السلام عليكم
هذا الكتاب سئلت عنه وجدته ممنوع من النزول عندنا فبحثت عنه و وجدته بحمد الله تعالى
و لأهميته قمت بأنزاله لكم عسي الله ينفعنا و أياكم به
بارك ربي فيكم و أقبلوا منى
************************************************** **************************************************
قذائف الحق
محمد الغزالى
فهرس الكتاب
المقدمة
الباب الأول
ـ العقل أولاً .. ثم ننظر فيما يقال
ـ الله يتعب ويجهل ويندم ويأكل ويصارع
ـ هل يترك المسلمون القرآن لهذه الأقوال عن الله ؟
ـ العهد القديم وافتراءاته على المرسلين بعد افتراءاته على ربهم
ـ نوح السكير وأسرته، لوط الزانى، إبراهيم الديوث، يعقوب المحتال
ـ هدف اليهود من تزوير التوراة
ـ لماذا نرتد عن ديننا ؟ وماذا نختار بدله، أنستبدل الذى هو أدنى بالذى هو خير ؟
الباب الثانى
ـ تحرك ضد عقيدة التوحيد يتعرض له أبناؤنا
ـ حول صلب عيسى
ـ المنشورات وما تضمنت من أوهام
ـ الإسلام أقوى بكثير من هذه التفاهات
ـ قصة " الله محبة " وموقف شتى الأناجيل منها
ـ تجليات العذراء، الرمح المقدس، الحقيقة العلمية المطاردة
الباب الثالث
ـ ماذا يريدون ؟
ـ تقرير رهيب
ـ الحقائق تتكلم
ـ نحن نريد الحفاظ على وحدة مصر الوطنية
الباب الرابع
ـ الإسلام وجماعة الإخوان
ـ تقرير يفضح النيات المبيتة للإسلام
ـ صور من الهجوم على الإسلام ذاته ـ تحقير الماضى ـ تزوير التاريخ
ـ القومية العربية ومعناها
ـ فتح المجال على مصراعيه لضرب الإسلام
ـ العدالة العربية
ـ صفحات من مذكرات معتقل
الباب الخامس
شبهات من كل مكان
ـ غلطة فلكية !
ـ الكسوف والخسوف
ـ غلطة جغرافية !
ـ الشهاب الراصد
ـ خزان المياه
ـ فهم عجيب
ـ حد السرقة
ـ نبى مرعب
ـ كذب على رسول الله ( عليه الصلاة والسلام )
ـ نماذج لتحريف الكلم
ـ المداد القرآنى
ـ حديث الذباب
ـ أساطير العهد القديم
الباب السادس
ـ الدعوة الإسلامية وسياسة بعض الحكام
ـ الذئب الأغبر
ـ الإسلام فى كوريا
ـ أندونيسيا المسلمة
ـ سماسرة الفاتيكان
ـ قبرص
ـ العقيد الناصرى
الباب السابع
مع التيار الشيوعى والإلحادى
ـ لابد للإسلام من خطة إيجابية يواجه الغزو الثقافى بها
الباب الثامن
ـ لا دين حيث لا حرية
ـ يا للرجال بلا دين
ـ مشهورون ومجهولون
ـ التنادى بالجهاد المقدس
ـ دين زاحف رغم كل العوائق
ـ قال الإنسان وقال الحيوان
ـ حول خرافة تحديد النسل
ـ محنة الضمير الدينى هناك
ـ هذه المقررات لا نريد أن تنسى
ـ أسئلة وأجوبة
المقدمة
من خمسين سنة، عندما عقلت ما يجرى حولى، أدركت أن نصف الإسلام ميت أو مجمد، وأن نصفه الآخر هو المأذون له بالحياة أو الحركة إلى حين !!
وأحسست أن هنالك صراعاً يدور فى الخفاء أحياناً، وعلانية حيناً بين فريقين من الناس :
ـ فريق يستبقى النصف الموجود من الإسلام، ويدفع عنه العوادى، ويحاول استرجاع النصف المفقود، ويلفت الأنظار إلى غيابه .
