إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حول التمكين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حول التمكين

    SIZE="5"]
    من يتدبّر القصص في القران وما قصّ علينا الرسول صلى الله عليه وسلم ، يتبيّن مسالة غايةفي الاهمية تد
    ور حولها حياة الانسان وهي مسالة الاحوال التي يعيشها الانسان (وموقفه تجاهها) والمصير الذي ستؤدي ال
    يه هذه الاحوال (التمكين للمؤمن).

    قال الله تعالى ( لكل نبأ مستقرّ وسوف تعلمون) اي ان لكل نبأ نهاية ينتهي اليها ويستقر
    عندها وهذا من شأنه ان يجعل المسلم حامل الدعوة قويّا امام احداث الحياة، ثابتا ، صابر امام
    في الابتلاءات والمحن والشدائد التي يتعرض اليها.

    يوسف عليه السلام حقد عليه اخوته ورموه في الجبّ وبيع بثمن بخس ودخل قص العزيز ، فكان
    دخوله القصر اول تمكين له. قال تعالى( وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته اكرمي مثواه عسى
    ان ينفعنا او نتخذه ولدا. وكذلك مكنّا ليوسف في الارض ).

    التسائل النابع عن التعجب هنا هو: اين هو هذا التمكين ؟
    ان اول تمكين واعظمه حصل ليوسف عليه السلام هو انه دخل قلب العزيز ..
    لنحرص اخوتي على اكتساب مودّة الناس والتلطف معهم ولا نتطاول عليهم بما عندنا من ثقافة
    وعلم فللنفس البشرية خصائصها ومن جملتها انها تتمسك بما عندها ولا تتخلى عنه بسهولة ومن
    جلسة او مقابلة او حوار . انّ دخول قلوب الناس يمكّن لحامل الدعوة وييسّر له المهام.

    لقد شرّف الله تبارك وتعالى اولياءه بالابتلاءات ، والمنح والتمكين والنصر لا ياتي الا بعد المحن
    والشدائد والزلازل.

    قال ابن مسعود رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم " ان مرضك لشديد" فقال عليه الصلاة
    والسلام" كذلك نحن معاشر الانبياء نبتلى ثم تكون لنا العاقبة".

    وقد سئل الشافعي رحمة الله عليه " ايبتلى المؤمن ام يمكّن؟" قال" لايمكّن حتى يبتلى"

    ولقد بين ابن القيم رحمة الله عليه الحكمة من ظهور الباطل واهله على الحق واهله لفترة عندما سئل
    "لماذا يذاد عن الحق كثيرا " اي لماذا الحق مهزوم في كثير من الجولات امام اهل الباطل؟"
    فاجاب" لان الحقّ لو انتصر دائما لتعلّق به كثير ممّن ليس باهله . فاراد الله تعالى ان يبرز الافذاذ
    فلا يتعلق بهم من ليس منهم من اصحاب دناءة الهمّة، فابتلاهم ، فرغب كثير من الناس عن البلاء
    لسوء الحال وضحّوا بحميد المآل".

    نسال الله تعالى ان يكشف لنا وجوه الحقائق وان يجلعنا من العاملين لنصرة دينه ، صابرين
    على مانلاقيه طمعا في فضله ورغبة في مرضاته , وان يمكّن لنا ديننا الذي ارتضى لنا.

    اللهم امين والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات.
    [/SIZE]
جاري التحميل ..
X