لقد قرأت الكثير الكثير في هذا المنتدى وغيره من الهجوم على الشيعة عموماً وعلى إيران خصوصاً. ولا يمر أسبوع إلا ويتحفنا أحدهم بنقل خبر عما قاله نجاد تارة والخمينى طوراً أو أي من أيات الله في إيران وما ارتكبوه بحق الصحابة الكرام من أقوال ولعنات. ويذكرنا ناقلوا المواضيع من هنا وهناك وغالباً من صحف مصرية وسعودية بمدى حقد الشيعة على بعض الصحابة وبتمثال أبو لؤلؤة وغير ذلك.
أولاً يجب أن نقول الحقائق كما هي: الشيعة فعلاً لا يحبون بعض الصحابة وللسنة عليهم الكثير ويراهم البعض كفاراً. والشيعة بدورهم لهم مآخذهم وبعضهم يكفر السنة. هذه حقائق يعرفها الجميع سواء ممن ينقلون المواضيع أو من يرد عليهم ويؤيد التعامل مع إيران (أنا مثلاً). وبعض من يؤيد التعامل مع إيران وحزب الله ربما يعرف أكثر بكثير عما يقوله الشيعة عن الصحابة ممن ينقل المواضيع من صفحات المجلات. وهؤلاء ليسوا أقل حرصاً على كرامة الصحابة وليسوا أقل محبة لهم من ناقلي تلك المواضيع.
ما الخلاف إذاً؟
الخلاف من وجهة نظر من يؤيد التعامل مع حزب الله وإيران هو أن الخلاف أو العداء مع الشيعة ليست هي القضية الأهم في مصير هذه الأمة اليوم. القضية الأهم دائماً وأبداً هي هذا السرطان الموجود في جسد الأمة. هو هذا العدو الصهيوني الذي يجب أن لا تزيغ عنه الأبصار ولا تحول الجهود عنه لحظة واحدة. ومن حرك هذا الخلاف بين السنة والشيعة معروف وهدفه هو بالذات حرف النظر عن العدو الصهيوني.
ولكن قد تقول بأننا لسنا بحاجة لإيران وليست هي أصلاً داعمة للمقاومة ولا حاجة لنا بالتعامل معهم. أنا لا أستطيع أن أجيب بيقين العارف عن هذا السؤال ولكن خالد مشعل ورمضان شلح لهم أسبابهم التي دعتهم لزيارة إيران والتعاون مع حزب الله. ودون ان نسأل الأخ خالد مشعل، يمكننا القول بأن المقاومة بحاجة للمال والسلاح وليس هناك اليوم الكثير من الدول التي تقدم هذا المال. كان هناك في السابق عدد من الدول تسمى "الممانعة" تقدم المال والسلاح لدوافعها ولكنها اختفت: العراق - ليبيا وسوريا و(نظام الأخيرة منافق يستغل اكثر مما يقدم).
في مقابل الحقيقة الدينية أعلاه علينا أن نقر ببضع حقائق فلا ننكرها:
- أن إيران دعمت حزب الله بترسانة جعلت رجاله يصمدون فيما عجزت جيوش عن فعله. إيران فعلاً تدعم المقاومين بالسلاح ولقد قرأت اليوم على موقع العربي الغاضب أن أحد هتافات الإصلاحيين في تظاهراتهم "يا ناس ليش قاعدين إيران صارت فلسطين".
