من يحيي روح الإسلام
في حياة إسلام
في حياة إسلام
[align=justify]سأحكي لكم حكايتي مع إسلام العسولي، الطفل ابن الرابعة الذي صفعني عجزي أمام دموعه حين وصلني الشريط المسجل وهو في حضن والده الذي أخذ يقنعه كأب تتمزق روحه على ابنه المريض وهو عاجز لا يستطيع أن يخفف عنه ألمه، في الشريط سأل والد إسلام ابنه هل تتألم حين تنغرز الإبرة في يدك ونحن نمدك بالمحلول. أجاب ودموع الألم تنحدر على خده الجميل البريء، نعم أتألم، سأله والده وماذا تقول لتخفف الألم عنك، قال: أقول يا رب اشفني.. يا رب اشفني، سأله والده وهل يذهب الألم يا إسلام؟ نظر إسلام لعيني والده بكل يأس وألم يعتصر ما بين الضلوع وصدره يرتفع ويهبط وآهاته ترتجف بين أضلعه نعم يذهب الألم.فمن هو إسلام العسولي؟
إسلام العسولي طفل يبلغ من العمر أربع سنوات ونصف السنة يعاني من سرطان النخاع أو ما يعرف بسرطان الدم (اللوكيميا)، يحتاج لنقل وحدة دم كل أسبوع، إضافة إلى أن المسؤولين عن حالته أوكلوا إلى والدته تعليق المحاليل اللازمة لإبقائه على قيد الحياة مدة 24 ساعة من ال24 ساعة إلا أن شفقة الأم بولدها وهي ترى الانتفاخات التي تخلفها المحاقن الطبية في الأوردة جعلها تقلل المدة إلى 18 ساعة فقط. تصورن معي أيتها الأمهات مدى المعاناة التي يعانيها ذاك الطفل الذي لا يصحو ولا يغفو إلا على المحاليل والإبر. قرر الأطباء حاجة إسلام لإجراء عملية عاجلة لنقل النخاع وهذه لا تتوفر إلا في الكيان الغاصب، الغريب أن الطفل منح تصريح لدخول الكيان إلا أن الأب والأم فوجئا بعد ذلك بمنع الطفل (ابن الأربع سنوات) أمنياً وهما قبله!! حالة إسلام في تدهور مستمر لأن النمو عنده توقف.
في الشريط المسجل يظهر إسلام بعد جلسات الحقن بالمحاليل قبالة جهاز الحاسوب، حيث يحاول ممارسة طفولته التي نستقرىء في عينيه الجميلتين الذابلتين من الألم والبكاء ذكاء حادا وطاقة عالية جدا للعطاء واللعب، إلا أن حدود قدراته الجسدية لا تكافئ هممه الروحية، فسرعان ما ينهار جسده الصغير النحيل بمهاجمة المرض له مرة تلو الأخرى، وتنهار معها قوى أمه التي تتابع حالته لحظة بلحظة والتي طلب منها الأطباء أن تكون ممرضة وأماً في آن واحد.
إسلام هو الطفل الوحيد للأب والأم بعد زواج دام خمس سنوات لم ينجبا فيه، وحين أتى إسلام بفرحة العمر لم تكتمل إذ هاجمه سرطان الدم وهو لم يكمل الخامسة من عمره، والد الطفل وضعه المادي صعب كباقي أبناء شعبه. الغرابة في الأمر أن الأم تأتي أحيانا من محافظة خانيونس مع إسلام وحدهما رغم بعد المسافة دون صحبة الأب؟ وحين سئلت أين زوجك؟ قالت أأتي بمفردي مع إسلام لنوفر ثمن مواصلات أحدهم. فتأتي إما هي أو والد إسلام. والمواصلات من خانيونس حتى غزة تبلغ 5 دولارات فقط لا غير.
حكاية إسلام ليست الحكاية الوحيدة للأوضاع المتردية في فلسطين وبالذات في قطاع غزة، ووالدا إسلام يستغيثان بنا لإنقاذ فلذة كبدهما، فلتأخذكن أيتها الأمهات عيونكن إلى مرمى نظركن وأنتن تشاهدن فلذات أكبادكن تلعب هنا وهناك، وعيونكن لا تفارقهم حتى لا يتعثروا، في حجر، أو حتى لا تتسخ ملابسهم، لكن أم إسلام عيناها تراقبان الإبرة والمحلول في كل دقيقة من اليوم وبشكل متواصل ذبوله البطيء حتى لا يسقط إسلام من بين يديها ميتا، ترى كم سيسألنا الله يوم القيامة عن إسلام وكل الأطفال الذين وقفنا نتفرج على موتهم وهم يتساقطون ضحايا التنكيل والقتل الصهيوني.
إلى كل من قرأ مقالتي اليوم وعرف عن إسلام وضعت أمانته في رقابكم وبين أيديكم، وكما رجتني رفيقة الروح وردة من عمق غزة وهي تكتب عنه: وأرجوك رجاء حاراً أن تحافظي على روحه ما استطعت من طغيان البشر وجبروت الكفار برحمة الإسلام الذي ملك عليك حياتك وتأكدي أن من أحيا نفسا فقد أحيا الناس جميعاً. فمن يحيي روح إسلام؟
إسلام يحتاج إلى نقله إلى ألمانيا للعلاج، والطرق مغلقة، والتعنت “الإسرائيلي” بلغ كل مبلغ، من يرعى إسلام ويتبنى قضيته، وخاصة بتوقع فتح المعبر في أي لحظة، الإسلام يستغيث لإسلام فمن له بعد الله ووالديه؟
إسلام هذا الطفل الجميل البريء لا أريد معه أن يعجزني حتى لساني وأرتضي بأضعف الإيمان، لا تتنازلوا عن أقوى الإيمان بأضعفه، لا تخذلوا إسلامكم في إسلام، هي دعوة لكل أم، لكل مسلم، لكل ذي قلب ينبض إنسانية وإيمانا، أعينوه برحمة الإسلام التي ملكت قلوبكم وحياتكم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الخير في أمتي إلى قيام الساعة”، والخير فيكم يا أبناء محمد فمن منكم سيمد له يده؟[/align]
الكاتبه : ميسون الخالدي
[email protected]
[email protected]
تعليق