تويت
ما هي الصوفية؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله: أما بعد
أعلم أن كثيراً من الإخوة في المنتدى سوف يحقدون علي بسبب كتابي لهذا الموضوع ولكن كتابي لهذا الموضوع حتى أبين ما هي الصوفية بطريقة مبسطة بطريقة السؤال والجواب ونبدأ بإذن الله:
س: ما معنى الصوفية؟ ومن أين اشتقت هذه الكلمة؟
ج: عندما نلفظ كلمة الصوفية لا نقصد بها أن يلبس الرجل ثياب صوف فيكون صوفي ولا نقصد بها الزهد الكامل بل عندما نقول صوفية فإننا نقصد كلمة مشتقة من الصفاء ونجد في المعجم[صفا- يصفو ونسبتها صافٍ ومن مشتقاتها : صفي و صوفي ومنها صوفية].
س: لماذا ظهرت الصوفية وفي أي عهد ظهرت؟
ج: ظهرت الصوفية من أجل الدعوة إلى الصفاء من ملذات الدنيا ومن الذنوب و إن كان مستحيلاً ودعوة إلى تصفية الدين من البدع التي لا يقبلها الاسلام نصاً أو تشريعاً أو قياساً أو إجماعاً وهي من حديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنهُ يراك. ولقد ظهرت الصوفية في العهد العباسي بعد أن كثُر أهل البدع أمثال الروافض والمعتزلة والخوارج وغيرهم.
س: من الذي أسس الصوفية؟
ج: الصوفية ليست مذهب وإنما منهج فهي عبارة عن الزهد في الحياة وتزكية النفس وهذا ماذكره الله تعالى في كتابه العزيز:
{قد أفلح من زكّاها} سورة الشمس ولكن ظهرت في العصر العباسي حركة اسمها حركة الزهد والتصوف وكان مؤسسها الإمام الجنيد رحمه الله خاصة أن المسلمين في عصره ابتعدوا عن الدين وذهبوا إلى الملذات والغانيات.
س: ما هي عقيدة أهل الصوفية؟
ج: هي عقيدة التوحيد وعقيدة أهل السلف رضوان الله عليهم وهذا ما أكده الإمام أبو قاسم القشيري رحمه الله في كتابه الرسالة القشيرية في علم التصوف.
س: ما موقف الصوفية من السلفية؟
ج: الموقف هو الإتباع مثلما ذكرنا في السؤال السابق لأننا كلنا نعلم أنه لا يمكن لأي شخص أن يقول عن نفسه أنه من أهل السنة والجماعة إذا لم يكن متبعاً للسلف رضوان الله عليهم وهذا أهم شيء عند أهل الصوفية.
س: هناك من يقول أن أهل الصوفية لا يأخذون بعلم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فما هو ردكم؟
ج: هذا الكلام محض افتراء لأن لا أحد ينكر علم شيخ الاسلام ابن تيمية وطالباه الإمام ابن قيم والامام المحدث الذهبي رحمهم الله ونفعنا بعلومهم بل ان شيخ الاسلام ابن تيمية قد صحح مسيرة الصوفية في عهده رحمه الله ولا ننسى ان طالبه الإمام ابن قيم له كثير من الكتب في تزكية النفس ككتاب طب القلوب وزاد المعاد و الطب النبوي.
س: هناك من يقول أن أهل الصوفية تبتدع أمور كالتوسل و الاستغاثة أو الاستعانة والاحتفال بالمولد النبوي الشريف و ذكر الله جماعة وأن هذه الأمور لم تذكر بالقرآن والسنة فما هو ردكم؟
ج: هذا ليس صحيحا فجميع ما تقوم به الصوفية هو من قلب القرآن والسنة وسنذكر على حدة دليل كل عبادة:
أ: التوسل: يجوز التوسل بالإجماع و التوسل هو طلب جلب المنفعة أو اندفاع مضرة من الله بذكر نبي أو ولي إكراماً للمتوسل به مع الاعتقاد أن الله هو الضار والنافع على الحقيقة قال تعالى:{ وابتغوا إليه الوسيلة}[سورة المائدة<35>] و الحديث الشريف: الرسول صلى الله عليه وسلم علم الأعمى أن يتوسل به ففعل الأعمى في غير حضرة النبي صلى الله عليه وسلم فرد الله بصره إليه. رواه الطبراني وصححه ويجوز التوسل بالأولياء ولا يعرف في ذلك مخالف من أهل الحق سلفاً وخلفاً والدليل الحديث الشريف: أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه توسل بالعباس قائلاً: اللهم إنا نتوسل إليك بعم نبينا. رواه البخاري وحكم نداء نبي أو ولي ولو كان غائباً يجوز ذلك لأن مجرد قول اللهم بجاه سيدنا محمد لا يعد إشراكاً وقد ثبت أن بلال بن حارث المزني رضي الله عنه أتى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم عام الرمادة أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا. رواه البيهقي وغيره فلم ينكر عليه سيدنا عمر بن الخطاب ولا غيره بل استحسنوا فعله. قال تعالى:{ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جآوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً}[سورة النساء<64>] وثبت أن ابن عمر رضي الله عنهما قال: يا محمد لما خدرت رجله رواه البخاري في الأدب المفرد.
