بسم الله الرحمن الرحيم
يا طواغيت الأرض ....جهادنا ماض في سبيل الرب
أبو يونس العباسي
في ظل هذه الأوضاع المحزنة التي تمر بها أمتنا الإسلامية,تخرج علينا خارجة من ذيول ولي الفجر وأذنابه على وسائل الإعلام, يهرفون بما لا يعرفون ويهذون بما لايدرون, بأن السلام هو خيارهم الاستراتيجي ,بل هو خيارهم الوحيد.
ونحن هنا نرد عليهم قائلين: إن خيارنا هو السلام عندما يتلاءم هذا السلام مع المنهج الذي جاء به محمد , ويكون خيارنا الجهاد عندما عندما يوجهنا المنهج الرباني إلى الجهاد , فنحن عبيد الله تعالى نتوجه حيث يوجهنا الدليل الشرعي من كتاب ربنا ومن سنة نبينا بفهم سلفنا الصالح رضي الله عنهم,وحول الجهاد وفضله وديمومته سوف يدور مقالي هذا إن شاء الله تعالى
ما هو المقصود بالجهاد؟
والجهاد هو بذل الجهد والطاقة للقتال في سبيل الله عز وجل
جهادنا في سبيل الله وحده
وانظر يا رحمك الله إلى التعريف جيدا , لتدرك أن الجهاد لايكون جهادا إلا إذا كان في سبيل الله الحي الذي لايموت,فإذا كان المقصد من الجهاد مقصدا غير شرعي بأن يبتغى بالجهاد مقصدا دنيويا فهذا هو القتال في سبيل الطاغوت , مصداقا لقوله تعالى " الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا "(النساء 76) ونوهنا إلى هذه النقطة لأن كثيرا من أبناء الأمة يقاتلون في سبيل الله وغيره , فمنهم من يقاتل في سبيل الله والوطن , والعلم , والحزب , والأرض , وغير ذلك من الطواغيت التي تعبد من دون الله سبحانه وتعالى , ولذلك فإنك ترى النبي محمدا صلى الله عليه وسلم يوضح النية والمقصد الذي لابد أن يتوافر عند المسلم المقاتل , وذلك في الحديث الذي أخرجه ابن ماجه وصححه الألباني عن أبي موسى الأشعري" قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله"
ما هو الحكم الشرعي للجهاد في سبيل الله؟
لا شك أيها الإخوة أن الإجابة بدهية على هذا السؤال , فمعلوم أن الجهاد فرض وواجب ويدل على ذلك قوله تعالى " كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " ( البقرة162) وفي ذات السورة يقول تعالى "كتب عليكم الصيام"(البقرة183) لنعلم من ذلك أن فرضية الصيام كفرضية الجهاد , فكلاهما قد كتبه الله تعالى علينا. وهذا جمع لطيف ينفعك في مواجهة القاديانيين الجدد
المتقاعسين عن الجهاد في سبيل الله بحجج وأوهام واهية ما أنزل الله بها من سلطان.
هل من الممكن أن تتعطل فريضة الجهاد في وقت من الأوقات؟
زعم بعض من لا خلاق له أنه لا جهاد في هذا العصر , وإذا سألته لماذا؟ قال لك بأنه لا جهاد إلا بإمام , وقد يجيبك بعدم توافر شروط الجهاد , أو أن الوقت والزمن قد تغير , ففي زمن الصحابة كنا بحاجة للسيف لننشر الدين وندافع عن حقوقنا , أما الآن فنستطيع نيل حقوقنا بالطرق الدبلوماسية , واللجوء إلى المنظمات الدولية (الكافرة) زعموا أنهم بذلك ليسوا بحاجة للجهاد , فنقول لهؤلاء هداكم الله , فإنكم بذلك تكونون قد رددتم قول نبيكم الذي يفيد ببقاء الجهاد واستمراره وذلك كما في الحديث الذي أخرجه النسائي وصححه الألباني عن سلمة بن نفيل الكندي قال:
كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل يا رسول الله أذال الناس الخيل ووضعوا السلاح وقالوا لا جهاد قد وضعت الحرب أوزارها فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه وقال كذبوا الآن الآن جاء القتال ولا يزال من أمتي أمة يقاتلون على الحق ويزيغ الله لهم قلوب أقوام ويرزقهم منهم حتى تقوم الساعة وحتى يأتي وعد الله والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وهو يوحي إلي أني مقبوض غير ملبث وأنتم تتبعوني أفنادا يضرب بعضكم رقاب بعض وعقر دار المؤمنين الشام.
