بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله معز الاسلام والمسلمين ، ومذل الكفرة والمرتدين، والصلاة والسلام على امام المجاهدين ، وقائد الغر المحجلين ، وعلى اله وصحبه اجمعين وعلى من سار على نهجهم واهتدى بهديهم الى يوم الدين ..وبعد :
يقول الله تعالى : وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا
كانت سنة 179 هـ السنة التي ولد فيها أسد من أسود هذه الأمة , وعلما من اعلامها , وقائد من قاداتها وفاتح من الفاتحين وخليفة من الخلفاء المسلمين , نعم هو
المعتصم الخليفة العسكري العباسي، فاتح عمورية ، مدمر الروم الذي أحرق جيوشهم فقال أبو تمام :
تسعون ألفاً كآساد الشرى نضجت جلودهم قبل نضج التين والعنب
المعتصم الذي كان المصحف دائماً في حضنه.
ولا بأس أن أورد القصة باختصار حتى نعرف كيف كنا نغضب للا إله إلا اله إذا انتهكت، كنا نعيش للا إله إلا الله، كنا نموت من أجل لا إله إلا الله.
ذهبت امرأة مسلمة تبيع الثياب وتشتري إلى عمورية في بلاد الروم، والبلاد بلادٌ كافرة، فبسطت بضاعتها في السوق ضحى، وهي إمرأة غريبة بين قومٍ كفار؛ مثلما تذهب المرأة المسلمة اليوم إلى بريطانيا أو أمريكا أو إسرائيل، وبينما هي تبيع وتشتري أتى رجل كافر، فربط ثوبها بحجيزتها أو برأسها؛ فقامت فتكشفت عورتها فصاحت بأعلى صوتها في السوق وامعتصماه، وامعتصماه، وامعتصماه! تقول: أين الخليفة المعتصم عن هذا الأمر، أيرضى أن تنتهك حرمتي، وأن يؤخذ عرضي في السوق؟! أيرضى وهو خليفة للمسلمين أن يفعل بي هذا، فضحك الرومي الذي فعل هذا وقال: انتظري المعتصم حتى يأتي على فرسٍ أبلقٍ، وكان مستبعداً الرد، فسمع رجل مسلم في السوق هذا الصراخ العجيب الذي يدخل إلى القلوب ويقرع الأرواح.
وانطلق وركب البحر، ووصل إلى المعتصم في دار الخلافة في بغداد دار السلام، ودخل على المعتصم وكان عسكرياً قوياً متقياً لله. فأتى هذا الرجل المسلم الذي سمع المرأة الصارخة المستنجدة بـالمعتصم بعد الله، فدخل عليه وقال: كنت يوم كذا وكذا في عمورية ، ووقع للمرأة المسلمة تلك كذا وكذا فقالت: وامعتصماه، فضحك منها الروم وقالوا لها: انتظريه على فرسه الأبلق حتى يأتيك ينصرك، فقام المعتصم من على مجلسه وكرسيه واقفاً. فقال: والله الذي لا إله إلا هو لا يصيب رأسي غسلٌ من جنابة حتى أطأ أرضهم بالخيل.
ثم أعلن الاستنفار في العالم الإسلامي وقال: لا بد من كل بيت من المسلمين أن يخرج منهم مجاهد ومن تخلف يضرب عنقه، ثم توجه وجعل العلماء في قيادة الجيش يفقهون الناس، ومشى حتى وصل إلى عمورية ، ثم قاتلهم فكان يفتح كل مدينة بلا إله إلا الله، فإذا فتح المدينة أحرق حصونها حتى أخذت تشتكي هذه المدينة على هذه المدينة، وترى هذه المدينة نار هذه المدينة، ثم دخل عمورية فطوقها حتى استسلم قوادها، وأنزلهم وقال: عليَّ بالرجل، والله لا أغادر مكاني حتى يأتيني الرجل الذي أساء لتلك المرأة، فأتوا بالرجل يسحبونه، فأوقفه عند المرأة فقال لها: هذا الرجل رقيق لك. إن شئت أعتقتيه لوجه الله، وإن شئت فهو عبدٌ لك قالت: بل أعتقه لوجه الله. قال المعتصم وقد انتحى: أنا المعتصم ، وهذا فرسي الأبلق، وقد جئت أنصرها بلا إله إلا الله.
