إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"من الأمل إلى الملل"الكاتب رامي سليمان الدهشان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "من الأمل إلى الملل"الكاتب رامي سليمان الدهشان

    بسم الله الرحمن الرحيم

    من الأمل إلى الملل

    من البداية هي دعوة للتفاؤل لا للتشاؤم , لأننا نؤمن أن أرض الرباط لا تضيع فيها الحقوق ولا يعمر فيها ظالم أو مساوم على حقوق مسلمي هذه الأرض .
    مرت جولات الحوار الفلسطيني مع مرور الأيام الطوال , لكن دون جدوى تذكر بالنظر لمعاناة شعبنا المجاهد , مددت ومددت حتى طفح الكيل .
    فها نحن لا نحظى بأي دعم دولي سوي الإشراف من جهة أمنية بقيادة رئيس جهاز المخابرات العامة عمر سليمان , لكننا نلوم أنفسنا لتكرار الجولات دون حسم لنقاط الخلاف , وأقول تكرار , لعدم حصول اختراق فعلي لإخراجه للشارع الفلسطيني حتى تبدوا الأوضاع مدعاة للتفاؤل وحصول التوافق ليثلج صدر من عانى وذاق الأمرين.
    إن عددنا جولات الحوار بما تحويه من ملفات أتم بعضها ولا زال التوافق جاري لاستكمال ما بقي من نقاط جوهرية , سنجد أنفسنا قد وقعنا في فخ من التساؤلات المتعددة , وأهمها , إلي متى سبقي الحال هكذا دون اتفاق على أهم القضايا والشعب الفلسطيني يعاني؟
    لكن لا نريد بهذا التساؤل أن نضع الكل في دائرة واحدة , لأننا بذلك لا نكون منصفين .
    فحسب الجولات التي تم عقدها في القاهرة نري أن الطرفان سبب الانقسام لدي كل واحد منهما وجهة نظره , والتي يري من خلالها حلوله الوطنية , ففتح تري من اشتراطات الرباعية والتزام أي حكومة بالاتفاقيات الموقعة وأهمها أوسلو شرط للمصالحة الوطنية , كما أنها تريد أن تبقى مسيطرة على السلطة والشرعية لإبقاء النفوذ , والتي بات في الآونة الأخيرة مشكوك في أمر شرعية قادتها وليس التنظيم بحد ذاته , والدليل الأخير مؤتمر الحركة السادس وما صدر عنه من عسر شديد قبل الولادة وتراشق إعلامي وكلامي وإسقاط للشرعية من كل طرف للآخر.
    وحماس تريد التمسك بهويتها رغم انف السلطة التي يتردد على لسان بعض الساسة المفاوضين أن السلطة "سياسة لا مقاومة" , واضعين شروط الدخول إليها قبل التسليم !! متناسين أن الراحل ياسر عرفات قام بدورين في غاية الدقة "مقاومة وسياسة", لكن حماس لا تريد مفاوضات حسمت نتائجها مع يهود سلفاً , لانتهاجها عقيدة ربانية وبتكرار التجارب مع المفاوض الذي لم يجني شيئاً يذكر , خصوصا أن سقف المطالب الصهيونية اليوم يرتفع بالمطالبة "بيهودية الدولة" مع إنكار كافة الحقوق وعدم إعطاء الفتات في المقابل , وبكل وقاحة يطالب بحكم ذاتي للفلسطينيين ؛ وأيضا تريد الحركة من المجتمع الدولي الاعتراف بها كجزء كبير له حجمه من الشعب الفلسطيني شريطة عدم الاعتراف" بإسرائيل" من قبلها , وحسب قول نبيل شعث " حماس أبدت مرونة في كل شي إلا الاعتراف بإسرائيل" .
    وهنا , الحوار في جولته السادسة هل سينجح أم أن الأمور ستبقي معقدة دون حلول وفي الطرف الآخر شعب يحتاج لكل دقيقة تهدر هباءً ودون إحداث اختراق يعيد اللحمة ويجمع الإخوة ؟
