إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الخلاف بين حماس وفتح اليس انعكاس لحال الامة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الخلاف بين حماس وفتح اليس انعكاس لحال الامة

    الخلاف بين حماس وفتح أليس انعكاس لحال الأمة..!!
    بقلم: عماد عفانه
    صحفي وباحث سياسي
    7-8-2008م
    بعيدا عن زحمة تفاصيل الخلاف بين كل من حماس وفتح في الساحة الفلسطينية ، وبين حزب الله وقوى الموالاة في الساحة اللبنانية، دعونا نستشرف ابعاد هذا الخلاف من خلال نظرة عميقة لحال الأمة .
    منذ بدأت القضية الفلسطينية بالنشوء كتعبير صارخ عن ضعف وانهيار وتفكك الأمة الناتج عن انهيار الخلافة الاسلامية على يد اعداء الامة، والقضية الفلسطينية تشهد تجاذبا بين تيارين لم يكن التجاذب بينهما اكثر وضوحا منه في هذه الايام.
    التيار الاول: وتمثله الانظمة العربية التي عينها الاستعمار وضمن وجودها فوق عروش الدول التي انسحب منها عسكريا ليبقى احتلاله لها سياسيا واقتصاديا، بل وعسكريا من خلف الستار أي بثوب وطني تمليه المصالح العليا لهذا البلد او ذلك من خلال اتفاقيات الدفاع والسلاح والقواعد العسكرية.
    وقد تخفى هذا التيار المتآمر على القضية الفلسطينية والذي كان سببا رئيسا في نجاح اعداء الامة باحتلال فلسطين وإقامة دولة الكيان الصهيوني فوق أرضها، تخفى خلف شعارات التحرير والكلمات الوطنية الكبيرة، واوهم الجميع انه ذاهب لتحرير فلسطين عبر جيش الإنقاذ الذي قاده الانجليزي المتآمر على فلسطين الأرض والقضية كلوب باشا، وعمل في الحقيقة على سحب سلاح المقاومين من ابناء الشعب الفلسطيني، ثم تمكين الصهاينة من إقامة دولتهم طبقا لقرار التقسيم عبر اتفاقات الهدنة المسرحية مع العدو التي انتهت بقيام دولة اسرئيل وتمددها على باقي الأرض الفلسطينية، وبنشوء نكبة فلسطين التي مر عليها حتى 60 عاما، لدرجة نجح فيها الغرب الصليبي بربط بقاء الأنظمة العربية على صدر الشعوب ببقاء دولة إسرائيل بكل ما لذلك من معاني عميقة وبعيدة.
    واستمر هذا التيار بمداهنة تيار المقاومة وبالعمل على إضعافه في ذات الوقت مستخدمين الزمن وعوامل النسيان كاحد أهم ادوات التعرية للوعي وللقيم والمعاني الوطنية الأصيلة، وعبر هذا الإضعاف عن نفسه عبر القمم العربية التي سوقت للتنازلات التدريجية، بدءا من تحرير فلسطين من البحر الى النهر مرورا بالاكتفاء بازالة آثار العدوان في اعقاب نكسة 67، وربما ليس انتهاءا بالموافقة على ما يوافق عليه الفلسطينيون، وما تلا ذلك من اتفاقات سلام وتطبيع رسمية وغير رسمية.
    أما التيار الثاني: فهو تيار المقاومة الذي عبر عن نفسه منذ بداية الحالة الفلسطينية في بداية ثلاثينيات القرن الماضي بالهبات الجماهيرية للمقاومة مثمثلة بالاضرابات والثورات التي تآمرت عليها الانظمة العربية وعملت على انهائها بالوعود الكاذبة والاتفاقات التسكينية الخادعة، وصولا الى وضع الامل على جيش الانقاذ الذي ثبت دولة الكيان وثبت معها نكبة شعبنا وقضيتنا.
    وفي هذا السياق وليس بعيدا عنه كانت اقامة منظمة التحرير الفلسطينية تحت سيطرة واشراف وتمويل الانظمة العربية وخصوصا عبد الناصر، ونشوء حالات مقاومة في اطارها اعلنت عن نفسها كفصائل مقاومة وعلى رأسها حركة فتح والتي استغلت واستخدمت من الانظمة العربية كغطاء في سياق مسلسل التنازلات التدريجي التآمري لتصفية وانهاء القضية الفلسطينية.