يقول أبو ريشة .
ربَّ وامعتصماه انطلقت ملء أفواه الصبايا اليتَّمِ
لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصمِ
ألإسرائيل تعلـو رايـةٌ في حمى المهد وظل الحرمِ
أوما كنتِ إذا البغي اعتدى موجةً من لهبٍ أو من دمِ
كيف أغضيت عن الظلـم ولم تنفضي عنـك غبار التهم
ما كأننا كنَّا أمة نفتح بلا إله إلا الله، ونقدم لا إله إلا الله، ولذلك المناسبة يوم يقول أبو تمام :
تسعون ألفاً كآساد الشرى نضجت جلودهم قبل نضج التين والعنب
واقعنا اليوم، حال مؤلم، كم من عرض ينتهك، وكم من مسلمة تغتصب، وكم من كرامة رجال أهينت ودنست،في أصقاع من الأرض كثيرة. إن هنالك نساء عفيفات، طاهرات، غافلات، قانتات، محصنات، قصد العدو أن يذل المسلمين بهن؛ فأخرجهن من قرارهن،وفعل بهن ما تتمنى الحرة أن تموت سبعين مرة قبل أن تبتلى به.
في تاريخنا القريب، وفيعام 1389هـ اقتحم رأس يهود اليوم مع جنودهِ قرية الشارونة،وفعل بأهلها الأفاعيل من قتل،وذبح،وحرق،وانتهاك للأعراض،نقلت بعض أفاعيله صحفية بريطانية "إيزابيل مايدن"حيث شهدت تلك الكارثة،وقالت : " لقد فعل أكثرمما يمكن أن تفعله الحيوانات مع بعضها البعض " لقدجمع أربعين من رجال القرية فأمربفقئ عيونهم،ثم قتلهم بعد ذلك،ثم أمر بإخراج النساء من بيوتهن،وجمعهن في ساحة كبيرة،ثم أمربتجريدهن من ملابسهن،وأمرهن بالجري وهن عاريات،ووعد من تصل منهن قبل الأخرى بالعفوعنها فكن يجرين بسرعة،وهو وجنوده يضحكون عليهن،تروي الصحفية البريطانية بأنها رأت امرأة تحمل رضيعهاعلى كتفها ،وهي تجري بكل قوتها عارية كما ولدتها أمها،وتجاهد في قطع المسافة المحددة إبقاءً على حياتها،وحياة رضيعها ؛ولكن ما إن وصلت إليه حتى أفرغ مسدسه فيها وفي طفلها ،وهو يقهقه بأعلى صوته.
وهكذا فعل ببقية النساء إلا الفتيات اللاتي أمربهن فأُخذن إلى الحي اليهودي ليتسلى بهن شباب اليهود.
وأما العراق فهو سبب من أسباب ما يذكر، العراق خبر يعظم على القلب ذكره ويثقل على اللسان نقله ويتصدع الفؤاد وهو يرى، ولكن: حسبنا الله ونعم الوكيل، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
يقول الله تعالى: وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ
اسمعوها ( إيها القاعدون عن الجهاد ) صرخة مسلمة حرة أبية مكلومة
أطرقت حتى ملَّني الإطراقُوبكيت حتى احمرَّت الأحداقُ
سامرتُ نجم الليل حتى غاب عنعيني، وهدَّ عزيمتي الإرهاقُ
سيّان عندي ليلنا ونهارُنافالموج في بحريهما صفَّاقُ
قتلٌ وتشريدٌ وهَتْكُ محارمٍفينا، وكأس الحادثاتِ دهاقُ
وحشيَّة يقف الخيالُ أمامهامتضائلاً، وتمجُّها الأذواقُ
أطفالنا ناموا على أحلامهموعلى لهيب القاذفات أفاقوا
أنا أيها الأحباب مسلمةٌ لهاقلبٌ إلى شرع الهدى توَّاقُ
أنا أيها الأحباب مسلمةً طوىأحلامَها الأوباش والفسّاقُ
أخذوا صغيري وهو يرفع صوتَه»أميِّ« وفي نظراته إشفاقُ
ولدي ، وتبلغني بقايا صرخةٍمخنوقةٍ ، ويُقهقه الآفَّاقَ
ويجرُّني وغدٌ إلى سردابهقسراً، وتُظلم حولى الآفاقُ
