إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اوباما... والخيار المر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اوباما... والخيار المر

    أوباما ..والخيار المر

    في حلقه شوكة..هذا حال اوباما المسكين صاحب اثقل تركة في العالم،فهذا الرجل وفق المعطيات الحالية ومايعصف بالعراق من موجة عنف جديدة مؤهلة لتكون بداية اخرى لتسونامي عراقي مستمر ، لايستطيع ان ينقل بيدقا امريكيا واحدا خارج حدود العاصفة.في الوقت ذاته يعتبر الانسحاب او تقليص التواجد الامريكي في العراق خطوة مهمة وجوهرية في حل معضلات كثيرة واهمها الازمة المالية التي عصفت بالولايات المتحدة.
    وعندما اقول تسونامي عراقي مستمر فهذا يعني بانه لم ينتهي لكي يبدأ. فكما اشرت في عدة مقالات سابقة لاستقراءات مستقبليبة عدم حدوث أي تغييرات جوهرية لا على صعيد الواقع السياسي ولا الأمني وان مجرد ماحدث هو (استراحة غداء) بعد وجبة دسمة تشاركتها قوى الصراع على الساحة العراقية.
    فالدول والكيانات والرموز والشخوص السياسية والدينية التي كان لها الدور الاول في اشعال الفتنة ومارافقها من اعمال عنف هي نفسها لازالت موجودة وفعالة تمارس سلطاتها ضمن ادوارها المتنوعة بلا حساب او رقيب.وكل ماتغير هو التنقل بين المناصب لاكمال الجريمة ضمن المنصب الجديد.
    لقد خالفني الكثير من الاخوة وراهنوا على حدوث تغييرات جذرية بعد انتخابات المحافظات التي جرت قبل اشهر فكان ردي قبيل الانتخابات مقالة بعنوان(الانتخابات الوشيكة ولعبة الشعب المنوم) اوضحت فيها بان مجمل التغيرات التي ستحدث هي تغيرات سطحية غير محسوبة وميزت دور التزوير واستغلال المنصب وهذا ماحصل فعلا لاسيما في محافظة كربلاء من اضطهاد ومنع استحقاق للحبوبي.واشرت ايضا الى ان الخاسر الواحد في هذه اللعبة هم العرب السنة.
    وعليه ولوجود نفس الممثلين ولكن بلباس وادوار مختلفة فان ماحدث يمكن ان يعود وبوتيرة اعلى لاسيما ان قوات الامن الحكومية العميلة قد استكملت جاهزيتها لدرجة كبيرة وبالتالي فدورها ضمن سيناريو الحرب الطائفية والقومية القادمة سيكون اكثر فاعلية،وهو بالتاكيد دور غير مشرف كسابق عهد (جيش العصابات العراقية) بعد تشكيله على يد المحتل.
    بعد شق الانفس وخسارة الغالي والنفيس وصل اوباما وجنوده الى طرف المستنقع فاذا باليد الايرانية ومن حالفها تجره من جديد الى بؤرة الصراع.لان ايران تعلم يقينا ان الانسحاب الامريكي من العراق لن يكون لصالحها او صالح حلفائها ضمن المرحلة الحالية وفقا للاسباب التالية:
    1. ان الانسحاب الامريكي او تقليص التواجد العسكري في العراق سيساهم في دعم الاقتصاد الامريكي والتغلب على المشاكل الداخلية قبل الخارجية والتي كان احد ثمارها العجز الاقتصادي العالمي وتاثيره على امريكا.
    2. انشغال الولايات المتحدة بمشاكلها العراقية والافغانية سيبعد تركيزها على المسالة الاساسية وهي المشروع النووي الايراني مما يتيح للاخيرة كسب عامل الوقت لاسيما ان هذا المشروع قد دخل مرحلة حرجة لامجال فيها للتراجع وكل مامطلوب هو سباق مع الزمن قبل افاقة المارد الامريكي من تاثير الضربة الاقتصادية.
    3. ان بقاء الولايات المتحدة عالقة وشبه غارقة في المستنقع العراقي والافغاني سيتيح لايران التحدث بمنطق القوي واجبار امريكا على الرضوخ والجلوس الى طاولة المفاوضات باعتبار ان عصا الانتشال في يد الايرانيين.

    وفق ماتقدم فان الانسحاب الامريكي المزمع ان تم ، سيكون محاولة ترقيع لشق اكبر من الرقعة،او محاولة تجميل لعروس قبيحة.وهذا ماتدركه القيادات الامريكية جيدا كإدراكها لمنجزاتها الوهمية على الساحة العراقية او الافغانية .وهي لاتريد فلما هوليوديا اخر يصور وجهها المشرق في فيتام ،لان فيتنام غير العراق، وان كان لها هناك جانبا مشرقا فان جوانبها المظلمة هنا لم تبقي رقعة بيضاء في ثوبها الاسود.
    وعليه فان مجرد التفكير بخفض عدد الجنود ستكون فكرة غبية وذات عواقب وخيمة على حساب منجزاتها ومصالحها المهددة في المنطقة برمتها.
    مروان الدوسري
جاري التحميل ..
X