    أما حركة حماس التي نشات اواخر الثمانينات فقد حوربت من الانظمة العربية ومن منظمة التحرير وعلى راسهم ابو عمار الذي وصفهم في احدى المرات بقبائل الزولو ، وان كانت حربا غير معلنة وذلك نظرا لان اقامتها لم يكن بقرار عربي كمنظمة التحرير والفصائل الاخرى، ونظرا لان تمويلها لا يستند على الانظمة العربية وبالتالي فقرارها اتسم بالاستقلالية وليس الارتهان للارادات العربية كما هو حال منظمة التحرير والفصائل المنظوية تحت اطارها.
    كما ان السبب الابرز للحرب غير المعلنة التي تتعرض لها حركة حماس هو انها كانت نتيجة طبيعية وثمرة عاقلة وناضجة لتيار آخر عريض نشأ بصمت طوال الحقبة الماضية على طول وعرض الساحات العربية والاسلامية وبعض الساحات الاوروبية التي تمتعوا بهامش حرية العمل من اراضيها، ألا وهو التيار الاسلامي الذي يشتد عوده يوما بعد يوم على حساب الانظمة العربية التي تضعف قوتها الشعبية والامنية يوما بعد يوم وتنكشف زيف شعاراتها الوطنية على شماعة القضية الفلسطينية مع كل فضيحة سلام او تطبيع او لقاءات سرية تتكشف فصولها يوما بعد يوم.
    هذا التيار الاسلامي العقلاني الذي اسس لنفسه بنية تحتية عريضة مرتكزة على فطرة ودين الامة السليم، بنية من العمل الخيري التعليمي والصحي المتلامس مع حاجات الناس ومتطلبات حياتهم الامر الذي اهل هذه الحركات في بعض البلدان العربية للجلوس تحت قبة البرلمان للاحتماء من تغول هذه الانظمة وتشكيل مظلات امان لعمل هذه الحركات الاسلامي التعبوي والخيري والتوعوي بحقيقة دين واخلاق الامة للتصدي لكل محاولات النيل من دينها واخلاقها، ولدعم المقاومة الفلسطينية وحقها في التحرير ارتكازا على الحق الديني في فلسطين .
    إذا الصراع القائم والبادي للعيان بين حركتي حماس وفتح هو في الحقيقة يمثل الوجه المعلن للصراع بين تيارين في الامة ككل وليس بين تيارين في الساحة الفلسطينية، تيار تقوده الأنظمة العربية وكل من يواليها من التيارات تعبر عنه في ساحتنا الفلسطينية حركة فتح متلفعة بثوب الشرعية العربية ومنظمة التحرير صنيعة النظام العربي الرسمي، وبين تيار الممانعة والمقاومة الذي تدعمه كل القوى والحركات الاسلامية في العالم وليس في الدول العربية فقط، والذي تعبر عنه في ساحتنا الفلسطينية حركة حماس.
    فما يجري على الساحة الفلسطينية واللبنانية اذا ما هو الا انعكاس لفسيفساء الصراع بين تيار المقاومة وتيار التطبيع، فيما تدخل فسيفساء الصراع بين هذا النظام او ذاك على خط التاثير أحيانا اخرى .
    وعليه فحل الخلاف في الساحتين اللبنانية والفلسطينية ليس ذات عوامل داخلية تتعلق بالقوى في هاتين الساحتين ولكنها عوامل عميقة ذات ارتباط وثيق بصراع تيارين عريضين في الامة، وقد نجح الشيخ اسامة بن لادن في التعبير عن هذه الحالة في خطابه الشهير في اعقاب تفجير برجي التجارة في نيويورك عندما قال ان العالم انقسم الى فسطاطين، فسطاط الخير الذي تمثله الامة المسلمة بشعوبها وفطرتها النقية وحركات والمقاومة والممانعة فيها، وبين فسطاط الشر الذي تمثله الدول الاستعمارية ومن يسير في ركبها من الانظمة العربية والاسلامية والاحزاب والحركات العلمانية.
    لذى علينا كشعوب وكـأمة وكقوى وافراد ان نوفر على انفسنا عناء مطالبة حماس وفتح الجلوس الى طاولة الحوار بنوايا خالصة لصالح رفع صوتنا عاليا بلا مواربة في وجه الانظمة الموالية للغرب ولاسرائيل بالكف عن العبث في الساحتين اللبنانية والفلسطينية وترك الاخوة فيها يتفقون فيما بينهم على الشئ الذي لا خلاف حوله الا وهو الوطن.