ويئنُّ في صدري العَفَافُ ويشتكيطُهري، وتُغمض جفنَها الأخلاقُ
أنا لا أُريد طعامكم وشرابكمفدمي هنا يا مسلمون يُراقُ
عرضي يُدنَّس أين شيمتكم أمافيكم أبيٌّ قَلْبُه خفَّاقُ
أختاهُ ، أمتنا التي تدعونهاصارت على درب الخضوع تُساقُ
مُدّي إلى الرحمن كفَّ تَضرُّعٍفلسوف يرفع شأنَك الخلاَّقُ
لا تيأسي فأمام قدرة ربِّناتتضاءَل الأْنسَابُ والأعراقُ
إخوة الإيمان ( إيها القاعدون عن الجهاد ) :
أتُسبى المسلمات بكل ثغرٍ *** وعيش المسلمين إذاً يطيبُ؟
أما لله والإسلام حقٌّ*** يدافع عنه شبانٌ وشيبُ؟
فقل لذوي البصائر حيث كانوا *** أجيبوا اللهَ وَيْحَكُمُ أَجِيبوا
( إيها القاعدون عن الجهاد ) تشاهدونها لقطات تتضمن مصاحف تحرق وتمزق، ومساجد تهدم وتدنس، وأعراض تنتهك ويعبث بها، وأطفال ورجال أطهار يداسون بالأقدام، ويضع الكفرة أقدامهم النجسة على جبين جباه تسجد لله رب العالمين.
والقرآن يُنذر ويُحذر ويُعاتب ويُوبخ بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ}، ما لكم؟! ما الذي حدث لكم؟! ما الذي نزل بكم؟! ما الذي أصابكم؟! مالكم إذا قيل لكم؛ جاهدوا في سبيل الله تثاقلتم إلى الأرض وارتميتم إلى الأرض؟ كأنكم الثقل الشديد الذي لا يريد أن يفارق الأرض، وكأنكم الصخر والحجر الكبير الذي كلما رفعه الرافعون إلى أعلى نزل إلى الأرض بعنف وشدة! {اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ}.
ويسوق القرآن استفهام التوبيخ والتقريع؛ {أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ}، ما الذي دفعكم إلى ترك الجهاد؟ رضاكم بالدنيا واستمتاعكم بها وترككم للآخرة وانصرافكم عنها؟! مع أن الكل يعلم أن متاع الأخرى دائم باق، ومتاع الدنيا قليل زائل؛ {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}، {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ}، فـ {مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ}؟
إن الذي يترك الجهاد في سبيل الله؛ مرتكب كبيرة من الكبائر، لا يتوب عنها إلا إذا قام بهذه الفريضة، وهو إذا مات؛ مات على شعبة من شعب النفاق [9]... فاحذروا على أنفسكم، وخافوا الله وراقبوه، خافوا أن تموتوا على شعبة من شعب النفاق، خافوا أن تموتوا على كبيرة من الكبائر، خافوا أن تساهموا في إيراث الذلة والمهانة والحقارة لهذا الأمة؛ حينما تتركوا فريضة الجهاد.
ثم يشتد القرآن بعد التوبيخ والتأنيب إلى طريق التهديد والوعيد: {إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، إلا تجاهدوا في سبيل الله؛ يعذبكم عذاباً أليماً، وليس العذاب في الآخرة فقط، بل عذاب الدنيا عاجل وسريع، عذاب الدنيا الذي وقع فيه المسلمون وأصبحت مشاكلهم كثيرة ومعقدة؛ مشاكل في الغذاء والدواء والكساء والمساكن والمواصلات، ماذا بقي في حياتهم لا مشاكل فيه؟!
{إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ}؛ يرفعون راية الجهاد، ويقبلون على القتال في سبيل الله.
{وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً}؛ لا وزن لكم ولا قيمة ما دمتم قد انصرفتم عن الجهاد، {وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
هذا العذاب الأليم الذي يحيط بكم، وأشد ذلك ما نشاهده في العالم الإسلامي؛ إن الإنسان لا يأمن على نفسه ولا عرضه ولا دمه، وأن الحياة هناك حياة شديدة وعنفية في كل أمر، وإن هذا العذاب يلاحقكم، فلماذا لا تجاهدون في سبيل الله؟!
إن ميادين الجهاد تناديكم، فهلموا إليها، وأسرعوا الخطى لتجاهدوا في سبيل الله، لا تخذلوا إخوانكم، ولا تسلموهم لأعداءهم، فرسولكم الكريم يقول: (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يسلمه) ، فكيف تخذلون إخوانكم؟! وكيف تسلمونهم لأعداءهم؟!
قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض، اسرعوا إلى الفردوس الأعلى، اسرعوا إلى الجهاد في سبيل الله، وخوضوا ميادين الجهاد، اعلوا رايته، وارفعوا كلمة الله، وقوموا بواجبكم، ولا تضيعوا الأمانة التي ربطت بأعناقكم، فاسرعوا الخطى إلى الجهاد والرباط في سبيل الله، ولاتخذلوا إخوانكم، فأعدائكم يتربصون بكم، ويتمنون أن تتأخروا حتى يكون المسلمون هناك لقمة سائغة، وبعد - لا قدر الله - استيلائهم على الأفغان يذهبون إلى باكستان بعد أن حكمها العملاء المرتدين ثم الصومال التي يحكمها الكفار الأثيوبيين وبعد أن سيطروا على جزيرة محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، كذلك في فلسطين ولبنان وفي إرتريا وسائر بلاد المسلمين، فاحذروا عاقبة الأمور واسرعوا الخطى إلى الجهاد في سبيل الله.
يا أمتي وجب الجهاد فدعي التشدق والصياحْ
ودعي التقاعس ليس ينصر من تقاعس واستراحْ
ما عاد يجدينا البكاء على الأقارب والنواحْ
لغة الكلام تعطلت إلا التكلم بالرماحْ
إنا نتوق لألسن بُكْمٍ على أيدٍ فصاحْ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم وخادمكم ومحبكم أبو البراء المهاجر
الحمد لله معز الاسلام والمسلمين ، ومذل الكفرة والمرتدين، والصلاة والسلام على امام المجاهدين ، وقائد الغر المحجلين ، وعلى اله وصحبه اجمعين وعلى من سار على نهجهم واهتدى بهديهم الى يوم الدين ..وبعد :
يقول الله تعالى : وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا
كانت سنة 179 هـ السنة التي ولد فيها أسد من أسود هذه الأمة , وعلما من اعلامها , وقائد من قاداتها وفاتح من الفاتحين وخليفة من الخلفاء المسلمين , نعم هو
المعتصم الخليفة العسكري العباسي، فاتح عمورية ، مدمر الروم الذي أحرق جيوشهم فقال أبو تمام :
تسعون ألفاً كآساد الشرى نضجت جلودهم قبل نضج التين والعنب
المعتصم الذي كان المصحف دائماً في حضنه.
ولا بأس أن أورد القصة باختصار حتى نعرف كيف كنا نغضب للا إله إلا اله إذا انتهكت، كنا نعيش للا إله إلا الله، كنا نموت من أجل لا إله إلا الله.
ذهبت امرأة مسلمة تبيع الثياب وتشتري إلى عمورية في بلاد الروم، والبلاد بلادٌ كافرة، فبسطت بضاعتها في السوق ضحى، وهي إمرأة غريبة بين قومٍ كفار؛ مثلما تذهب المرأة المسلمة اليوم إلى بريطانيا أو أمريكا أو إسرائيل، وبينما هي تبيع وتشتري أتى رجل كافر، فربط ثوبها بحجيزتها أو برأسها؛ فقامت فتكشفت عورتها فصاحت بأعلى صوتها في السوق وامعتصماه، وامعتصماه، وامعتصماه! تقول: أين الخليفة المعتصم عن هذا الأمر، أيرضى أن تنتهك حرمتي، وأن يؤخذ عرضي في السوق؟! أيرضى وهو خليفة للمسلمين أن يفعل بي هذا، فضحك الرومي الذي فعل هذا وقال: انتظري المعتصم حتى يأتي على فرسٍ أبلقٍ، وكان مستبعداً الرد، فسمع رجل مسلم في السوق هذا الصراخ العجيب الذي يدخل إلى القلوب ويقرع الأرواح.