ب: الاستغاثة أو الاستعانة: الاستغاثة هي طلب الغوث عند الضيق والاستعانة أعم و أشمل. قال تعالى:{واستعينوا بالصبر والصلاة}[سورة البقرة<45>] والحديث الشريف: تدنو الشمس من رءوس الناس يوم القيامة فبينما هم كذلك إذ استغاثوا بآدم. رواه البخاري وفي هذا دليل على أن الاستعانة جائزة لكن مع الاعتقاد أنه لا ضار ولا نافع على الحقيقة إلا الله.ج: الاحتفال بالمولد النبوي: أولاً:مدح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جائز بالإجماع لقوله تعالى{ وإنك لعلى خلق عظيم} <سورة القلم 4> وقال تعالى{ وعزروه ونصروه} <سورة الأعراف 157> ومعنى عزروه أثنوا عليه ومدحوه وعظموه. الحديث الشريف: إن بعض النساء مدحن رسول الله صلى الله عليه وسلم بقولهن أمام النبي:[ ياحبذا محمد من جار] رواه ابن ماجه وثبت مدح أكثر من صحابي لرسول الله صلى الله عليه وسلم كحسان بن ثابت والعباس وغيرهما والرسول لم ينكر ذلك بل استحسنه.
ثانياً: جواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف قال تعالى{وافعلوا الخير لعلكم تفلحون}<سورة الحج 77> والحديث الشريف: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سنّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها. رواه مسلم والحديث الشريف: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً, ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من اتبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً. رواه مسلم والإمام أحمد في مسنده وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه. ولقد أباح كثير من العلماء المولد شريطة الابتعاد عن الاختلاط والابتعاد عن استخدام الآلات الموسيقية أمثال الإمام تقي الدين السبكي والإمام النووي والإمام ابن حجر العسقلاني والإمام أبو شامة شيخ الإمام النووي والإمام المحدث السخاوي شيخ الإمام أبو شامة ولقد أباح الإمام ابن تيمية المولود النبوي في كتاب السيرة الحلبية.
د: ذكر الله جماعة: قال تعالى في كتابه العزيز{فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً}<سورة النساء 103> ولو لاحظنا أن الله سبحانه وتعالى قال اذكروا ففي هذا دليل على جواز الذكر جماعة والحديث الشريف: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن لله تبارك وتعالى ملائكة سيّارةً فضلاً يبتغون مجالس الذكر فإذا وجدوا مجلساً فيه ذكر قعدوا معهم وحف بعضهم بعضاً بأجنحتهم حتى يملؤا ما بينهم وبين السماء الدنيا فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء, قال : فيسألهم الله عز وجلّ وهو أعلم بهم: من أين جئتم؟ فيقولون: جئنا من عند عبادٍ لك في الأرض يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألونك, قال: وماذا يسألونني؟ قالوا يسألونك جنتك, قال: وهل رأوا جنتي؟ قالوا: لا,أي ربِّ! قال فكيف لو رأوا جنتي؟, قالوا: ويستجيرونك, قال: ومم يستجيروني؟ قالوا: من نارك يا ربِّ! قال: وهل رأوا ناري؟ قالوا: لا, قال فكيف لو رأوا ناري؟, وقالوا: يستغفرونك, قال: فيقول: قد غفرت لهم وأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم مما استجاروا, قال: يقولون: ربِّ! فيهم فلانٌ, عبدٌ خطّاءٌ, إنما مرَّ فجلس معهم قال: فيقول: وله غفرت , هم القوم لا يشقى بهم جليسهم. رواه مسلم[ باب فضل مجالس الذكر]. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خرج معاوية على حلقةٍ في المسجد, فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله, قال: آللهِ! ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا: واللهِ! ما أجلسنا إلا ذاك , قال: أما إنّي لم أستحلفكم تهمةً لكم, وما كان أحدٌ بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقلَّ عنه حديثاً منَّي, وإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقةٍ من أصحابه, فقال: ((ما أجلسكم؟)) قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنَّ به علينا, قال
( آللهِ ما أجلسكم إلّا ذاك؟)) [قالوا: واللهِ! ما أجلسنا إلّا ذاك], قال: (( أما إنِّي لم أستحلفكم تهمةً لكم , ولكنَّه أتاني جبريل فأخبرني, أنَّ الله عزَّ وجلَّ يُباهي بكم الملائكة)). رواه مسلم[ باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن, وعلى الذكر].
