كل عام والشعب الفلسطيني بألف خير والي الله اقرب كل عام وغزة في حرية ورخاء وأمن وأمان كل عام ورمضان يهل علينا بلا حصار لنأكل الفاكهة واللحوم لا نشاهدها عبر التلفاز وسماع أسمائها عبر الإذاعات كل عام وغزة تفتح مدارسها ويلبس أبنائنا الجديد من الزى المدرسي ويحملون الشنط زاهية الألوان ودفاتر وأقلام من نوع جيد يباع وليس صدقة من جهات مختلفة تترك لون مؤسستها على شنطة الطالب فيشعر بالتميز بين أترابه بأنه فقير حتى النخاع ولا يستطيع والده أن يؤمن له الحاجيات الأساسية .
كل هذا تحملنا عذاباته وألمه منذ حصار غزة الجائر الذي خرج عن كل مفاهيم الإنسانية بل والوحشية والحيوانية بل ربما خرج عن معايير كل شيء يتنفس بل إلي كل جماد لا يحمل من المشاعر والأحاسيس أي منها.
نعم تحملنا وصبرنا ولا زلنا على قدرة عالية من الصبر والاتزان في أفعالنا وأقوالنا ربما لم يعد للآباء عذر يعتذرون به أمام الأطفال من ملبس ومشرب ومأكل ولكن رمضان له ما له من احتياجات ليست ترف وتبذير إنما غذاء ليستطيع الأطفال الاستمرار بالصيام قبل أن يفقدوا الوعي من صيام حار بلا كهرباء وإفطار جاف بلا قيمة غذائية تعيد للجسم بعض ما فقد من سوائل أو قدرة فكل شيء أصبح بميزان الذهب اللحم الخضار الفاكهة كلها أصناف باتت تعتبر للمناسبات الكبيرة في حالة الرخاء فماذا نقدم لأبنائنا في رمضان غير الدعاء !!
استطعنا توفير بعض الدفاتر لابناءنا للعام المدرسي الجديد وأقنعنا الأبناء بطريقة مجربة لغسيل النشطة المدرسية التي مر عليها من العمر سنوات وإضافة ميدالية جميلة إلي احد سحاباتها وستكون غاية بالجمال ولن يظهر عليها معالم الخيطان والترقيع وال كحت هنا وهناك وما هي إلا أيام وتصبح الشنط الجديدة كالقديمة فلا يضايقكم ذلك فقط تحملوا لأيام .
أقنعناهم بأكثر من ذلك وتحملوا لإدراكهم بأننا في حصار وأنا أتحدث عن أبناء في المرحلة الابتدائية ولا أتحدث عن شباب في الثانوية او حتى الإعدادية
تجاوزت العام الماضي فكرة إرسال ابنتي الصغرى إلي الروضة بستان وتمهيدي لإعدادها للمدرسة واليوم لا أجد ما أتحجج به فلم يعد أمامي أسباب فماذا أقول لطفلة هل أقول لها حصار ودمار ؟
كيف أفسر لها أنها أصبحت تختلف عن أطفال العالم في تحصيل حقوقها من ضمير أمة قد مات !!!
هاهو رمضان والعام الجديد من المدارس يطل علينا وقد غصنا فقد نسينا وانشغالنا بالهموم عن العبادات شغلتنا أفكار توفير لقمة العيش عن عبادة الله والأدهى والأمر أن الأبناء عادوا أمس وقد تم مطالبتهم بالرسوم المدرسية ضحكت حتى فقدت الوعي من شدة الضحك فمن تبقى لنا سوى الله فهل التربية والتعليم تعيش في عالم أخر غير عالمنا لتؤكد قرار الإعدام في طلبها لرسوم مدرسية من إباء عاجزون أن يوفروا لقمة العيش للأبناء بالله عليكم أليس ذلك مضحكا لحد الثمالة ؟!!!!
لست اعلم لمن أوجه هذه الكلمات او هذا الكتاب او هذا الذي اكتب فقد تداخلت المعاني وباتت مزيجا من الضحك والحزن بين الفرحة في قدوم شهر رمضان والعذاب من تكاليف العيش فيه وبين ألم وحزن عام دراسي جديد لا نستطيع تلبية أدنى احتياجات الأبناء بل نعجز عن إرسالهم إلي دور الحضانة التمهيدي في نحن على أعتاب جهل جديد ام هكذا تريدها وزارة التربية والتعليم ؟!!!