إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الوفاق الوطني وحكومات الوحدة الوطنية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الوفاق الوطني وحكومات الوحدة الوطنية

    الوفاق الوطني وحكومات الوحدة الوطنية
    كثر الحديث عن الوفاق الوطني وكثرت الدعوات الى تشكيل حكومات الوحدة الوطنية في اكثر من بلد في عالمنا اليوم وتحديدا في البلاد الاسلامية فمن سوريا ودعوات الاخوان الى اقرار وثيقة وفاق وطني ثم جمع بعض الاطراف المعارضة للنظام على اساسها الى العراق والمناداة بالوفاق الوطني ومؤتمرات المصالحة والدعوة الى تشكيل حكومة وحدة وطنية وها هي الازمة في لبنان والدعوة لحلها من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية ولعل الابرز في هذا المجال ما يحصل في فلسطين بعد فوز حركة حماس بالانتخابات البرلمانية وتشكيلها لحكومة برئاسة اسماعيل هنية وما تعرضت له تلك الحكومة من ضغوط مالية وسياسية لتبرير تخليها عن شعاراتها وما تسميه ثوابت مثل تحرير كامل ارض فلسطين وازالة الكيان اليهودي من الوجود وعلى اثر ذلك باشرت الفصائل المختلفة ومن ضمنها حركة حماس بالدعوة لاقرار وثيقة الاسرى وما تضمنتة من القبول باقامة دولة فلسطينية على اراضي الضفة والقطاع والقبول باندماج جميع الفصائل في اجهزة منظمة التحرير واعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للاهل فلسطين واعطائها صلاحية المفاوضات مع اليهود على التسوية النهائية , وبعد انفصال غزة ومسرحية القطيعة بين فتح وحماس , وبعد احداث غزة الاخيرة , عاد الحديث من جديد عن الوحدة الوطنية وحكومة وحدة وطنية .
    والوفاق الوطني هو مصطلح يراد به اتفاق التيارات السياسية في الوطن الواحد على رؤى مشتركة لما يسمونه مصلحة الوطن رغم اختلافهم في الاراء السياسية والاجتماعية والاقتصادية الا انهم كما يدعون يسعون لتقديم المصلحة العامة على المصالح الفئوية او الطائفية او الشخصية , فتتجه التيارات السياسية للاتفاق على حلول وسط ونقاط التقاء لانتاج وثيقة وفاق وطني او وثيقة شرف اي برنامج سياسي موحد يعد بشكل توفيقي عن الرؤى السياسية المختلفة والمتناقضة للتيارات السياسية في الوطن الواحد , ويتعهد جميع الفرقاء بالالتزام بما جاء في الوثيقة باعتبارها برنامجه السياسي ومن زاوية اخرى نجد ان حكومة الوحدة الوطنية هي الشكل السياسي لما تم الاتفاق عليه في وثيقة الوفاق فهي يفترض ان تكون ممثلة لجميع التيارات السياسية في المجتمع وتتبنى البرنامج السياسي المتفق عليه في وثيقة الوفاق.

    وبالتدقيق نجد ان هذين المفهومين نابعين من نظرة اصحاب المبدا الراسمالي الى المجتمع من حيث انه مبني على التنوع العرقي والمذهبي والطائفي وبالتالي السياسي وهذه النظرة افراز لحرية الراي والمعتقد عندهم فهم يرون ان لكل فرد من افراد المجتمع الحق في تبني الراي والمعتقد الذي يراه صواب بغض النظر عن صحة هذا الراي من خطئه وبالتالي لكل فرد من افراد المجتمع الحق في تحديد ما هو مصلحة له , ويعمد هؤلاء الى التعبير عن ارائهم ورؤيتهم لمصالحم من خلال ما يسمونه مؤسسات المجتمع المدني التي هي في الواقع الاحزاب السياسية والمنظمات الاهلية التي توفر حلا وسطا لمجموعة من الافراد يرون انها توفر لهم الحد الادنى من المصالح وهكذا تنشأ التيارات السياسية لتعبر عن مجموعة المصالح لطائفة او عرق او