عزنا يوم اقامة خلافتنا
لحمدلله: عالم يموج بالحقد ويفور بالكراهية ويغلي بالغدر ويقذف حمم اللؤم على الاسلام والمسلمين.. عالم افتراس ومخلب وناب.. عالم سباع وذئاب .. عالم مجرم تصدى فيه أكابر المجرمين ليمكروا بالفضيلة.. وليشيعوا الرذيلة..وليلبسوا على الناس دينهم.. وأشهد أن لا اله الا الله رقيب ولبالمرصاد لشياطين الإنس والجان أعداء رواد المعالي .."ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالاخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون".. وأشهد أن محمدا عبدالله ورسوله ندب المسلمون إلى لزوم باب الله والولوج الى رحابه إذا ماجت البلايا..وطمت النائبات وأشر المجرمون.. "العبادة في الهرج كهجرة إلي".
أيها المسلمون: ما كان لمؤمن غيور في هذا الزمان إلا أن يتفجر كالبركان غضبا لله.. وهو يرى بلاد المسلمين تستباح وإخوته المسلمين يساقون كالنعاج إلى مضاجعهم وحكام الخيانة والجور يفرون بمصير المسلمين فري الأديم...وإذا لم تكن هذه المآسي موجبات للغضب لله فمتى تكون؟ وإذا لم ينتفض العزيز قياما هماما مزمجرا متوعدا عاملا باذلا مقسما فمتى إذن؟؟
أرادها الكافر جدعة في عزتنا وحاضرنا ومستقبلنا فما أنتم له قائلون؟؟.. أشعلها الكافر علينا حريقا في كل مكان .. في أفغانستان وباكستان والعراق وفلسطين والسودان والصومال .. وأذكى أوارها حشاشون منافقون .. من أبناء جلدتنا إرصادا وإرجافا ومردة نفاق وخلاصات غدر وخسة ونذالة.. وأنضاء إهتراء وافتراء.. لقد آن أوان لفظ سقطنا من بيننا لقد آن تنقية بيدرنا من زوانه.. وحقلنا من أدرانه لقد تطاول علينا زمان الزمانة والجذام مع هؤلاء اللئام في كل يوم عبث بمقادير الأمة وإرادتها.. لقد استشرى إيذاؤهم.. وعم بلاؤهم.. وعضل داؤهم.. وعز شقاؤهم.
أيها المسلمون.. صارت دماؤنا وأشلاؤنا واقتحام بلادنا المصدر الوحيد للأخبار العاجلة.. وأنت جالس وأنت واقف وأنت تعمل.. وأنت تكاد تخلد للنوم.. تفاجأ بخبر عاجل تتمنى عبثا ألا يكون المسلمون مفاجأتك الحزينة.. وبالأمس فقط عشرة أخبار عاجلة.. حصيلتها مئات القتلى والجرحى في أفغانستان والعراق والصومال.. وتحدق النظر وتصيخ السمع.. اقترب المسلحون من القصر الرئاسي في مقاديشو .. ما شاء الله ؟؟؟ طائرة أمريكية تقصف تجمعا سكنيا في وزيرستان, مئات القتلى والجرحى.. تفجير في الموصل وآخر في البصرة وآخر في كركوك ولما يتسنى بعد إحصاء الخسائر البشرية.. مقتل امرأة فلسطينية وجرح أربعة أطفال وهدم عشرة منازل..
أما الكافر فمحصن من الأخبار العاجلة المرعبة اللهم إلا من أسير أمريكي هنا.. وبعض الجرحى هناك ..
حصيلتنا يوم حصادنا المشؤوم وافرة.. أما هم فمُقلّون ولكأنما المعقبات تكلؤهم بوسائد هوائية فلا تكسر لهم عظما ولا تخدش لهم جلدا..
إنه تسليط وإبتلاء وعذاب.. إنه العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون.. ولو كنا كما أراد لنا ربنا أن نكون وكما ندبنا وأحب إلينا نبينا لكان الخبر العاجل خبرا كونيا.. وهو وقوع العالم كله أسيرا لرحمتنا.. أسيرا لعطفنا وعدلنا وشموليتنا ورعايتنا..بهذا الحق الذي نحمله.
