من برويز إلى عباس .....من يعتبر؟

[grade="00008B FF6347 32CD32 4B0082"]مجموعة المقالات- شبكة فلسطين للحوار[/grade]

مشكلة كل دكتاتور انه يبيع مصالح شعبه للقوى الأجنبية بمقابل مصالحه الذاتية ومصالح عائلته ومقربيه ليظل محافظا على كرسي الحكم او العرش, وأقرب مثال على هؤلاء برويز مشرف رئيس باكستان ,فقد كان واحدا من أهم حلفاء الأمريكان ومن أشد المدافعين عن سياساتهم , فقد دخل في صدامات مسلحة مع شعبه من أجل إرضاء السيد الأمريكي , عبث بأمن بلاده وأزهق أرواح الآلاف من أبناء شعبه وارتكب المجازر وعلى رأسها مجزرة المسجد الأحمر ومزق الوحدة الوطنية ومزق أفغانستان..وماذا جنا مقابل ذلك ؟ خذل شعبه, وخسر جيشه, و دول الجوار والقوى السياسية في باكستان, وحتى خسر أمريكا نفسها..أمريكا التي ضغطت عليه ليستقيل.. وفوق ذلك كله رفضت إعطاءه حق اللجوء السياسي ,ومن الممكن أيضا أن ترفض تركيا طلبه حق اللجوء إليها.
وما مصير شاه إيران عنا ببعيد, فقد رفضت أمريكا و اقرب المقربين إليه من إعطائه حق اللجوء السياسي بعد ان ثار شعبه عليه , أما ما حدث للسادات وفرديناند ماركوس وتشاوشسكو وغيرهم من الكبار والصغار ممن قتلوا على أيدي شعوبهم بعدما تمادوا في الظلم والوحشية فخير دليل على ان الظلم والاستبداد لن يطول مهما كانت قوة الحاكم وجبروته, منهم من قتل رميا بالرصاص امام اعين العالم اجمع ومنهم من تم اعدامه شنقا وتم رميهم بأكياس كأكياس القمامة والعياذ بالله...فما بالكم بالاقزام الصغار من الدكتاتوريين ؟.
إن هؤلاء الزعماء تجاهلوا سنة الله في الطغاة والجبابرة وفي العملاء والخونة ,ومن غبائهم لم ياخذوا العبر والدروس من غيرهم ممن سبقهم في الظلم والطغيان.
لا جرم ولا شك ولا ريب أن محمود عباس رئيس سلطة أوسلو واحد من هؤلاء الدكتاتوريين الذي أبى إلا أن يسير على ذات طريق الارتهان للأمريكان والصهاينة , متناسيا بذلك مصير من سبقه من العتاة , مستندا الى الدعم الامريكي الغربي له سياسيا واقتصاديا ,معتقدا أن ذلك سيدوم وان العم سام سيحميه من شعبه حينما يقرر شعبه الثورة على الطغيان والظلم والخيانة.
ما الذي تطلبه أمريكا من عباس ؟؟
رفض عودة اللحمة, رفض أي لقاء مع الطرف الآخر ,رفض توحيد جناحي الوطن ,إصرار على تطبيق الشق الأمني من خريطة الطريق- اعتقالات وإغلاق مؤسسات وعسكرتها ومحاولة إلغاء الآخر ,تعذيب في السجون ,وتنسيق كامل مع الاحتلال وتبادل كامل للمعلومات الأمنية -والمشاركة في فرض الحصار الخانق على غزة ومشاركة في الهجمة الإعلامية, ومحاولة فرض العزلة السياسية ,والاشتراطات التعجيزية من أجل عودة الحوار, في مقابل ذلك كله استجداء الحوار مع رئيس وزراء العدو اولمرت.
الذي يحدث في الضفة الغربية اليوم من قبل أجهزة أمن عباس هو تنفيذ أوامر وتعليمات واشنطن بدون أي تحفظات ,فلم تشهد الضفة حالة من الفلتان الأمني كما تشهده في ظل الحكومة اللا شرعية الحالية .يظهر ذلك جليا في الحملة الشرسة التي تشنها أجهزة عباس فياض ضد الجمعيات الخيرية ومدارس الأيتام واعتقال وتعذيب وتسليم المجاهدين, فيما المجرمون والخارجون عن القانون يسرحون ويمرحون بأسلحتهم أمام أعين أجهزة الأمن التي لم تحرك ساكنا ,والخلافات العائلية وعمليات الثار والقتل التي وصلت إلى أعلى مستوياتها ناهيكم عن العملاء والجواسيس الذين يتسكعون في الشوارع دون خوف أو وجل بل ويتبجحون ويتفاخرون بجاسوسيتهم, و الأعجب من هذا كله دخول جنرالات الصهاينة ومخابراتهم مؤسسات في الضفة بدعوات موجهة إليهم من قبل رؤساء هذه المؤسسات الذين كانوا يعتبرون في عرف الناس سابقا من العملاء المنبوذين .

