سكان القمم
إذا نظرنا في هذه الأرض.. فسنرى فيها القمم الشامخة.. والفيافي الواسعة 00والوديان السحيقة ..ونرى أيضا النسور التي تحلق في السماء ..وتعانق الغيوم ..وتزاحم النجوم 00فى المقابل نرى من يزحف في بطون الأودية , أو يدفن رأسه في التراب كالنعام 00واذا نظرت في الحياة.. فسترى قيما عالية.. وأخلاقا رفيعة00 وفى المقابل.. ترى سفا سف دنيئة.. وقيما وضيعة ..والناس كالطيور.. منهم من يحلق هنا وهناك.. ومنهم من يلتصق بهذه أو تلك.
من هم سكان القمم ..؟..هل هم بشر كسائر البشر...؟.. أم هم أناس يعيشون على كوكب آخر.. ومن جنس غير جنس البشر ..؟
إن سكان القمم معاشر الأحبة.. أناس مثلنا ..قريبون منا ..يعيشون على هذه الأرض بأجسامهم.. لكن هممهم وعزائمهم تحلق في السماء..سكان القمم لا يرضون لأنفسهم من كل شيء إلا أحسنه ..ومن كل أمر إلا أتمه و أجمله ..وقد قيل قديما :قدر الرجل على قدر همته..فمن كان عالي الهمة ..كان عالي القدر..فبادر يا أخي الحبيب ولا يقعد بك العجز عن المكرمات.. وتأمل سير السابقين.. فإنها للهدى منارات.. حاول أن تكون من سكان القمم.. وابذل في تحصيله كل غال ورخيص.. ولا تدخر في ذلك أي نفيس..
لكل مجد مكافأة تليق بمقامه..فمن جد في العلم كوفىء باحتياج الناس إليه ..ومن جد في بذل المعروف كوفىء بثناء الناس عليه ..ومن كان همه ما يأكله كان قيمته ما يخرجه ..أين طلاب المعالي ؟..أين أصحاب الهمم العوالى ؟..أين من يحب الله صنيعهم ويبارك مسيرهم ؟ ..لا يسأل الكثير إلا من كان عقله يفكر بالكثير..ولا يطلب العظيم إلا من كانت نفسه تسمو لكل عظيم ..
إذا غامرت في شرف مروم *** فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقير *** كطعم الموت في أمر عظيم
سكان القمم أبعد ما يكونون عن زخارف هذه الدنيا وبهرجها ..الهم الأكبر لسكان القمم هم الآخرة ..أما الدنيا فقد استصغروا متاعها ..واحتقروا نتائجها ..وترفعوا عن الاستباق فيها ..فتحرروا من قيودها وهمومها ..يقول الحسن رحمه الله : ( من نافسك في دينك فنافسه ..ومن نافسك في دنياك فالقها في نحره )...روى الترمذي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من كانت الآخرة همه ..جعل الله غناه في قلبه .. وجمع له شمله.. وأتته الدنيا وهى راغمة ..ومن كانت الدنيا همه.. جعل الله فقره بين عينيه ..وفرق عليه شمله.. ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له )
همة ربيعة.
..كان الأعرابي يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله حفنة من شعير قائلا يا محمد أعطني من مال الله فانه ليس مالك ولا مال أبيك ..هذه همة.. بينما همة ربيعة بن كعب.. همة فوق الشمس ( عن ربيعة رضي اله عنه قال : كنت أبيت مع رسول الله.. فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي سل.. فقلت أسالك مرافقتك في الجنة.. قال أوغير ذلك .. قلت هو ذاك ..قال فأعنى على نفسك بكثرة السجود ) رواه مسلم
حدث عن القوم فالألفاظ ساجدة *** خلف المحاريب والأوزان تبتهل
أين كانت تحلق همة ربيعة ؟ ..كانت تحلق في سماء رفيعة ..وقمم شاهقة ..وكما قال الإمام ابن القيم رحمه الله ( فلله در الهمم .. ما أعجب شأنها.. وأشد تفاوتها.. فهمة متعلقة بالعرش.. وهمة هائمة حول الأنتان والحش )
أظنك يا أخي الحبيب تريد بعد هذا أن تكون من سكان القمم .. إن الارتقاء بالنفس أمر مطلوب , ويتأكد هذا عند عقلاء الناس ودعاتهم ومصلحيهم .. و أظنك منهم .
وأخيراً : أسأل الله عز وجل أن نكون جميعاً من سكان القمم .
