إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حماس ..... مسيرة شعب بقلم: أ. عبد اللطيف القانوع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حماس ..... مسيرة شعب بقلم: أ. عبد اللطيف القانوع

    سجل حافل بالمجد والعطاء وتاريخ مسطر بالتضحية والفداء ومسيرة وفاء وإباء إنها حماس التي تحتفي بيوم ميلادها وعرس انطلاقتها الحادي والعشرين، ولأنها حماس أقوى من الألم وأشد من اليأس والإحباط ولأنها حماس التي حاصرت الحصار وأبت الانكسار كانت ولا تزال في كل يوم تكبر ألف مرة ومع كل وجع تكسر ألف قيد تسترشد طريقها من فوهات بنادق المجاهدين وتقتدي في مسيرتها العظيمة بدين الإسلام القويم لها من أمجاد التاريخ ألف حكاية وحكاية ومن تضحيات قادتها وأبطالها كانت البداية والانطلاقة وبزنود فرسانها وسواعدها الميامين ترفع للنصر ألف راية وراية.



    (إبداع جهادي)



    كانت بدايتها فكرة وحمل الفكرة أناس قدموا أنفسهم قرابين لله – سبحانه وتعالى – من أجل أن تنتصر فكرتهم وتعلو كلمتهم فانطلقت حماس بحجر وسكين ومن ثم بصواريخ القسام وقذائف الهاون والياسين



    فلم تقف حماس عند ذلك فحسب بل تمكن مجاهدوها العظماء الذين يعملون تحت الأرض وفوق الأرض ويلاحقون من العدو الصهيوني وأعوانه أن يبتكروا العديد من الوسائل والبدائل الجهادية والقتالية فكانت حرب الأنفاق القسامية وعمليات الزوارق البحرية وخطف الجنود الصهاينة بدءً من إيلان سعدون مروراً بنسيم تليدانوا وصولا ً لنخشون فاكسمان وانتهاءً بجلعاد شاليط والذي لا يزال أسيراً في قبضة القسام وفصائل المقاومة لتبقى الفكرة عصية عن الانكسار والانحناء و الخمود وتظل ماثلة أمام القاصي والداني حاملة رسالة تقول هذه هي الطريق وما سواها باطل هذه هي الطريق وما سواها ضياع وهلاك هذه هي طريق العزة والكرامة وغيرها الذل والهوان .



    وتلك هي حكاية المقاومة التي كتبتها حماس بدماء أبنائها الأفذاذ وقادتها الميامين وعلى رأسهم الإمام الشهيد أحمد ياسين والرنتيسي والمقادمة وأبو شنب وشحادة والجمالين وكل الشهداء، تلك حكاية المقاومة التي زرعتها حماس في نفوس جيل النصر القادم في نفوس وعقول الشباب وفي قلب كل بيت فلسطيني وأسرة فلسطينية فلا تكاد تجد بيتاً فلسطينياً ولا أسرة فلسطينية إلا وفيها مجاهد أو مجاهدة أو شهيدا أو شهيدة أو جريح أو جريحة أو أسير أو أسيرة .



    (ثقافة المقاومة)



    فاستطاعت حماس في هذه الفترة الوجيزة والقصيرة جداً أن تنشر ثقافة المقاومة لكل الأجيال والأعمار وتمكنت من إعلاء كلمتها ورايتها واستطاعت حماس أن تسقط وتنزع من عقول الشعب الفلسطيني ما يسمى -بمشاريع التسويه- وما يسمى - بالحل السلمي- فأصبح الشباب المجاهد يتنافسون على الجهاد والمقاومة والشهادة وأصبحت بعض الأسر والعائلات تتسابق في عدد الشهداء فنجد من آباء وأمهات الشعب الفلسطيني من قدموا ثلاثة من الشهداء من أبنائهم ومنهم من قدم أربعة ومن العائلات من قدمت العشرات حتى أن ثقافة المقاومة صنعت من العجائز والنسوة استشهاديات فكانت اكبر استشهادية عرفها التاريخ وجدة لما يزيد عن 70 حفيداً تقدم نفسها قرباناً لله تعالى الحاجة فاطمة النجار وكذلك الاستشهادية ريم الرياشي إلى



    أن أصبح ما يسمى -بالجيش الذي يقهر- في هوس أمني ومرض نفسي متواصل ومستمر.



    نعم إن جوهر المسألة والقضية صراع بين مشروعَين تاريخيَّين : مشروع استسلامي تسووي يسعى للاستفحال والتوسُّع وابتلاع القضية الفلسطينية وإنهائها من الوجود وينشر ثقافة الاستسلام والتسوية والانبطاح والتراجع ومشروع مقاومة و صمود فلسطيني يقاوم من أجل البقاء والوجود، وتقوده حماس مع كل القوى الحية والمجاهدة على الساحة الفلسطينية وتدافع عنه بكل ما استطاعت .



