السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بأيّ قلب نلقاهـ ؟؟!!
قال قلبي و هو يرزح تحت الأغلال :
اتركيني يا نفس..
أرهقتني ذنوبك
أفقدتني صوابي..
أهلكتني عيوبك
زادت من عذابي
ضاقت عليّ الأرض
و اختنقت ...و اختنقت
من طول غيابي
يا نفس..
كم طمحتُ إلي الخير
و هممت بإجابة داعي الله
و كدت أضع قدمي في قطار الصالحين
و أمضي معهم في طريق النور
فحرمِتني
و حلتِ بيني و بين النجاة
أما ان لك أن ترحميني
و تدعيني أنجو
فُكيني من أسارك
أطلقيني من قيدك المرير
إن رضيتِ الهجر فأنا لا أطيق منه لحظة
إن أبيت إلا الهلاك فأنا لا أتحمل غمسة في جهنم
إن رغبت عن جنان عدن
فأنا المتيم في هواها منذ زمن
ويحك!!
انا منك و أنت مني ..
ما ذنبي و قد سددت عليَّ كل منافذ النجاة؟!
ماذا أفعل و قد قتلت فيَّ أي بذرة خير؟!
ما حيلتي و أنت تريدين قتلي ؟!
أما أنتم يا أعوان نفسي :
أيتها الغفلة الجاثمة
أيتها الشهوة العارمة
أيتها القسوة الغالبة
أيها الضالعون عمدا في المؤامرة
يا كل من شارك في الجريمة
ارحلوا عني للأبد
غادروني إلي غير رجعة
لم يكن عندي لكم موضع قدم
موتوا بغيظكم
قد ردَّ الله إلي روحي
و عافاني في ديني
و أذن لي بذكره
بهذه الكلمات بدأ الدكتور خالد أبو شادي كتابه الرائع " بأي قلب نلقاه ؟ "
..من سلسلته الجديدة "رد إلي روحي" ..
في الكتاب ستسبح مع ذلك العضو الذي يسكن في جسمك..
هي رحلة مع القلب الذي أثقلته الهموم و غرته الشهوات و نسي أنه في يوم سيقف بين يدي رب الملوك
رحلة لتطهيره من الصدأ الذي اعتراه و القساوة التي حلت به
رحلة لفكه من قيد الشيطان و هوي النفس
رحلة حتي نطلقه من ذل المعاصي و الذنوب
رحلة لتخليصه من الفتن هنا و هناك
رحلة ليعود من جديد لطريق رب الوجود
بأي قلب نلقاه ؟
هل فكر أحد فينا يوما و لو للحظة؟
....بأي قلب نلقاه؟
كيف سنقف غدا بين يديه؟
و هل حالنا هذا سيُرضي ملك الملوك؟
كيف و لو كانت تلك اللحظة الان هي اخر لحظة في حياتك و جاء أجلك ..و قضي الأمر
و أصبحت الان و قد فارقت الأهل و الأحباب ..
و التقمك القبر...و وضع عليك التراب و أكلك الدود و أظلمت الدنيا و بقي عملك
فإما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار..
الان...اترك كل شئ
و اسأل نفسك سؤال واحد
بأي قلب نلقاه ؟
بأي قلب نلقاه؟
أما و قد أمهلك الله فرصة لتراجع نفسك و امهلك فرصة لتغير ما بقلبك و تضيئه بنور الإيمان..فهلا قمنا بإستغلالها ...فغيرنا ما بأنفسنا...حتى يغير الله ما بنا
بأي قلب نلقاه؟
تابعوا معنا أحبتي ..
مقتطفات من الكتاب ..
تعليق