السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
نقاط مهمه كتبتها بعد مشاهدتي لبرنامج "على فكره " للدكتور أمجد قورشة والذي كان يتحدث عن "الإلتزام" بمظهرنا الخارجي و علاقة الظاهر بالباطن ..
يقول الله تعالى : "سيماهم في وجوههم "
إنها العلاقة الوثيقة التي لا يمكن فصلها ، علاقة القلب والإيمان الذي يتمكن منه حتى يطفوا على البدن فتظهر علينا ملامح الصلاح ..
قد تدور في دواخلنا تساؤلات كثيره ولعل أبرزها هل يعتبر هذا من الرياء ؟ وماذا لو كان الإنسان ملتزم بمظهره ولكنه يبدي بعض التصرفات الخاطئه هل نعتبره "منافق" ؟
جميعنا يعلم أن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم كان يهتم بظاهر الإنسان كما كان يهتم بباطنه ، فالحبيب عليه الصلاة والسلام أوصانا أن نهتم بمظهرنا فقد أوصانا بماجاء في الكتاب الكريم أن نحافظ على الحجاب ، و أوصى الرجال بتقصير الثوب وعدم الإسبال و من سنته الثابته عنه تطويل اللحية ..
عندما نلتزم بهذه الأمور يصبح من الصعب علينا أن نتصرف بتصرفات خاطئه تسيء لهذا الظاهر فبالتالي ينعكس ظاهرنا على باطننا ..
حتى نضرب مثل يقول الدكتور امجد قورشة : مثل العسكري الذي يرتدي ثيابه العسكريه فتلزمه هذه الثياب بأن يحترمها فتبدأ تنعكس على تصرفاته ، تتغير مشيته تتغير حركاته وطريقة كلامه بعكس إذا رأيناه في يوم إجازة من غير البدلة العسكريه سيكون مرتاح أكثر !
ويقول احد الشباب أنه عندما يرتدي الثوب في صلاة الجمعه يصبح مجبر على غض البصر ، على إظهار تصرفات تليق بثوبه الذي ذهب به إلى الصلاة ..
إذاً نتفق أن المظهر يؤثر على الباطن ..
وبالتزامنا الخارجي نقوي إلتزامنا الباطني فتصبح ثيابنا ومظاهرنا بمثابة المنبه لنا حتى إذا ماأردنا أن نعصي الله تذكرنا أننا أظهرنا التدين فكيف نعصيه ؟
أطلقت اللحية فكيف تغازل أو تدخن ؟
تحجبتي فكيف تقصري بصلاتك أو تستهيني بأمر من أمور الدين ؟
وكما يقول الشاعر في البيت النبطي :
^^ عجب عجاب ماتصلي فرضها وتلبس حجاب !! ^^
فاجعل ظاهرك ينعكس على باطنك والعكس !
في الكفة الأخرى لا ننسى أن ظاهرنا هو دعوة صامته ..تماماً مثل الداعية الخطيب الذي وقف على منبره ، ظاهرنا قد يكون سبباً في هداية أحدهم دون أن ننطق حرفاً ..
وتحضرني هنا قصة الفتاة الفرنسية التي كانت تتعرض لمضايقات من الرجال لجمالها اهتدت للإسلام بفضل الله ثم بسبب حجاب امرأة مسلمه أعجبتها عفتها وعدم تلفت الرجال لها بسبب حجابها ..ظاهرها ..فتخيلوا معي كيف يؤثر مظهرنا على غيرنا .. إن إلتزمنا بهذا المظهر واحترمناه ..
وأخيراً ..
المنافق هو من قصر ثوبه ليرائي أمام الناس ليقول له أهل الدنيا بارك الله فيك اهتديت ، والمنافقه هي تلك التي ارتدت حجابها لترائي أمام الناس او لتكسب لقب أو لتنال الدنيا فتسقط بالرياء والسمعة .. من كان يريد هذا فسينال نصيبه بالدنيا والأخرة خسرانٌ كبيـــر ..
وهنا نذكر الآية التي نقف عندها طويلاً و تغمرنا الخشية والخشوع كلما تلوناها : قول الله تعالى :
" من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون ، أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون"
اللهم إنا نسألك قلباً سليما وإخلاصاً في القول والعمل والظاهر والباطن
أسأل الله أن يجعلنا وإياكم من الهداة المهتدين ، العاملين بسنة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
إن أصبت فتوفيق من الله وإن اخطأت فمن نفسي والشيطان
تعليق