إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

علي العمري: الفن لا يبحث عن عباءة شيخ (حوار رائع)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علي العمري: الفن لا يبحث عن عباءة شيخ (حوار رائع)

    علي العمري: الفن لا يبحث عن عباءة شيخ

    علي بن حاجب




    الدكتور علي العمري
    اعتبر الدكتور علي بن حمزة العُمري، أمين عام رابطة الفن الإسلامي، أن الفن الإسلامي بكل طرقه وأنواعه لا يبحث عن عباءة شيخ، مؤكدا أن الفن هو عبارة عن إبداع بالدرجة الأولى، فالناس كلها تعرف الفرق بين الحلال والحرام، وما هذه الضوابط الشرعية إلا محددات من أجل أن ينطلق بشكل صحيح..
    يقول الدكتور علي في البداية:

    الفن الإسلامي اليوم حافل بكل الإمكانات والإبداعات التي تميزه عن غيره، وتجعل له طابعا خاصا به ومكانة شامخة في مواجهة الفنون في القدم، فهو الفن الذي يحتل مكانا مرموقا بين فنون الحضارات الكبرى، كما يتميز بشخصية ذاتية، تتواءم مع الفكر الإسلامي وفي نفس الوقت مع مقتضيات المكان في كل إقليم من الأقاليم التي ازدهرت فيها الفنون الإسلامية.

    والفن ثلاثة أقسام، جزء منه إمتاع وجزء منه جمال وجزء منه قيم متداخلة مع بعضها البعض، ولا يشترط أن يكون كله قيم، فالفنانون يمكن أن يقوموا بدور الإمتاع والتسلية للناس وهذا الإمتاع قد يكون فيه رسالة مبطنة، وليس من الضروري أن تكون الرسائل بشكل مباشر وواضح.

    مصير الرابطة

    * ماذا عن رابطة الفن الإسلامي التي تأسست لأكثر من 4 سنوات وخفت ضوؤها الآن؟

    - بالنسبة لعمل الرابطة هو احتضان مشروع الفن الإسلامي، مع المحافظة على هويته، وتطوير أداء العاملين فيه والاهتمام بهم، بالإضافة إلى مواكبة العصر في أمور كثيرة.

    * وماذا قدمتم للفن الإسلامي بصفتكم أمين عام الرابطة؟

    - الرابطة قسمت عملها إلى ثلاثة أقسام (تفعيل وتأصيل وتدريب)، فعلى جانب التأصيل أقامت أكثر من مؤتمر مثل مؤتمر كان عنوانه "صناعة الفيديو كليب" وأكثر من بحث، كما طبعت أيضا أكثر من كتاب يختص بهذا المجال مثل كتاب "النشيد الإسلامي.. نشأته ووظيفته". بالإضافة إلى دعم الفيديو كليب، كما أن برنامج منشد الشارقة هو من بنات أفكار الرابطة.

    * البعض ينتقد اهتمام الرابطة بالنشيد فقط دون التفاتها إلى الفنون الأخرى.. ما رأيك؟

    - تخصص الرابطة بجانب النشيد فقط دون غيره يُعد أمرا طبيعيا لأننا لازلنا في البداية، ولا يمكن أن نفتح كل الأبواب فوق بعضها، لأننا لن نستطيع فالرابطة تحتضن هذه المواهب وتقدم المشاريع وإذا وجدت الفرصة لذلك فعلت.

    * هل مازالت الرابطة اليوم على قيد الحياة؟

    - عمر الرابطة تقريبا 5 سنوات ما بين التأسيس والإعداد، واليوم تستطيع أن تقول أن قناة فور شباب هي الرابطة وأن تقول أن الرابطة هي قناة فور شباب، فنحن في الرابطة كنا بصدد إنشاء قناة فضائية حتى تكون هي البيت الحقيقي للرابطة وجاءت فكرة قناة فور شباب مواتية لذلك فتم الانسجام بينهما، فلو قلت ما هو المشروع الأكبر الذي حققته الرابطة، أقول: هو مشروع قناة فور شباب.