س: ما هي أنواع البدع, ومالدليل على وجود بدعة حسنة؟
ج: البدعة لغة هي كل ما أُحدِثَ على غير مثال سابق له, أما من حيث الشرع فتنقسم إلى بدعة هدى وبدعة ضلالة. قال تعالى:{ ورهبانيةً ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلَّا ابتغآء رضوان الله}[سورة الحديد<27>] الله مدح فعل أتباع عيسى من المسلمين من انقطاعهم عن الشهوات مالم يفرض عليهم ابتغاء رضوان الله, الحديث الشريف: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده. رواه مسلم والحديث الشريف: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً, ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من اتبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً. رواه مسلم والإمام أحمد في مسنده وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة . وقد أحدث الصحابة ومن بعدهم كثيراً من الأمور الحسنة في الدين وتلقتها الأمة بالقبول كعمل المحاريب, والأذان الثاني لصلاة الجمعة, وتنقيط المصحف, وعمل المولد النبوي الشريف وكلنا نعلم أن سيدنا عمر بن الخطاب قد جمع الناس على صلاة التراويح ورسول الله لم يجمع الناس على ذلك ولم ينكر أحد على سيدنا عمر ذلك.
س: من هم علماء الصوفية؟
ج: هم علماء السنة أمثال الإمام أبو سفيان الثوري والإمام ابن حجر العسقلاني والإمام إبن كثير الدمشقي والإمام القرطبي والإمام النووي والإمام تقي الدين السبكي والإمام ابن عطاء الله السكندري والإمام أبو يزيد البسطامي والإمام أبو قاسم القشيري والإمام حجة الإسلام الغزالي والإمام المحدث السخاوي والحافظ العراقي والإمام الحاكم والشيخ عبد القادر الجيلاني وغيرهم.
س: هل يوجد أمثلة عن أسماء مجاهدين صوفيون في العصر العباسي وغيره؟
ج: الأمثلة كثيرة مثل القائد الشهيد نور الدين الزنكي وعماد الدين الزنكي والقائد البطل صلاح الدين الأيوبي والظاهر بيبرس والأمير قطز والأمير محمد الفاتح ومن العصر الحديث الشيخ بدر الدين الحسني في دمشق والشيخ عز الدين القسام والشيخ أمين الحُسيني الشيخ عمر المختار والشيخ عبد القادر الجزائري والشيخ عبد الكريم الخطابي ومازال المجاهدون الصوفيون يقدمون التضحيات فداءً للإسلام وللمسلمين.
س: ما هي انجازات الصوفية؟
ج: نشر الإسلام في إفريقيا نشر الإسلام في القوقاز والبلقان تأسيس نظام الدوائر الذي أسسه الشيخ عمر المختار وهو عبارة عن أن يكون الأستاذ يدرس الأولاد القرآن والسنة ويعلمهم إلا جانبها مهنة كالنجارة أو الحدادة.
ملاحظة: أنا لم أكتب هذه المشاركة تعصباً لفئةٍ أو لمذهب ولا من أجل أن أُحيّا فتنة طائفية أو مذهبية ولكن حتى يبان الحق وتعرف ماهي الصوفية.