  • #2
    رد : الخلاف بين حماس وفتح اليس انعكاس لحال الامة

    لذى علينا كشعوب وكـأمة وكقوى وافراد ان نوفر على انفسنا عناء مطالبة حماس وفتح الجلوس الى طاولة الحوار بنوايا خالصة لصالح رفع صوتنا عاليا بلا مواربة في وجه الانظمة الموالية للغرب ولاسرائيل بالكف عن العبث في الساحتين اللبنانية والفلسطينية وترك الاخوة فيها يتفقون فيما بينهم على الشئ الذي لا خلاف حوله الا وهو الوطن.
    مقال واقعي وتصوير حقيقي لحالنا بعيداً عن الحديث عن استقلالية قرار هذه الحركات
    فعندما نتحدث عن عمق لهذا الصراع ليس بالضرورة أن يكون هذا العمق هو من يحدد الصراع، ولكنه إنعكاس طبيعي له.

    بمعنى أوضح حركة حماس على سبيل المثال لا تأخذ قراراتها فيما يخص الوضع الداخلي من هذا العمق العربي والإسلامي، ولكنها تستمد قوتها منه.

    هذه المقدمة فقط للتوضيح لكي لا يتخذه البعض بوابة للحديث عن الأجندات الخارجية .... إلخ

    أما بخصوص الفقرة المقتبسة فلدي إضافة صغيرة.

    علينا أن نكف عن مطالبة حماس بذلك، ولكن ليس علينا أن نكف عن مطالبة فتح بذلك، وهذا ما نطالبه دائماً من حركات حيادية، لأن الضغط على حركة فتح من المجموع الفلسطيني سيجعلها منبوذة أمام المزيد من المواطنين، وهو ما سيأدي بكل تأكيد لإنهاء حالة الصراع في فلسطين بأسرع وقت ممكن، وهو ما سينعكس على الصراع العام بين قوى التطبيع والممانعة فيما بعد.

    مقال موفق وجدير بالقراءة.

    دمتم بود

    تعليق


    • #3
      رد : الخلاف بين حماس وفتح اليس انعكاس لحال الامة

      المشاركة الأصلية بواسطة عماد عفانة
      أما حركة حماس التي نشات اواخر الثمانينات فقد حوربت من الانظمة العربية ومن منظمة التحرير وعلى راسهم ابو عمار الذي وصفهم في احدى المرات بقبائل الزولو ، وان كانت حربا غير معلنة وذلك نظرا لان اقامتها لم يكن بقرار عربي كمنظمة التحرير والفصائل الاخرى، ونظرا لان تمويلها لا يستند على الانظمة العربية وبالتالي فقرارها اتسم بالاستقلالية وليس الارتهان للارادات العربية كما هو حال منظمة التحرير والفصائل المنظوية تحت اطارها.
      :
      ابو عمار لم يصف حماس بقبائل الزولو فقط بل يا جبل ما يهزك ريح وقصد حماس بالريح وحين اجتمع بانصاره في اليمن وقال لحماس (ايها النمل عودوا لمساكنكم)
      حماس اتت رغما عنه وعن مشروعه الذي اطلق الرصاصة الاخيرة عليه بتوقيعه لاوسلو وفضائحهم في لبنان والاردن وتونس وحاول في كل مرة ان يثبت للصهاينة انه هو الممثل الوحيد للشعب ولكن الصهاينة انفسهم وجدوا انهم يحاورون من لا علاقة له بالشعب على ارض الواقع فالشعب في واد والمفاوض في واد وعلى قولة احد الصهاينة من الوفد المفاوض حين اجتمع بقريع وعدو ربه : I was talking to my self