ـ وفريق يضاعف الحجب على النصف الغائب، ويريد ليقتله قتلاً، وهو فى الوقت نفسه يسعى لتمويت النصف الآخر وإخماد أنفاسه وإهالة التراب عليه .
.. وكلما طال بى العمر كنت ألحظ أن المعركة بين الفريقين تتسع دائرتها وتشترك فيها إذاعات وأقلام، وجماعات وحكومات، ومناقشات ومؤامرات ..
.. وكانت الحرب سجالاً، وربما فقد المؤمنون بعض ما لديهم، وربحوا بعض ما أحرزه خصومهم، وربما كان العكس، وفى كلتا الحالتين تنضم إلى معسكر الحق قوى جديدة وتنضم إلى معسكر الباطل قوى جديدة، ويزداد الصراع حدة وشدة كلما لاح أن الساعة الحاسمة تقترب ..
ونحن نصدر هذا الكتاب فى ظروف شديدة التعقيد :
أعداء الإسلام يريدون الانتهاء منه، ويريدون استغلال المصائب التى نزلت بأمته كى يبنوا أنفسهم على أنقاضها ..
يريدون بإيجاز القضاء على أمة ودين ..
وقد قررنا نحن أن نبقى، وأن تبقى معنا رسالتنا الخالدة، أو قررنا أن تبقى هذه الرسالة ولو اقتضى الأمر أن نذهب فى سبيلها لترثها الأجيال اللاحقة ..
من أجل ذلك نرفض أن نعيش وفق ما يريد غيرنا أو وفق ما تقترحه علينا عقائد ونظم دخيلة .
من حق المسلمين فى بلادهم أن يحيوا وفق تعاليم دينهم، وأن يبنوا المجتمع حسب الرسوم التى يقدمها الإسلام لإقامة الحياة العامة .
والإسلام ليس عقيدة فقط، إنه عقيدة وشريعة !
.. ليس عبادات فقط، إنه عبادات ومعاملات .
.. ليس يقيناً فردياً فقط، إنه نظام جماعى إلى جانب أنه إيمان فردى .
إنه كما شاع التعبير : دين ودولة ..
وإذا كان هناك فى ربوع الأرض الإسلامية من يعتنق اليهودية أو النصرانية فلن يضيره ذلك شيئاً . إذ إن حرية التدين من صلب التعاليم الإسلامية، وقد ازدهرت هذه الحرية فى أرجاء العالم الإسلامى جمعاء، عندما كانت مطاردة فى أقطار أخرى لا حصر لها ..
والتاريخ شاهد صدق على ذلك .
.. ثم إن اليهود والنصارى رضوا بالعيش فى ظل حكم مدنى يبيح الزنا والربا والخمر وأنواع المجون، بل عاشوا فى ظل نظم يسارية ترفض الإيمان من أصله، فلا يسوغ أن يتضرروا من حكم إسلامى ينصف نفسه وينصفهم على السواء ..
وأياً ما كان الأمر فنحن المسلمين مستمسكون بحقنا فى تطبيق شريعتنا والاستظلال براية الإسلام فى شئوننا كافة، ولن نقبل نظاماً يسارياً ملحداً، ولا نظاماً مستورداً يسوى بين الأضداد، بين الكفر والإيمان، بين العفة والعهر، بين المعبد والخان، باسم الحرية .
وقد لاحظنا ـ محزونين غاضبين ـ أن اتفاقاً تم بين اليهودية العالمية، وبين أقوى الدول النصرانية على ضرب الإسلام وإذلال أمته والقضاء الأخير على معالمه وتاريخه ..
وأثبتت الأحداث أن الضمير الدينى عند " أهل الكتاب " قد فقد عدالته وطهارته نهائياً [ راجع الباب الثامن : " محنة الضمير الدينى هناك " . ففيه تفصيل شاف لهذه القضية ] ..
