إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأجهزة الأمنية الموالية لإسرائيل أهذا هو دوركم؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأجهزة الأمنية الموالية لإسرائيل أهذا هو دوركم؟؟

    الأجهزة الأمنية الموالية لإسرائيل أهذا هو دوركم؟؟


    بقلم: نبيل فرحان الزايغ

    دور الأجهزة الأمنية في الضفة ليس بالطبع مواجهة (إسرائيل) وصد اجتياحاتها المتكررة للضفة، ولا حماية حدود الوطن، ولا مطاردة جواسيس وعملاء إسرائيل، وإنما ضرب البنية التحتية لما يسمونه بالإرهاب، والمحافظة على أمن (إسرائيل) كما ورد في خارطة الطريق، وحين سئل منسق الشؤون الأمنية الجنرال " كيت دايتون " عن سبب وجوده في المنطقة قال : (أنا هنا لكي أقلل من أعباء الجندي الإسرائيلي ليعيش المواطن في (إسرائيل) في أمن وسلام)، وليس خافياً أن (إسرائيل) قد استجابت مؤخراً لمطالب "دايتون" بإدخال 40 سيارة وناقلة جنود، بالإضافة إلى 400 سترة واقية من الرصاص إلى قوات الأمن الموالية لها في الضفة الغربية.



    وإذا أضفنا إلى ذلك التنسيق الأمني مع الاحتلال وما ينجم عنه من مطاردة عناصر المقاومة ومصادرة أسلحتهم ، فإننا نشاهد هذه الأجهزة العميلة وهي تقوم بتسليم الجنود والمستوطنين الذين يدخلون إلى مدن الضفة _بقصد أو بغير قصد_ إلى الجيش الإسرائيلي .



    لقد استطاعت (إسرائيل) خلال الفترة الماضية إقامة منطقة (ديمغرافيا أمنية ) في الضفة الغربية مستغلة بذلك حالة الانقسام الذي نجم عن سياسات عباس الموتورة في غزة .



    والغريب أن (إسرائيل) تمكنت كذلك من خلق أدمغة فكرية في السلطة وفي حركة فتح تتبنى جميع النظريات الأمنية التي تمليها واشنطن وإسرائيل لملاحقة المقاومة وتوفير الأمن لـ(إسرائيل)، وتصوير ذلك على أنه يندرج في إطار أعمال وإنجازات وطنية عظيمة ، حتى إن بعض قيادات الأجهزة الأمنية الموالين (لإسرائيل) قد ذهب إلى أبعد من ذلك حين وصف الثورة الفلسطينية بأنها كانت حاضنة للمجانين والمجرمين، وقال آخر متحدثاً للتلفزيون الإسرائيلي (لو كان شاليط موجوداً في الخليل لحررته خلال 24 ساعة وأعدته إلى أهله سالما)، وبطبيعة الحال فإن هذه العقيدة يتبناها كبيرهم - الذي علمهم الخيانة - محمود عباس حين قال( بأنه من الخطأ ألا يرفع العلم الإسرائيلي فوق جميع العواصم العربية حتى الآن ) . هذا الدعي الكاذب يصرح وبكل وقاحة بعدم وجود معتقلين سياسيين لدى الأجهزة الأمنية العميلة في الضفة الغربية ، مع أن جميع منظمات حقوق الإنسان تؤكد وجود أكثر من 400 معتقل سياسي في سجون " أنطوان عباس" .



    كنت معتقلا لدى جهاز الأمن الوقائي عام 96م وأثناء التحقيق معي قابلني مدير دائرة الأمن السياسي العقيد /أحمد عيسى ، ودار بيننا حديث طويل حول حماس وعملياتها العسكرية التي تقوم بها ضد (إسرائيل) ، وأضرار هذه العمليات على القضية الفلسطينية وحلم إقامة الدولة وغير ذلك .. لكن أهم شيء قاله لي آنذاك :" إن هو أن علاقاتنا الأمنية مع (إسرائيل) قوية جداً ولا يمكن لعمليات حماس أن تؤثر عليها أو تنتقص منها ، وتابع يقول : ( لو اتصلت أنا الآن بالجانب الإسرائيلي وأبلغتهم بأن محمد الضيف سوف يمر الآن بسيارته عبر حاجز إيرز ، وطلبت منهم بألا يعترض طريقه أحد فسوف يلتزمون بما أقول ) .. ثم ضحك وقال : (مشكلتكم في حماس أنكم لا تقرؤون المعادلة السياسية والأمنية في المنطقة والعالم بشكل صحيح ، ولا تدركون بأن رأسكم هو المطلوب عالمياً ) وكان أكثر جرأة وصراحة حين قال لي ناصحاً يمكن في المستقبل أن تُعلق لكم المشانق على أبواب المساجد فاحفظ رأسك ) .