    العلوم الموسيقية

    * شد انتباهي وأنا أطلع على موقع الرابطة أن هناك قسما عنوانه "النشيد والعلوم الموسيقية" هل تدرِّسون مثل هذه العلوم في الرابطة؟

    - ليس معنى العلم الموسيقي هو حضور الآلات الموسيقية، إنما هي عبارة عن أصوات وطبقات تؤدى من قبل الفنانين تسمى بالعلم الموسيقي، ونحن في دوراتنا لا نستخدم الآلات نهائيا.

    * موقفكم من الموسيقى، البعض يقول أنه متذبذب، فمرة تصرحون بالتحريم وأخرى تصرحون بالخلاف الفقهي وأن الأمر فيه سعة.. كيف ترد؟

    - لا إشكال في ذلك، فقضية التلميح أو التصريح على حسب الحالة التي أُسأل فيها بالنسبة للصحف.

    * ما هو الأمر الراجح عندك؟

    - الذي كتبته في كتابي الأخير "الفن المعاصر" وما توصلت إليه هو أن الموسيقى من ناحية الإجماع ليس مجمعا على حرمتها، وهناك أكثر من 20 فقيها من أئمة الفقه الإسلامي رأوا أن في هذه المسألة خلاف فقهي، وأنا مع الإمام الغزالي رحمه الله عليه في جوانب ومع الإمام ابن حزم في جوانب ومع ابن تيمية في جوانب ومع الإمام ابن القيم في جوانب أخرى.

    * وماذا يمكن أن نسمي هذه الازدواجية؟

    - لا يمكن تسميتها ازدواجية، إنما هي تفهم اجتهادات الأئمة في هذا الجانب، فرأيي الخاص هو التوقف والمنع، واهتمامي بآراء الفقهاء الآخرين هو تفهم للوضع فقط.

    * أنت ترى بالمنع في قضية الموسيقى والناس تسمع في القناة التي تشرف عليها "فور شباب" الأناشيد المصاحبة للموسيقى، فكيف تفسر ذلك؟

    - ليس في قناة فور شباب موسيقى، والأصل فيها الإيقاعات الصوتية بجميع مستوياتها، ولذلك قد يطلب بعض المشاهدين أناشيد معينة لمنشدين معروفين يستخدمون الموسيقى فلا نلبي رغباتهم، ولا يمكن أن نتجاوز ضوابطنا ونجعل هذه الأدوات واضحة المعالم في القناة.

    لكن قد تُهدى إلى القناة بعض البرامج التي تكون خلفياتها موسيقية، وليست الموسيقى لذاتها وهذا رأي ابن تيمية عليه رحمة الله ونحن تبنيناه في القناة، فنحن لا نقدم أي موسيقى في القناة ولا نتبنى إنتاج أي برنامج فيه موسيقى.

    * هل يمكن أن توضح رأي ابن تيمية في هذه المسألة؟

    - ابن تيمية يفرق بين السماع والاستماع، الموسيقى لذاتها يمنعها، لكن إن كانت هذه الموسيقى عارضة أو خلفية لبرنامج أو لنشرة أخبار فهذا حكمه غير حكم الاستماع لذاته، ونحن نأخذ بهذا الرأي للبرامج المهداة للقناة والتي فيها مصلحة راجحة.

    انفتاح وانغلاق

    * هل نفهم من ذلك أن الفقهاء كانوا في زمانهم أكثر انفتاحا في زمن لم يكن يحتاج إلى انفتاح، ونحن اليوم نحتاج إلى مزيد من الانفتاح ومع ذلك نشدد على أنفسنا؟

    - لا أخفيك سرا، فمن خلال البحث وجدت أن الناقل عن فقهاء الأمة السابقين سواء بالتحريم أو بالإباحة لم ينقل الحجج بالإنصاف، وهذا في جُل ما قرأته من البحوث، فأمانة النقل عن الأئمة غير مكتملة، وبالتالي يجب أن نستوعب الحالة وأن ننقل هذه الأقوال بكل أمانة وموضوعية وألا نجعل القضية محرمة بالإجماع ونقول للناس اسكتوا، فهناك العشرات من الفقهاء يقولون بالإباحة كالإمام ابن حزم والغزالي وغيرهما، إلا إذا كنا لا نعتبر هؤلاء الأعلام من الثقات.