وأقول لكم إخواني لا تبنوا أفكاركم وعقائدكم عن الصوفية عن طريق سماع البرامج التلفزيونية لأن أكثرهم يحاولون تشويه صورة هذا المذهب بل اقرأوا عنه وأنصحكم بكتاب الرسالة القشيرية للشيخ الإمام أبو قاسم القشيري لسهولته ووضوحه.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله: أما بعد
أعلم أن كثيراً من الإخوة في المنتدى سوف يحقدون علي بسبب كتابي لهذا الموضوع ولكن كتابي لهذا الموضوع حتى أبين ما هي الصوفية بطريقة مبسطة بطريقة السؤال والجواب ونبدأ بإذن الله:
س: ما معنى الصوفية؟ ومن أين اشتقت هذه الكلمة؟
ج: عندما نلفظ كلمة الصوفية لا نقصد بها أن يلبس الرجل ثياب صوف فيكون صوفي ولا نقصد بها الزهد الكامل بل عندما نقول صوفية فإننا نقصد كلمة مشتقة من الصفاء ونجد في المعجم[صفا- يصفو ونسبتها صافٍ ومن مشتقاتها : صفي و صوفي ومنها صوفية].
س: لماذا ظهرت الصوفية وفي أي عهد ظهرت؟
ج: ظهرت الصوفية من أجل الدعوة إلى الصفاء من ملذات الدنيا ومن الذنوب و إن كان مستحيلاً ودعوة إلى تصفية الدين من البدع التي لا يقبلها الاسلام نصاً أو تشريعاً أو قياساً أو إجماعاً وهي من حديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنهُ يراك. ولقد ظهرت الصوفية في العهد العباسي بعد أن كثُر أهل البدع أمثال الروافض والمعتزلة والخوارج وغيرهم.
س: من الذي أسس الصوفية؟
ج: الصوفية ليست مذهب وإنما منهج فهي عبارة عن الزهد في الحياة وتزكية النفس وهذا ماذكره الله تعالى في كتابه العزيز:
{قد أفلح من زكّاها} سورة الشمس ولكن ظهرت في العصر العباسي حركة اسمها حركة الزهد والتصوف وكان مؤسسها الإمام الجنيد رحمه الله خاصة أن المسلمين في عصره ابتعدوا عن الدين وذهبوا إلى الملذات والغانيات.
س: ما هي عقيدة أهل الصوفية؟
ج: هي عقيدة التوحيد وعقيدة أهل السلف رضوان الله عليهم وهذا ما أكده الإمام أبو قاسم القشيري رحمه الله في كتابه الرسالة القشيرية في علم التصوف.
س: ما موقف الصوفية من السلفية؟
ج: الموقف هو الإتباع مثلما ذكرنا في السؤال السابق لأننا كلنا نعلم أنه لا يمكن لأي شخص أن يقول عن نفسه أنه من أهل السنة والجماعة إذا لم يكن متبعاً للسلف رضوان الله عليهم وهذا أهم شيء عند أهل الصوفية.
س: هناك من يقول أن أهل الصوفية لا يأخذون بعلم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فما هو ردكم؟
ج: هذا الكلام محض افتراء لأن لا أحد ينكر علم شيخ الاسلام ابن تيمية وطالباه الإمام ابن قيم والامام المحدث الذهبي رحمهم الله ونفعنا بعلومهم بل ان شيخ الاسلام ابن تيمية قد صحح مسيرة الصوفية في عهده رحمه الله ولا ننسى ان طالبه الإمام ابن قيم له كثير من الكتب في تزكية النفس ككتاب طب القلوب وزاد المعاد و الطب النبوي.
س: هناك من يقول أن أهل الصوفية تبتدع أمور كالتوسل و الاستغاثة أو الاستعانة والاحتفال بالمولد النبوي الشريف و ذكر الله جماعة وأن هذه الأمور لم تذكر بالقرآن والسنة فما هو ردكم؟
ج: هذا ليس صحيحا فجميع ما تقوم به الصوفية هو من قلب القرآن والسنة وسنذكر على حدة دليل كل عبادة:
أ: التوسل: يجوز التوسل بالإجماع و التوسل هو طلب جلب المنفعة أو اندفاع مضرة من الله بذكر نبي أو ولي إكراماً للمتوسل به مع الاعتقاد أن الله هو الضار والنافع على الحقيقة قال تعالى:{ وابتغوا إليه الوسيلة}[سورة المائدة<35>] و الحديث الشريف: الرسول صلى الله عليه وسلم علم الأعمى أن يتوسل به ففعل الأعمى في غير حضرة النبي صلى الله عليه وسلم فرد الله بصره إليه. رواه الطبراني وصححه ويجوز التوسل بالأولياء ولا يعرف في ذلك مخالف من أهل الحق سلفاً وخلفاً والدليل الحديث الشريف: أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه توسل بالعباس قائلاً: اللهم إنا نتوسل إليك بعم نبينا. رواه البخاري وحكم نداء نبي أو ولي ولو كان غائباً يجوز ذلك لأن مجرد قول اللهم بجاه سيدنا محمد لا يعد إشراكاً وقد ثبت أن بلال بن حارث المزني رضي الله عنه أتى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم عام الرمادة أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا. رواه البيهقي وغيره فلم ينكر عليه سيدنا عمر بن الخطاب ولا غيره بل استحسنوا فعله. قال تعالى:{ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جآوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً}[سورة النساء<64>] وثبت أن ابن عمر رضي الله عنهما قال: يا محمد لما خدرت رجله رواه البخاري في الأدب المفرد.
