تويت
الشهيدان الحماسيان والمؤتمر السادس لفتح
بقلم: المهندس ابراهيم غوشة
عضو المكتب السياسي لحركة حماس
جريدة المجد الأردنية
في أوائل هذا الشهر قمت بزيارة المجاهد كمال أبو طعيمة في المدينة الطبيّة حيث كان على فراش الموت السريري•• كانت شقيقته مستغرقة في تلاوة سورة يس علّ الله يشفيه من مرضه•• دعوت له ولها ثم قابلت بعض أقربائه حيث حدّثوني عن مسيرة هذا المجاهد•• من مرج الزهور الى اعتقاله عدّة سنوات في سجون الاحتلال الى اعتقاله في سجون الأمن الوقائي بالخليل عدة أشهر تخلّلها 50 يوماً شبحٌ وضربٌ متواصل على رأسه حيث تم التأثير على دماغه، وفي يوم 4/8/2009 يوم افتتاح المؤتمر السادس لفتح أسلم الروح عن عمر يناهز 44 عاماً، وتم دفنه في الخليل•
بعد افتتاح المؤتمر بأسبوع واحد أي يوم 10/8/2009 توفي المجاهد فادي حمادنة من بلدة عصيرة الشمالية، بلدة البطل الشهيد ابو هنود وأيضاً بسبب التعذيب الشديد•
مجاهدان بطلان من أشاوس فلسطين تم التضحية بهما على أبواب المؤتمر السادس وطيلة مدة الحوار ولأكثر من خمسة أشهر وحركة حماس تناشد وتطالب بإطلاق سراح أكثر من ألف مجاهد في سجن عباس، وتحذر من تصاعد أعداد الشهداء في سجون عباس الذين تجاوزوا (15) شهيداً سقطوا بسبب التعذيب والقتل•
لقد تفاوتت أعذار جماعة عباس برفض الإفراج عنهم•• فتارة يقولون ليس لدينا في السجون معتقلون سياسيون وإنما جنائيون (أسلحة وأموال أي مقاومة)، وتارة يقولون أنهم يُعدّون لحسم عسكري في الضفة شبيه بحسم غزة عام 2007، وتارة أخيرة يتذرعون بأن سلطة عباس لديها التزامات تجاه الاحتلال الصهيوني والولايات المتحدة، وكيف نؤمن الأموال لتنفق على موظفي عباس إذا ما أطلقت سراحهم ؟
عندما قرّرت حماس ممارسة حقها في منع 417 من كوادر فتح من الذهاب الى بيت لحم من أجل إطلاق سراح معتقليها في الضفة الغربية•• قامت الدنيا ولم تقعد وشنّ عباس وجماعته هجوماً إعلامياً غير مسبوق مذكّراً بأسلوب وزير الإعلام النازي جوبلز• وفي النهاية شاركت فتح غزة بالتصويت ولم يفقدوا حقهم بالتصويت•
إن ما يجري من اعتقال وتعذيب للمجاهدين في الضفة الغربية يستدعي في رأينا أن تبادر قيادة حماس لفرض مبدأ المعاملة بالمثل، فلا يُعقل أن يتم التعامل مع جماعة عباس في القطاع بإنسانية ويتم التعامل مع كوادر حماس في الضفة بالقمع والاضطهاد•
بالعودة للمؤتمر السادس لحركة فتح في بيت لحم•• فأول ما يتبادر الى الذهن: أيّ حركة تحرير وطني هذه التي تعقد مؤتمرها في حضن الاحتلال والتي تزعم بأنها تعمل على الخلاص منه ؟؟ وفي ظل حكومة نتنياهو الذي كشف رؤيته تماماً•• في حكم ذاتي فقط وفي ظلّ احتلال للأرض والسماء وسيطرة على الحدود والماء ولا عودة للاجئين لفلسطين من بحرها لنهرها ومع الرضوخ ليهودية الدولة ولقدس موحدة لليهود ؟
حوالي (2400) كادر من حركة فتح سُمح لهم بالتوجه الى بيت لحم بموافقة رئيس الموساد والشاباك ليتجمعوا هناك ويتنافسوا كما يشاءون وينتخبوا ممثليهم بعد أن تمّ استثناء عدد قليل لم يسمح لهم بالدخول، فأي حركة تحرر هذه التي تُصنع على عين العدو الصهيوني ؟؟
وإذا عدنا للوراء قليلاً نجد أن حركة تحرير فلسطين فتح التي انطلقت في 1/1/1965 لتحرير فلسطين الـ 48 قد تغيرت وتبدلت كثيراً عبر محطات عدّة ومنها قرار الاعتراف بالكيان الصهيوني ضمن الاعتراف بقرار 242 في مؤتمر الجزائر في 15/11/1988 واتفاقية اوسلو في 31/9/1993 وقبلها الرسائل المتبادلة في 9/9/1993 حيث تم الاعتراف بحق اسرائيل بالوجود ونبذ العنف أي المقاومة والتقيد بالمفاوضات والمفاوضات فقط•