    * وكيف تقرأ تحول بعض المنشدين إلى الغناء الماجن؟

    - اليوم المهتمون بالفن أصبحوا شريحة واسعة وليسو قلة كما كانوا بالأمس، حتى أن كثيرا من أهل الفن الآخر بدئوا يتحولون إلى الفن الهادف، وطبيعي جدا أن تجد من المنشدين من يتحول إلى الغناء الماجن، فمن الصحابة من ارتد عن دين الإسلام، فهل يعيب هذا الفن الهادف أن ينحرف عدد لا يكاد يُذكر من المنشدين إلى الغناء؟

    * ما الفرق بين الأناشيد الوطنية التي يؤديها المنشدون، وبين الأغاني الوطنية التي يؤديها الفنانون الغنائيون؟

    - المشكلة فيمن دخل تحت غطاء الفن الإسلامي وهو في الأصل مغنٍّ وفنان ولا علاقة له بالفن الهادف، فالفن الهادف: هو الكلام العف الجميل والملحن بطريقة مفتوحة، حتى لو كان من يؤديه مطربا غير منتمٍ إلى العباءة المحافظة، فالنبي عليه الصلاة والسلام كان يستمع إلى الكفار ويقول: (هيه زدني) وقد سمع أكثر من 100 بيت.

    وهنا أريد أن أقول: من الخطأ أن نغيّب المتعة والجمال ونُبقي على القيم فقط، وكأن النشيد الإسلامي لم يُخلق إلا للقيم فقط، أحدهم يتكلم عن الرياضة والآخر يتكلم عن العلاقات والصداقة ومنشد يتكلم عن حبه للحياة والجمال، وبعضهم يتكلم عن آهاته ونفسياته، فما الحرج هنا؟

    * هناك الآن ما يُعرف بالفن الشامي واليمني والخليجي والعراقي وغيره، فبينما الشامي يترنم بأناشيد المقدسات نجد الفن الصحراوي يترنم بالقهوة والمقناص وغيره، ما تعليقك؟

    - من الجميل جدا أن النشيد الإسلامي بدأ يستوعب جميع جوانب الحياة، لكن عندما نتكلم عن فن إسلامي، فإننا نقول: هو فن يوافق عليه الإسلام، بمعنى أنه ليس فيه مخالفات تخرج عن دائرة الإسلام، سواء سميناه فنا هادفا أو فنا عاديا فلا ضير.

    * هل معنى ذلك أنك تقصد الحديث عن وضع ضوابط للفن عموما دون تقييده بفن إسلامي أو غير إسلامي؟

    - الفن بشكل عام لا يبحث عن عباءة شيخ، الفن هو إبداع بالدرجة الأولى، فالناس كلها تعرف الفرق بين الحلال والحرام، فالفن يبحث عن الإبداع وما هذه الضوابط إلا محددات من أجل أن ينطلق بشكل صحيح.

    فنون أخرى

    * نجد أن مصطلح كلمة "الفن" مؤخرا انحصرت في إطار النشيد فقط، من غير أن يلج إلى المسرح والسينما والفنون التشكيلية بشتى أنواعها.. لماذا؟

    - لأن النشيد متقدم في العطاء ومنتشر بين الناس أكثر، والأذن تعشق قبل العين أحيانا، فهو ألطف وأسرع في التجدد، لكن فن المسرح يحتاج إلى كُلفة مالية وأوقات تبذل خاصة أنه لا يوجد بيننا من هو متفرغ لهذه الصنعة لذلك انحصر هذا المصطلح في النشيد دون غيره.