وانطلق وركب البحر، ووصل إلى المعتصم في دار الخلافة في بغداد دار السلام، ودخل على المعتصم وكان عسكرياً قوياً متقياً لله. فأتى هذا الرجل المسلم الذي سمع المرأة الصارخة المستنجدة بـالمعتصم بعد الله، فدخل عليه وقال: كنت يوم كذا وكذا في عمورية ، ووقع للمرأة المسلمة تلك كذا وكذا فقالت: وامعتصماه، فضحك منها الروم وقالوا لها: انتظريه على فرسه الأبلق حتى يأتيك ينصرك، فقام المعتصم من على مجلسه وكرسيه واقفاً. فقال: والله الذي لا إله إلا هو لا يصيب رأسي غسلٌ من جنابة حتى أطأ أرضهم بالخيل.
ثم أعلن الاستنفار في العالم الإسلامي وقال: لا بد من كل بيت من المسلمين أن يخرج منهم مجاهد ومن تخلف يضرب عنقه، ثم توجه وجعل العلماء في قيادة الجيش يفقهون الناس، ومشى حتى وصل إلى عمورية ، ثم قاتلهم فكان يفتح كل مدينة بلا إله إلا الله، فإذا فتح المدينة أحرق حصونها حتى أخذت تشتكي هذه المدينة على هذه المدينة، وترى هذه المدينة نار هذه المدينة، ثم دخل عمورية فطوقها حتى استسلم قوادها، وأنزلهم وقال: عليَّ بالرجل، والله لا أغادر مكاني حتى يأتيني الرجل الذي أساء لتلك المرأة، فأتوا بالرجل يسحبونه، فأوقفه عند المرأة فقال لها: هذا الرجل رقيق لك. إن شئت أعتقتيه لوجه الله، وإن شئت فهو عبدٌ لك قالت: بل أعتقه لوجه الله. قال المعتصم وقد انتحى: أنا المعتصم ، وهذا فرسي الأبلق، وقد جئت أنصرها بلا إله إلا الله.
يقول أبو ريشة .
ربَّ وامعتصماه انطلقت ملء أفواه الصبايا اليتَّمِ
لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصمِ
ألإسرائيل تعلـو رايـةٌ في حمى المهد وظل الحرمِ
أوما كنتِ إذا البغي اعتدى موجةً من لهبٍ أو من دمِ
كيف أغضيت عن الظلـم ولم تنفضي عنـك غبار التهم
ما كأننا كنَّا أمة نفتح بلا إله إلا الله، ونقدم لا إله إلا الله، ولذلك المناسبة يوم يقول أبو تمام :
تسعون ألفاً كآساد الشرى نضجت جلودهم قبل نضج التين والعنب
واقعنا اليوم، حال مؤلم، كم من عرض ينتهك، وكم من مسلمة تغتصب، وكم من كرامة رجال أهينت ودنست،في أصقاع من الأرض كثيرة. إن هنالك نساء عفيفات، طاهرات، غافلات، قانتات، محصنات، قصد العدو أن يذل المسلمين بهن؛ فأخرجهن من قرارهن،وفعل بهن ما تتمنى الحرة أن تموت سبعين مرة قبل أن تبتلى به.
في تاريخنا القريب، وفيعام 1389هـ اقتحم رأس يهود اليوم مع جنودهِ قرية الشارونة،وفعل بأهلها الأفاعيل من قتل،وذبح،وحرق،وانتهاك للأعراض،نقلت بعض أفاعيله صحفية بريطانية "إيزابيل مايدن"حيث شهدت تلك الكارثة،وقالت : " لقد فعل أكثرمما يمكن أن تفعله الحيوانات مع بعضها البعض " لقدجمع أربعين من رجال القرية فأمربفقئ عيونهم،ثم قتلهم بعد ذلك،ثم أمر بإخراج النساء من بيوتهن،وجمعهن في ساحة كبيرة،ثم أمربتجريدهن من ملابسهن،وأمرهن بالجري وهن عاريات،ووعد من تصل منهن قبل الأخرى بالعفوعنها فكن يجرين بسرعة،وهو وجنوده يضحكون عليهن،تروي الصحفية البريطانية بأنها رأت امرأة تحمل رضيعهاعلى كتفها ،وهي تجري بكل قوتها عارية كما ولدتها أمها،وتجاهد في قطع المسافة المحددة إبقاءً على حياتها،وحياة رضيعها ؛ولكن ما إن وصلت إليه حتى أفرغ مسدسه فيها وفي طفلها ،وهو يقهقه بأعلى صوته.