- أجل حزب الله شيعي وحق لإيران أن تدعمه ولكن لاشك عندي بأنها دعمت حماس أيضاً (من اين أتت حماس بصواريخ الغراد؟) واعتقال خلية حزب الله التي تهرب السلاح لغزة؟ لماذا لم يعتقل نظام مبارك سنّة يهربون السلاح؟
- الرئيس الإيراني قال كلاماً محرماً بين الدول بحق الكيان الصهيوني ونال ما ناله من عداوات دول وحتى من بعض الإصلاحيين. ألا يحسب له قول الحق هذا؟ من تجرأ على قول ذلك مثله؟
أنا لا أبغي إقناع أعداء الشيعة في المنتدى بأن قضية فلسطين أهم من أي قضية أخرى مها علا شأنها وفي كل وقت. ومن وجهة نظري هم ضحايا الإعلام السعودي والمصري يجري بهم حيث يشاء. من يظن بأنه ليس كذلك:
- لماذا كان حقاً أن يتمول المجاهدون الأفغان ويحصلون على صواريخ ستنغر من أمريكا التي لم تحصل عليها إلا قلة قليلة من الدول لكي يحرروا أفغانستان من السوفيات؟ لماذا يريد البعض قطع المساعدة الإيرانية إذا أم أن أمريكا أقرب؟
- وهل نسي المجاهدون وهم يقاتلون السوفيات بأن عليهم مهمة أولى وهي القضاء على أعداء الصحابة في تلك الدولة الشيعية الجارة وبين ظهرانيهم قبل ان يتفرغوا لتحرير أفغانستان؟
- بل لماذا ترك المسلمون السنة الشيعة عشرات القرون منذ برزت الحركة الشيعية وبات لزاماً أن نلتفت لشتائمهم بحق الصحابة اليوم وفي هذا الوقت بالذات؟
يمكن لمن يريدون حسم المشكلة والمرعوبون من التشيع الإنضمام لنظام مبارك وأل سعود والبدء متى ما شاؤوا بتطبيق الحد على أولئك الشيعة الكفرة -هناك أكثر من مئة وثلاثون مليون شيعي حسبما اعلم. (وبنفس المنطق لاي شيعي يقرأ هذا الكلام فيمكنك الذهاب إن شئت لإقامة الحد على بقية المليار مسلم من السنة). وبعد أن تنتهوا من تطبيق الحد عليهم أو إعادتهم الى جادة الصواب عسى أن تمروا على كل تلك الطرق الصوفية (بالملايين أيضا) لكي تكف عما تقوم به وتتبع نهج السلف الصالح وتتخلى عن البدع. ومن ثم يمكنكم أن تقوموا بكل ما يلزم حتى يصبح المسلمون صفحة بيضاء على النهج الصحيح كما ترغبون.
في هذه الأثناء حماس وكل من يؤيد المقاومة هدفه اليوم وغداً والى ما شاء الله هو فلسطين.
عن شيعة لبنان تحديداً
لقد قاوم الشيعة في جنوب لبنان سنين طويلة مقاومة قل نظيرها. نعم كان هناك أحزاب أخري تقاوم مثل الحزب الشيوعي والقومي والجماعة الإسلامية وغيرهم ولكن الجميع تساقطوا على طريق المقاومة وبقي الشيعة - بل حزب الله تحديداً - حتى حرروا الجنوب. مرة اخرى قاتلوا وحيدين وعانوا وحيدين من الأسر والقتل والقصف وكأنهم ليسوا جزءأ من وطن يجب أن يهب أبناء شماله قبل جنوبه. والإنتخابات الطائفية الأخيرة عادت لتؤكد لهم هذه الحقيقة التي يجب منها أن يدركوا أن تسليم سلاحهم في بلد لا يكترث لهم ابناؤه جريمة لا تغتفر.
ولكن مهلاً! الجنوب تحرر باستثناء شبعا (وهي سنية) ولم يعد هناك أسرى شيعة عند العدو فماذا يريد هؤلاء المجانين؟ لماذا يحتفظون بتلك الترسانة؟ لماذا لا يرموا بتلك الأسلحة ويحضوا الدولة اللبنانية على توقيع سلام مع الكيان الصهيوني ولتذهب شبعا الى الجحيم! سيكون الصهاينة غاية في السعادة لو فكر الشيعة هكذا بل ويمكن أن يبنوا لهم دويلة في الجنوب إن هم وافقوا على ذلك وربما يعيشون في رفاهية إقتصادية.
الحقيقة أن الشيعة في جنوب لبنان قاموا ويقومون بما قصر به الكثير من أبناء أمتنا من الإعداد والتحضير. ولإخفاء حقيقة تقصيرهم هذه يردد البعض تهجمات ال سعود ونظام مبارك على حزب الله تحديداً وإيران..