في المقابل ماذا قدمت أمريكا وإسرائيل لعباس؟؟
برغم اللقاءات السرية منها والمعلنة التي لم تتوقف بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني والجولات المكوكية لرايس والزيارات المتكررة لواشنطن ,لم يحدث أي تقدم في ملف القدس واللاجئين والمستوطنات والأراضي المحتلة , كانت إسرائيل دائما وكعادتها رافضة رفضا تاما لمبدأ العودة وعدم قبولها أي حل بشأن القدس المحتلة,وتكثيف الاستيطان,وزيادة تمزيق مدن الضفة الغربية,والضغط المتواصل على الفلسطينيين وزيادة الحواجز وافراجات مهينة لإفراد انتهت مدة محكوميتهم ,وتكريس سياسة عزل الأراضي بالجدار العنصري دون الانسحاب من أي جزء من الأراضي المحتلة إضافة إلى الاجتياحات المستمرة ....الخ.
هذا ما قدمته إسرائيل لمحمود عباس..وحين يشتكي لأمريكا يجيبه بوش بصراحة أن هذه مسائل لا يمكنه التطرق إليها وهي من التفاصيل التي لن يبحثها!!.
وهذا ما قدمته أمريكا راعي السلام "كما يدعون" لمحمود عباس من الأوهام والخذلان مقابل بعض من المال المغموس بالذل والعار.

هل يعتبر عباس ؟؟
يبدو أن عباس وفريقه و أجهزة أمنه لم يأخذوا العبرة مما حل بأجهزتهم الامنية في غزة , فعندما كانوا يعربدون ويجرمون بحق الناس يتوقعون أنهم بتلك الأفعال الإجرامية قادرون على المساس بحماس والانقلاب على الحكومة الشرعية, فلم يكن صبر حماس عليهم من باب ضعف أو خوف ,وإنما لإعطائهم الفرصة كي يعودوا إلى حضن شعبهم, إلا أن تماديهم قد اضطر حماس والحكومة ان ترد عليهم ردا صارما لم يتوقعوه هم ومن دعمهم بالمال والعتاد ,فكان القرار بعملية الحسم الذي لم يستغرق إلا أياما معدودة سقطت مقراتهم بأيدي القسام وانهارت أجهزتهم سريعا وهرب من استطاع الهرب منهم إلى مصر أو إلى الضفة .

وقبل ذلك هل كان احد يتوقع الانسحاب الصهيوني المفاجئ من غزة؟ وهل كان يخطر على بال أحدهم يوما أن حماس ستحسم أي انتخابات لصالحها ؟

فلنسأل عباس وفريقه والأجهزة الأمنية ,ماذا لو أن الصهاينة فاجئوهم بانسحاب مفاجئ من الضفة على غرار ما حصل في غزة ؟ من سيتبرع للدفاع عنهم عندما تحين ساعة الحسم الثانية ؟؟ الذين ذاقوا أصناف القهر وويلات السجون؟العائلات التي تأثرت بفعل اغلاقهم للمؤسسات الخيرية التي يعتاشون منها ام أهالي الايتام الذين اغلقت مدارسهم والجمعيات التي تعنى بهم بفعل تواطؤ عباس فياض مع الصهاينة ؟؟أم هل ستجيرهم الدول المجاورة يا ترى ؟ وهل ستوافق أي دولة باحتضان من تعاون مع الاحتلال على إخوانه وأبناء وطنه ؟؟ وهل ستستقبل هذه الدول من تلطخت أيديهم بدماء الشرفاء والمناضلين؟؟لقد جربتهم تلك الدول من قبل حين عربدوا وعاثوا في أراضيها فسادا , بل لقد طردوا منها شر طردة ,فهل ستجيرهم مرة أخرى ؟؟ ربما سيجيرهم الاحتلال !!هل سيرضى الاحتلال بمن قد استغنى عن خدماتهم ؟؟حتى وان رضي بهم هل سيقبل مواطنوه باستضافتهم بينهم وهم كانوا قد رفضوا من قبل استضافة من سبقهم من العملاء ؟؟أم ربما سيكون مصير أكبرهم كمصير من سبقوهم في البيع باكشاك على قارعة الطرق في تل أبيب ؟ ربما لم يتبق لهم إذن سوى أمريكا ؟؟ وهل كانت قد احتضنت من هم اكبر منهم واقوى كشاه ايران او برويز مشرف لتجير هؤلاء الاقزام ؟؟فهل يعتبر عباس ؟؟
يبدو أن المستقبل بات قاتما لعباس وفريقه وأجهزته الأمنية خاصة وان نهاية ولايته قد أزفت. فهل ينتظر عباس وحاشيته مصيرا مشابها لبرويز, و هل سنشاهده يوما من على شاشات الفضائيات يعلنها : " من أجل الأمة والبلاد قررت الاستقالة فورا" ؟؟

انتهى