مذهب او اصحاب ﺁراء سياسية متقاربة مما يؤطر جميع افراد المجتمع في عددد معين من التيارات السياسية التي بدورها تسعى للاتفاق فيما بينها على مجموعة من اﻵراء السياسية والاقتصادية والاجتماعية بحيث توفر الحد الادنى من المصالح لكل تيار ويفرز هذا الاتفاق دستور وطني وبالتالي حكومة تمثل جميع اطياف المجتمع وفي حالة حصول تضارب في المصالح وتناقض بين التيارات السياسية قد تصل بابناء البلد الواحد الى حد النزاع العسكري يعمد الى اطلاق مبادرات الوفاق الوطني من قبل طرف خارجي او داخلي يعيد تشكيل التركيبة السياسية للبلد الواحد بناء على توازن القوى بين الاطياف السياسية ومن استعراض واقع الوفاق الوطني وحكومة الوحدة الوطنية نجد ان المفهومين يتناقضان مع الاسلام من عدة وجوه:
    اولا: انهما يقومان على اساس الوطنية ورابطة الوطن والتي هي رابطة فاسدة تناقض الاسلام من حيث ان الارتباط الصحيح بين الانسان والاخر لا يكون الا على اساس عقيدة الاسلام فالمسلمون تجمعهم اخوة الاسلام ولا عبرة للحدود السياسية التي وضعها الكافر المستعمر لتحول دون وحدة المسلمين , وبالتالي فان هذه الاﺁوطان هي من صنيعة الكافر واعوانه الذين نصبهم ليحافظوا عليها لتكريس الفرقة والتشتت بين المسلمين.
    ثانيا: انهما يرتكزان على نظرة الراسمالية للمجتمع اذ انهم كما اسلفنا يعتبرون ان الوضع الطبيعي للمجتمعات البشرية هو التناقض في المصالح والتنوع من حيث الاعراق والطوائف والمذاهب مع ان واقع المجتمعات انها تتبنى وجهة نظر معينة تكون هي السائدة والمحددة لنظرة جل المجتمع للمصالح والمفاسد ويصطلح افراد المجتمع على تنظيم مصالحهم وفق وجهة النظر تللك , وبشكل خاص فان المجتمع الاسلامي يكون فيه الاسلام السائد وهو المحدد لما هو مصلحة وما هو مفسدة وترعى فيه مصالح الناس المسلمون منهم واهل الذمة وفق احكام الاسلام بغض النظر عن اللون والعرق بل يعامل الانسان في ظل خكم الاسلام بوصفه انسانا تجب رعايته وسبادة الاسلام هنا لا تكون بناء على توازن القوى او على اساس مصالح اصحاب النقوذ بل تكون على اساس ان الاسلام هم دين الحق وهو الميدأ الوحيد الصالح لرعاية شوؤن الانسان في الدنيا.
    ثالثا: انهما لا يستندان الى تحديد الصواب من الخطأ بل يرتكزان على الحل الوسط الذي يؤدي الى التوفيق بين الرؤى المتناقضه والمصالح المتضاربة فيصار الى البحث عن نقاط الالتقاء والتقاطع في المصالح بحيث يفرض كل طرف الحد الادنى من مصالحه وهذا يكون بحسب قوة كل طرف وقدرته على التأثير وبالتالي تامين اقصى ما يمكن من مصالحه ومصالح فئته او طائفته في حين ان الواجب البحث عن الحق بغض النظر عن المصالح اﻵنية فرديه كانت ام فئويه ولا مانع من الالتقاء والوفاق عندما يكون على اساس الوصول الى الحق واتباعه بحيث يتنازل كل من هو على باطل ويتراجع عن موقفه اما ان يلتقي اصحاب الحق واتباع الباطل ويتفقوا على ميثاق يجمعهم فانهم جميعا والحال هذه من اهل الباطل لانهم لم يبتغوا اتباع الحق بل انهم ابتغوا الوصول الى وفاق لم يرد به وجه الله وحتى تتضح الصورة نضرب لما تقدم امثلة فها هم في فلسطين وبعد فوز حركة حماس بعد فترة من وجود حركة فتح في السلطة الوطنية خاضوا جلسات من الحوار (الوطني) لاقرار برنامج سياسي مشترك استندت الى وثيقة الاسرى التي دعت الفرقاء السياسي الى التوافق على رؤى مشتركة وهو ما تم بالفعل وكان