    * بالنسبة للعمل المرئي (مسلسلات وأفلام) أين الجهود المبذولة في ذلك؟

    - بدأت الجهود ولكن على استحياء، والأمر ليس سهلا كما تتوقع فإما أن ننافس أو لا ننافس، فقد أنتجنا فيلما واحدا فقط لا يتجاوز الساعة ونصف كلفنا نصف مليون ريال سعودي، فما بالك بمسلسل على ثلاثين حلقة في رمضان نريد أن نقدمه فإنه سيكلفنا الكثير جدا، ولا نستطيع أن نقتحم هذا المجال ونحن غير قادرون عليه.

    * وأين رجال الأعمال من هذا الأمر؟

    - رجال الأعمال ينفقون الأموال الطائلة والكبيرة ولكن في غير هذا المجال.

    * نعلم في الفترة الماضية ماذا فعلت المسلسلات التركية وغيرها من أفاعيل بعقول الناس، ألم يدرك أصحاب الأموال هذا البعد وما فعلته في جسد الأمة؟

    - رجال الأعمال اليوم مغيّبون، إما بإرادتهم أو بمن ألهاهم عن هذه الأمور، ولكنهم مسئولون.

    فالخطابات وصلتهم واللقاءات عُملت من أجلهم، والأطروحات بكامل جمالها وتنسيقها وإدارتها وصلتهم، ومع ذلك فهناك تغييب لهم، فإذا وصلت القضية إلى حد المشكلة فحينئذ يبذلون ويعطون من باب الخدمة الوطنية والإنسانية ولكن بعد أن يقع الفأس على الرأس.

    تدين الفن

    * نسمع كثيرا في الوسط الفني من يقول: أن هذه الأعمال ليست موجهة للمتدينين وإنما هي موجهة للجمهور العادي، هل هناك أعمال خاصة بالمتدينين وأخرى لغير المتدينين؟

    - ليس هناك تقسيم من هذا الباب، إنما التقسيم يأتي من باب أن هذا العمل موجه للأطفال مثلا، وهذا موجه للشباب وغيره موجه للبنات، أما التقسيم من باب أن هذا العمل موجه للمتدينين ولا يصلح لغيرهم مثلا، فهذا غير موجود، المهم في هذا الأمر هو مراعاة المصالح والمقاصد الشرعية بغض النظر عن التقسيمات.

    * ما رأيك فيمن يرفضون وجود السينما؟

    - أنا مع وجود السينما فهي لون من ألوان الحياة الموجودة، وأصبحت الآن أمرا واقعيا وهي موجودة رسميا وتقام لأجلها المهرجانات والفعاليات ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك، فقد يمنعها أحدهم من باب سد الذرائع، أما من جهتي فأنا أؤيد الشيء النافع للمجتمع الذي هو ضمن أصول الإسلام.

    وأما بالنسبة لمشاركة المرأة في الإنتاج السينمائي فالأصل في المرأة أن تبقى في بيتها لتؤدي أدوارها الموكلة إليها شرعا، ولو ظهرت عرضا في قضية مهمة يحتاج إلى ظهورها بكامل حجابها وبضوابطها الشرعية فلا بأس في ذلك، أما إذا كانت تجالس الرجال في إحدى اللقطات وتسلم عليهم أو ظهرت من غير حجابها الشرعي الكامل فلا أرى جواز ذلك نهائيا.


    --------------------------------------------------------------------------------

    صحفي سعودي

  • #2
    رد : علي العمري: الفن لا يبحث عن عباءة شيخ (حوار رائع)

    قراءة المقال كاملاً كفيلة بوضوح الصورة كاملة..

    تعليق


    • #3
      رد : علي العمري: الفن لا يبحث عن عباءة شيخ (حوار رائع)

      بارك الله فيك أخي

      تعليق


      • #4
        رد : علي العمري: الفن لا يبحث عن عباءة شيخ (حوار رائع)

        جزاك الله خيراً ... والدكتور علي العمري رجل متوازن، وهو تلميذ مقرب من الشيخ العلامة محمد الحسن ولد الددو ..

        ولا يصدر عن شيء إلا بعد الرجوع إلى أهل العلم ..

        تعليق


        • #5
          رد : علي العمري: الفن لا يبحث عن عباءة شيخ (حوار رائع)

          جزاك الله خير اخي

          تعليق

          جاري التحميل ..
          X