إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

البراكين الثائرة على أصحاب الهمم الخائرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البراكين الثائرة على أصحاب الهمم الخائرة

    البراكين الثائرة على أصحاب الهمم الخائرة
    "ماذا نصنع هذا هو قدرنا" "لابد من التكيف مع الواقع فقد انتهى عصر الأبطال" "نريد أن نحيا كثل باقي البشر" "كفانا دماء من أراد تحرير القدس فليذهب لتحريره" "لا تمسك العصا من الوسط" "العين بصيرة واليد قصيرة" "قطار السلام سيسحق كل من يقف في طريقه" ... الخ من عشرات بل مئات من هذه الأقوال النشاز التي يرددها الملايين من أمة المسلمين ظنا منهم أن قعودهم عن حماية أوطانهم وتطوير بلادهم والتصدي لأعدائهم سوف يقيهم من استعباد أعدائهم لهم وما ذلك مخادعة للنفس وركون إلى الدنية واستمراء للذل وكأن أوصاف بني إسرائيل قد انطبقت علينا ((ولتجدنهم أحرص الناس على حياة )) .
    إن ضياع الأمة وتسلط أعدائها عليها وسلب مقدراتها واستعباد شعوبها لم يأت بين يوم وليلة ، لقد ابتلعنا السم الناقع بجرعات صغيرة متدرجة حتى وصلنا إلى ما وضعنا الحالي .
    إن الذي يستعرض الوضع العام لأمة المسلمين في مطلع القرن العشرين، وينظر إليها اليوم يكاد يصاب بالذهول من هول ما أصابنا. نعم كنا متأخرين عن ركب الحضارة المادية لكننا ما كنا نشعر بالانكسار والذلة والخنوع التي نستمرئها اليوم وكأنها ماء عذب فرات . كانت الثورات في كل مكان ولكنها تنتهي دائما على يد حفنة من المأجورين عبيد الاستعمار تحت شعار مصلحة الأمة والحفاظ عليها حتى ضاعت الأمة ومقدراتها وأصبحت مصلحة هؤلاء الأفراد هي مصلحة الأمة وأصبحت الأمة كلها مسخًرة لخدمة مصلحة تلك الفئة وهي راضية لأنه "ليس بالإمكان تقديم أفضل مما كان" . كانت السطوة والقوة والمنعة في شبه القارة الهندية للمسلمين فوقع تقسيم الهند فضاع المسلمون بين باكستان وبنجلاديش والهند ، وتقدمت أمة الهندوس عباد البقر حتى إنه لينظر إليهم اليوم على أنهم يعيشون في قرن النهوض الهندوسي المذهل بعدما كان يضرب بهم المثل في الخنوع والتذلل والبلادة .أما تركيا فحدث ولا حرج لقد انكفأت من خلافة ممتدة آلاف الكيلومترات إلى زاوية صغيرة أشبه ما تكون بمزرعة للدول الغربية . وأما مصر أم الدنيا !!! فقد كانت متقدمة على اليابان في أواخر القرن التاسع عشر ولك أن ترى مصر اليوم وموقعها من اليابان ، مصر اليوم لا تستطيع توفير رغيف الخبز لشعبها بينما اليابان تتبوأ أعلى مراتب التقنية بلا منازع . أما بلاد الرافدين وبلاد الشام ، فيا حسرة على ما آلت إليه أحوالها ، وهكذا بلاد المغرب الإسلامي وشتى أصقاع بلاد الإسلام حتى لقد أصبح وزن مليار ونصف مسلم لا يساوي وزن كويا الشمالية أو حتى سنغافورا أو هون كونج .
    والسؤال المتبادر إلى ذهن المسلم: لماذا هذا التقهقر الذي لا نكاد نقف له عند حد ؟ هل هو بسبب قلة الموارد البشرية والمادية ؟ أم هو سبب قلة المتعلمين والكفاءات العلمية ؟ هل هو بسبب الموقع الجغرافي ؟ أم بسبب الإرث التاريخي ؟ هل ديننا هو السبب في تأخرنا وضياعنا ؟ أم .. أم ...؟؟ وهكذا عشرات الأسئلة التي تثور عند الحديث في هذا الموضوع البالغ الأهمية . ولا شك أن كل الأسباب السابقة غير صحيحة ولا موضوعية، وأن كل الإمكانيات متوفرة. لكن السبب الرئيسي هو أنانيتنا الفردية وحبنا للدنيا وكرايتنا للموت ي سبيل ديننا . لقد سلمنا قيادنا لأناس لا همة لهم ولا عزيمة وهم يؤثرون السلامة الشخصية على الأمة بأسرها . ضحت الأمة بملايين الأفراد ولكنها كانت في النهاية وقوداَ لمعارك اليهود والنصارى.
    لقد كنا نعجب ونحن صغار كيف كان الآلاف من أبناء الأمة يقاتلون دفاعا عن بريطانيا وفرنسا وغيرها. وكنا نعجب أن مئات الآلاف قتلوا في الحرب العالمية الثانية دفاعا عن بريطانيا وفرنسا ، وأن القوات الفرنسية المسيطرة على الشام وبلاد المغرب العربي إنما هي من أبناء المسلمين أنفسهم . أما الآن فقد زال عجبنا ونحن نرى قوات المسلمين هي التي تحمي اليهود من المجاهدين المسلمين ولا تتوانى في قتلهم إن لزم الأمر ، بل لقد تخطى الأمر هذه الأوضاع حتى أصبح تفكيرنا منصب على كيفية السهر والاستماتة دفاعا عن مصالح أعدائنا . إنه الأمر الذي سماه الدكتور عبد الستار قاسم "أسرلة التفكير العربي" . وهكذا.الفلسطينيين الذين قتلوا في الأردن أكبر بكثير من الذين قتلتهم إسرائيل في كل حروبها، وإن الذين قتلوا في لبنان من الفلسطينيين أكبر بعدد من المرات من الذين قتلتهم إسرائيل عبر كل حروبها. وهكذا ..
