تعرّفوا إلى الله فى الرخاء يعرفكم فى الشدة
من وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبى ذر ما أفادنا به فى قوله "أوصانى خليلى صلى الله عليه وسلم بخصال من الخير "أوصانى بأن لا أنظر إلى من هو فوقي، وأن أنظر إلى من هو دوني. وأوصانى بحب المساكين والدنو منهم. وأوصانى أن أصل رحمى وإن أدبرت. وأوصانى أن لا أخاف فى الله لومة لائم. وأوصانى أن أقول الحق وإن كان مرا. وأوصانى أن أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة"". "رواه الطبراني، وابن حبان، والإمام أحمد". أى لا أنظر إلى من هو أكثر منّى غنى، وصحة، وعافية، وإنما أنظر إلى من هو أقل منى فى ذلك. وأن أجالس المساكين وأقترب منهم، وأن أصل الرحم وإن قطعت مودتها وجفت. وألا يردنى عن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وجهاد أعداء الله رادّ ولا لوم لائم. أقول الحق وإن كان شديدا ثقيلا على النفوس. وأكثر من "لا حول ولا قوة إلا بالله".
فمن الخير للإنسان المؤمن أن ينظر إلى من تحته، أى من دونه مالا، ولا ينظر إلى من فوقه مالا، حتى لايحتقر نعمة الله عليه، وحتى يكون راضيا بما أعطاه الله سواء كان العطاء قليلا أم كثيرا لأنه بهذا سيكون راضيا وشاكرا فى نفس الوقت، وهو بهذا سيكون من المستعينين بالله الذى لا بد أن يغنيهم الله عن كل شيء، وذلك بالاستغناء عن سؤال الناس بالأخذ بالأسباب تنفيذا لأمره تعالى "فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور" "الملك آية 15" وهذا أفضل من أن يسأل الناس أعطوه أم منعوه.
ففى الحدث المروى عن أبى عبد الله الزبير بن العوام "لأن يأخذك أحدكم أحبله ثم يأتى الجبل فيأتى بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أم منعوه" "رواه البخاري"، وعن أبى هريرة "لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه"، وفى حديث المقداد بن معد يكرب "ما أكل أحد طعاما قط خير من أن يأكل من عمل يده، وإن نبى الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده" "رواه البخاري". وهذا ما يريده النبى صلى الله عليه وسلم أن يكون المؤمن متعففا عن المسألة ولو كان مسكينا كما يشير إلى هذا قول الله تعالى "يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا" "البقرة آية 273"، وكما يشير إلى هذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم "ليس المسكين الذى يطوف على الناس ترده اللقمة واللقمتان، والتمرة والتمرتان، ولكن المسكين الذى لا يجد غنى يغنيه، ولا يفطن له فيتصدق عليه ولا يقوم فيسائل الناس" "رواه البخاري".
وذكر الرسول عليه الصلاة والسلام وهو على المنبر الصدقة والتعفف "اليد العليا خير من اليد السفلى، واليد العليا هى المنفقة، واليد السفلى هى السائلة"، وفى خصوص حب المساكين والدنو منهم أن يكون الإنسان متواضعا، وبعيدا عن الكبير ففى الحديث "مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". "رواه مسلم".
فالإسلام أذاب لدى المسلمين الفوارق فقد قال عليه الصلاة والسلام "لا فضل لعربى على أعجمى إلا بالتقوى" وقال "الناس سواسية كأسنان المشط". وفى العلاقات العائلية قال الله تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا" "آل عمران آية 103" أى اعتصموا بدين الله وائتلفوا واجتمعوا على طاعته، واذكروا فضل الله ونعمته عليكم حين كنتم أعداء فى جاهليتكم يقتل بعضكم بعضا، فألّف الله بين قلوبكم بالإسلام فأصبحتم بالإسلام إخوانا متصادقين لا ضغائن ولا تحاسد.
ولتعود الأسرة الإسلامية إلى قوتها وصلابتها لا بد أن يكون هناك تواصل وتراحم بين جميع أفرادها على المستوى العام والخاص. فصلة الرحم قيمة أخلاقية أساسية مهما حصل من خلاف، كما يجب على المؤمن ألا يخاف فى الله لومة لائم أى أن يكون شجاعا لا جبانا، ولا يخاف المسلمون إلا من الله، ولا ينحنون إلا لله، فقد قال تعالى "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا" "التوبة آية 51" وقال تعالى "وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور" "لقمان آية 17"، وعن أبى العباس عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قال كنت خلف النبى صلى الله عليه وسلم يوماً فقال "يا غلام، إنى أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف" "رواه الترمذى وقال : حديث حسن صحيح" وفى رواية غير الترمذى "احفظ الله تجده أمامك، تعرّف إلى الله فى الرخاء يعرفك فى الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا".
