[grade="00008B 8B0000 008000 4B0082"]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله لذي لا إله إلا هو المتوحد في الجلال.. بكمال الجمال.. تعظيماً وتكبيراً، والمتفرد بتصريف الأحوال والأمور على التفصيل والإجمال، تقديراً وتدبيراً،
والصلاة والسلام على الرسول النبي الامي الذي اُنزل عليه الفرقان ليكون للعالمين بشيرا ونذيرا.
اما بعد:
سلسلة اسباب النزول
ستخصص هذه الحلقة باذن الله للحديث عما جاء من القول في اول ما انزل من القران الكريم على الرسول الامين واخر ما انزل منه.
ستكون هذه الحلقة باذن الله تمهيدا لما سيتبعها من حلقات في هذا المجال, وكلها باذن الله ستخصص في الحديث عما جاء من اقوال السلف رضي الله عنهم وارضاهم فيما جاء من اسباب نزول بعض ايات القران الكريم[/grade]
القول في أول ما نـزل من القرآن
عن ابن شهاب الزهري قال: أخبرني عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حُبِّب إليه الخلاء فكان يأتي حِراء فيتحنَّث فيه - وهو التعبُّد - الليالي ذوات العدد ويتزوّد لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزوّد لمثلها حتى فجأه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال: "اقرأ" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فقلت: ما أنا بقارئ" قال: "فأخذني فغَطَّني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ: فقلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ: فقلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد فقال: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ حتى بلغ مَا لَمْ يَعْلَمْ فرجع بها ترجُفُ بَوادِره حتى دخل على خديجة، فقال: "زمِّلوني" فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال: "يا خديجة ما لي؟" وأخبرها الخبر، وقال: "قد خشيت عليّ" فقالت له: "كلا أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق" رواه بخاري ومسلم.
وجاء في موطن اخر: حدثنا علي بن الحسين بن واقد قال: حدثني أبي قال: حدثني يزيد النحوي عن عكرمة والحسن قالا أول ما نـزل من القرآن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فهو أول ما نـزل من القرآن بمكة وأول سورة اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ .
وعن عقيل عن ابن شهاب قال: أخبرني محمد بن عباد بن جعفر المخزومي أنه سمع بعض علمائهم يقول: كان أول ما أنـزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ قالوا: هذا صدرها الذي أنـزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حراء، ثم أنـزل آخرها بعد ذلك بما شاء الله.
فأما الحديث الصحيح الذي روي: "أن أول ما نـزل سورة المدثر" فهو ما أخبرناه الأستاذ أبو إسحاق الثعالبي قال: حدثنا عبد الله بن حامد قال: حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا أحمد بن عيسى بن زيد التنيسي، قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن الأوزاعي قال: حدثني يحيى بن أبي كثير قال: سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن: أي القرآن أنـزل قبل؟ قال: يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قلت: أوِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ قال جابر: أحدثكم ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني جاورت بحراء شهرًا فلما قضيت جواري نـزلت فاستبطنت بطن الوادي، فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي ثم نظرت إلى السماء فإذا هو على العرش في الهواء - يعني جبريل - فأخذتني رجفة فأتيت خديجة فأمرتهم فدثروني ثم صبوا عليّ الماء فأنـزل الله عليّ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ رواه مسلم عن زهير بن حرب عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي.
وهذا ليس بمخالف لما ذكرناه أولا وذلك أن جابرًا سمع من النبي صلى الله عليه وسلم هذه القصة الأخيرة ولم يسمع أولها فتوهم أن سورة المدثر أول ما نـزل وليس كذلك، ولكنها أول ما نـزل عليه بعد سورة (اقْرَأْ).
والذي يدل على هذا ما أخبرنا أبو عبد الرحمن ابن أبي حامد قال: حدثنا محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدَّغُولي حدثنا محمد بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرزاق قـال: حدثنا معمر عن الزهري قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن جابر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه: "فبينما أنا أمشي سمعت صوتًا من السماء، فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالسًا على كرسي بين السماء والأرض، فجثثت منه رعبًا فرجعت فقلت: زملوني زملوني، فدثروني فأنـزل الله يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ . رواه البخاري عن عبد الله بن محمد. ورواه مسلم عن محمد بن رافع، كلاهما عن عبد الرزاق، وبان بهذا الحديث أن الوحي كان قد فتر بعد نـزول اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ .
ثم نـزل يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ والذي يوضح ما قلنا إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أن الملك الذي جاء بحراء جالس فدل على أن هذه القصة إنما كانت بعد نـزول (اقْرَأْ).
أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد المقري قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد المقري قـال: حدثنا أبو الشيخ قال: حدثنا أحمد بن سليمان بن أيوب قال: حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال: حدثنا علي بن الحسين بن واقد قال: حدثني أبي قال: سمعت عليّ بن الحسين يقول: أول سورة نـزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكـة: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ وآخر سورة نـزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة: المؤمنون، ويقال: العنكبوت؛ وأول سورة نـزلت بالمدينة: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ وآخر سورة نـزلت في المدينة: بَرَاءَةٌ وأول سورة علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة: وَالنَّجْمِ ؛ وأشدَّ آية على أهل النار فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلا عَذَابًا وأرجى آية في القرآن لأهل التوحيد إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ الآية. وآخر آية نـزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعدها تسع ليال
الحمد لله لذي لا إله إلا هو المتوحد في الجلال.. بكمال الجمال.. تعظيماً وتكبيراً، والمتفرد بتصريف الأحوال والأمور على التفصيل والإجمال، تقديراً وتدبيراً،
والصلاة والسلام على الرسول النبي الامي الذي اُنزل عليه الفرقان ليكون للعالمين بشيرا ونذيرا.