أيها المسلمون بغياب حصننا زرع الكافر أرضنا بعشرات الملايين من الألغام والقنابل العنقودية, زرعها بالحسرات والمآسي.. زرعها بأشجار الخيانة والنفاق والتبعية.. وما يذهب لب الحليم ,ويثير غضب الكريم الا تلك الزيارات بل الغارات المفاجئة لزعماء الكفر إلى بلادنا يتفقدون فيها مزارعهم ورقيقهم وغلتهم إذا شح إنتاجها..وصوحت أشجارها, وغابت عن الأيك بلابلها..وربنا الله! فهم يطبقون قاعدة الاستئذان بكل حرفية ومهارة.."يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها" .. وزعماء الكفر إنما يدخلون بيوتهم في العراق وباكستان وفلسطين وأفغانستان ..فلم الاستئذان؟! ويسترعي انتباهك بايدن في العراق بصورة مفاجئة.. وكذلك الزعيم الفرنسي.. وكذلك في كراتشي وكابل ورام الله والقاهرة وعمان.. فإنما هي أرض مستباحة وحمى تنتهك.. وبلادنا مشاع لهم ولجنودهم.. فقاتل الله من أوصلنا إلى هذا الدرك الأسفل من الهوان.
أيها المسلمون ... عندما نَدبنا حبيبُنا محمد (صلى الله عليه وسلم ) على اختيار الصَّاحب والخَليل .. فَلأَنّ ذلك يُؤشِّر إلى اختيارك لمقعدٍ في الجَنَّة أو آخر في السعير .. وأشْتَهَرَ بيننا ما في الآية الكريمة: "يا لَيْتَ بَيْني وبَيْنَك بُعْدَ المَشرقين فَبئِس القَري" فقال – صلى الله عليه وسلم:"لا تُصاحب إلا تقياً ولا يأكُل طَعامك إلا تقي" .. أما من ابتلانا الله بهم وسلَّطهم على رِقابنا لسكوتِنا عنهم : هؤلاء يرفعون شعاراً لا تصاحِب إلا فاجِراً ظالما ولا يأكُل طعامك إلا فاجرٌ ظالم مثلُك، وغريب الأمر أنَّ مَن اتَخذه بَعْض المُناضلين حصنا لهم... يُقَدِّم دعوة هو وزوجتَه لاوباما وزوجته ميشيل لتتشرف بهم بلادُ الشام وغَوطة دمشق ورُبوع سوريا...
"والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات والخبيثات للخيثين والخبيثون للخبيثات" .. ويوم القيامة .. "واذا رأى الذين أشركوا شُركاءَهم قالوا رَّبنا هؤلاء شُركاؤنا الذين كنا ندعو من دونك فألقوا إليهم القَوْل إنَّكم لكاذبون.. وألقوا إلى الله يومئذ السلم وضَلّ عنهم ما كانوا يفترون"
أيها المسلمون: ما قدمنا لكم هوَ بعضٌ من جَرْدِ حِساب لهذه الأمة.. زرافتِ ووِحدانا بَعْد مرور ما يَقْرُبُ من تِسْعَةِ عقود على اغتيال الخلافة الإسلامية على أَيدي عصابات الردة والكفر والنفاق.. فاسْوَّد أديم الأرض والتَهب ثراها وتَفَجَّرت بَراكينا ..ومادَت زلازل ومَحنا وخُطوبا ... إنَّ دخان الكفر والنفاق يكاد يأخُذُ بالأنفاس .. تَزْرَعِ الأرض طُولاً وعرضاً فلا ترى إلا كافراً يَتَربص أو خائِنا مُنخئِساً .. أو فاجراً مُتَلبسا .. ولولا بقيةٌ من أولي النُّهى وأهْل الصَّلاح والإصلاح لحق القولَ فينا وَلَدَمَّرَنا تَدْميرا...
فمع أهل النهى وبرفقة الأبدال الكرماء أُمِرنا أن نسير هذه الأيام .. عسى الله أن يُبَدِّلنا من بعد خَوْفنا أمنا ومن بعد ذلِّنا عزاً ومن بعد فَقْرنا غِنى ومن بعد فُرقَتنا وحدة ومن بعد عَجْزنا قُوَّة واقتداراًً...
