سورة الفاتحة أعظم سورة في القرآن , فهي أم الكتاب , وهي السبع المثاني , ولا تصح الصلاة إلا بها , والأحاديث في فضلها كثيرة .
ولو تأملنا أحوال الصلوات كلها لوجدنا أنه لا تخلو صلاة من قراءة الفاتحة , سواء أكانت الصلاة فرضاً أم نفلاً .
فالصلوات المفروضة , وصلاة الجمعة , والأعياد , وصلاة الاستسقاء , والسنن الرواتب , وصلاة التطوع كقيام الليل وركعتي الضحى , والوتر , وصلاة الاستخارة , والصلاة على الميت . كل هذه الأنواع من الصلوات لا تصح بدون سورة الفاتحة .
فيا ترى ما السر الكبير وراء هذه السورة العظيمة ؟ وهل نفهمها حق فهمها ؟
في هذه السطور التالية سوف أعرض لكم تأملات حول معاني السورة العظيمة لعل الله تعالى أن ينفع بها :
لكل كتاب مقدمة يبين فيه المؤلف منهجه ويختصر مراده وهدفه من تأليف الكتاب , ولله المثل الأعلى فسورة الفاتحة تعد مقدمة للقرآن لخصت أهداف هذا الكتاب العظيم بسبع آيات عظيمة , وبينت أبرز مواضيعه , ومن ذلك ما يلي :
القرآن الكريم يشتمل على ستة مواضيع رئيسة :
( حقيقة التوحيد , والوعد والوعيد , وقصص الماضين , والأحكام الشرعية , الحديث عن اليوم الآخر , والدعاء والالتجاء إلى الله )
وكل هذه المواضيع اشتملت عليها سورة الفاتحة بشكل موجز :
1. حقيقة التوحيد : التوحيد ثلاثة أقسام :
أ - توحيد الربوبية , وهو توحيد الله بأفعاله , وهذا التوحيد يدل عليه من سورة الفاتحة قوله : ( رب العالمين ) .
ب – توحيد الألوهية : وهو توحيد الله بأفعال العباد كالخوف والرجاء والتوكل ... ويسمى توحيد العبادة , ودل عليه الاسم الكريم في الآية الأولى ( لله ) فالله هو المألوه المعبود , ودلت عليه قوله تعالى : ( إياك نعبد ) .
ج – توحيد الأسماء والصفات : وهو توحيد الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا , ودلت عليه كلمة ( الحمد ) فلحمد هو الثناء على الله , ولا يكون الثناء على الله إلا بأسمائه وصفاته , ودلت عليه الآية الثانية : ( الرحمن الرحيم ) ففيها اسمان كريمان من أسماء الله وصفاته .
2. الوعد والوعيد :
الوعد هو الترغيب بما عند الله من الثواب للصالحين , ودل على الوعد الآية الثانية : ( الرحمن الرحيم ) فصفة الرحمة العامة التي دل عليها ( الرحمن ) وصفة الرحمة الخاصة التي دل عليها ( الرحيم ) تدل على ما عند الله من النعيم , وترغب بالقرب إليه سبحانه , وهذا داخل في الوعد والترغيب .
أما الوعيد : فهو الترهيب والتخويف من العقاب , ويدل عليه قوله تعالى : " مالك يوم الدين " ويوم الدين هو يوم الآخرة العصيب , ومَنْ ملَك ذلك اليوم دل على قهره وقوته التي يجب أن نخاف منها كما قال سبحانه في آية أخرى : " لمن الملك اليوم , لله الواحد القهار " .
3. قصص الماضين من الأنبياء والرسل والأقوام الكافرة , دلت عليه الآية الأخيرة : " صراط الذين أنعمت عليهم , غير المغضوب عليهم ولا الضالين ". فالمنعَم عليهم هم الأنبياء والصالحون كما قال سبحانه : {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} (69) سورة النساء , والمغضوب عليهم : هم اليهود , والضالون هم النصارى , وفي هذا إشارة لقصصهم وقصص من ضل مثلهم من الأمم السابقة .
4. الأحكام الشرعية : دل عليها قوله تعالى : " إياك نعبد " والعبادة لا تكون إلا بأحكام شرعية يقررها الشارع الحكيم , ولذلك سميت الطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج ( فقه العبادات ) . وفقه العبادات أساس الفقه وأصله , وفقه المعاملات كالبيوع والنكاح والعقود فرع عن فقه العبادات , والآية أشارت إلى الأصل .
5. اليوم الآخر : دل عليه قوله تعالى : ( مالك يوم الدين ) , ويم الدين هو يوم الجزاء والحساب , وفيه إشارة لما في يوم القيامة من أهوال وشدائد .
6. الدعاء والاستعانة بالله : وهذه أشارت إليها قوله تعالى : ( وإياك نستعين , اهدنا الصراط المستقيم ) فالاستعانة لله وحدة , والدعاء يوجه إلى الله وحده .
هذه أبرز الوقفات مع سورة الفاتحة العظيمة التي تحتاج إلى تأمل , وهناك وقفات لغوية بحتة أتمنى أن يوفقني الله لعرضها في وقت لاحق إن شاء الله . .
