تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
الأسير المحرر بإذن الله محمد فابق شبير "حسين"
لم تمر انتفاضة الأقصى دون أن يدفع الشعب الفلسطيني ثمن الكرامة والحرية فلقد اعتاد الاحتلال الصهيوني ترغيم الفلسطينيين فاتورة حساب تحتمل ألوان عدة من العذاب فما عليك إلا الاختيار للبس ثوب الكرامة والإنسانية فالثمن إما شهادة أو إصابة وإما موت بطئ في زنازين الأسر المجرم ، ولكن الغريب في ذلك إن الشعب الفلسطيني يفخر بدفع هذه الفاتورة لأنهم يعتبرونها جزء من عقيدتهم الإسلامية وإيمانا بعدالة قضيتهم ، فكان منهم أسير القسامى المحرر بإذن الله محمد فايق شبير "حسين" الذي كان معتقل في سجن النقب الصحراوي ، الذي أكد لنا بأن الأسر مدرسة وجامعة وحياة ثانية للرجولة .
الميلاد والنشأة
في إحدى شوارع مدينة خان يونس الصمود والتي أرغمت العدو الصهيوني على التراجع خلال الاجتياحات المتكررة عليها وفى شارع الزينى بتاريخ 2/12/1982م ولد الأسير المجاهد القسامى : محمد فايق مصباح شبير 25عاما والذي تعود بلدة عائلته الأصلية مدينة بئر السبع التي حرمت الحرية لاغتصابها من قبل قاتلي البشرية.
.
تعليمه
تلقى محمد تعليمه الابتدائي في مدرسة الشيخ جميل للاجئين الفلسطينيين والمرحلة الإعدادية في مدرسة احمد عبد العزيز للاجئين والثانوية بمدرسة كمال ناصر الثانوية بخان يونس وبهدها التحق الأسير إلى معهد اتحاد الكنائس وتعلم الكهرباء العامة ولم يكمل تعليمه في المعهد ولم يكمل نظرا للاعتقال وإثناء الاعتقال سمح له أن يتقدم للامتحانات الثانوية العامة في السجن وحصل على شهادة الثانوية العامة ولم يسمح له أن يكمل دراسته الجامعية .
أخلاقه والتزامه
تربى محمد في أسرة دينية ملتزمة تحسد على التزامها حيث تحسب العائلة بكاملها لحركة حماس وترعرع بين جنبات مسجد المجمع الاسلامى بخان يونس الذي يخرج الرجال فكان رجلا مقداما في شجاعة الأسد الهمام وهادئ التصرف ويحب الصغير والكبير ويحترم آراء الآخرين وكان شغوفا بمحبة الجميع وكل من يراه يحبه وإلا ما وصل للسجن . وحكم عليه 5 سنوات بتهمة الانتماء لحركة حماس وكان ملتزما في أداء جميع الصلوات وعمل في لجان المسجد وحضور الندوات والمشاركة في الفعاليات الدينية والثقافية والاجتماعية داخل جدران هذا المسجد وكان من اعز أصدقائه الشهيد القسامى : على عاشور فكان ملازما له في كل أمره حتى قبيل استشهاده ، لم يقبل محمد العمل الاجتماعي فحسب بل عمل أيضا عضوا إداريا للكتلة الإسلامية بمدرسة كمال ناصر الثانوية وعمل أيضا في العمل الجماهيري لحركة المقاومة الإسلامية حماس عام 2000م .
الاعتقال
في مساء 17/12/2002م ذهب محمد إلى مدينة غزة لزيارة احد أقاربه وعند عودته إلى منزله وعلى مفترق الذل حاجز أبو هولي أوقف جنود الاحتلال المواطنين في غرف التفتيش لعلمه بوجود مطلوبين في السيارات فصاحت إحدى النساء مناشدة كل مطلوب بالهروب
من المكان لعلمها أن الجنود المحتلين سيقومون بأسرهم فهرب من هرب وبقى من بقى وفى هذه الإثناء كان الجنود الصهاينة يطلقون النار على المواطنين بكثافة فأسروا الشباب وكان من بينهم محمد فاتصل محمد على البيت فرد أنور شقيقه عليه وطالب من أنور رقم الهوية وإثناء ما قام أنور بالبحث على الهوية فصل خط التليفون مع محمد . وعندما أغلق الهاتف بكى أنور بكاء شديدا ولم يقم بإبلاغ أحدا من عائلته إلى بعد يوم من الاعتقال نظرا لشدة الحدث . وبعده يومين اتصل محمد بالبيت فكلم أمه " أم مازن" وابلغها عن اعتقاله فأذرفت الأم الدموع واحتسب بطلها أسيرا وأجره وأجراها عند الله وبقيت كلمات محمد تهمس في أذن أمه سأعود بإذن الله .
ووصف الأسير محمد شبير حال الأسرى الذين أصابهم المرض أنها حرجة وتحتاج لوقفة إنسانية جادة من اجل الإفراج عنهم وحالتهم لا تسمح بذلك .
مواقف تثمن أثناء التحقيق
أثناء التحقيق مع الأسير محمد رفض البت في اى شئ فعله وكان محمد تلقى دروسا أمنية قبل الاعتقال فساعده في عدم الإفصاح عن شئ وهناك موقفا طريفا لمحمد أن العائلة انتقت له محامى ليتابع قضيته وتفاجأ المحامى فيما بعد أن محمد يرفض مقابلته خشية أن يكون عصفورا فقال له المحامى : "صالح الغلبان" جئت للدفاع عنك من قبل عائلتك ، ولكنه أصر على التحفظ بمعلوماته إلا بعد تدخل من احد إخوانه حيث كان بصحبته ، وعندما نقل محمد لغرفة الاعتقال عرف على الفور أنها تسمى غرفة العار " العصافير" فالتزم الصمت حتى قضى بالحكم خمس سنوات في سجن الاحتلال واعتبر محمد المعتقل مدرسة يتربى فيها الإنسان رغم عدم تمنيه البقاء فيه لأنك لا ترى الإنسانية والرحمة فيه ، فكل الذين يشرفون على السجون هم هدام للحضارة والإنسانية وقطاع الحرية وسلاب الأرض والعرض فلا يرحمون بشرا ولا شجرا.
لا تنسوا اعزائنا الأعضاء تسجيل تهانيكم لذوي الأسير المحرر هنا
تعليق