الخطبة الثانية
الحمدلله أكرمنا بأُخُوَّةِ الإسلام .. وجَمَع شَمْلِنا بسَيِّد الأَنام ونَدَبنا إلى التآلف والتآخي والوداد والحَنان وتوعدنا على الاختلاف والتَشاجُن والفُرقة والإنقسام، واشهد أن لا إله إلا الله مَنَّ علينا وتَفَضل وأحسن إلينا وأجزل... "واذكروا نعمةَ الله عليكم إذ كنتم أعداء فألَّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا" .. واشهد أن محمداَ عبدالله ورسوله.. سمعه مَعْقِل بن يَسار المُزَني يقول:" ما من عَبْد يسترعيه الله رعية فيموتُ يومَ يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة"..
أيها المسلمون: أيُّ مرارة أعظم.. وأيُّ خطب أفدح من أن يتخد حاكمٌ أبناء دينه رَهائن ودُروعاً بَشرية يماري بهم خُصومه.. ويُنَفِس بهم عن مَكنونِ غَيظٍ اعتمل في صدره... كان معنى الاسرى الذي نعرفه إما يهوداً وإما عَرباً.. اما كفاراً وأما مسلمين ... وكان التَّبادل يَعْني تبادل أسرى مسلمين بآخرين كفارا..ولكن العار هذه الأيام ما يراد بتبادل أسرى مسلمين بآخرين مسلمين:أسرى فلسطينين بآخرين مثلهم .. لقد ضاعت حدودُ الكلمات التّائهة في قواميس الأعْراب وتحققت بنا نبوءة بَني اسرائيل .. وقد عيّرَهم اللهُ وأقام عليهم النكير بِفظاعة ما فَعلوه.." واذ اخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تُخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون .. ثم أنتم هؤلاد تقتلون انفسكم وتخرجون فريقاً منكم من دياركم تظاهرون عليهم بالإثم والعُدوان وان يأتوكم أسارى تُفادوهم وهُوَ محَرَّمٌ عَليكُم إخراجهم، أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزيٌ في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون .. أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون"..
لقد فَعَلها يهودُ بني النضير وكانوا حُلفاءَ مع الخَزْرج وبنُو قريظة وكانوا حلفاء الأوس .. وعندما اقتتل الأوس والخزرج أيام الكفر انضم كلُّ حليف إلى حليفه وأسَر اليهودُ بَعْضَهم بعضاً ثم فادوا أسراهم، فعَيَّرهُم الكفار بذلك.. كيف تقاتلونهم وتَفْدوهم.. وعندما اشترى عبدالله بن سلام جارية يهودية بسبعمائة درهم مَرَّ على حَبَريهود "رأس الجالوت" فعرض عليه شراءها بأن يُربحَه سبعمائة.. فأبى عبدُالله إلا أَربعَة الاف فقال رأسُ الجالوت لا حاجة لي بها فقال له عبدالله اذاً تكفر بدينك والذي فيه انك لا تجد مملوكا ولا أسيراً من بني اسرائيل إلا اشتَريته وفككته... وحالنا اليوم مثلُ يهود .. نأبى إطلاق الأسرى إلا بقبض ثمنٍ سياسي.. تنازلاتٍ واستحقاقاتٍ وأوهام.... نأبى اطلاق سراحهم وهو مُحرَمِ علينا أسرُهم.. لقد أظلّنا زمان لا نَدْري مَن أسَر مَن؟.. ومن حَرّرَ من... ومن قتل من؟ ومن آذى من ... ومَن سيُبادل بِمَن؟؟ ألا من نهاية لهذه المهزلة؟ ألا من إسدالِ الستارٍ على هذه المأساة غير المبررة؟؟؟ ألا من كَفٍّ عَنْ التلاعب بالبشر أغراض منايا؟؟ وتنفيسَ احقاد وسدادَ حسابات؟ وتبادلية لُؤم وأذى؟؟ كفى يا قوم كفى.. ولعل في هذا القصص عبرةً لمن بقيت عنده بقيةٌ من أُخُوة ومَودة.. مَرّ أبو بكر ( رضي الله عنه) بأسير من الكفار معه يستأمن له عند رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .. فمر بِصهيب فقال صهيبٌ لقد كان في عنق هذا الكافر مَوْضِعٌ لِسيفٍ من سيوف الله.. فغضب أبو بكر لمقالته (مجرد غضب).. وأبو بكر لا يطوي قلبُه على غضب فأخبر رسولَ الله ( صلى الله عليه وسلم) فقال له (صلى الله عليه وسلم)" يا أبا بكر لعلك أغضبت صهيباً فإن كنت أغضبته فقد آذيته.. ولئن كنت آذيته فقد آذيتَ الله ورسوله"... نقول كم نؤذي الله ورسوله هذه الأيام بِعدد من نُؤذيهم لغيرما ذنب اقترفوه ... فهل من توبة؟!وهل من ندم قبْلَ الاَّ ينفع ندم.. واذكركم بِصُراخ أهْل النار الظَّلمة... "ربَّنا أخرجنا نعْمل صالحاً غَيْر الذي كُنَّا نعمل.. أولم نعمركم ما يتذكر فيه تذكر وجاءكم النذير"..