وفى ما يتعلق بقول الحق ولو كان مرا قال تعالى "أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين" "التوبة آية 13" وقوله عز وجل "فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتى ثمنا قليلا" "المائدة آية 44" وقال جل شأنه سبحانه "يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيّتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا" "النساء آية 108".
أما فى موضع الإكثار من القول من "لا حول ولا قوة إلا بالله" فقد روى عن محمد بن اسحق قال: جاء مالك الأشجعى إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: أسر ابن عوف، فقال "أرسل إليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تكثر من قول "لا حول ولا قوة إلا بالله" فأتاه الرسول وأخبره فأكب عوف يقول "لا حول ولا قوة إلا بالله" وكانوا قد شدوه بالقد "السيّر القد من جلد" فسقط القد عنه فخرج فإذا هو بناقة لهم فركبها فأقبل فإذا هو بسرح "ماشيتهم" القوم فصاح بهم فأتبع آخرها أولها فلم يفاجأ أبويه إلا وهو ينادى بالباب. فقال أبوه: عوف ورب الكعبة، فقالت أمه: فإذ عوف قد ملأ الفناء إبلا فقص على أبيه أمره وأمر الإبل، فأتى أبوه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بخبر عوف وخبر الإبل فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "اصنع بها ما أحببت وما كنت صانعا بإبلك" ونزل قول الله تعالى "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه" "الطلاق آيتان 2-3".
ذكر أبو أيوب الأنصاري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أُسرى به مرّ على إبراهيم عليه الصلاة والسلام فقال "من معك يا جبريل؟" قال "هذا محمد" فقال له إبراهيم عليه السلام "يا محمد مر أمتك فيكثروا من غراس الجنة، فإن تربتها طيبة، وأرضها واسعة. قال "وما غراس الجنة؟" قال "لا حول ولا قوة إلا بالله" "رواه أحمد وغيره". فلتكن هذه الوصايا خير توجيه قويم إلى أهم أسباب الحياة السعيدة التى من شأنها أن تجعل صاحبها مرفوع الهامة، موفور الكرامة بين أقرانه، عزيزا عند الناس، رضى الله عنه بطاعته وعمله الصالح وأداء واجبه أحسن أداء.
من وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبى ذر ما أفادنا به فى قوله "أوصانى خليلى صلى الله عليه وسلم بخصال من الخير "أوصانى بأن لا أنظر إلى من هو فوقي، وأن أنظر إلى من هو دوني. وأوصانى بحب المساكين والدنو منهم. وأوصانى أن أصل رحمى وإن أدبرت. وأوصانى أن لا أخاف فى الله لومة لائم. وأوصانى أن أقول الحق وإن كان مرا. وأوصانى أن أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة"". "رواه الطبراني، وابن حبان، والإمام أحمد". أى لا أنظر إلى من هو أكثر منّى غنى، وصحة، وعافية، وإنما أنظر إلى من هو أقل منى فى ذلك. وأن أجالس المساكين وأقترب منهم، وأن أصل الرحم وإن قطعت مودتها وجفت. وألا يردنى عن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وجهاد أعداء الله رادّ ولا لوم لائم. أقول الحق وإن كان شديدا ثقيلا على النفوس. وأكثر من "لا حول ولا قوة إلا بالله".
فمن الخير للإنسان المؤمن أن ينظر إلى من تحته، أى من دونه مالا، ولا ينظر إلى من فوقه مالا، حتى لايحتقر نعمة الله عليه، وحتى يكون راضيا بما أعطاه الله سواء كان العطاء قليلا أم كثيرا لأنه بهذا سيكون راضيا وشاكرا فى نفس الوقت، وهو بهذا سيكون من المستعينين بالله الذى لا بد أن يغنيهم الله عن كل شيء، وذلك بالاستغناء عن سؤال الناس بالأخذ بالأسباب تنفيذا لأمره تعالى "فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور" "الملك آية 15" وهذا أفضل من أن يسأل الناس أعطوه أم منعوه.
ففى الحدث المروى عن أبى عبد الله الزبير بن العوام "لأن يأخذك أحدكم أحبله ثم يأتى الجبل فيأتى بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أم منعوه" "رواه البخاري"، وعن أبى هريرة "لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه"، وفى حديث المقداد بن معد يكرب "ما أكل أحد طعاما قط خير من أن يأكل من عمل يده، وإن نبى الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده" "رواه البخاري". وهذا ما يريده النبى صلى الله عليه وسلم أن يكون المؤمن متعففا عن المسألة ولو كان مسكينا كما يشير إلى هذا قول الله تعالى "يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا" "البقرة آية 273"، وكما يشير إلى هذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم "ليس المسكين الذى يطوف على الناس ترده اللقمة واللقمتان، والتمرة والتمرتان، ولكن المسكين الذى لا يجد غنى يغنيه، ولا يفطن له فيتصدق عليه ولا يقوم فيسائل الناس" "رواه البخاري".