    العقبة الأولى والأخيرة التدخلات والإملاءات الخارجية , ففرض الشروط بالاعتراف بالكيان حتى وإن كان "للحكومة لا للتنظيم" بحد ذاته كما قال عزام الأحمد يعد اعترافا صريحا وتكريسا للوجود الصهيوني والذي بالأساس لا يحق لأحد كان من كان أن يتفاوض معه لاغتصابه للأرض , وهذا من مسالك الشعوب للتحرر, ثم إن العقبة الكأداء تتمثل بالمماطلة وطول النفس ؛ وهنا أوجه رسالة لكل المتحاورين , هل يجرؤ أحد منكم أن يعيش في خيمة وبيته قد هدم وينتظر طوال هذه المدة ؟
    إذا نظرنا إلي معاناة أهل غزة والضفة سيتحرك دافع المصالحة نحو هدفه الصحيح , فمن زمن الجولة الخامسة إلى السادسة والتي سيفرض من الطرف المصري حلولا عليها إذا لم يتم التوافق سيموت العديد داخل السجن الكبير , إذن عليكم بالتوافق السريع.
    لأن اليوم الوضع الدولي يسير في عجلة غير متوقف , فنتنياهو المتطرف جاء حاملا أفكاره الاستيطانية ليترجمها على أرض الواقع , والحاصل أن غور الأردن يقام فيه مستوطنة جديدة تبعد 20كم عن نابلس لتكريس الوجود والتوسع الصهيوني , وزيارته الأخيرة لأوباما يقول فيها أن القضية في الدرج فلا مجال لمناقشتها الآن ؛ فإيران أولا .
    والعرب اعتادوا على التعليق على شماعة الانقسام , فاليوم لا توجد حكومة عربية قد تقوم بتبني الحلول وإلزام الأطراف للمصالحة , ولا أقول إلا أن ذلك فرض عليهم , وإن بحثنا عن بصيص أمل نجد أن الطامة الأخرى شعوب عربية بين سندان التخدير ومطرقة قمع الحكومات .
    وفي الداخل من اشتكي منه أقرب المقربين من فتح , من أراد إعلان حكومة جديد برئاسة المدعو سلام فياض والذي لفظته فتح قبل الشعب الفلسطيني , وبامتثاله للأوامر الأمريكية وترجمة الخطط الدايتونية إلي أفعال ميدانية , تزداد حالة السوء للمجاهد الفلسطيني في الضفة بالتنسيق الأمني المباشر , وتبتلع مزيد من الأراضي بضم المستوطنات لتقريبها من القدس صلب وجوهر كل القضايا على المستويين العربي والإسلامي .
    وأخيرا أيها السادة نحن على أتم الاستعداد للتضحية بفلذات الأكباد , لكننا لسنا مستعدين قيد أنملة مجرد التشاور في القضية , ونلحظ أن الحديث عن القضية كما عهدناه سلفا قل وندر , وبات جل اهتمام الفصائل كيف ومتى يتم رأب الصدع ؟ والسبيل للتمثيل النسبي أو الدوائر وغيرها . والمجال هنا ليس لاتهام أحدا , لكن الله يقول "فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين" , لأن رمز عزتنا وكرامتنا القدس , فالمصالحة تجعل من القضية ليست مجرد رمز وإنما أفعال على المستوي العربي الإسلامي والدولي , ويصبح لصاحب الشأن شأن , ونستطيع أن نرص الصف من جديد ويشار للمرتهنين للاحتلال ليتم إلقائهم في مزابل التاريخ.
    لذا هناك شعب يعاني وينتظر كما الأمم الفرج القريب , وإحداث توافق وطني شامل , حتى نلقي من على كواهلنا الكثير من الأعباء الأخرى المتجسدة بالتدخلات الخارجية نتيجة الانقسامات, ويتم وقف المستوطنات والخطط الصهيونية التي وجدت ضالتها بحالة التشرذم تلك , وتدعم المقاومة بكافة الوسائل والطرق لنصنع جسرا بيننا وبين الدول العربية والإسلامية وأحرار العالم , حتى يتم تحرير الأرض بإذن الله.



    الكاتب رامي سليمان الدهشان
    [email protected]
جاري التحميل ..
X