    (تميّز سياسي)



    فاستطاعت حماس أن تتفوق عسكرياً في فترة وجيزة أمام حركات عملاقة أشعلت الثورة الفلسطينية واستطاعت أن تنتقل نقلة نوعية عبر جماهيرها وبرنامجها وتميزت أيضاً سياسياً وشكلت حكومتها الرشيدة من خلال جهازها السياسي الذي لا يقلُّ قوةً عن الجهاز العسكري ولا يقل وعيًا وبصيرةً بالواقع والتحديات المحيطة بالقضية والمشروع ، وقد خاضت حكومتها الرشيدة معاركَ سياسيةً عديدةً، مع العديد من الأطراف حقَّقت فيها نجاحاتٍ باهرةً، وحافظت على ثوابت ومقدرات الشعب الفلسطيني ؛ فقد تمكنت حماس وبفضل الله -سبحانه وتعالى- من خلالها حكومتها الرائدة والحكيمة أن تتعامل مع كل الأطراف بما يتوافق مع ثوابت ومقدرات شعبنا الفلسطيني دون تراجع أو خنوع وتمكنت ايضاً من أن تصنع علاقات دولية وإقليمية مع كثير من الدول العربية والإسلامية لصالح قضيتنا العادلة وبرنامجها الأصيل فأصبحت قضية فلسطين قضية عالمية وخرجت من طورها الإقليمي فأًصبحت حماس تسير في برنامجين هامين وخطين متوازيين هما برنامجي "النصر والتحرير والإصلاح والتغيير" .



    هي مسيرةٌ مفعمةٌ بالأحداث، ومليئةٌ بالتضحيات والبطولات، التي سطَّرها أبناءُ حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في سجِلِّ القضية الفلسطينية والتاريخ الفلسطيني وحماس كفكرة وُلِدَت من رَحِمِ المحنة والمعاناة ، ونبتت في التربة الفلسطينية الأصيلة، كضرورة وطنية ، ولهدف واحد هو تحرير فلسطين من البحر إلى النهر



    فحماس، الفكرة والتنظيم ، فداءً لفلسطين، ومنذ انطلاقتها تخوض الحركة ملحمةً جهاديةً استشهاديةً على كل الساحات، وتخوض حرباً سياسية مع كل الأطراف يفخر بها كل فلسطيني، ويقف كل من يرقبها- من الأعداء والأصدقاء-ويشهد لها بعبقرية الأداء السياسي والإنجاز الجهادي .


    (ثبات الفكرة)



    وتستمد حماس عبقريتَها وحيويتَها المستمرة من كونها "شجرةً طيبةً" يشكِّل الوفاء والإخلاص والانتماء الحقيقي لها الركن الحيوي لفكرتها، فأصبح "أصلها ثابت" يستعصي على الانحناء والاجتثاث وأصبح" فرعها في السماء" يصيب المنافقين والمفرطين والمثبطين كلما حاولوا أن ينالوا منها، وقد استطاعت حماس أن تروي هذه الشجرة دومًا بأزكى الدماء وأطيبها بدماء قادتها ومؤسسيها وشبابها الطاهر؛ ولذا فإن ظلها لا يختفي وأصلها لا ينقطع وعطاءها متجدد ومستمر لا ينضب وهي حركة ولودة ، تؤتي ثمرها كل حين بإذن ربها



    وها هي "حماس" تتقدم اليوم بفضل الله في جميع الأصعدة سياسياً بأدائها السياسي المشهود لها ومواقفها التاريخية تجاه شعبها المجاهد الصامد وتتقدم إعلامياً من خلال شبكتها الإعلامية المميزة شبكة الأقصى الإعلامية وتتميز عسكرياً بتطوير وسائلها القتالية وأدواتها الجهادية وابتكار بدائل مميزة للنيل من العدو الصهيوني وتتقدم كذلك تربوياً وتنظيمياً ليصبح ملء الدنيا عملها وعلمها وجهادها وعطاؤها.



    (حصار الحصار)



    ها هي "حماس" في ذكرى انطلاقتها الحادية والعشرين تتنقل من قمة إلى قمة ومن نصر إلى نصر وستنتصر فكرتها وبرامجها النصر والتحرير والإصلاح والتغيير فحماس رغم الحصار المحكم والمؤامرات المتواصلة للنيل منها ومن ثوابتها ورغم أنها لا تمتلك مقومات البقاء على الأرض بالمعيار المادي والمالي الذي تعمل بها كافة الأنظمة والحكومات والدول العربية والإسلامية إلا أنها تزداد قوةً ومنعة وثباتاً وتزداد الجماهير التفافاً حولها وحول برنامجها وخيارها الاستراتيجي " الجهاد والمقاومة" فهي صامدة وصابرة وثابتة وشامخة أمام كل محاولات القمع والتنكيل وكل محاولات الاستئصال التي ينفذها الصهاينة والمتصهينين ولو أن دولاً وأنظمةً عربيةً حوصرت ولوحقت كما يفعل بحماس لسقطت تلك الأنظمة وفشلت أمام شعوبها لأنها لا تمتلك عوامل الصمود والبقاء فحماس تستمد صمودها وبقاءها وثباتها من صمود الشعب الفلسطيني الذي يلتف حولها ويهتف لها ولخيارها الاستراتيجي وسيشاركها في عرس انطلاقتها الحادي والعشرين حيث ستزحف عشرات الآلاف من الجماهير إلى ساحة الكتيبة الخضراء يوم الأحد القادم 14-12-2008م للاحتفاء بهذه الذكرى العظيمة لدعم المقاومة وبرنامج المقاومة وحكومة المقاومة فتحية لحماس ولقادة حماس في الداخل والخارج والسجون وتحية إلى مؤسسات حماس وحكومتها الرشيدة وتحية لجماهيرها من النساء والأطفال والشيوخ والعجائز وتحية لجيشها المقدام " كتائب القسام ".
جاري التحميل ..
X