فاليهود الذين مرنوا على أكل السحت وثبوا على أرضنا ليأكلوها بما فيها ومن فيها، ووراءهم أمداداً هائلة من المال والسلاح تجيئهم من أمريكا وغير أمريكا ..
والكنائس الغربية تبارك هذا السطو، وتعده تحقيقاً لأحلام العهد القديم، ومن أجل ذلك تحذف لعن اليهود من صلواتها ـ كما أمر البابا بعدما أول الأناجيل، وبرأ اليهود من دم المصلوب .
إن الضمير الدينى عند إخواننا " أهل الكتاب " ابتلع أكبر فضيحة عالمية عندما سوغ العدوان على العرب، والتهام دورهم وأموالهم وتاريخهم، ولم ير فى ذلك شيئاً يستحق النكير ..
إن الحقد التاريخى على الإسلام جعل رؤساء البيت الأبيض يشاركون فى ذبحنا بسرور ورغبة، ويساعدون الغزاة بإسراف وحماس .. أما ساسة إنجلترا وفرنسا فقد أعانوا اللص أولاً على رب البيت حتى تمكن من اقتحامه، ثم عندما شرع رب البيت فى المقاومة قالوا : يمنع السلاح عن الطرفين المتساويين (!) ويقسم البيت بينهما . [ وذلك ما أقره مجلس الأمن ! ورضى به المستضعفون !! ]
هذا منطق الضمير الدينى عند اليهود والنصارى !! عند حملة رسالات السماء !!
إن احتقار الناس للدين والمتدينين إنما يجىء من هذه المسالك الهابطة .
وعندما يظفر " الإلحاد الأحمر " بشىء من الحفاوة والقبول فلأن مسلكه كان أقرب إلى الشرف وأدنى إلى العدالة المجردة ! وصدق الله العظيم " إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله " . [ التوبة : 34 ]
والواقع أن نجاح الشيوعية فى آسيا وأوربا يعود إلى تبلد الضمير الدينى عند اليهود والنصارى جميعاً، وقدرة هؤلاء الناس على المصالحة بين أهوائهم ومراسم العبادة التقليدية ..
وقد انضم إلى الهجوم العسكرى على الإسلام هجوم ثقافى يتسلل خفية إلى السرائر والعقول مليئاً بالدس والختل، وجبهة الهجوم تشمل الآن أطراف العالم الإسلامى وصميمه، وتتذرع بكل شىء لتدمير العقائد الإسلامية وإهالة التراب على معالم الإسلام كلها ..
ولما كان العرب هم دماغ الإسلام وقلبه فلا بد أن يتضخم نصيبهم من هذا الهجوم المحموم ..
وهنا ـ فى خطة الصليبية الغربية ـ يجىء دور النصارى العرب الذين يجب أن يسهموا فى ضرب الإسلام وكسر شوكته ومنع دولته .. !!
ترى : أيؤدون هذا الدور بدقة ويطعنوا مواطنيهم من الخلف ؟
الحق أن عدداً كبيراً منهم رفض الاستجابة لهذه الخيانة، وفى معارك فلسطين حمل السلاح جنباً إلى جنب مع إخوانه المسلمين .
بيد أن استمرار العرض الغادر، والهزائم التى أصابت المسلمين فى ميادين شتى، والفراغ العقلى لدى خريجى التعليم المدنى، وسيل الشهوات الدافق من هنا وهناك، كل ذلك جعل الأوضاع تتغير، وأغرى بعض الرؤساء الدينيين فى الشام ومصر بفعل أمور ذات بال !!
وذلك ما دفعنى إلى تأليف هذا الكتاب ..
لقد أحسست أن خطوطنا الدفاعية مهددة من خلفها، وأن المؤامرة على الإسلام وأمته الغافلة قد أخذت أبعاداً جديدة مخوفة .. وأن المصارحة هنا أجدى فى رد الخطر وقتل بوادر الشر قبل أن تستفحل !