إذا نظرنا في هذه الأرض.. فسنرى فيها القمم الشامخة.. والفيافي الواسعة 00والوديان السحيقة ..ونرى أيضا النسور التي تحلق في السماء ..وتعانق الغيوم ..وتزاحم النجوم 00فى المقابل نرى من يزحف في بطون الأودية , أو يدفن رأسه في التراب كالنعام 00واذا نظرت في الحياة.. فسترى قيما عالية.. وأخلاقا رفيعة00 وفى المقابل.. ترى سفا سف دنيئة.. وقيما وضيعة ..والناس كالطيور.. منهم من يحلق هنا وهناك.. ومنهم من يلتصق بهذه أو تلك.
من هم سكان القمم ..؟..هل هم بشر كسائر البشر...؟.. أم هم أناس يعيشون على كوكب آخر.. ومن جنس غير جنس البشر ..؟
إن سكان القمم معاشر الأحبة.. أناس مثلنا ..قريبون منا ..يعيشون على هذه الأرض بأجسامهم.. لكن هممهم وعزائمهم تحلق في السماء..سكان القمم لا يرضون لأنفسهم من كل شيء إلا أحسنه ..ومن كل أمر إلا أتمه و أجمله ..وقد قيل قديما :قدر الرجل على قدر همته..فمن كان عالي الهمة ..كان عالي القدر..فبادر يا أخي الحبيب ولا يقعد بك العجز عن المكرمات.. وتأمل سير السابقين.. فإنها للهدى منارات.. حاول أن تكون من سكان القمم.. وابذل في تحصيله كل غال ورخيص.. ولا تدخر في ذلك أي نفيس..
لكل مجد مكافأة تليق بمقامه..فمن جد في العلم كوفىء باحتياج الناس إليه ..ومن جد في بذل المعروف كوفىء بثناء الناس عليه ..ومن كان همه ما يأكله كان قيمته ما يخرجه ..أين طلاب المعالي ؟..أين أصحاب الهمم العوالى ؟..أين من يحب الله صنيعهم ويبارك مسيرهم ؟ ..لا يسأل الكثير إلا من كان عقله يفكر بالكثير..ولا يطلب العظيم إلا من كانت نفسه تسمو لكل عظيم ..
إذا غامرت في شرف مروم *** فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقير *** كطعم الموت في أمر عظيم
سكان القمم أبعد ما يكونون عن زخارف هذه الدنيا وبهرجها ..الهم الأكبر لسكان القمم هم الآخرة ..أما الدنيا فقد استصغروا متاعها ..واحتقروا نتائجها ..وترفعوا عن الاستباق فيها ..فتحرروا من قيودها وهمومها ..يقول الحسن رحمه الله : ( من نافسك في دينك فنافسه ..ومن نافسك في دنياك فالقها في نحره )...روى الترمذي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من كانت الآخرة همه ..جعل الله غناه في قلبه .. وجمع له شمله.. وأتته الدنيا وهى راغمة ..ومن كانت الدنيا همه.. جعل الله فقره بين عينيه ..وفرق عليه شمله.. ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له )
همة ربيعة.
..كان الأعرابي يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله حفنة من شعير قائلا يا محمد أعطني من مال الله فانه ليس مالك ولا مال أبيك ..هذه همة.. بينما همة ربيعة بن كعب.. همة فوق الشمس ( عن ربيعة رضي اله عنه قال : كنت أبيت مع رسول الله.. فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي سل.. فقلت أسالك مرافقتك في الجنة.. قال أوغير ذلك .. قلت هو ذاك ..قال فأعنى على نفسك بكثرة السجود ) رواه مسلم
حدث عن القوم فالألفاظ ساجدة *** خلف المحاريب والأوزان تبتهل
أين كانت تحلق همة ربيعة ؟ ..كانت تحلق في سماء رفيعة ..وقمم شاهقة ..وكما قال الإمام ابن القيم رحمه الله ( فلله در الهمم .. ما أعجب شأنها.. وأشد تفاوتها.. فهمة متعلقة بالعرش.. وهمة هائمة حول الأنتان والحش )
أظنك يا أخي الحبيب تريد بعد هذا أن تكون من سكان القمم .. إن الارتقاء بالنفس أمر مطلوب , ويتأكد هذا عند عقلاء الناس ودعاتهم ومصلحيهم .. و أظنك منهم .
وأخيراً : أسأل الله عز وجل أن نكون جميعاً من سكان القمم .
تعليق