وهكذا فعل ببقية النساء إلا الفتيات اللاتي أمربهن فأُخذن إلى الحي اليهودي ليتسلى بهن شباب اليهود.
وأما العراق فهو سبب من أسباب ما يذكر، العراق خبر يعظم على القلب ذكره ويثقل على اللسان نقله ويتصدع الفؤاد وهو يرى، ولكن: حسبنا الله ونعم الوكيل، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
يقول الله تعالى: وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ
اسمعوها ( إيها القاعدون عن الجهاد ) صرخة مسلمة حرة أبية مكلومة
أطرقت حتى ملَّني الإطراقُوبكيت حتى احمرَّت الأحداقُ
سامرتُ نجم الليل حتى غاب عنعيني، وهدَّ عزيمتي الإرهاقُ
سيّان عندي ليلنا ونهارُنافالموج في بحريهما صفَّاقُ
قتلٌ وتشريدٌ وهَتْكُ محارمٍفينا، وكأس الحادثاتِ دهاقُ
وحشيَّة يقف الخيالُ أمامهامتضائلاً، وتمجُّها الأذواقُ
أطفالنا ناموا على أحلامهموعلى لهيب القاذفات أفاقوا
أنا أيها الأحباب مسلمةٌ لهاقلبٌ إلى شرع الهدى توَّاقُ
أنا أيها الأحباب مسلمةً طوىأحلامَها الأوباش والفسّاقُ
أخذوا صغيري وهو يرفع صوتَه»أميِّ« وفي نظراته إشفاقُ
ولدي ، وتبلغني بقايا صرخةٍمخنوقةٍ ، ويُقهقه الآفَّاقَ
ويجرُّني وغدٌ إلى سردابهقسراً، وتُظلم حولى الآفاقُ
ويئنُّ في صدري العَفَافُ ويشتكيطُهري، وتُغمض جفنَها الأخلاقُ
أنا لا أُريد طعامكم وشرابكمفدمي هنا يا مسلمون يُراقُ
عرضي يُدنَّس أين شيمتكم أمافيكم أبيٌّ قَلْبُه خفَّاقُ
أختاهُ ، أمتنا التي تدعونهاصارت على درب الخضوع تُساقُ
مُدّي إلى الرحمن كفَّ تَضرُّعٍفلسوف يرفع شأنَك الخلاَّقُ
لا تيأسي فأمام قدرة ربِّناتتضاءَل الأْنسَابُ والأعراقُ
إخوة الإيمان ( إيها القاعدون عن الجهاد ) :
أتُسبى المسلمات بكل ثغرٍ *** وعيش المسلمين إذاً يطيبُ؟
أما لله والإسلام حقٌّ*** يدافع عنه شبانٌ وشيبُ؟
فقل لذوي البصائر حيث كانوا *** أجيبوا اللهَ وَيْحَكُمُ أَجِيبوا
( إيها القاعدون عن الجهاد ) تشاهدونها لقطات تتضمن مصاحف تحرق وتمزق، ومساجد تهدم وتدنس، وأعراض تنتهك ويعبث بها، وأطفال ورجال أطهار يداسون بالأقدام، ويضع الكفرة أقدامهم النجسة على جبين جباه تسجد لله رب العالمين.
والقرآن يُنذر ويُحذر ويُعاتب ويُوبخ بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ}، ما لكم؟! ما الذي حدث لكم؟! ما الذي نزل بكم؟! ما الذي أصابكم؟! مالكم إذا قيل لكم؛ جاهدوا في سبيل الله تثاقلتم إلى الأرض وارتميتم إلى الأرض؟ كأنكم الثقل الشديد الذي لا يريد أن يفارق الأرض، وكأنكم الصخر والحجر الكبير الذي كلما رفعه الرافعون إلى أعلى نزل إلى الأرض بعنف وشدة! {اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ}.