مرة أخيرة: فلسطين أولاً وليس خلاف السنة والشيعة أو عداؤهم
فلسطين أولا قبل أي قضية أخرى
فلسطين أولا وليس الأردن أولاً أو مصر أولاً
غزة قبل تازة وليس العكس
ما دامت فلسطين ليست أولا ستبقى هذه الأمة غثاء كغثاء السيل وسيبقى أولئك الفخامات والسعادات والجلالات ينحدرون بنا من هاوية الى أخرى.
أولاً يجب أن نقول الحقائق كما هي: الشيعة فعلاً لا يحبون بعض الصحابة وللسنة عليهم الكثير ويراهم البعض كفاراً. والشيعة بدورهم لهم مآخذهم وبعضهم يكفر السنة. هذه حقائق يعرفها الجميع سواء ممن ينقلون المواضيع أو من يرد عليهم ويؤيد التعامل مع إيران (أنا مثلاً). وبعض من يؤيد التعامل مع إيران وحزب الله ربما يعرف أكثر بكثير عما يقوله الشيعة عن الصحابة ممن ينقل المواضيع من صفحات المجلات. وهؤلاء ليسوا أقل حرصاً على كرامة الصحابة وليسوا أقل محبة لهم من ناقلي تلك المواضيع.
ما الخلاف إذاً؟
الخلاف من وجهة نظر من يؤيد التعامل مع حزب الله وإيران هو أن الخلاف أو العداء مع الشيعة ليست هي القضية الأهم في مصير هذه الأمة اليوم. القضية الأهم دائماً وأبداً هي هذا السرطان الموجود في جسد الأمة. هو هذا العدو الصهيوني الذي يجب أن لا تزيغ عنه الأبصار ولا تحول الجهود عنه لحظة واحدة. ومن حرك هذا الخلاف بين السنة والشيعة معروف وهدفه هو بالذات حرف النظر عن العدو الصهيوني.
ولكن قد تقول بأننا لسنا بحاجة لإيران وليست هي أصلاً داعمة للمقاومة ولا حاجة لنا بالتعامل معهم. أنا لا أستطيع أن أجيب بيقين العارف عن هذا السؤال ولكن خالد مشعل ورمضان شلح لهم أسبابهم التي دعتهم لزيارة إيران والتعاون مع حزب الله. ودون ان نسأل الأخ خالد مشعل، يمكننا القول بأن المقاومة بحاجة للمال والسلاح وليس هناك اليوم الكثير من الدول التي تقدم هذا المال. كان هناك في السابق عدد من الدول تسمى "الممانعة" تقدم المال والسلاح لدوافعها ولكنها اختفت: العراق - ليبيا وسوريا و(نظام الأخيرة منافق يستغل اكثر مما يقدم).
في مقابل الحقيقة الدينية أعلاه علينا أن نقر ببضع حقائق فلا ننكرها:
- أن إيران دعمت حزب الله بترسانة جعلت رجاله يصمدون فيما عجزت جيوش عن فعله. إيران فعلاً تدعم المقاومين بالسلاح ولقد قرأت اليوم على موقع العربي الغاضب أن أحد هتافات الإصلاحيين في تظاهراتهم "يا ناس ليش قاعدين إيران صارت فلسطين".