وهذا حديث نافع يزيل الرسول به الشبه التي يلقيها على مسامعنا مشائخ السلطان وذيول العلمانيين وأذنابهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
التجربة أكبر برهان
ثم إننا نقول بأن الأمة على مر عقود سبقت وهي تسام بأشد أنواع العذاب مع مناداتها للمنظمات الدولية , فلم نر هذه المنظمات حمتها , أو دافعت عنها , بل رأيناها تقوي الظالم على المظلوم وذلك بقولها مثلا في حق أهل فلسطين: (إسرائيل)لها حق الدفاع عن نفسها يوم قتل آل غالية على شاطئ غزة وفي غيرها من الجرائم.
فاعقلي يا أمتي , وانتبهي من غفلتك , فإن السعيد من وعظ بغيره واستفاد من تجاربه ولم يهمل تاريخه والمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين.
هل الجهاد في سبيل الله خاص بأمة محمد؟
ومن الأدلاة الدامغة على أبدية الجهاد وتجذره في حل قضايا الصراع بين الحق والباطل أن الجهاد هو فريضة الله على كل مسلم من لدن آدم إلا أن يرث الله الأرض ومن عليها , وحول هذا المعنى يقول تعالى" إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "(التوبة111)
وقوله تعالى :" وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ "(آل عمران146)
وفي هذا المضمار لابد أن نعلم أن الإسلام شجرة لا تسقى بالماء وإنما تسقى بالدماء والتضحيات والبذل والعطاء ورحم الله سيد قطب إذ يقول: إن كلماتنا تبقى أعراسا من الشموع لا حراك فيها جامدة حتى إذا متنا من أجلها انتفضت حية وعاشت بين الأحياء.
قوام هذا الدين بكتاب يهدي وسيف ينصر
لقد من الله علينا بأعظم نعمة على الإطلاق ألا وهي نعمة الإسلام فالحمد كل الحمد لله عليها,وهذه النعمة لا يمكن أن تدوم لنا من غير قوة تحميها وتدافع عنها وتذود عنها لذلك لم ينزل الله الكتاب والميزان فحسب بل أنزل الحديد كذلك ليكون الحديد حاميا للدين وحصنا حصينا له وفي ذلك يقول مولانا : " لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ "(الحديد25)
لولا قوة الحق لفسدت الأرض ,لولا قوة الحق لبادت الأديان واندرست وحول هذه المعاني يقول الله تعالى:" وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ" ويقول جل جلاله: " الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ "
مع أن النفوس تكرهه إلا أن كل الخير فيه
هو الجهاد تكرهه النفس, ويشق عليها فعله ولكن الخير كل الخير في التوحيد وفيه , وكم تكره النفس أشياء ويكون الدواء الناجع الناجح في هذه الأشياء , وهذا هو حال الجهاد في سبيل الله الذي قال الله عنه:" كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ "
فالجهاد فيه حماية البيضة , والتقليل من إزهاق الأرواح, وحماية المقدسات , وحفظ الأعراض , وصون العقيدة , فيه الكرامة , فيه العزة , فيه الشرف , فيه كل ما يحبه الإنسان فهو يشترك في قول الشاعر عن الصبر:
والصبر مثل اسمه مر مذاقته ولكن عواقبه أحلى من العسل
هذه هي العلاقة بين الجهاد والشرك
إن الجهاد إنما شرع أصالة لمحاربة الظلم والقضاء عليه,لأننا إذا تحدثنا عن الظلم فالظلم نابع من الشرك, وإذا تحدثنا عن الشرور التي تملأ الأرض فهي نابعة من الشرك , وفي نفس الوقت إذا تحدثنا عن العدل والخير فمنبعه توحيد الله سبحانه وتعالى , لذلك فالجهاد ما شرع إلا للقضاء على الشرك وترسيخ دعوة التوحيد في قلوب الناس وفي ذلك يقول تعالى:" وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " (الأنفال39) والأرض اليوم تعج بأنواع الشرك المختلفة ,وعلى رأسها الشرك في نوحيد الألوهية وأخص منه توحيد الله في حاكميته , فقد نحى طواغيت الأرض الشريعة الغراء واستبدلوها بالدساتير البشرية المقيتة , استبدلوا أحكام الله العظيم بأحكام قاصرة من بنات عقولهم فضلوا وأضلوا والله يقول " مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ "وقال أيضا :" وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا" (الكهف26)