اللهم اجعلنا وقَّافين عند أمرك سَبَّاقين إلى طاعته، سابقين إلى ظلِّك يوم الدين.. الذين إذا أعطوا الحق قبلوه وإذا سُئِلوه بَذلوه وحكموا للناس حُكْمَهم على أنفسهم..
اللهم ملِّكنا لشهوات أنفسنا وجِماح قُلوبنا ولا تُسلِّطها علينا إنك أنت الملك الجبار..
اللهم طهر قُلوبنا من أدران الغلِّ والحِقْدِ واللُّؤم والغدر والبغضاء واملأها حُبَّاً ووداداً وحَنانا ورحمة واخُوَّة واطمئناناً..
اللهم اقتلع أشجار العداوة من نِياط أفئدتنا واستبدل بها بذور التسامح والعفو والغفران... وإنما يرحم الله من عباده الرُّحماء...
لحمدلله: عالم يموج بالحقد ويفور بالكراهية ويغلي بالغدر ويقذف حمم اللؤم على الاسلام والمسلمين.. عالم افتراس ومخلب وناب.. عالم سباع وذئاب .. عالم مجرم تصدى فيه أكابر المجرمين ليمكروا بالفضيلة.. وليشيعوا الرذيلة..وليلبسوا على الناس دينهم.. وأشهد أن لا اله الا الله رقيب ولبالمرصاد لشياطين الإنس والجان أعداء رواد المعالي .."ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالاخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون".. وأشهد أن محمدا عبدالله ورسوله ندب المسلمون إلى لزوم باب الله والولوج الى رحابه إذا ماجت البلايا..وطمت النائبات وأشر المجرمون.. "العبادة في الهرج كهجرة إلي".
أيها المسلمون: ما كان لمؤمن غيور في هذا الزمان إلا أن يتفجر كالبركان غضبا لله.. وهو يرى بلاد المسلمين تستباح وإخوته المسلمين يساقون كالنعاج إلى مضاجعهم وحكام الخيانة والجور يفرون بمصير المسلمين فري الأديم...وإذا لم تكن هذه المآسي موجبات للغضب لله فمتى تكون؟ وإذا لم ينتفض العزيز قياما هماما مزمجرا متوعدا عاملا باذلا مقسما فمتى إذن؟؟
أرادها الكافر جدعة في عزتنا وحاضرنا ومستقبلنا فما أنتم له قائلون؟؟.. أشعلها الكافر علينا حريقا في كل مكان .. في أفغانستان وباكستان والعراق وفلسطين والسودان والصومال .. وأذكى أوارها حشاشون منافقون .. من أبناء جلدتنا إرصادا وإرجافا ومردة نفاق وخلاصات غدر وخسة ونذالة.. وأنضاء إهتراء وافتراء.. لقد آن أوان لفظ سقطنا من بيننا لقد آن تنقية بيدرنا من زوانه.. وحقلنا من أدرانه لقد تطاول علينا زمان الزمانة والجذام مع هؤلاء اللئام في كل يوم عبث بمقادير الأمة وإرادتها.. لقد استشرى إيذاؤهم.. وعم بلاؤهم.. وعضل داؤهم.. وعز شقاؤهم.