ب: الاستغاثة أو الاستعانة: الاستغاثة هي طلب الغوث عند الضيق والاستعانة أعم و أشمل. قال تعالى:{واستعينوا بالصبر والصلاة}[سورة البقرة<45>] والحديث الشريف: تدنو الشمس من رءوس الناس يوم القيامة فبينما هم كذلك إذ استغاثوا بآدم. رواه البخاري وفي هذا دليل على أن الاستعانة جائزة لكن مع الاعتقاد أنه لا ضار ولا نافع على الحقيقة إلا الله.ج: الاحتفال بالمولد النبوي: أولاً:مدح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جائز بالإجماع لقوله تعالى{ وإنك لعلى خلق عظيم} <سورة القلم 4> وقال تعالى{ وعزروه ونصروه} <سورة الأعراف 157> ومعنى عزروه أثنوا عليه ومدحوه وعظموه. الحديث الشريف: إن بعض النساء مدحن رسول الله صلى الله عليه وسلم بقولهن أمام النبي:[ ياحبذا محمد من جار] رواه ابن ماجه وثبت مدح أكثر من صحابي لرسول الله صلى الله عليه وسلم كحسان بن ثابت والعباس وغيرهما والرسول لم ينكر ذلك بل استحسنه.
ثانياً: جواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف قال تعالى{وافعلوا الخير لعلكم تفلحون}<سورة الحج 77> والحديث الشريف: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سنّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها. رواه مسلم والحديث الشريف: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً, ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من اتبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً. رواه مسلم والإمام أحمد في مسنده وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه. ولقد أباح كثير من العلماء المولد شريطة الابتعاد عن الاختلاط والابتعاد عن استخدام الآلات الموسيقية أمثال الإمام تقي الدين السبكي والإمام النووي والإمام ابن حجر العسقلاني والإمام أبو شامة شيخ الإمام النووي والإمام المحدث السخاوي شيخ الإمام أبو شامة ولقد أباح الإمام ابن تيمية المولود النبوي في كتاب السيرة الحلبية.
د: ذكر الله جماعة: قال تعالى في كتابه العزيز{فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً}<سورة النساء 103> ولو لاحظنا أن الله سبحانه وتعالى قال اذكروا ففي هذا دليل على جواز الذكر جماعة والحديث الشريف: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن لله تبارك وتعالى ملائكة سيّارةً فضلاً يبتغون مجالس الذكر فإذا وجدوا مجلساً فيه ذكر قعدوا معهم وحف بعضهم بعضاً بأجنحتهم حتى يملؤا ما بينهم وبين السماء الدنيا فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء, قال : فيسألهم الله عز وجلّ وهو أعلم بهم: من أين جئتم؟ فيقولون: جئنا من عند عبادٍ لك في الأرض يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألونك, قال: وماذا يسألونني؟ قالوا يسألونك جنتك, قال: وهل رأوا جنتي؟ قالوا: لا,أي ربِّ! قال فكيف لو رأوا جنتي؟, قالوا: ويستجيرونك, قال: ومم يستجيروني؟ قالوا: من نارك يا ربِّ! قال: وهل رأوا ناري؟ قالوا: لا, قال فكيف لو رأوا ناري؟, وقالوا: يستغفرونك, قال: فيقول: قد غفرت لهم وأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم مما استجاروا, قال: يقولون: ربِّ! فيهم فلانٌ, عبدٌ خطّاءٌ, إنما مرَّ فجلس معهم قال: فيقول: وله غفرت , هم القوم لا يشقى بهم جليسهم. رواه مسلم[ باب فضل مجالس الذكر]. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خرج معاوية على حلقةٍ في المسجد, فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله, قال: آللهِ! ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا: واللهِ! ما أجلسنا إلا ذاك , قال: أما إنّي لم أستحلفكم تهمةً لكم, وما كان أحدٌ بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقلَّ عنه حديثاً منَّي, وإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقةٍ من أصحابه, فقال: ((ما أجلسكم؟)) قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنَّ به علينا, قال