من أجل هذا نقاتل اليهود والنصارى
من البدهيات عند رجل العقيدة أننا لا نقاتل اليهود والنصارى ومن لف لفيفهم إلا لأنهم خرجوا عن طاعة الله تبارك وتعالى, وأشركوا به , وهدموا في نفوسهم وفي مجتمعاتهم أصول الإيمان وأركانه فقتالنا لهم قتال عقيدة ومنهج , ولا مانع من أن يضاف إلى ذلك أننا نقاتلهم لأنهم سلبوا الأرض وانتهكوا العرض ودنسوا المقدسات فقتالهم إذن واجب شرعي كما قال الله تعالى:" قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ "(التوبة29)
هذه هي مكانة الجهاد عند الله
إن للجهاد عند الله تعالى منزلة كبيرة ومكانة سامقة , فلا يستوي المجاهدون مع القاعدين فضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما وهذا جلي في قوله تعالى :" لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا "ولا غرابة فالجهاد هو ذروة سنام الإسلام كما جاء عن الصادق المصدوق في الحديث الذي أخرجه الترمذي وصححه الألباني من حديث معاذ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه قلت بلى يا رسول الله قال رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد
فعجبا ثم عجبا لمن عرف مكانة الجهاد كيف يتركه , أم كيف يستبدله بغيره وإنا لله وإنا إليه راجعون
الجهاد والحياة الحقيقية
إن من المسلمات أن نقول بأن المسلمين لن ينعموا بحياة حقيقية إلا في ظل خلافة راشدة تحكم بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة , وإلا باستئناف المسيرة الجهادية التى التزم بها سلفنا الصالح حياتهم.
إن التزام سلفنا الصالح بالمسيرة الجهادية إنما كان ليعم الهدى والنور وليظهر الدين الحق على الدين كله ولو كره الكافرون ولو كره المشركون.
وبهذا.... أعني بالجهاد تكون الحياة الحقيقية كما قال الله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ "(الأنفال24)
قال ابن الزبير وابن قتيبة وإسحاق في معنى قوله تعالى "إذا دعاكم لما يحييكم "هو الجهاد في سبيل الله"
فبمقتل قليل من المؤمنين يهابنا أعداؤنا ويحسبون لنا ألف حساب , وبذلك تحفظ الأعراض والمقدسات ويأمن الناس من أعداء الله , ويتحقق بذلك الأمن والأمان للمسلمين على الصعيد الداخلي الذي يكون بتحكيم الشريعة ةعلى الصعيد الخارجي الذي يكون بالجهاد في سبيل الله تعالى.
أخي رجل العقيدة ها هو الطريق إلى الجنة
إن الجهاد في سبيل الله هو من أعظم العبادات التي توصل صاحبها إلى جنة الفردوس الأعلى ,والجهاد هو عبادة يفتح الله بسببه أبواب الجنة الثمانية لمن كان من أهله والدليل على ذلك قوله عليه أفضل الصلاة والسلام كما عند الترمذي وصححه الألباني من حديث أبي موسى الأشعري:إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف.
والمجاهد في سبيل الله لايموت بل هو ينتقل من حياة إل حياة أعظم منها بما لايحصى كثرة من المرات مصداقا لقوله تعالى:" وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ "(آل عمران169)
الجهاد دواء فعال لمن أصابه الهم والغم
لأن الجهاد طاعة من أعظم الطاعات ,فإن الهم والغم لا صبر لهما على المكوث في قلب امرئ مجاهد في سبيل الله,ومن هنا كان الجهاد وصفة علاجية ناجحة للاستشفاء من الهم والغم وهذا الأمر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وضحه لنا بقوله كما عند الحاكم بسند صحيح من حديث أبي أمامة:عليكم بالجهاد في سبيل الله فإنه باب من أبواب الجنة يذهب الله به الهم والغم.