ولو تأملنا أحوال الصلوات كلها لوجدنا أنه لا تخلو صلاة من قراءة الفاتحة , سواء أكانت الصلاة فرضاً أم نفلاً .
فالصلوات المفروضة , وصلاة الجمعة , والأعياد , وصلاة الاستسقاء , والسنن الرواتب , وصلاة التطوع كقيام الليل وركعتي الضحى , والوتر , وصلاة الاستخارة , والصلاة على الميت . كل هذه الأنواع من الصلوات لا تصح بدون سورة الفاتحة .
فيا ترى ما السر الكبير وراء هذه السورة العظيمة ؟ وهل نفهمها حق فهمها ؟
في هذه السطور التالية سوف أعرض لكم تأملات حول معاني السورة العظيمة لعل الله تعالى أن ينفع بها :
لكل كتاب مقدمة يبين فيه المؤلف منهجه ويختصر مراده وهدفه من تأليف الكتاب , ولله المثل الأعلى فسورة الفاتحة تعد مقدمة للقرآن لخصت أهداف هذا الكتاب العظيم بسبع آيات عظيمة , وبينت أبرز مواضيعه , ومن ذلك ما يلي :
القرآن الكريم يشتمل على ستة مواضيع رئيسة :
( حقيقة التوحيد , والوعد والوعيد , وقصص الماضين , والأحكام الشرعية , الحديث عن اليوم الآخر , والدعاء والالتجاء إلى الله )
وكل هذه المواضيع اشتملت عليها سورة الفاتحة بشكل موجز :
1. حقيقة التوحيد : التوحيد ثلاثة أقسام :
أ - توحيد الربوبية , وهو توحيد الله بأفعاله , وهذا التوحيد يدل عليه من سورة الفاتحة قوله : ( رب العالمين ) .
ب – توحيد الألوهية : وهو توحيد الله بأفعال العباد كالخوف والرجاء والتوكل ... ويسمى توحيد العبادة , ودل عليه الاسم الكريم في الآية الأولى ( لله ) فالله هو المألوه المعبود , ودلت عليه قوله تعالى : ( إياك نعبد ) .
ج – توحيد الأسماء والصفات : وهو توحيد الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا , ودلت عليه كلمة ( الحمد ) فلحمد هو الثناء على الله , ولا يكون الثناء على الله إلا بأسمائه وصفاته , ودلت عليه الآية الثانية : ( الرحمن الرحيم ) ففيها اسمان كريمان من أسماء الله وصفاته .
2. الوعد والوعيد :
الوعد هو الترغيب بما عند الله من الثواب للصالحين , ودل على الوعد الآية الثانية : ( الرحمن الرحيم ) فصفة الرحمة العامة التي دل عليها ( الرحمن ) وصفة الرحمة الخاصة التي دل عليها ( الرحيم ) تدل على ما عند الله من النعيم , وترغب بالقرب إليه سبحانه , وهذا داخل في الوعد والترغيب .
أما الوعيد : فهو الترهيب والتخويف من العقاب , ويدل عليه قوله تعالى : " مالك يوم الدين " ويوم الدين هو يوم الآخرة العصيب , ومَنْ ملَك ذلك اليوم دل على قهره وقوته التي يجب أن نخاف منها كما قال سبحانه في آية أخرى : " لمن الملك اليوم , لله الواحد القهار " .
3. قصص الماضين من الأنبياء والرسل والأقوام الكافرة , دلت عليه الآية الأخيرة : " صراط الذين أنعمت عليهم , غير المغضوب عليهم ولا الضالين ". فالمنعَم عليهم هم الأنبياء والصالحون كما قال سبحانه : {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} (69) سورة النساء , والمغضوب عليهم : هم اليهود , والضالون هم النصارى , وفي هذا إشارة لقصصهم وقصص من ضل مثلهم من الأمم السابقة .
4. الأحكام الشرعية : دل عليها قوله تعالى : " إياك نعبد " والعبادة لا تكون إلا بأحكام شرعية يقررها الشارع الحكيم , ولذلك سميت الطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج ( فقه العبادات ) . وفقه العبادات أساس الفقه وأصله , وفقه المعاملات كالبيوع والنكاح والعقود فرع عن فقه العبادات , والآية أشارت إلى الأصل .
5. اليوم الآخر : دل عليه قوله تعالى : ( مالك يوم الدين ) , ويم الدين هو يوم الجزاء والحساب , وفيه إشارة لما في يوم القيامة من أهوال وشدائد .
6. الدعاء والاستعانة بالله : وهذه أشارت إليها قوله تعالى : ( وإياك نستعين , اهدنا الصراط المستقيم ) فالاستعانة لله وحدة , والدعاء يوجه إلى الله وحده .
هذه أبرز الوقفات مع سورة الفاتحة العظيمة التي تحتاج إلى تأمل , وهناك وقفات لغوية بحتة أتمنى أن يوفقني الله لعرضها في وقت لاحق إن شاء الله . .
أخوكم:الغريب الخليلي..............
تعليق