أيها المسلمون.. صارت دماؤنا وأشلاؤنا واقتحام بلادنا المصدر الوحيد للأخبار العاجلة.. وأنت جالس وأنت واقف وأنت تعمل.. وأنت تكاد تخلد للنوم.. تفاجأ بخبر عاجل تتمنى عبثا ألا يكون المسلمون مفاجأتك الحزينة.. وبالأمس فقط عشرة أخبار عاجلة.. حصيلتها مئات القتلى والجرحى في أفغانستان والعراق والصومال.. وتحدق النظر وتصيخ السمع.. اقترب المسلحون من القصر الرئاسي في مقاديشو .. ما شاء الله ؟؟؟ طائرة أمريكية تقصف تجمعا سكنيا في وزيرستان, مئات القتلى والجرحى.. تفجير في الموصل وآخر في البصرة وآخر في كركوك ولما يتسنى بعد إحصاء الخسائر البشرية.. مقتل امرأة فلسطينية وجرح أربعة أطفال وهدم عشرة منازل..
أما الكافر فمحصن من الأخبار العاجلة المرعبة اللهم إلا من أسير أمريكي هنا.. وبعض الجرحى هناك ..
حصيلتنا يوم حصادنا المشؤوم وافرة.. أما هم فمُقلّون ولكأنما المعقبات تكلؤهم بوسائد هوائية فلا تكسر لهم عظما ولا تخدش لهم جلدا..
إنه تسليط وإبتلاء وعذاب.. إنه العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون.. ولو كنا كما أراد لنا ربنا أن نكون وكما ندبنا وأحب إلينا نبينا لكان الخبر العاجل خبرا كونيا.. وهو وقوع العالم كله أسيرا لرحمتنا.. أسيرا لعطفنا وعدلنا وشموليتنا ورعايتنا..بهذا الحق الذي نحمله.
أيها المسلمون بغياب حصننا زرع الكافر أرضنا بعشرات الملايين من الألغام والقنابل العنقودية, زرعها بالحسرات والمآسي.. زرعها بأشجار الخيانة والنفاق والتبعية.. وما يذهب لب الحليم ,ويثير غضب الكريم الا تلك الزيارات بل الغارات المفاجئة لزعماء الكفر إلى بلادنا يتفقدون فيها مزارعهم ورقيقهم وغلتهم إذا شح إنتاجها..وصوحت أشجارها, وغابت عن الأيك بلابلها..وربنا الله! فهم يطبقون قاعدة الاستئذان بكل حرفية ومهارة.."يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها" .. وزعماء الكفر إنما يدخلون بيوتهم في العراق وباكستان وفلسطين وأفغانستان ..فلم الاستئذان؟! ويسترعي انتباهك بايدن في العراق بصورة مفاجئة.. وكذلك الزعيم الفرنسي.. وكذلك في كراتشي وكابل ورام الله والقاهرة وعمان.. فإنما هي أرض مستباحة وحمى تنتهك.. وبلادنا مشاع لهم ولجنودهم.. فقاتل الله من أوصلنا إلى هذا الدرك الأسفل من الهوان.
أيها المسلمون ... عندما نَدبنا حبيبُنا محمد (صلى الله عليه وسلم ) على اختيار الصَّاحب والخَليل .. فَلأَنّ ذلك يُؤشِّر إلى اختيارك لمقعدٍ في الجَنَّة أو آخر في السعير .. وأشْتَهَرَ بيننا ما في الآية الكريمة: "يا لَيْتَ بَيْني وبَيْنَك بُعْدَ المَشرقين فَبئِس القَري" فقال – صلى الله عليه وسلم:"لا تُصاحب إلا تقياً ولا يأكُل طَعامك إلا تقي" .. أما من ابتلانا الله بهم وسلَّطهم على رِقابنا لسكوتِنا عنهم : هؤلاء يرفعون شعاراً لا تصاحِب إلا فاجِراً ظالما ولا يأكُل طعامك إلا فاجرٌ ظالم مثلُك، وغريب الأمر أنَّ مَن اتَخذه بَعْض المُناضلين حصنا لهم... يُقَدِّم دعوة هو وزوجتَه لاوباما وزوجته ميشيل لتتشرف بهم بلادُ الشام وغَوطة دمشق ورُبوع سوريا...
"والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات والخبيثات للخيثين والخبيثون للخبيثات" .. ويوم القيامة .. "واذا رأى الذين أشركوا شُركاءَهم قالوا رَّبنا هؤلاء شُركاؤنا الذين كنا ندعو من دونك فألقوا إليهم القَوْل إنَّكم لكاذبون.. وألقوا إلى الله يومئذ السلم وضَلّ عنهم ما كانوا يفترون"
أيها المسلمون: ما قدمنا لكم هوَ بعضٌ من جَرْدِ حِساب لهذه الأمة.. زرافتِ ووِحدانا بَعْد مرور ما يَقْرُبُ من تِسْعَةِ عقود على اغتيال الخلافة الإسلامية على أَيدي عصابات الردة والكفر والنفاق.. فاسْوَّد أديم الأرض والتَهب ثراها وتَفَجَّرت بَراكينا ..ومادَت زلازل ومَحنا وخُطوبا ... إنَّ دخان الكفر والنفاق يكاد يأخُذُ بالأنفاس .. تَزْرَعِ الأرض طُولاً وعرضاً فلا ترى إلا كافراً يَتَربص أو خائِنا مُنخئِساً .. أو فاجراً مُتَلبسا .. ولولا بقيةٌ من أولي النُّهى وأهْل الصَّلاح والإصلاح لحق القولَ فينا وَلَدَمَّرَنا تَدْميرا...
فمع أهل النهى وبرفقة الأبدال الكرماء أُمِرنا أن نسير هذه الأيام .. عسى الله أن يُبَدِّلنا من بعد خَوْفنا أمنا ومن بعد ذلِّنا عزاً ومن بعد فَقْرنا غِنى ومن بعد فُرقَتنا وحدة ومن بعد عَجْزنا قُوَّة واقتداراًً...
الخطبة الثانية
الحمدلله أكرمنا بأُخُوَّةِ الإسلام .. وجَمَع شَمْلِنا بسَيِّد الأَنام ونَدَبنا إلى التآلف والتآخي والوداد والحَنان وتوعدنا على الاختلاف والتَشاجُن والفُرقة والإنقسام، واشهد أن لا إله إلا الله مَنَّ علينا وتَفَضل وأحسن إلينا وأجزل... "واذكروا نعمةَ الله عليكم إذ كنتم أعداء فألَّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا" .. واشهد أن محمداَ عبدالله ورسوله.. سمعه مَعْقِل بن يَسار المُزَني يقول:" ما من عَبْد يسترعيه الله رعية فيموتُ يومَ يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة"..
أيها المسلمون: أيُّ مرارة أعظم.. وأيُّ خطب أفدح من أن يتخد حاكمٌ أبناء دينه رَهائن ودُروعاً بَشرية يماري بهم خُصومه.. ويُنَفِس بهم عن مَكنونِ غَيظٍ اعتمل في صدره... كان معنى الاسرى الذي نعرفه إما يهوداً وإما عَرباً.. اما كفاراً وأما مسلمين ... وكان التَّبادل يَعْني تبادل أسرى مسلمين بآخرين كفارا..ولكن العار هذه الأيام ما يراد بتبادل أسرى مسلمين بآخرين مسلمين:أسرى فلسطينين بآخرين مثلهم .. لقد ضاعت حدودُ الكلمات التّائهة في قواميس الأعْراب وتحققت بنا نبوءة بَني اسرائيل .. وقد عيّرَهم اللهُ وأقام عليهم النكير بِفظاعة ما فَعلوه.." واذ اخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تُخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون .. ثم أنتم هؤلاد تقتلون انفسكم وتخرجون فريقاً منكم من دياركم تظاهرون عليهم بالإثم والعُدوان وان يأتوكم أسارى تُفادوهم وهُوَ محَرَّمٌ عَليكُم إخراجهم، أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزيٌ في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون .. أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون"..