هكذا ننظر للموت في سبيل الله
لطالما هتفنا قائلينا ,إن أسمى أمانينا أن نموت في سبيل الله عز وجل, فهذه الميتة هي أشرف الميتات,وهي خير من الدنيا وما فيها, وهنا يلح على خاطري مقولة جميلة اخالد بن الوليد قالها وهو على فراش الموت ,وهذه المقولة هي :"ما في جسمي شبر إلا وفيه طعنة برمح أو ضربة بسيف وها أنا أموت على فراشي كما يموت البعير ألا فلا نامت أعين الجبناء.
ولقد كان الموت عند رسولنا خير من الدنيا وما فيه والدليل على ذلك ما أخرجه النسائي وحسنه الألباني
عن بن أبي عميرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما من الناس من نفس مسلمة يقبضها ربها تحب أن ترجع إليكم وأن لها الدنيا وما فيها غير الشهيد قال بن أبي عميرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأن أقتل في سبيل الله أحب إلي من أن يكون لي أهل الوبر والمدر
وإذا كانت لنا موتة واحدة فلتكن في سبيل الله عز وجل وما أجمل ما قاله الشاعر:
إذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقير كطعم الموت في أمر عظيم
لماذا أصابنا الذل والعار والشنار؟...هذا هو السبب:
إن سبب الذل والعار والصغار الذي ألم بأمتنا هو بسبب بعدها عن دين الله وأخص الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى , ولا أقول هذا الكلام من عند نفسي بل إن الأدلة الشرعية أثبتت ذلك وأكددته كما في الحديث الذي أخرجه أحمد وصححه الألباني عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله تعالى وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم .
وقوله صلى الله عليه وسلم أيضا كما عند أبي داوود وصححه الألباني عن عبد الله بن عمر :
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم قال أبو داود الإخبار لجعفر وهذا لفظه
والعينة هي نوع من أنواع المعاملات الربوية المحرمة
وأما المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم "وأخذتم أذناب البقر فهو كناية عن تقديم حب المال على حب الله ودينه, والمقصود بقوله صلى الله عليه وسلم "ورضيتم بالزرع" كناية عن الركون إلى الدنيا وشهواتها.
فكان هذا كله والذي من ضمنه ترك الجهاد هو سبب ذلنا الذي لن يزول إلا بالرجوع إلى المنهج الذي تركه لنا محمد صلى الله عليه وسلم.
بهذا يبرهن رجل العقيدة على صدق إيمانه بالله واليوم الآخر
إن المسلم الذي يؤمن حقيقة بالله واليوم الآخر , فإن إيمانه يدفعه دفعا إلى الجهاد في سبيل الله عز وجل,دفعا لا يستطيع رده,ولا يقدر على أزه عن نفسه,بعكس إنسان مدع كاذب ,يقول بلسانه بأنه يؤمن بالله واليوم الآخر ,ونكوصه وتقاعسه عن الجهاد يكذبه , وفي ذلك يقول الله تعالى:" لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (التوية 44,45)
وسوف يغني الله بقوته ومعيته المجاهدين عمن خذلهم وتخاذل عن نصرتهم مصداقا لقوله تعالى:" بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ "(الأنبياء18(
هم وليس غيرهم الأفضل عند الله
هم المجاهدون وليس غيرهم الأفضل عند الله تعالى , وعلى رأسهم أنبياء الله ورسله , حتى إن المجاهدين أكرم منزلة وأعلى مكانة عند الله من الملائكة والدليل على ذلك ما ذكره الأصفهاني في الترغيب والترهيب وصححه الألباني (
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول أول ثلاثة يدخلون الجنة الفقراء المهاجرون الذين تتقى بهم المكاره إذا أمروا سمعوا وأطاعوا وإن كانت لرجل منهم حاجة إلى السلطان لم تقض له حتى يموت وهي في صدره وإن الله عز وجل ليدعو يوم القيامة الجنة فتأتي بزخرفها وزينتها فيقول أين عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وقتلوا وأوذوا وجاهدوا في سبيلي ادخلوا الجنة فيدخلونها بغير حساب وتأتي الملائكة فيسجدون فيقولون ربنا نحن نسبح بحمدك الليل والنهار ونقدس لك من هؤلاء الذين آثرتهم علينا فيقول الرب عز وجل هؤلاء عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وأوذوا في سبيلي فتدخل عليهم الملائكة من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار
وأخيرا نقول لطواغيت الأرض جهادنا ماض في سبيل الرب جل جلاله وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو يونس العباسي
يا طواغيت الأرض ....جهادنا ماض في سبيل الرب
أبو يونس العباسي
في ظل هذه الأوضاع المحزنة التي تمر بها أمتنا الإسلامية,تخرج علينا خارجة من ذيول ولي الفجر وأذنابه على وسائل الإعلام, يهرفون بما لا يعرفون ويهذون بما لايدرون, بأن السلام هو خيارهم الاستراتيجي ,بل هو خيارهم الوحيد.
