه الله: "لولا المنافقون لاستوحشتم في الطرقات".
وقال ابن القيم رحمه الله: "كاد القرآن أن يكون كله في شأنهم، لكثرتهم على ظهر الأرض، وفي أجواف القبور، فلا خلت بقاع الأرض منهم لئلا يستوحش المؤمنون في الطرقات وتتعطل بهم أسباب المعايش، وتخطفهم الوحوش والسباع في الفلوات"
ما اشبه اليوم بالامس
النفاق يستشري ويبلغ اوجه وكأن ابن سلول يعيش في بلادنا من جديد
يقول تعالى (بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما * الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فان العزة لله جميعا ...... الذين يتربصون بكم فان كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وان كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا)
هذه الاية التي نزلت قبل مئات السنين وكأنها انزلت في منافقين هذا الزمان الذين اتخذوا اعداء الله اولياء لهم من دون المؤمنين ويتربصون بالاسلام من كل جانب
( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام )
نستمع لخطابات زعامة اليوم الذين يحاولون ان ينمقوا الكلمات ويزينوها ليخدعوا بها المؤمنين ولكن الله كاشفهم وفاضح مؤامراتهم كما فضحهم لرسوله والمؤمنين
(إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم )
(يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم ومايشعرون )
اذا نظرنا الى وضع عباس وزمرته الذن فاقوا منافقي المدينة بكيدهم و دسائسهم لان هؤلاء استلموا القيادة ومنافقي المدينة لم يتسنى لهم ذلك
( ويحلفون بالله انهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون * لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا لولوا إليه وهم يجمحون )
هل يكون من المؤمنين من باع الوطن
هل يكون من المؤمنين من تنازل عن المقدسات الاسلامية
هل يكون من المؤمنين من والى المشركين والنصارى واليهود (لم تر الى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك من قبلك يريدون أن يتحاكموا الى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا * وإذا قيل لهم تعالوا الى ما أنزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا)
ولو خرجوا للقتال ظاهرا مع المؤمنين لاوضعوا الفتنة في صفوف المؤمنين (لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين )
الم يحدث هذا ؟؟ الم نرى منافقي غزة وهم يعطون المعلومات عن المجاهدين لتصفيتهم الم نرى المنافقين في غزة وهم ينعتون المجاهدين بانهم خربوا غزة ودمروها الم يلقي المنافقين اللوم على المجاهدين تاركين الجلاد لينفذ بفعلته
قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين )َ
وكذلك الحال في العراق وافغانستان
الم نسمع زعامات العرب المنافقين وهم يحملون المجاهدين اللوم على زعزعة الامن والاخلال بالنظام
اليس هذا موالاة للكفار من دون المؤمنين
هل يكون من المؤمنين من تقاعس عن الجهاد ولم يخرج لنصرة اهله (رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون )
قال ابن القيم رحمه الله: (إن بلية الإسلام بالمنافقين شديدة جداً، لأنهم منسوبون إليه وهم أعداؤه في الحقيقة، يخرجون عداوته في كل قالب يظن الجاهل أنه علم وصلاح، وهو غاية الجهل والفساد، فلله كم من معقل للإسلام هدموه؟وكم من حصن له قد قلعوا أساسه وخربوه؟ وكم من علم له قد طمسوه؟ فلا يزال الإسلام وأهله منهم في محنة وبلية، ولا يزال يطرقه من شبههم سرية بعد سرية، يزعمون أنهم بذلك مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“يخرج في آخر الزمان رجال يختِلون الدنيا بالدين، يلبسون للناس جلود الضأن من اللين، ألسنتهم أحلى من العسل، وقلوبهم قلوب الذئاب .. يقول الله تعالى: (أبي يغترون أم علي يجترئون، فبي حلفتُ لأبعثن على أولئك فتنة تذر الحليم فيهم حيران)” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم (رواه الإمام الترمذي في صحيحه وقال حديث حسن صحيح
تعليق