( آللهِ ما أجلسكم إلّا ذاك؟)) [قالوا: واللهِ! ما أجلسنا إلّا ذاك], قال: (( أما إنِّي لم أستحلفكم تهمةً لكم , ولكنَّه أتاني جبريل فأخبرني, أنَّ الله عزَّ وجلَّ يُباهي بكم الملائكة)). رواه مسلم[ باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن, وعلى الذكر].س: ما هي أنواع البدع, ومالدليل على وجود بدعة حسنة؟
ج: البدعة لغة هي كل ما أُحدِثَ على غير مثال سابق له, أما من حيث الشرع فتنقسم إلى بدعة هدى وبدعة ضلالة. قال تعالى:{ ورهبانيةً ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلَّا ابتغآء رضوان الله}[سورة الحديد<27>] الله مدح فعل أتباع عيسى من المسلمين من انقطاعهم عن الشهوات مالم يفرض عليهم ابتغاء رضوان الله, الحديث الشريف: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده. رواه مسلم والحديث الشريف: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً, ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من اتبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً. رواه مسلم والإمام أحمد في مسنده وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة . وقد أحدث الصحابة ومن بعدهم كثيراً من الأمور الحسنة في الدين وتلقتها الأمة بالقبول كعمل المحاريب, والأذان الثاني لصلاة الجمعة, وتنقيط المصحف, وعمل المولد النبوي الشريف وكلنا نعلم أن سيدنا عمر بن الخطاب قد جمع الناس على صلاة التراويح ورسول الله لم يجمع الناس على ذلك ولم ينكر أحد على سيدنا عمر ذلك.
س: من هم علماء الصوفية؟
ج: هم علماء السنة أمثال الإمام أبو سفيان الثوري والإمام ابن حجر العسقلاني والإمام إبن كثير الدمشقي والإمام القرطبي والإمام النووي والإمام تقي الدين السبكي والإمام ابن عطاء الله السكندري والإمام أبو يزيد البسطامي والإمام أبو قاسم القشيري والإمام حجة الإسلام الغزالي والإمام المحدث السخاوي والحافظ العراقي والإمام الحاكم والشيخ عبد القادر الجيلاني وغيرهم.
س: هل يوجد أمثلة عن أسماء مجاهدين صوفيون في العصر العباسي وغيره؟
ج: الأمثلة كثيرة مثل القائد الشهيد نور الدين الزنكي وعماد الدين الزنكي والقائد البطل صلاح الدين الأيوبي والظاهر بيبرس والأمير قطز والأمير محمد الفاتح ومن العصر الحديث الشيخ بدر الدين الحسني في دمشق والشيخ عز الدين القسام والشيخ أمين الحُسيني الشيخ عمر المختار والشيخ عبد القادر الجزائري والشيخ عبد الكريم الخطابي ومازال المجاهدون الصوفيون يقدمون التضحيات فداءً للإسلام وللمسلمين.
س: ما هي انجازات الصوفية؟
ج: نشر الإسلام في إفريقيا نشر الإسلام في القوقاز والبلقان تأسيس نظام الدوائر الذي أسسه الشيخ عمر المختار وهو عبارة عن أن يكون الأستاذ يدرس الأولاد القرآن والسنة ويعلمهم إلا جانبها مهنة كالنجارة أو الحدادة.
ملاحظة: أنا لم أكتب هذه المشاركة تعصباً لفئةٍ أو لمذهب ولا من أجل أن أُحيّا فتنة طائفية أو مذهبية ولكن حتى يبان الحق وتعرف ماهي الصوفية.
وأقول لكم إخواني لا تبنوا أفكاركم وعقائدكم عن الصوفية عن طريق سماع البرامج التلفزيونية لأن أكثرهم يحاولون تشويه صورة هذا المذهب بل اقرأوا عنه وأنصحكم بكتاب الرسالة القشيرية للشيخ الإمام أبو قاسم القشيري لسهولته ووضوحه.
تعليق