لقد فَعَلها يهودُ بني النضير وكانوا حُلفاءَ مع الخَزْرج وبنُو قريظة وكانوا حلفاء الأوس .. وعندما اقتتل الأوس والخزرج أيام الكفر انضم كلُّ حليف إلى حليفه وأسَر اليهودُ بَعْضَهم بعضاً ثم فادوا أسراهم، فعَيَّرهُم الكفار بذلك.. كيف تقاتلونهم وتَفْدوهم.. وعندما اشترى عبدالله بن سلام جارية يهودية بسبعمائة درهم مَرَّ على حَبَريهود "رأس الجالوت" فعرض عليه شراءها بأن يُربحَه سبعمائة.. فأبى عبدُالله إلا أَربعَة الاف فقال رأسُ الجالوت لا حاجة لي بها فقال له عبدالله اذاً تكفر بدينك والذي فيه انك لا تجد مملوكا ولا أسيراً من بني اسرائيل إلا اشتَريته وفككته... وحالنا اليوم مثلُ يهود .. نأبى إطلاق الأسرى إلا بقبض ثمنٍ سياسي.. تنازلاتٍ واستحقاقاتٍ وأوهام.... نأبى اطلاق سراحهم وهو مُحرَمِ علينا أسرُهم.. لقد أظلّنا زمان لا نَدْري مَن أسَر مَن؟.. ومن حَرّرَ من... ومن قتل من؟ ومن آذى من ... ومَن سيُبادل بِمَن؟؟ ألا من نهاية لهذه المهزلة؟ ألا من إسدالِ الستارٍ على هذه المأساة غير المبررة؟؟؟ ألا من كَفٍّ عَنْ التلاعب بالبشر أغراض منايا؟؟ وتنفيسَ احقاد وسدادَ حسابات؟ وتبادلية لُؤم وأذى؟؟ كفى يا قوم كفى.. ولعل في هذا القصص عبرةً لمن بقيت عنده بقيةٌ من أُخُوة ومَودة.. مَرّ أبو بكر ( رضي الله عنه) بأسير من الكفار معه يستأمن له عند رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .. فمر بِصهيب فقال صهيبٌ لقد كان في عنق هذا الكافر مَوْضِعٌ لِسيفٍ من سيوف الله.. فغضب أبو بكر لمقالته (مجرد غضب).. وأبو بكر لا يطوي قلبُه على غضب فأخبر رسولَ الله ( صلى الله عليه وسلم) فقال له (صلى الله عليه وسلم)" يا أبا بكر لعلك أغضبت صهيباً فإن كنت أغضبته فقد آذيته.. ولئن كنت آذيته فقد آذيتَ الله ورسوله"... نقول كم نؤذي الله ورسوله هذه الأيام بِعدد من نُؤذيهم لغيرما ذنب اقترفوه ... فهل من توبة؟!وهل من ندم قبْلَ الاَّ ينفع ندم.. واذكركم بِصُراخ أهْل النار الظَّلمة... "ربَّنا أخرجنا نعْمل صالحاً غَيْر الذي كُنَّا نعمل.. أولم نعمركم ما يتذكر فيه تذكر وجاءكم النذير"..
اللهم اجعلنا وقَّافين عند أمرك سَبَّاقين إلى طاعته، سابقين إلى ظلِّك يوم الدين.. الذين إذا أعطوا الحق قبلوه وإذا سُئِلوه بَذلوه وحكموا للناس حُكْمَهم على أنفسهم..
اللهم ملِّكنا لشهوات أنفسنا وجِماح قُلوبنا ولا تُسلِّطها علينا إنك أنت الملك الجبار..
اللهم طهر قُلوبنا من أدران الغلِّ والحِقْدِ واللُّؤم والغدر والبغضاء واملأها حُبَّاً ووداداً وحَنانا ورحمة واخُوَّة واطمئناناً..
اللهم اقتلع أشجار العداوة من نِياط أفئدتنا واستبدل بها بذور التسامح والعفو والغفران... وإنما يرحم الله من عباده الرُّحماء...