أثارت وفاة الداعية فتحي يكن العديد من التساؤلات حول مستقبل الساحة الإسلامية في لبنان -السنّية منها خصوصا- بالنظر إلى أنه كان من الشخصيات القليلة التي تحظى باحترام وتقدير جميع الفرقاء، رغم الانقسام الحاد الذي ساد الساحة السياسية في السنوات الماضية.
وكان الراحل يكن أحد مؤسسي العمل الإسلامي في لبنان، وعمل أميناً عاماً للجماعة الإسلامية -كبرى الحركات الإسلامية والذراع اللبناني للإخوان المسلمين- طيلة ثلاثة عقود، ليترك الجماعة بعدها ويترأس جبهة العمل الإسلامي التي تضم عدداً من الجمعيات والقوى الإسلامية القريبة من حزب الله.
ولعلّ الآلاف التي احتشدت في تشييعه على تلاوينها وتباين آرائها، أعطت مؤشراً على الرمزية والمكانة التي نجح يكن في الحفاظ عليها طوال مسيرته في العمل الإسلامي.
لكن البعض اليوم يتساءل عن آثار غياب يكن عن الساحة الإسلامية، وما إذا كانت ستشهد مزيداً من الانقسام، أم يكون لغيابه آثار عكسية تسهم في تمتين أواصر التلاقي والتوافق بين القوى الإسلامية المختلفة.
عبد الله بابتي (الجزيرة نت)
الرقم الصعب
عضو المكتب السياسي في الجماعة الإسلامية عبد الله بابتي قال في حديث مع الجزيرة نت إنّ يكن في أيامه الأخيرة كان قلقاً على مستقبل الساحة الإسلامية، واعتقد أن على القوى الإسلامية التوحد للدفاع عن مشروعها، وأن تكون الرقم الصعب الذي تلتفت إليه القوى السياسية في البلاد.
واعتبر بابتي أن غياب يكن أفقد العمل الإسلامي ركناً أساسياً من أركانه، لاسيما بالنسبة لجبهة العمل الإسلامي التي ترأسها في السنوات الأخيرة، وإن لم ينجح حتى وفاته في إنجاح المشروع الذي طمح إليه عند إنشائها.
ولفت إلى أن الراحل كان عامل وفاق وتجميع، وقليلون اليوم الذين يستطيعون وراثة هذه التركة، لكن الأمل معقود بحسن التنظيم ووضوح الرؤية والتفاني والإيثار والإخلاص، مشددا على أن المطلوب اليوم هو تلاقي القوى الإسلامية دون تبعية لأحد، مع الاحتفاظ بخصوصية المشروع الإسلامي.
مشروع متوازن
من جانبه اعتبر الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال شعبان أن فتحي يكن نجح في إثبات أن مشروعه الذي ثبت عليه هو المشروع المتوازن الذي يقوم على وحدة الأمة وعلى تحديد بوصلة الصراع مع العدو الإسرائيلي في زمن ضبابي أراد فيه الكثيرون أن يتحول الصراع إلى صراع داخل الأمة الواحدة.
بلال شعبان (الجزيرة نت)
ولفت إلى أن جبهة العمل الإسلامي التي كان يرأسها يكن ستبقى على نهجه، خاصة أنها نجحت في إثبات حضورها وقوتها على الأرض من خلال الأصوات التي حصل عليها مرشحوها في الانتخابات النيابية.
وأشار شعبان إلى أنه لا خوف على الساحة الإسلامية لأن أطيافها ليسوا متباعدين أصلاً، وفي أسوأ الظروف يبقى الوضع على ما هو عليه رغم التوق إلى التوحد، واعتبر أن قيادة جبهة العمل الإسلامي كانت خلال حياة يكن قيادة جماعية وهي ستستمر كذلك بعد وفاته، والقرارات تتخذ فيها بالأكثرية، ولن يتم الإعلان عن رئيس جديد لها بانتظار توسعة الجبهة لتضم عدداً من القوى والشخصيات الإسلامية الجديدة إليها.
انقسام واقع
وبدوره فقد استبعد إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود أن تتأثر الساحة الإسلامية سلباً بوفاة فتحي يكن، فرغم أنه كان له حضوره ورمزيته المعنوية فإن الانقسام كان واقعاً خلال حياته وسيستمر بعد وفاته.
واعتبر حمود أن عناصر الانقسام ما زالت على حالها، بل على العكس فربما تدفع وفاة شخصية جامعة ومتوازنة كفتحي يكن القوى الإسلامية إلى التلاقي والتوحد على العناوين التي تتفق عليها، خاصة أن كل القوى تنافست خلال تشييع يكن على الانتماء إلى نهجه، وهذا يعني أن احتمال التقارب ما زال موجوداً رغم كل الاختلافات الظاهرة.