      هناك تضحيات كثيرة لا ننكرها على الفصائل ولكنها لم تحقق نتائج ملموسة على الارض كما حدث في العقد الاخير والسبب هو عودة الشباب للتحصن بالاسلام

      اخي عماد صحيح لم يكن بين حماس وفتح في يوم من الايام اي طبق عسل فلماذا يتباكى البعض على تطهير غزة من اذناب الصهاينة وانها شقت الصف الفلسطيني!!

      واستغرب ان يكون الحوار في مصر او غيرها وهي كلها معلنة الحرب على حماس ومشروعها المقاوم او بكلمة اشمل على "الاخوان المسلمين" فاي حيادية ستحاول تمثيلها امامنا؟؟

      مقال اكثر من رائع بوركت

      تعليق


      • #4
        رد : الخلاف بين حماس وفتح اليس انعكاس لحال الامة

        واستغرب ان يكون الحوار في مصر او غيرها وهي كلها معلنة الحرب على حماس ومشروعها المقاوم او بكلمة اشمل على "الاخوان المسلمين" فاي حيادية ستحاول تمثيلها امامنا؟؟
        أنا بعرف فالعرف والعادة

        لما تنين بيتقاتلوا، وبيجوا الكبار بدهم يحلوا المشكلة، بيجوا الكبار من الجهتين وبقعدوا بحولها مع بعض.
        يعني مع فارق التشبيه، المفروض هلا يكون الحل بين مصر والسعودية وفتح من جهة، وبين سوريا وقطر وحماس من جهة تانية !!

        طبعاً سوريا وقطر مش كبار حماس بس ممكن نقول عزوتها وولاد عمها .

        دمتم بود

        تعليق


        • #5
          رد : الخلاف بين حماس وفتح اليس انعكاس لحال الامة

          مقال رائع
          أحييك

          تعليق


          • #6
            رد : الخلاف بين حماس وفتح اليس انعكاس لحال الامة

            إذا الصراع القائم والبادي للعيان بين حركتي حماس وفتح هو في الحقيقة يمثل الوجه المعلن للصراع بين تيارين في الامة ككل وليس بين تيارين في الساحة الفلسطينية، تيار تقوده الأنظمة العربية وكل من يواليها من التيارات تعبر عنه في ساحتنا الفلسطينية حركة فتح متلفعة بثوب الشرعية العربية ومنظمة التحرير صنيعة النظام العربي الرسمي، وبين تيار الممانعة والمقاومة الذي تدعمه كل القوى والحركات الاسلامية في العالم وليس في الدول العربية فقط، والذي تعبر عنه في ساحتنا الفلسطينية حركة حماس.
            إن تقاطع الصراع القائم في الحالة العربية مع الحالة الفلسطينية لابد أن تكون واضحة بعيد عن التيارات التي تحاول الادارة الامريكية رسمها من خلال ما يسمى محور إيران..وهو كلام عارٍ عن الصحة فالحركة الإسلامية العالمية هي الجبهة الأولى في تيارات المقاومة وتقاطع المصالح مع ايران لا يعني التبعية نهائيا...فقط للتويه..
            مشكور يا استاذ عماد على هذا المقال الرائع..

            تعليق

            جاري التحميل ..
            X