اما بعد:
سلسلة اسباب النزول
ستخصص هذه الحلقة باذن الله للحديث عما جاء من القول في اول ما انزل من القران الكريم على الرسول الامين واخر ما انزل منه.
ستكون هذه الحلقة باذن الله تمهيدا لما سيتبعها من حلقات في هذا المجال, وكلها باذن الله ستخصص في الحديث عما جاء من اقوال السلف رضي الله عنهم وارضاهم فيما جاء من اسباب نزول بعض ايات القران الكريم[/grade]
القول في أول ما نـزل من القرآن
عن ابن شهاب الزهري قال: أخبرني عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حُبِّب إليه الخلاء فكان يأتي حِراء فيتحنَّث فيه - وهو التعبُّد - الليالي ذوات العدد ويتزوّد لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزوّد لمثلها حتى فجأه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال: "اقرأ" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فقلت: ما أنا بقارئ" قال: "فأخذني فغَطَّني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ: فقلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ: فقلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد فقال: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ حتى بلغ مَا لَمْ يَعْلَمْ فرجع بها ترجُفُ بَوادِره حتى دخل على خديجة، فقال: "زمِّلوني" فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال: "يا خديجة ما لي؟" وأخبرها الخبر، وقال: "قد خشيت عليّ" فقالت له: "كلا أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق" رواه بخاري ومسلم.
وجاء في موطن اخر: حدثنا علي بن الحسين بن واقد قال: حدثني أبي قال: حدثني يزيد النحوي عن عكرمة والحسن قالا أول ما نـزل من القرآن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فهو أول ما نـزل من القرآن بمكة وأول سورة اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ .
وعن عقيل عن ابن شهاب قال: أخبرني محمد بن عباد بن جعفر المخزومي أنه سمع بعض علمائهم يقول: كان أول ما أنـزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ قالوا: هذا صدرها الذي أنـزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حراء، ثم أنـزل آخرها بعد ذلك بما شاء الله.
فأما الحديث الصحيح الذي روي: "أن أول ما نـزل سورة المدثر" فهو ما أخبرناه الأستاذ أبو إسحاق الثعالبي قال: حدثنا عبد الله بن حامد قال: حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا أحمد بن عيسى بن زيد التنيسي، قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن الأوزاعي قال: حدثني يحيى بن أبي كثير قال: سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن: أي القرآن أنـزل قبل؟ قال: يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قلت: أوِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ قال جابر: أحدثكم ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني جاورت بحراء شهرًا فلما قضيت جواري نـزلت فاستبطنت بطن الوادي، فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي ثم نظرت إلى السماء فإذا هو على العرش في الهواء - يعني جبريل - فأخذتني رجفة فأتيت خديجة فأمرتهم فدثروني ثم صبوا عليّ الماء فأنـزل الله عليّ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ رواه مسلم عن زهير بن حرب عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي.
وهذا ليس بمخالف لما ذكرناه أولا وذلك أن جابرًا سمع من النبي صلى الله عليه وسلم هذه القصة الأخيرة ولم يسمع أولها فتوهم أن سورة المدثر أول ما نـزل وليس كذلك، ولكنها أول ما نـزل عليه بعد سورة (اقْرَأْ).
والذي يدل على هذا ما أخبرنا أبو عبد الرحمن ابن أبي حامد قال: حدثنا محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدَّغُولي حدثنا محمد بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرزاق قـال: حدثنا معمر عن الزهري قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن جابر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه: "فبينما أنا أمشي سمعت صوتًا من السماء، فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالسًا على كرسي بين السماء والأرض، فجثثت منه رعبًا فرجعت فقلت: زملوني زملوني، فدثروني فأنـزل الله يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ . رواه البخاري عن عبد الله بن محمد. ورواه مسلم عن محمد بن رافع، كلاهما عن عبد الرزاق، وبان بهذا الحديث أن الوحي كان قد فتر بعد نـزول اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ .
ثم نـزل يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ والذي يوضح ما قلنا إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أن الملك الذي جاء بحراء جالس فدل على أن هذه القصة إنما كانت بعد نـزول (اقْرَأْ).
أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد المقري قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد المقري قـال: حدثنا أبو الشيخ قال: حدثنا أحمد بن سليمان بن أيوب قال: حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال: حدثنا علي بن الحسين بن واقد قال: حدثني أبي قال: سمعت عليّ بن الحسين يقول: أول سورة نـزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكـة: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ وآخر سورة نـزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة: المؤمنون، ويقال: العنكبوت؛ وأول سورة نـزلت بالمدينة: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ وآخر سورة نـزلت في المدينة: بَرَاءَةٌ وأول سورة علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة: وَالنَّجْمِ ؛ وأشدَّ آية على أهل النار فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلا عَذَابًا وأرجى آية في القرآن لأهل التوحيد إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ الآية. وآخر آية نـزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعدها تسع ليال
تعليق