ويسوق القرآن استفهام التوبيخ والتقريع؛ {أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ}، ما الذي دفعكم إلى ترك الجهاد؟ رضاكم بالدنيا واستمتاعكم بها وترككم للآخرة وانصرافكم عنها؟! مع أن الكل يعلم أن متاع الأخرى دائم باق، ومتاع الدنيا قليل زائل؛ {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}، {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ}، فـ {مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ}؟
إن الذي يترك الجهاد في سبيل الله؛ مرتكب كبيرة من الكبائر، لا يتوب عنها إلا إذا قام بهذه الفريضة، وهو إذا مات؛ مات على شعبة من شعب النفاق [9]... فاحذروا على أنفسكم، وخافوا الله وراقبوه، خافوا أن تموتوا على شعبة من شعب النفاق، خافوا أن تموتوا على كبيرة من الكبائر، خافوا أن تساهموا في إيراث الذلة والمهانة والحقارة لهذا الأمة؛ حينما تتركوا فريضة الجهاد.
ثم يشتد القرآن بعد التوبيخ والتأنيب إلى طريق التهديد والوعيد: {إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، إلا تجاهدوا في سبيل الله؛ يعذبكم عذاباً أليماً، وليس العذاب في الآخرة فقط، بل عذاب الدنيا عاجل وسريع، عذاب الدنيا الذي وقع فيه المسلمون وأصبحت مشاكلهم كثيرة ومعقدة؛ مشاكل في الغذاء والدواء والكساء والمساكن والمواصلات، ماذا بقي في حياتهم لا مشاكل فيه؟!
{إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ}؛ يرفعون راية الجهاد، ويقبلون على القتال في سبيل الله.
{وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً}؛ لا وزن لكم ولا قيمة ما دمتم قد انصرفتم عن الجهاد، {وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
هذا العذاب الأليم الذي يحيط بكم، وأشد ذلك ما نشاهده في العالم الإسلامي؛ إن الإنسان لا يأمن على نفسه ولا عرضه ولا دمه، وأن الحياة هناك حياة شديدة وعنفية في كل أمر، وإن هذا العذاب يلاحقكم، فلماذا لا تجاهدون في سبيل الله؟!
إن ميادين الجهاد تناديكم، فهلموا إليها، وأسرعوا الخطى لتجاهدوا في سبيل الله، لا تخذلوا إخوانكم، ولا تسلموهم لأعداءهم، فرسولكم الكريم يقول: (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يسلمه) ، فكيف تخذلون إخوانكم؟! وكيف تسلمونهم لأعداءهم؟!
قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض، اسرعوا إلى الفردوس الأعلى، اسرعوا إلى الجهاد في سبيل الله، وخوضوا ميادين الجهاد، اعلوا رايته، وارفعوا كلمة الله، وقوموا بواجبكم، ولا تضيعوا الأمانة التي ربطت بأعناقكم، فاسرعوا الخطى إلى الجهاد والرباط في سبيل الله، ولاتخذلوا إخوانكم، فأعدائكم يتربصون بكم، ويتمنون أن تتأخروا حتى يكون المسلمون هناك لقمة سائغة، وبعد - لا قدر الله - استيلائهم على الأفغان يذهبون إلى باكستان بعد أن حكمها العملاء المرتدين ثم الصومال التي يحكمها الكفار الأثيوبيين وبعد أن سيطروا على جزيرة محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، كذلك في فلسطين ولبنان وفي إرتريا وسائر بلاد المسلمين، فاحذروا عاقبة الأمور واسرعوا الخطى إلى الجهاد في سبيل الله.
يا أمتي وجب الجهاد فدعي التشدق والصياحْ
ودعي التقاعس ليس ينصر من تقاعس واستراحْ
ما عاد يجدينا البكاء على الأقارب والنواحْ
لغة الكلام تعطلت إلا التكلم بالرماحْ
إنا نتوق لألسن بُكْمٍ على أيدٍ فصاحْ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم وخادمكم ومحبكم أبو البراء المهاجر