هذا الكتاب سئلت عنه وجدته ممنوع من النزول عندنا فبحثت عنه و وجدته بحمد الله تعالى
و لأهميته قمت بأنزاله لكم عسي الله ينفعنا و أياكم به
بارك ربي فيكم و أقبلوا منى
************************************************** **************************************************
قذائف الحق
محمد الغزالى
فهرس الكتاب
المقدمة
الباب الأول
ـ العقل أولاً .. ثم ننظر فيما يقال
ـ الله يتعب ويجهل ويندم ويأكل ويصارع
ـ هل يترك المسلمون القرآن لهذه الأقوال عن الله ؟
ـ العهد القديم وافتراءاته على المرسلين بعد افتراءاته على ربهم
ـ نوح السكير وأسرته، لوط الزانى، إبراهيم الديوث، يعقوب المحتال
ـ هدف اليهود من تزوير التوراة
ـ لماذا نرتد عن ديننا ؟ وماذا نختار بدله، أنستبدل الذى هو أدنى بالذى هو خير ؟
الباب الثانى
ـ تحرك ضد عقيدة التوحيد يتعرض له أبناؤنا
ـ حول صلب عيسى
ـ المنشورات وما تضمنت من أوهام
ـ الإسلام أقوى بكثير من هذه التفاهات
ـ قصة " الله محبة " وموقف شتى الأناجيل منها
ـ تجليات العذراء، الرمح المقدس، الحقيقة العلمية المطاردة
الباب الثالث
ـ ماذا يريدون ؟
ـ تقرير رهيب
ـ الحقائق تتكلم
ـ نحن نريد الحفاظ على وحدة مصر الوطنية
الباب الرابع
ـ الإسلام وجماعة الإخوان
ـ تقرير يفضح النيات المبيتة للإسلام
ـ صور من الهجوم على الإسلام ذاته ـ تحقير الماضى ـ تزوير التاريخ
ـ القومية العربية ومعناها
ـ فتح المجال على مصراعيه لضرب الإسلام
ـ العدالة العربية
ـ صفحات من مذكرات معتقل
الباب الخامس
شبهات من كل مكان
ـ غلطة فلكية !
ـ الكسوف والخسوف
ـ غلطة جغرافية !
ـ الشهاب الراصد
ـ خزان المياه
ـ فهم عجيب
ـ حد السرقة
ـ نبى مرعب
ـ كذب على رسول الله ( عليه الصلاة والسلام )
ـ نماذج لتحريف الكلم
ـ المداد القرآنى
ـ حديث الذباب
ـ أساطير العهد القديم
الباب السادس
ـ الدعوة الإسلامية وسياسة بعض الحكام
ـ الذئب الأغبر
ـ الإسلام فى كوريا
ـ أندونيسيا المسلمة
ـ سماسرة الفاتيكان
ـ قبرص
ـ العقيد الناصرى
الباب السابع
مع التيار الشيوعى والإلحادى
ـ لابد للإسلام من خطة إيجابية يواجه الغزو الثقافى بها
الباب الثامن
ـ لا دين حيث لا حرية
ـ يا للرجال بلا دين
ـ مشهورون ومجهولون
ـ التنادى بالجهاد المقدس
ـ دين زاحف رغم كل العوائق
ـ قال الإنسان وقال الحيوان
ـ حول خرافة تحديد النسل
ـ محنة الضمير الدينى هناك
ـ هذه المقررات لا نريد أن تنسى
ـ أسئلة وأجوبة
المقدمة
من خمسين سنة، عندما عقلت ما يجرى حولى، أدركت أن نصف الإسلام ميت أو مجمد، وأن نصفه الآخر هو المأذون له بالحياة أو الحركة إلى حين !!
وأحسست أن هنالك صراعاً يدور فى الخفاء أحياناً، وعلانية حيناً بين فريقين من الناس :
ـ فريق يستبقى النصف الموجود من الإسلام، ويدفع عنه العوادى، ويحاول استرجاع النصف المفقود، ويلفت الأنظار إلى غيابه .