وذكر الرسول عليه الصلاة والسلام وهو على المنبر الصدقة والتعفف "اليد العليا خير من اليد السفلى، واليد العليا هى المنفقة، واليد السفلى هى السائلة"، وفى خصوص حب المساكين والدنو منهم أن يكون الإنسان متواضعا، وبعيدا عن الكبير ففى الحديث "مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". "رواه مسلم".
فالإسلام أذاب لدى المسلمين الفوارق فقد قال عليه الصلاة والسلام "لا فضل لعربى على أعجمى إلا بالتقوى" وقال "الناس سواسية كأسنان المشط". وفى العلاقات العائلية قال الله تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا" "آل عمران آية 103" أى اعتصموا بدين الله وائتلفوا واجتمعوا على طاعته، واذكروا فضل الله ونعمته عليكم حين كنتم أعداء فى جاهليتكم يقتل بعضكم بعضا، فألّف الله بين قلوبكم بالإسلام فأصبحتم بالإسلام إخوانا متصادقين لا ضغائن ولا تحاسد.
ولتعود الأسرة الإسلامية إلى قوتها وصلابتها لا بد أن يكون هناك تواصل وتراحم بين جميع أفرادها على المستوى العام والخاص. فصلة الرحم قيمة أخلاقية أساسية مهما حصل من خلاف، كما يجب على المؤمن ألا يخاف فى الله لومة لائم أى أن يكون شجاعا لا جبانا، ولا يخاف المسلمون إلا من الله، ولا ينحنون إلا لله، فقد قال تعالى "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا" "التوبة آية 51" وقال تعالى "وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور" "لقمان آية 17"، وعن أبى العباس عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قال كنت خلف النبى صلى الله عليه وسلم يوماً فقال "يا غلام، إنى أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف" "رواه الترمذى وقال : حديث حسن صحيح" وفى رواية غير الترمذى "احفظ الله تجده أمامك، تعرّف إلى الله فى الرخاء يعرفك فى الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا".
وفى ما يتعلق بقول الحق ولو كان مرا قال تعالى "أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين" "التوبة آية 13" وقوله عز وجل "فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتى ثمنا قليلا" "المائدة آية 44" وقال جل شأنه سبحانه "يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيّتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا" "النساء آية 108".
أما فى موضع الإكثار من القول من "لا حول ولا قوة إلا بالله" فقد روى عن محمد بن اسحق قال: جاء مالك الأشجعى إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: أسر ابن عوف، فقال "أرسل إليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تكثر من قول "لا حول ولا قوة إلا بالله" فأتاه الرسول وأخبره فأكب عوف يقول "لا حول ولا قوة إلا بالله" وكانوا قد شدوه بالقد "السيّر القد من جلد" فسقط القد عنه فخرج فإذا هو بناقة لهم فركبها فأقبل فإذا هو بسرح "ماشيتهم" القوم فصاح بهم فأتبع آخرها أولها فلم يفاجأ أبويه إلا وهو ينادى بالباب. فقال أبوه: عوف ورب الكعبة، فقالت أمه: فإذ عوف قد ملأ الفناء إبلا فقص على أبيه أمره وأمر الإبل، فأتى أبوه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بخبر عوف وخبر الإبل فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "اصنع بها ما أحببت وما كنت صانعا بإبلك" ونزل قول الله تعالى "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه" "الطلاق آيتان 2-3".
ذكر أبو أيوب الأنصاري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أُسرى به مرّ على إبراهيم عليه الصلاة والسلام فقال "من معك يا جبريل؟" قال "هذا محمد" فقال له إبراهيم عليه السلام "يا محمد مر أمتك فيكثروا من غراس الجنة، فإن تربتها طيبة، وأرضها واسعة. قال "وما غراس الجنة؟" قال "لا حول ولا قوة إلا بالله" "رواه أحمد وغيره". فلتكن هذه الوصايا خير توجيه قويم إلى أهم أسباب الحياة السعيدة التى من شأنها أن تجعل صاحبها مرفوع الهامة، موفور الكرامة بين أقرانه، عزيزا عند الناس، رضى الله عنه بطاعته وعمله الصالح وأداء واجبه أحسن أداء.
تعليق