رد الشيخ عبد الله بن منيع عضو هيئة كبار العلماء على الشيخ يوسف القرضاوي ما أفتى به حيال بناء الكنائس في جزيرة العرب، وقال عن هذه الفتوى بأنها مصادمة لنصوص شرعية صريحة، مؤكدا أن المساعدة في بناء الكنائس هو من باب التعاون على الإثم والعدوان ، وان ذلك لا يجوز إطلاقا، وقد يدخل في باب الكفر.
وقال ابن منيع نصا “ مع احترامي لفضيلة الشيخ يوسف القرضاوي و لمكانته العلمية و الاجتماعية في العالم الإسلامي لجميع ذلك فإني أقدره و أعتز به عالما من العلماء الأجلاء ، و لكن هذا كله لا يعني أن يكون ما يقوله أو يفتي به معصوما من الخلل أو الزلل أو الخطأ فكلنا خطاؤون و خير الخطائين التوابون ، و القول بأنه يجوز للدول العربية لاسيما دول الجزيرة العربية التي قال النبي صلى الله عليه و سلم عن الجزيرة العربية لا يجتمع فيها دينان بمعنى أنها هي المركز الرئيسي للعالم الإسلامي فنحن في الواقع لا نتفق مع فضيلته أن يسمح لقادة الدول العربية،ولاسيما دول الجزيرة العربية في إقامة معابد غير المساجد ، فقول رسولنا صريح في عدم وجود دينين في بلدان جزيرة العرب، و في نفس الأثر، قال:أخرجوهم من جزيرة العرب. فلا شك أن دول الجزيرة العربية في حال من القوة و المكانة و الاستقلالية و السلطة فيما يتعلق بالشئون الداخلية، و بناء على هذا فأرى أن السماح بإيجاد أي معبد من المعابد غير الإسلامية فهو في الواقع مجاوزة و مخالفة لتوجيه رسول الله صلى الله عليه و سلم بأن لا يجتمع في جزيرة العرب دينان،وأنا أعترض على هذه الفتوى، و أرى أنها فتوى مصادمة لنصوص صريحة من أقوال رسولنا صلى الله عليه وسلم “.

وقال ابن منيع للقرضاوي مع كل ما نحمله إلا أن ذلك لا يمنع أن نخالفه، و لعل فضيلته يراجع نفسه ويعلم أن هذا في الواقع انهزامية و شعور بالذلة و الاستكانة والتعلق بمن هم غير معتبرين في دينهم لقول الله “ ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه “.
وعن ما قاله القرضاوي في جواز مشاركة المسلمين لبناء الكنائس فعلق بن منيع بقوله “ أرى أن إجازة مساهمة عمال مسلمين في بناء كنائس قد يدخل في باب الشرك والكفر بالله من حيث التعلق بغير الله، واعتقاد أن لله ولدا هو عيسى أو عزير أو نحو ذلك تعالى الله و تقدس. لا شك أن هذا إثم و بهتان و شرك و كفر بالله سبحانه و تعالى والله سبحانه يقول “ لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة” وبناء على ذلك فأرى أن من يساعد في بناء الكنائس من عمال المسلمين، فإنه يدخل في باب من يتعاون معهم على الإثم و العدوان،.

وحول ما قاله الشيخ القرضاوي من أن شبه جزيرة العرب مسمى يراد به أرض الحجاز مجازا، رد الشيخ ابن منيع بقوله “ أما ما يقال أنه قد يقصد من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جزيرة العرب هي مكة و المدينة فهذا في الواقع تضييق لواقع، فمعلوم لدى علماء التاريخ و علماء الجغرافيا أن المقصود بجزيرة العرب ما كان محاطا بالبحر الأحمر و بحر العرب و بحر عمان و الخليج العربي حتى الجزيرة الواقعة شمال العراق وحتى الجبال المطلة على العراق من الناحية الشمالية فكل ذلك يسمى جزيرة العرب فجزيرة العرب العراق و الشام و المملكة العربية السعودية و اليمن و عمان و دول الخليج العربي” .
منقول