    لقد كان صادقاً وهو كذوب ، ولكنه لا يدرك بأن حماس تقرأ جيداً جميع المعادلات السياسية والأمنية في المنطقة والعالم ، وتعي تماماً بأن الأجهزة الأمنية الموالية لـ(إسرائيل) قد تم تشكيلها وهيكلتها في وزارة الدفاع ودوائر الموساد في (إسرائيل) ، وذلك حسب نص اتفاق أوسلو الذي يتيح لـ(إسرائيل) الاطلاع على قوائم أسماء رجال الأمن الفلسطيني الذين دخلوا إلى غزة عقب اتفاق أوسلو ، كما يعطي لـ(إسرائيل) الحق في الاعتراض على أيٍ من قادة وكوادر الأجهزة الأمنية.



    اليوم وبعد مرور عام على مؤتمر أنابولس ما الذي حققه هذا المخادع لشعبه ؟؟ وإلى متى سيستمر في الكذب ؟؟ . إن ما يقوم به الجنرال "محمود عباس" من جرائم بحق المقاومة في الضفة الغربية يشبه إلى حد كبير ما كان يقوم به الجنرال العميل "أنطوان لحد" في جنوب لبنان ، لكن (إسرائيل) استفادت من بعض أخطائها في جنوب لبنان ، واستطاعت أن تجري بعض عمليات التجميل على الوجه القبيح المتستر خلف رئاسة سلطة عميلة ارتبطت مصالحها ارتباطا عضوياً بالاحتلال عبر بطاقات VIP ، والتسهيلات المالية الممنوحة لمافيا تجارة الأرض ، لكن (إسرائيل) وجميع أعوانها في مقاطعة رام الله لن يستطيعوا تغيير حقائق التاريخ ، ولا تبديل سنن الله في الحياة ، وهنا لا بد من التأكيد على مجموعة من الحقائق والرسائل المهمة :

    1- عزيزي مدير دائرة الأمن السياسي في جهاز الأمن الوقائي "أحمد عيسى" أنا لا أعلم أين أنت الآن ولكني على يقين بأنك تجلس حزيناً في إحدى زوايا النسيان أو على واحدة من مزابل التاريخ ، والذين عذبتهم من أبناء حماس عام 96 هم أنفسهم الذين أسقطوا إمبراطوريتك الأمنية الخبيثة في غزة ، وهم الذين دخلوا سجن تل الهوا فاتحين أثناء الحسم العسكري. (فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم صادقين ؟؟ )

    2. إلى الأجهزة الموالية لـ(إسرائيل) .. ما أنتم إلا جملة اعتراضية سوداء في التاريخ المشرق لهذا الشعب، ولن يطول رهان (إسرائيل) عليكم ، وإذا حانت ساعة الصفر فإنها ستترككم كما تركتكم في غزة وتركت جيش لحد العميل في جنوب لبنان ، وحينها فإن الأقدام التي داست رؤوسكم في غزة ستدوس يوماً تلك الرؤوس في الضفة ، وإن هؤلاء المجاهدين الذين تعتقلونهم اليوم سيكونون لعنة تطاردكم غداً .

    3- مرحلة ما بعد المحافظين الجدد وانهيار التيار "المسيحي الصهيوني" في أمريكا ، وكذلك انشغال أمريكا بحربين وأزمتين عالميتين سوف يعزز قوى الممانعة في المنطقة ، وسوف تشهد المرحلة المقبلة انهياراً لبعض الأنظمة والتحالفات العميلة الموالية لأمريكا و(إسرائيل) في المنطقة وربما يكون أولها بيت العنكبوت المنسوج هناك في رام الله

    4- أما المعذبون من أبناء حماس في الضفة فلستم بدعاً في هذا الكون ، وإن نسيكم هذا الوجود فلن ينساكم الموجود في كل وجود ،وكونوا على ثقة بأنكم تدفعون ضريبة التمسك بالدين والوطن في زمن البيع والهرولة .

    5- إنني على يقين بأن هذه الحملة المسعورة ضد أهلنا في الضفة ما كانت لتحدث _ على الأقل بهذه الضراوة _ لولا وجود هذه التهدئة اللعينة وهذا الحوار المشؤوم، فلتعد حماس النظر في مجمل سياساتها تجاه هذه القضايا بما يتوافق مع مستجدات الساحة السياسية والأمنية .
جاري التحميل ..
X