والواقع يقول بأنه بعد انتخاب اللجنة المركزية الجديدة قام عباس بتعزيز مواقعه وتكريس برنامجه السياسي بعبثية المقاومة والالتزام بالمفاوضات والمفاوضات فقط• وخاصة أن هناك ترتيبات يجري الإعداد لها في أيلول 2009 في نيويورك لعقد لقاء بين عباس ونتنياهو مع اللجنة الرباعية الدولية•
لقد تابعت مؤتمر بيت لحم لمدة ثمانية أيام متواصلة•• صحيح أنني لمحت بعض الوجوه والأصوات التي تطالب بالمقاومة والتحرير ولكّنها محدودة ونتائج انتخابات اللجنة المركزية تؤكد ذلك، أما الأغلبية فكان همّها ليس إزالة الاحتلال أو التصدي لتهويد القدس والأقصى أو لإزالة الجدار والحواجز أو التصدي لنتنياهو والمستوطنين وغيرها، وإنما لأمرين اثنين فقط•
الأمر الأول كيف استطاعت حماس أن تسيطر على انتخابات 2006، والأمر الثاني أن تحسم عسكرياً في 15/6/2007 في قطاع غزة ! مع أنّ قوة فتح الى قوّة حماس كانت بنسبة (5:1) وأنّ الخطة الامريكية لتصفية حماس في القطاع تمّ الكشف عنها بوضوح في أوائل عام 2007 وبواسطة بعض الصحف الاسبوعية في الاردن !
إن موقف عباس المتشنج تجاه حماس يوحي بأنّ خطوات خطيرة ربما تتخذ تجاه حماس في القطاع، وقد لمّح لها أحد الفتحاويين عزام الأحمد عندما لام الجغرافيا بين الضفة والقطاع، وإلاّ لتمّ اكتساح حماس في القطاع• وطبعاً يمكن ردم الجغرافيا بالتنسيق مع الاحتلال لمهاجمة القطاع• وهو ما هدّد به نتنياهو وباراك مؤخراً وربما قبل 25/1/2010 موعد الانتخابات، مما يستدعي استعداد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لمواجهة عدوان قريب عليها•
بقلم: المهندس ابراهيم غوشة
عضو المكتب السياسي لحركة حماس
جريدة المجد الأردنية
في أوائل هذا الشهر قمت بزيارة المجاهد كمال أبو طعيمة في المدينة الطبيّة حيث كان على فراش الموت السريري•• كانت شقيقته مستغرقة في تلاوة سورة يس علّ الله يشفيه من مرضه•• دعوت له ولها ثم قابلت بعض أقربائه حيث حدّثوني عن مسيرة هذا المجاهد•• من مرج الزهور الى اعتقاله عدّة سنوات في سجون الاحتلال الى اعتقاله في سجون الأمن الوقائي بالخليل عدة أشهر تخلّلها 50 يوماً شبحٌ وضربٌ متواصل على رأسه حيث تم التأثير على دماغه، وفي يوم 4/8/2009 يوم افتتاح المؤتمر السادس لفتح أسلم الروح عن عمر يناهز 44 عاماً، وتم دفنه في الخليل•
بعد افتتاح المؤتمر بأسبوع واحد أي يوم 10/8/2009 توفي المجاهد فادي حمادنة من بلدة عصيرة الشمالية، بلدة البطل الشهيد ابو هنود وأيضاً بسبب التعذيب الشديد•
مجاهدان بطلان من أشاوس فلسطين تم التضحية بهما على أبواب المؤتمر السادس وطيلة مدة الحوار ولأكثر من خمسة أشهر وحركة حماس تناشد وتطالب بإطلاق سراح أكثر من ألف مجاهد في سجن عباس، وتحذر من تصاعد أعداد الشهداء في سجون عباس الذين تجاوزوا (15) شهيداً سقطوا بسبب التعذيب والقتل•
لقد تفاوتت أعذار جماعة عباس برفض الإفراج عنهم•• فتارة يقولون ليس لدينا في السجون معتقلون سياسيون وإنما جنائيون (أسلحة وأموال أي مقاومة)، وتارة يقولون أنهم يُعدّون لحسم عسكري في الضفة شبيه بحسم غزة عام 2007، وتارة أخيرة يتذرعون بأن سلطة عباس لديها التزامات تجاه الاحتلال الصهيوني والولايات المتحدة، وكيف نؤمن الأموال لتنفق على موظفي عباس إذا ما أطلقت سراحهم ؟
