إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

موازين إلهية (1) ميزان القوة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • موازين إلهية (1) ميزان القوة

    بسم الله الرحمن الرحيم


    أولا : أفكار للموضوع
    الله عز وجل هو مصدر كل قوة، وقوته فوق كل قوة . قال تعالى: (ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا) [سورة البقرة:165] . وقال سبحانه: (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله) [الكهف:39] . وقال: (أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة) [فصلت: 15] . وقال: (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) [الذاريات: 58].



    هلاك القوى الطاغية شديدة القوة عبر العصور الغابرة بعذاب الله تعالى الأشد قوة، فلم تغنهم شدة قوتهم ولا كثرة أموالهم وأولادهم، ولم يكن لهم ناصر يمنع عنهم عذاب الله، فالله عز وجل لا يعجزه شيء. قال الله تعالى: (أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم، كانوا أكثر منهم وأشد قوة وءاثارا في الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون) [غافر: 82]. وقال سبحانه: (أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه من شيء في السموات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا) [فاطر: 44]. ويبين الله عز وجل سبب هلاكهم فيقول: (أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وءاثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق) [غافر: 21]. ويخبرنا الحق تبارك وتعالى عن قارون الطاغية المفسد فيقول: (أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يُسئل عن ذنوبهم المجرمون) [القصص: 78].



    ثم يحذر الله عز وجل المشركين ويطمئن المؤمنين فيقول: (وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر بهم) [محمد: 13]. وكأن الآية تنزل الآن لتحذر اليهود المستكبرين الذين أخرجوا الفلسطينيين من بلادهم، ولتطمئن المجاهدين في فلسطين المحتلة أن الغلبة لهم، فإن الذي أهلك السابقين على كثرتهم وشدتهم قادر على إنزال أشد العذاب باليهود وأشياعهم. وكأن قول الله عز وجل في عاد قوم هود (فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة ؟) ويأتي الرد من الله عز وجل مباشرة فيقول: (أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة) [فصلت: 15] كأن هذه الآية تتنزل الآن لتصف حال الاستكبار الصهيوني الذي يقول جهارا نهارا لكل العالم الإسلامي (من أشد منا قوة ؟) ، ويكأنها تتنزل الآن لتصف الاستكبار الأمريكي الذي ينادي في كل محفل (من أشد منا قوة ؟) فكل إدارة أمريكية جديدة تأتي لتنافس سابقتها في دعم الصلف الصهيوني غير عابئة بأي قوة على الأرض.



    أطفال الحجارة في فلسطين المباركة فهموا ميزان القوة الرباني، وعلموا أن القوة الحقيقية مصدرها من القوي المتعال الله رب السموات والأرض ورب كل شيء، أدركوا أن الله هو أشد قوة، لا يعجزه شيء في السموات ولا في الأرض، أدركوا أن العودة إلى الله والتمسك بحبله المتين هو سبب لاستمداد القوة من رب القوة، قال تعالى: (ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم) [فصلت: 15] لذلك واجهوا العنف الصهيوني بحجارتهم المزودة بالطاقة الإيمانية التي تستمد قوتها من الله القوي الجبار، وطوروا أسلحتهم لأن الله أمرهم بإعداد القوة بقدر ما يستطيعون، فابتكروا القنابل الذكية التي تتفجر متى شاءت وأينما أرادت، إنهم الاستشهاديون. إن أبطال المقاومة والانتفاضة في فلسطين المحتلة يرددون الآن قول الصحابي الجليل الشهيد عبد الله بن رواحة رضي الله عنه، إذ قال لجنده يوم مؤتة (حيث واجه ثلاثة آلاف مسلم مائتي ألف من الروم –أقوى قوة مادية في ذلك الوقت-) قال ابن رواحة: "والله ما كنا نقاتل الناس بكثرة عدد، ولا بكثرة سلاح، ولا بكثرة خيول، إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به. انطلقوا ... والله لقد رأيتنا يوم بدر وما معنا إلا فرسان، ويوم أحد فرس واحد، فإنما هي إحدى الحسنيين، إما ظهور عليهم فذلك ما وعدنا الله ووعدنا نبينا، وإما الشهادة فلنلحق بالإخوان نرافقهم بالجنان".



    نهدي كل قادة العالم الإسلامي وقادة الجيوش والضباط هذه النصائح، أقدموا ولا تخافوا إلا الله تعالى، فإذا قيل لكم إن أعداءنا أكثر عددا فقولوا: (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله). وإن قيل لكم إنهم أكثر أموالا فقولوا: (إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون). وإن حذروكم مكرهم وكيدهم فقولوا: (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين). فإن قيل لكم إنهم أمنع حصونا فقولوا: (وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث بم يحتسبوا). أقدموا وأعيدوا للأمة هيبتها وعزتها وكرامتها ولا تتولوا فيستبدل الله بكم قوما آخرين، أقدموا واعلموا أن الله مع المتقين، ولكن (ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم الغالبون)، واعلموا أن المؤمن يسير بمعونة الله، وينظر بنور الله، ويقاتل بسيف الله، ويرمي بقوة الله (فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى). (إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان).


    ثانيا: توصيات

    الإشارة إلى سياسة الاغتيالات التي تنتهجها سلطات الاحتلال في محاولة يائسة للقضاء على المقاومة الإسلامية والوطنية. (اغتيال فتحي الشقاقي زعيم حركة الإسلامي/ محاولة اغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس/ وأخيرا اغتيال أبو علي مصطفى الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين).

    والتأكيد على أن المقاومة والجهاد ستستمر حتى يستعيد المسلمون حقوقهم كاملة في أرض الإسراء والمعراج.

    وأن المؤمن يعلم يقينا أن الموت والحياة بيد الله وحده، (سيكون هناك تفصيل حول هذا الموضوع في خطبة قادمة بإذن الله تعالى).




جاري التحميل ..
X