    إن الخلل الرئيسي أننا أصبحنا عبيد لشهواتنا ، عبيداَ للدنيا ، فتسلط فتسلط علينا من عبدنا لأعدائنا وسيرنا لخدمة من يريد هدم الأقصى وتهويد بيت المقدس وأكناف بيت المقدس تحت شعارات زائفة كاذبة يعلم قائلوها أنهم كاذبون .
    لقد عربد الزنادقة في ديار الإسلام وفعلوا ما لم يفعله اليهود والنصارى حتى تجرأ كثير منهم على ثوابت الأمة وأركان دينها بل و تطالوا على نبيها .
    ولا يشك منصف أن السبب الرئيسي فيما يصيبنا إنما هو بما كسبت أيدينا ((ولا يظلم ربك أحدا)). لقد تقاعسنا عن نصرة ديننا فوكلنا الله إلى أنفسنا وسلط علينا عدونا بأيدينا وشتت شملنا فذهبت ريحنا وأصبحنا كمَا مهملا لا وزن له ولا قيمة وألقي الوهن في قلوبنا فهنَا على أنفسنا قبل أن نهون على غيرنا .
    إن أكثر القضايا سوءً في زماننا عي قضيتنا نحن أهل فلسطين ، ولم يأت ذلك من فراغ ، لقد سيطر علينا عدونا عبر سيطرته على زمر منا قام بتعليمها وتلقينها دورها . انحدرت قضيتنا من قضية المسلمين الأولى إلى قضية العرب ثم إلى قضية الفلسطينيين ثم إلى قضية القدس وغزة وحواجز الضفة وهكذا تتشرذم يوما بعد يوم حتى لربما تصبح قضية شوارع وحارات وأزقة بعد أن أصبحت قضية كهرباء وديزل وصرف صحي .
    إنها الطامة الكبرى أن تخور عزائمنا إلى هذا الحد المرذول من السطحية البائسة في الوقت الذي تعانق عزائم أعدائنا عنان السماء . أصبحنا نرى القتل والدماء سيول في شوارع بغداد وغزة وغيرها وكأن الأمر لا يعنينا ، بل عندما نرى الدماء نتذكر دماء الخراف والأنعام التي تراق في المسالخ . ترى هل وصل اليهود إلى تحقيق مقولتهم التوراتية المزورة بأن قدر الجويم أن يكونوا عبيدا لبني إسرائيل، وما منزلة الجويم من اليهودي إلا كمنزلة الخروف من الجزار ، قدره أن يذبحه وهو راضي . نعم إنها الحياة البهيمية الدنيا بعدما أصبح أكبر همنا الرغيف ولو كان مغموسا بالذل والعار والشنار . لقد حرصنا على الدنيا فجاءنا الموت من كل مكان، فلماذا لا نحرص على الموت في سبيل الله فتفتح لنا الدنيا على مصراعيها ؟ إذا كنا لا نستطيع الجهاد بأنفسنا فلماذا لا نجاهد بأموالنا وأقلامنا ودعائنا للمجاهدين ؟ ولماذا لا نستعد للجهاد الذي أمرنا الله به ((وأعدو لهم ما استطعتم)) ؟
    لقد استسلمنا لعدونا خوفا من الفتنة فوقعنا في الفتنة التي لا تبقي ولا تذر، وبلغ بنا الخور أن نستأذن إذا أردنا الدعاء لإخواننا وإلا وقعنا في فتنة مخالفة أولياء الأمور !! . لا أدري ما الذي سيكتبه التاريخ عنا بعد أن أصبحنا نرى الدعاء للمجاهدين إرهابا يستحق فاعله التعزير لئلا يثير علينا أعداؤنا الذين يملكون قوت يومنا !!! جيوشنا لماذا تجيش إذا أصبحنا عبيدا لمن يبيعنا السلاح ويشترط علينا الا نستخدمه ضد أعدائنا وإنما ضد بعضنا البعض .
    اللهم أصلح حالنا وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن... آمين

  • #2
    رد : البراكين الثائرة على أصحاب الهمم الخائرة

    فعلاً ، وضعنا جد خطير ، ومازلنا ننحدر وننحدر


    بارك الله فيك أخي

    تعليق


    • #3
      رد : البراكين الثائرة على أصحاب الهمم الخائرة

      جزاك الله خيرا اخي صقور العز
      اللهم اصلح حالنا

      تعليق


      • #4
        رد : البراكين الثائرة على أصحاب الهمم الخائرة

        تعليق


        • #5
          رد : البراكين الثائرة على أصحاب الهمم الخائرة

          اللهم أصلح حالنا وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن... آمين

          تعليق


          • #6
            رد : البراكين الثائرة على أصحاب الهمم الخائرة

            فعلا
            مشكور اخي

            تعليق


            • #7
              شكر الله لك

              مشاركة رائعة.. جعلها الله (سبحانه وتعالى) فى ميزان حسناتك..

              تعليق

              جاري التحميل ..
              X