عندما قرّرت حماس ممارسة حقها في منع 417 من كوادر فتح من الذهاب الى بيت لحم من أجل إطلاق سراح معتقليها في الضفة الغربية•• قامت الدنيا ولم تقعد وشنّ عباس وجماعته هجوماً إعلامياً غير مسبوق مذكّراً بأسلوب وزير الإعلام النازي جوبلز• وفي النهاية شاركت فتح غزة بالتصويت ولم يفقدوا حقهم بالتصويت•
إن ما يجري من اعتقال وتعذيب للمجاهدين في الضفة الغربية يستدعي في رأينا أن تبادر قيادة حماس لفرض مبدأ المعاملة بالمثل، فلا يُعقل أن يتم التعامل مع جماعة عباس في القطاع بإنسانية ويتم التعامل مع كوادر حماس في الضفة بالقمع والاضطهاد•
بالعودة للمؤتمر السادس لحركة فتح في بيت لحم•• فأول ما يتبادر الى الذهن: أيّ حركة تحرير وطني هذه التي تعقد مؤتمرها في حضن الاحتلال والتي تزعم بأنها تعمل على الخلاص منه ؟؟ وفي ظل حكومة نتنياهو الذي كشف رؤيته تماماً•• في حكم ذاتي فقط وفي ظلّ احتلال للأرض والسماء وسيطرة على الحدود والماء ولا عودة للاجئين لفلسطين من بحرها لنهرها ومع الرضوخ ليهودية الدولة ولقدس موحدة لليهود ؟
حوالي (2400) كادر من حركة فتح سُمح لهم بالتوجه الى بيت لحم بموافقة رئيس الموساد والشاباك ليتجمعوا هناك ويتنافسوا كما يشاءون وينتخبوا ممثليهم بعد أن تمّ استثناء عدد قليل لم يسمح لهم بالدخول، فأي حركة تحرر هذه التي تُصنع على عين العدو الصهيوني ؟؟
وإذا عدنا للوراء قليلاً نجد أن حركة تحرير فلسطين فتح التي انطلقت في 1/1/1965 لتحرير فلسطين الـ 48 قد تغيرت وتبدلت كثيراً عبر محطات عدّة ومنها قرار الاعتراف بالكيان الصهيوني ضمن الاعتراف بقرار 242 في مؤتمر الجزائر في 15/11/1988 واتفاقية اوسلو في 31/9/1993 وقبلها الرسائل المتبادلة في 9/9/1993 حيث تم الاعتراف بحق اسرائيل بالوجود ونبذ العنف أي المقاومة والتقيد بالمفاوضات والمفاوضات فقط•
والواقع يقول بأنه بعد انتخاب اللجنة المركزية الجديدة قام عباس بتعزيز مواقعه وتكريس برنامجه السياسي بعبثية المقاومة والالتزام بالمفاوضات والمفاوضات فقط• وخاصة أن هناك ترتيبات يجري الإعداد لها في أيلول 2009 في نيويورك لعقد لقاء بين عباس ونتنياهو مع اللجنة الرباعية الدولية•
لقد تابعت مؤتمر بيت لحم لمدة ثمانية أيام متواصلة•• صحيح أنني لمحت بعض الوجوه والأصوات التي تطالب بالمقاومة والتحرير ولكّنها محدودة ونتائج انتخابات اللجنة المركزية تؤكد ذلك، أما الأغلبية فكان همّها ليس إزالة الاحتلال أو التصدي لتهويد القدس والأقصى أو لإزالة الجدار والحواجز أو التصدي لنتنياهو والمستوطنين وغيرها، وإنما لأمرين اثنين فقط•
الأمر الأول كيف استطاعت حماس أن تسيطر على انتخابات 2006، والأمر الثاني أن تحسم عسكرياً في 15/6/2007 في قطاع غزة ! مع أنّ قوة فتح الى قوّة حماس كانت بنسبة (5:1) وأنّ الخطة الامريكية لتصفية حماس في القطاع تمّ الكشف عنها بوضوح في أوائل عام 2007 وبواسطة بعض الصحف الاسبوعية في الاردن !
إن موقف عباس المتشنج تجاه حماس يوحي بأنّ خطوات خطيرة ربما تتخذ تجاه حماس في القطاع، وقد لمّح لها أحد الفتحاويين عزام الأحمد عندما لام الجغرافيا بين الضفة والقطاع، وإلاّ لتمّ اكتساح حماس في القطاع• وطبعاً يمكن ردم الجغرافيا بالتنسيق مع الاحتلال لمهاجمة القطاع• وهو ما هدّد به نتنياهو وباراك مؤخراً وربما قبل 25/1/2010 موعد الانتخابات، مما يستدعي استعداد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لمواجهة عدوان قريب عليها•
تعليق