ـ وفريق يضاعف الحجب على النصف الغائب، ويريد ليقتله قتلاً، وهو فى الوقت نفسه يسعى لتمويت النصف الآخر وإخماد أنفاسه وإهالة التراب عليه .
.. وكلما طال بى العمر كنت ألحظ أن المعركة بين الفريقين تتسع دائرتها وتشترك فيها إذاعات وأقلام، وجماعات وحكومات، ومناقشات ومؤامرات ..
.. وكانت الحرب سجالاً، وربما فقد المؤمنون بعض ما لديهم، وربحوا بعض ما أحرزه خصومهم، وربما كان العكس، وفى كلتا الحالتين تنضم إلى معسكر الحق قوى جديدة وتنضم إلى معسكر الباطل قوى جديدة، ويزداد الصراع حدة وشدة كلما لاح أن الساعة الحاسمة تقترب ..
ونحن نصدر هذا الكتاب فى ظروف شديدة التعقيد :
أعداء الإسلام يريدون الانتهاء منه، ويريدون استغلال المصائب التى نزلت بأمته كى يبنوا أنفسهم على أنقاضها ..
يريدون بإيجاز القضاء على أمة ودين ..
وقد قررنا نحن أن نبقى، وأن تبقى معنا رسالتنا الخالدة، أو قررنا أن تبقى هذه الرسالة ولو اقتضى الأمر أن نذهب فى سبيلها لترثها الأجيال اللاحقة ..
من أجل ذلك نرفض أن نعيش وفق ما يريد غيرنا أو وفق ما تقترحه علينا عقائد ونظم دخيلة .
من حق المسلمين فى بلادهم أن يحيوا وفق تعاليم دينهم، وأن يبنوا المجتمع حسب الرسوم التى يقدمها الإسلام لإقامة الحياة العامة .
والإسلام ليس عقيدة فقط، إنه عقيدة وشريعة !
.. ليس عبادات فقط، إنه عبادات ومعاملات .
.. ليس يقيناً فردياً فقط، إنه نظام جماعى إلى جانب أنه إيمان فردى .
إنه كما شاع التعبير : دين ودولة ..
وإذا كان هناك فى ربوع الأرض الإسلامية من يعتنق اليهودية أو النصرانية فلن يضيره ذلك شيئاً . إذ إن حرية التدين من صلب التعاليم الإسلامية، وقد ازدهرت هذه الحرية فى أرجاء العالم الإسلامى جمعاء، عندما كانت مطاردة فى أقطار أخرى لا حصر لها ..
والتاريخ شاهد صدق على ذلك .
.. ثم إن اليهود والنصارى رضوا بالعيش فى ظل حكم مدنى يبيح الزنا والربا والخمر وأنواع المجون، بل عاشوا فى ظل نظم يسارية ترفض الإيمان من أصله، فلا يسوغ أن يتضرروا من حكم إسلامى ينصف نفسه وينصفهم على السواء ..
وأياً ما كان الأمر فنحن المسلمين مستمسكون بحقنا فى تطبيق شريعتنا والاستظلال براية الإسلام فى شئوننا كافة، ولن نقبل نظاماً يسارياً ملحداً، ولا نظاماً مستورداً يسوى بين الأضداد، بين الكفر والإيمان، بين العفة والعهر، بين المعبد والخان، باسم الحرية .
وقد لاحظنا ـ محزونين غاضبين ـ أن اتفاقاً تم بين اليهودية العالمية، وبين أقوى الدول النصرانية على ضرب الإسلام وإذلال أمته والقضاء الأخير على معالمه وتاريخه ..
وأثبتت الأحداث أن الضمير الدينى عند " أهل الكتاب " قد فقد عدالته وطهارته نهائياً [ راجع الباب الثامن : " محنة الضمير الدينى هناك " . ففيه تفصيل شاف لهذه القضية ] ..