من نتائجه وثيقة الوفاق الوطني التي كانت بعيدة كل البعد عن الثوابت المعلنة لحركة حماس ونجد ان بعض المتحاورين ورغم انهم يدعون التزام الاسلام فانهم لم يجعلوا الاسلام اساسا لتحاورهم بل ان الاسلام لم يرد على بال وكان همهم الوصول الى برنامج محدد اصلا من الاسياد في البيت الابيض الذي يدفع الجميع وبادوار مرتبة مسبقا لتنفيذ مشروع الولايات المتحدة لتسوية مسالة فلسطين وبعدما توصلوا الىالبرنامج الموعود بدءوا بترتيب الوضع لتشكيل حكومة وحدة وطنيه تسير بحسب وثيقة الوفاق لتكون مهمنها اتمام ما تبقى من المشروع الامريكي فاين الاسلام واين ابتغاء رضوان الله في كل ذلك؟؟؟؟ وكيف يمكن لمن يحمل الاسلام ان يلتقي في برنامج سياسي مشترك وهو يعتبر ان ارض فلسطين ارض اسلامية يجب تحريرها بالكامل ولا يجوز التنازل عن شبر منها مع من يحمل افكار شيوعية او علمانية ويتبنى الحلول الوسط ولا يجد بأسا في التنازل عن اربع اخماس ارض فلسطين لليهود وتحت ذريعة الواقع الدولي والمعادلة السياسية التي هي من افراز من صنعوه فالافكار متناقضة والغايات متفرقة فأين الالتقاء؟؟؟ ان الوفاق يكون اما على اساس الحق او على اساس الباطل اي يتنازل طرف عن ما لديه وهو ما حصل فقد تنازلت حركة حماس عن ثوابتها ووضعت نفسها في خانة الباطل.
    ولا يختلف الوضع في لبنان والعراق كثيرا عما يحصل في فلسطين فالجميع مسلمون ونصارى وعلمانيون ينادون بالوحدة الوطنية وبوضع مصلحة الوطن قبل اي مصلحة ويتسابقون لاقرار اطار من الوفاق الوطني ينتج عنه حكومة وحدة وطنية ضمن عملية سياسية مصممة بايد خارجية بشكل غير مباشر كما هو الحال في لبنان او بشكل مباشر كما هو حاصل في العراث والمعلن دائما هو مصلحة الوطن والمواطن والحقيقة هي تنفيذ المشاريع الامريكية وتحقيق مصالحها من خلال ادوات ارتضوا وضع انفسهم في خدمة اعداء الامة لتحقيق مصالح شخصية ﺁنية.
    فضلا عن ان دعوات الوفاق الوطني تعتبر منزلقا لاصحاب الافق الضيق لاقحامهم في اللعبة السياسية المصممة من قبل الكافر واعوانه تحت ذرائع عدة منها حقن الدماء والمحافظة على الاعراض والانفس والاموال ويستمر استدراج هؤلاء والترهيب تارة وبالترغيب تارة اخرى حتى يصبحوا جزءا من العملية السياسية ويقبلوا بكل مفرزاتها فيصبحوا عملاء للكافر ينفذون مخططاته ويؤمنون مصالحه من حيث لا يشعرون وعليه فلا بد من الوعي على هذا الطرح الخطير حتى لا تضيع جهود ابناء الامة في خدمة الكافر المستعمر ويحسبون انهم يحسنون صنعا.
    ان الحل الوحيد للازمات التي تعيشها الكيانات المصطنعة في منطقتنا وبخاصة وفي بلاد الاسلام عامة هو نبذ الوطنية والعمل على ازالة هذة الحدود التي وضعها الكافر المستعمر ونصب انظمة حكم عميلة للمحافظة عليها جعل الرابطة بين ابناء الامة هي رابطة العقيدة الاسلامية لافرق بين اهل الاردن وسوريا واهل اندونيسيا والمغرب فالمسلمون يجمعهم الاسلام وما بلاد الشام والجزيرة العربية وغيرها من بلاد الاسلام الا بلاد للمسلمين كافة والعمل على توافق ابناء الامة والمؤثرين خاصة على جعل العقيدة الاسلامية اساسا للحكم ووضع الاسلام موضع التطبيق في جميع شؤون الحياة لانه الدين الوحيد الصالح لرعاية شؤون الانسان اما ما يسمى بالاقليات من اهل الذمة فهم من رعايا دولة الاسلام تطبق عليهم احكام الاسلام كما تطبق على المسلمين لا يظلمون ولا يظلمون.
جاري التحميل ..
X