- أجل حزب الله شيعي وحق لإيران أن تدعمه ولكن لاشك عندي بأنها دعمت حماس أيضاً (من اين أتت حماس بصواريخ الغراد؟) واعتقال خلية حزب الله التي تهرب السلاح لغزة؟ لماذا لم يعتقل نظام مبارك سنّة يهربون السلاح؟
- الرئيس الإيراني قال كلاماً محرماً بين الدول بحق الكيان الصهيوني ونال ما ناله من عداوات دول وحتى من بعض الإصلاحيين. ألا يحسب له قول الحق هذا؟ من تجرأ على قول ذلك مثله؟
أنا لا أبغي إقناع أعداء الشيعة في المنتدى بأن قضية فلسطين أهم من أي قضية أخرى مها علا شأنها وفي كل وقت. ومن وجهة نظري هم ضحايا الإعلام السعودي والمصري يجري بهم حيث يشاء. من يظن بأنه ليس كذلك:
- لماذا كان حقاً أن يتمول المجاهدون الأفغان ويحصلون على صواريخ ستنغر من أمريكا التي لم تحصل عليها إلا قلة قليلة من الدول لكي يحرروا أفغانستان من السوفيات؟ لماذا يريد البعض قطع المساعدة الإيرانية إذا أم أن أمريكا أقرب؟
- وهل نسي المجاهدون وهم يقاتلون السوفيات بأن عليهم مهمة أولى وهي القضاء على أعداء الصحابة في تلك الدولة الشيعية الجارة وبين ظهرانيهم قبل ان يتفرغوا لتحرير أفغانستان؟
- بل لماذا ترك المسلمون السنة الشيعة عشرات القرون منذ برزت الحركة الشيعية وبات لزاماً أن نلتفت لشتائمهم بحق الصحابة اليوم وفي هذا الوقت بالذات؟
يمكن لمن يريدون حسم المشكلة والمرعوبون من التشيع الإنضمام لنظام مبارك وأل سعود والبدء متى ما شاؤوا بتطبيق الحد على أولئك الشيعة الكفرة -هناك أكثر من مئة وثلاثون مليون شيعي حسبما اعلم. (وبنفس المنطق لاي شيعي يقرأ هذا الكلام فيمكنك الذهاب إن شئت لإقامة الحد على بقية المليار مسلم من السنة). وبعد أن تنتهوا من تطبيق الحد عليهم أو إعادتهم الى جادة الصواب عسى أن تمروا على كل تلك الطرق الصوفية (بالملايين أيضا) لكي تكف عما تقوم به وتتبع نهج السلف الصالح وتتخلى عن البدع. ومن ثم يمكنكم أن تقوموا بكل ما يلزم حتى يصبح المسلمون صفحة بيضاء على النهج الصحيح كما ترغبون.
في هذه الأثناء حماس وكل من يؤيد المقاومة هدفه اليوم وغداً والى ما شاء الله هو فلسطين.
عن شيعة لبنان تحديداً
لقد قاوم الشيعة في جنوب لبنان سنين طويلة مقاومة قل نظيرها. نعم كان هناك أحزاب أخري تقاوم مثل الحزب الشيوعي والقومي والجماعة الإسلامية وغيرهم ولكن الجميع تساقطوا على طريق المقاومة وبقي الشيعة - بل حزب الله تحديداً - حتى حرروا الجنوب. مرة اخرى قاتلوا وحيدين وعانوا وحيدين من الأسر والقتل والقصف وكأنهم ليسوا جزءأ من وطن يجب أن يهب أبناء شماله قبل جنوبه. والإنتخابات الطائفية الأخيرة عادت لتؤكد لهم هذه الحقيقة التي يجب منها أن يدركوا أن تسليم سلاحهم في بلد لا يكترث لهم ابناؤه جريمة لا تغتفر.
ولكن مهلاً! الجنوب تحرر باستثناء شبعا (وهي سنية) ولم يعد هناك أسرى شيعة عند العدو فماذا يريد هؤلاء المجانين؟ لماذا يحتفظون بتلك الترسانة؟ لماذا لا يرموا بتلك الأسلحة ويحضوا الدولة اللبنانية على توقيع سلام مع الكيان الصهيوني ولتذهب شبعا الى الجحيم! سيكون الصهاينة غاية في السعادة لو فكر الشيعة هكذا بل ويمكن أن يبنوا لهم دويلة في الجنوب إن هم وافقوا على ذلك وربما يعيشون في رفاهية إقتصادية.
الحقيقة أن الشيعة في جنوب لبنان قاموا ويقومون بما قصر به الكثير من أبناء أمتنا من الإعداد والتحضير. ولإخفاء حقيقة تقصيرهم هذه يردد البعض تهجمات ال سعود ونظام مبارك على حزب الله تحديداً وإيران..
مرة أخيرة: فلسطين أولاً وليس خلاف السنة والشيعة أو عداؤهم
فلسطين أولا قبل أي قضية أخرى
فلسطين أولا وليس الأردن أولاً أو مصر أولاً
غزة قبل تازة وليس العكس
ما دامت فلسطين ليست أولا ستبقى هذه الأمة غثاء كغثاء السيل وسيبقى أولئك الفخامات والسعادات والجلالات ينحدرون بنا من هاوية الى أخرى.
تعليق