فاليهود الذين مرنوا على أكل السحت وثبوا على أرضنا ليأكلوها بما فيها ومن فيها، ووراءهم أمداداً هائلة من المال والسلاح تجيئهم من أمريكا وغير أمريكا ..
والكنائس الغربية تبارك هذا السطو، وتعده تحقيقاً لأحلام العهد القديم، ومن أجل ذلك تحذف لعن اليهود من صلواتها ـ كما أمر البابا بعدما أول الأناجيل، وبرأ اليهود من دم المصلوب .
إن الضمير الدينى عند إخواننا " أهل الكتاب " ابتلع أكبر فضيحة عالمية عندما سوغ العدوان على العرب، والتهام دورهم وأموالهم وتاريخهم، ولم ير فى ذلك شيئاً يستحق النكير ..
إن الحقد التاريخى على الإسلام جعل رؤساء البيت الأبيض يشاركون فى ذبحنا بسرور ورغبة، ويساعدون الغزاة بإسراف وحماس .. أما ساسة إنجلترا وفرنسا فقد أعانوا اللص أولاً على رب البيت حتى تمكن من اقتحامه، ثم عندما شرع رب البيت فى المقاومة قالوا : يمنع السلاح عن الطرفين المتساويين (!) ويقسم البيت بينهما . [ وذلك ما أقره مجلس الأمن ! ورضى به المستضعفون !! ]
هذا منطق الضمير الدينى عند اليهود والنصارى !! عند حملة رسالات السماء !!
إن احتقار الناس للدين والمتدينين إنما يجىء من هذه المسالك الهابطة .
وعندما يظفر " الإلحاد الأحمر " بشىء من الحفاوة والقبول فلأن مسلكه كان أقرب إلى الشرف وأدنى إلى العدالة المجردة ! وصدق الله العظيم " إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله " . [ التوبة : 34 ]
والواقع أن نجاح الشيوعية فى آسيا وأوربا يعود إلى تبلد الضمير الدينى عند اليهود والنصارى جميعاً، وقدرة هؤلاء الناس على المصالحة بين أهوائهم ومراسم العبادة التقليدية ..
وقد انضم إلى الهجوم العسكرى على الإسلام هجوم ثقافى يتسلل خفية إلى السرائر والعقول مليئاً بالدس والختل، وجبهة الهجوم تشمل الآن أطراف العالم الإسلامى وصميمه، وتتذرع بكل شىء لتدمير العقائد الإسلامية وإهالة التراب على معالم الإسلام كلها ..
ولما كان العرب هم دماغ الإسلام وقلبه فلا بد أن يتضخم نصيبهم من هذا الهجوم المحموم ..
وهنا ـ فى خطة الصليبية الغربية ـ يجىء دور النصارى العرب الذين يجب أن يسهموا فى ضرب الإسلام وكسر شوكته ومنع دولته .. !!
ترى : أيؤدون هذا الدور بدقة ويطعنوا مواطنيهم من الخلف ؟
الحق أن عدداً كبيراً منهم رفض الاستجابة لهذه الخيانة، وفى معارك فلسطين حمل السلاح جنباً إلى جنب مع إخوانه المسلمين .
بيد أن استمرار العرض الغادر، والهزائم التى أصابت المسلمين فى ميادين شتى، والفراغ العقلى لدى خريجى التعليم المدنى، وسيل الشهوات الدافق من هنا وهناك، كل ذلك جعل الأوضاع تتغير، وأغرى بعض الرؤساء الدينيين فى الشام ومصر بفعل أمور ذات بال !!
وذلك ما دفعنى إلى تأليف هذا الكتاب ..
لقد أحسست أن خطوطنا الدفاعية مهددة من خلفها، وأن المؤامرة على الإسلام وأمته الغافلة قد أخذت أبعاداً جديدة مخوفة .. وأن المصارحة هنا أجدى فى رد الخطر وقتل بوادر الشر قبل أن تستفحل !
تعليق