مـا الجريمـة ؟!
الفقرة الممنوعة !
الفقرة الممنوعة !
نور الفكر
نفهمُ للجريمة أركان، وللجاني دوافع غير مُسَوِّغة للجُرْم، والضحية ليست شرطاً تلك التي تصيح وقد سقط عنها ثوبُ الكرامة والشَّرف!في الضَّفة حين تختلطُ القِيَم؛ يصعُب تحديد سببُ الاتهامات الخرقاء التي يُرمَى بها أبناء القوْمِ دون سقف حماية، وحين تكون ابن أحدِ المتهمين فإنك متهم وعليك شُبهة تضرُّ بالأمن العام!
حكومة دايتون عسكرت في المؤسسات بوضع اليد، بل وازاحت كل مَن وُضِع عليه دائرة تُذكِّرهم بحماس والحركة الإسلامية، والاستبدال كان بأشخاص لبسوا الدين شكلاً لا جوهراً.
وهل باللحية يُقاس أشباه الرِّجال ليُنزَلوا منزلة الرجال؟! ، ليس هذا معرِض الحديث .
القانون الجديد مركزيّ لا يعطي صلاحية لأي مدير تنفيذيّ بالتصرف دون أخذ التوقيع الرسمي، ويُجبَر على ذلك العاملين من أبناء الحركة الإسلامية الذين إن قبلوا أن يستمروا في حياتهم فهو لخدمة مجتمعٍ أحبهم وألِفَهم.
وبطبيعة الحال، هذا القانون أُسقِطَ على المراكز الصيْفيّة المنبثقة عن الجمعيات الخيريّة بزعامتهم، وحتى لا تُختَرق القوانين، التزم مدير المركز الصيفي بعرض برنامج الحفل الختامي للفعاليات على الهيئة الإدارية، والتي بدورها لم تقصرِّ -مشكورة-؛ فحذفوا ما أرادوا وأبقوْا الباقي مع جملة : لا يُسمَح بالتصرف بالزيادة أو النقصان!
جاء الحفل واصطف الحضور، وتشرفتِ الهيئة الإدارية بحضور الحفل أيضاً، وبدأ تدوين الملاحظات والتقييمات لكل فقرة، وأضيأت "كاميرات" التصوير بأنواعها، وسار الحفل حتى جاءت هذه الفقرة .
اعتلت فارساتُ الحفل المنصّة معهن عدّة الفقرة الخاصّة بهن، وظهرن بلباس كشفي "عسكري" وبدا ترتيب المنصة للعرض، وهنا ثارت ثائرة الهيئة الإدارية وبدأوا يبحثون بين سطور البرنامج الذي بين أيدهم ليتأكدوا من موافقتهم عليها، وتعالى صوت أحدهم مادّا يده لإيقاف كل الكاميرات المحيطة وبنفسه أشرف على إغلاقها، ولمّا رأى الفقرة جهزت على المنصة، اعتلى المنصة صارخاً بالمشرف"ة" بنبرة غاضبة : "أنا قلت هذه الفقرة ملغية"!
دقائق مرّت احتبست فيها الأنفاس وتصاعدت التحركات، ثم سكنت، وأُلغيّت الفقرة بحجة الوقت !!!!!وسال الدمع سكيباً على خدود هذه الزهرات حائراً حارقاً المُهَج، وملهباً المشاعر، ما الفقرة؟ تتساءلون عنها؟
إنّها يـا سادة :
مشهد تمثيلي بمصاحبة أنشودة [ ناطِر ع البوابة ]
والتي تتحدث عن الأسير وعزيمته ومشاعره الممتزجة بمشاعر أهله وأبنائه حتى يكسر سجانه وقيده ويرجع رافعاً هامته بعِزّ.
لماذ بكتِ الزهرات؟
لأنّهن يُعانين من سُلطة دايتون، وماذا ننتظِر ممن تزور والدها في سجن أريحا أو الظاهرية أو بيتونيا أو جنيد؟لأنّهن صاحبات حق، وصاحبُ الحق المقهور كسير الجناح ماذا يُنتَظر منه؟َإنّها يـا سادة :
مشهد تمثيلي بمصاحبة أنشودة [ ناطِر ع البوابة ]
والتي تتحدث عن الأسير وعزيمته ومشاعره الممتزجة بمشاعر أهله وأبنائه حتى يكسر سجانه وقيده ويرجع رافعاً هامته بعِزّ.
لماذ بكتِ الزهرات؟
على أتباع وعبيد دايتون أن يفهموا أنّ الدين ليس عباءة بلحية وكلماتٍ يتقنها كل أحد، وأنّ المناصب الجامعية لا تُعفيك من المحاسبة، ولا تظنن أن المجتمع سيغفرها لكم ولكِّ مَن سوّلت له نفسه أن يعتدي، وإنّه لمن دواعي الأسف أن تكون حاملاً شهادة جامعية ولا تفقه معنىً لأدب السلوك والتصرّف، ولا تعرف معنى العدل والحياد في القرار.
وهذا الجيل المستهدف في أهله والمحارَب في أمنه وحياته، هو جيلٌ لن يفقد بوصلته ولن تحيد عن الهدف، يحمل أمانة نيل الحرية بساعد الإباء ، والشموخ فوق كل دعاوى الخِسّة والفساد، والقِيَم شمسٌ لا تُغطّى بغربال الباطل!.
تعليق