وكان الراحل يكن أحد مؤسسي العمل الإسلامي في لبنان، وعمل أميناً عاماً للجماعة الإسلامية -كبرى الحركات الإسلامية والذراع اللبناني للإخوان المسلمين- طيلة ثلاثة عقود، ليترك الجماعة بعدها ويترأس جبهة العمل الإسلامي التي تضم عدداً من الجمعيات والقوى الإسلامية القريبة من حزب الله.
ولعلّ الآلاف التي احتشدت في تشييعه على تلاوينها وتباين آرائها، أعطت مؤشراً على الرمزية والمكانة التي نجح يكن في الحفاظ عليها طوال مسيرته في العمل الإسلامي.
لكن البعض اليوم يتساءل عن آثار غياب يكن عن الساحة الإسلامية، وما إذا كانت ستشهد مزيداً من الانقسام، أم يكون لغيابه آثار عكسية تسهم في تمتين أواصر التلاقي والتوافق بين القوى الإسلامية المختلفة.
عبد الله بابتي (الجزيرة نت)
الرقم الصعب
عضو المكتب السياسي في الجماعة الإسلامية عبد الله بابتي قال في حديث مع الجزيرة نت إنّ يكن في أيامه الأخيرة كان قلقاً على مستقبل الساحة الإسلامية، واعتقد أن على القوى الإسلامية التوحد للدفاع عن مشروعها، وأن تكون الرقم الصعب الذي تلتفت إليه القوى السياسية في البلاد.
واعتبر بابتي أن غياب يكن أفقد العمل الإسلامي ركناً أساسياً من أركانه، لاسيما بالنسبة لجبهة العمل الإسلامي التي ترأسها في السنوات الأخيرة، وإن لم ينجح حتى وفاته في إنجاح المشروع الذي طمح إليه عند إنشائها.
ولفت إلى أن الراحل كان عامل وفاق وتجميع، وقليلون اليوم الذين يستطيعون وراثة هذه التركة، لكن الأمل معقود بحسن التنظيم ووضوح الرؤية والتفاني والإيثار والإخلاص، مشددا على أن المطلوب اليوم هو تلاقي القوى الإسلامية دون تبعية لأحد، مع الاحتفاظ بخصوصية المشروع الإسلامي.
مشروع متوازن
من جانبه اعتبر الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال شعبان أن فتحي يكن نجح في إثبات أن مشروعه الذي ثبت عليه هو المشروع المتوازن الذي يقوم على وحدة الأمة وعلى تحديد بوصلة الصراع مع العدو الإسرائيلي في زمن ضبابي أراد فيه الكثيرون أن يتحول الصراع إلى صراع داخل الأمة الواحدة.
بلال شعبان (الجزيرة نت)
ولفت إلى أن جبهة العمل الإسلامي التي كان يرأسها يكن ستبقى على نهجه، خاصة أنها نجحت في إثبات حضورها وقوتها على الأرض من خلال الأصوات التي حصل عليها مرشحوها في الانتخابات النيابية.
وأشار شعبان إلى أنه لا خوف على الساحة الإسلامية لأن أطيافها ليسوا متباعدين أصلاً، وفي أسوأ الظروف يبقى الوضع على ما هو عليه رغم التوق إلى التوحد، واعتبر أن قيادة جبهة العمل الإسلامي كانت خلال حياة يكن قيادة جماعية وهي ستستمر كذلك بعد وفاته، والقرارات تتخذ فيها بالأكثرية، ولن يتم الإعلان عن رئيس جديد لها بانتظار توسعة الجبهة لتضم عدداً من القوى والشخصيات الإسلامية الجديدة إليها.
انقسام واقع
وبدوره فقد استبعد إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود أن تتأثر الساحة الإسلامية سلباً بوفاة فتحي يكن، فرغم أنه كان له حضوره ورمزيته المعنوية فإن الانقسام كان واقعاً خلال حياته وسيستمر بعد وفاته.
واعتبر حمود أن عناصر الانقسام ما زالت على حالها، بل على العكس فربما تدفع وفاة شخصية جامعة ومتوازنة كفتحي يكن القوى الإسلامية إلى التلاقي والتوحد على العناوين التي تتفق عليها، خاصة أن كل القوى تنافست خلال تشييع يكن على الانتماء إلى نهجه، وهذا يعني أن احتمال التقارب ما زال موجوداً رغم كل الاختلافات الظاهرة.
تعليق