ونحن هنا نرد عليهم قائلين: إن خيارنا هو السلام عندما يتلاءم هذا السلام مع المنهج الذي جاء به محمد , ويكون خيارنا الجهاد عندما عندما يوجهنا المنهج الرباني إلى الجهاد , فنحن عبيد الله تعالى نتوجه حيث يوجهنا الدليل الشرعي من كتاب ربنا ومن سنة نبينا بفهم سلفنا الصالح رضي الله عنهم,وحول الجهاد وفضله وديمومته سوف يدور مقالي هذا إن شاء الله تعالى
ما هو المقصود بالجهاد؟
والجهاد هو بذل الجهد والطاقة للقتال في سبيل الله عز وجل
جهادنا في سبيل الله وحده
وانظر يا رحمك الله إلى التعريف جيدا , لتدرك أن الجهاد لايكون جهادا إلا إذا كان في سبيل الله الحي الذي لايموت,فإذا كان المقصد من الجهاد مقصدا غير شرعي بأن يبتغى بالجهاد مقصدا دنيويا فهذا هو القتال في سبيل الطاغوت , مصداقا لقوله تعالى " الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا "(النساء 76) ونوهنا إلى هذه النقطة لأن كثيرا من أبناء الأمة يقاتلون في سبيل الله وغيره , فمنهم من يقاتل في سبيل الله والوطن , والعلم , والحزب , والأرض , وغير ذلك من الطواغيت التي تعبد من دون الله سبحانه وتعالى , ولذلك فإنك ترى النبي محمدا صلى الله عليه وسلم يوضح النية والمقصد الذي لابد أن يتوافر عند المسلم المقاتل , وذلك في الحديث الذي أخرجه ابن ماجه وصححه الألباني عن أبي موسى الأشعري" قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله"
ما هو الحكم الشرعي للجهاد في سبيل الله؟
لا شك أيها الإخوة أن الإجابة بدهية على هذا السؤال , فمعلوم أن الجهاد فرض وواجب ويدل على ذلك قوله تعالى " كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " ( البقرة162) وفي ذات السورة يقول تعالى "كتب عليكم الصيام"(البقرة183) لنعلم من ذلك أن فرضية الصيام كفرضية الجهاد , فكلاهما قد كتبه الله تعالى علينا. وهذا جمع لطيف ينفعك في مواجهة القاديانيين الجدد
المتقاعسين عن الجهاد في سبيل الله بحجج وأوهام واهية ما أنزل الله بها من سلطان.
هل من الممكن أن تتعطل فريضة الجهاد في وقت من الأوقات؟
زعم بعض من لا خلاق له أنه لا جهاد في هذا العصر , وإذا سألته لماذا؟ قال لك بأنه لا جهاد إلا بإمام , وقد يجيبك بعدم توافر شروط الجهاد , أو أن الوقت والزمن قد تغير , ففي زمن الصحابة كنا بحاجة للسيف لننشر الدين وندافع عن حقوقنا , أما الآن فنستطيع نيل حقوقنا بالطرق الدبلوماسية , واللجوء إلى المنظمات الدولية (الكافرة) زعموا أنهم بذلك ليسوا بحاجة للجهاد , فنقول لهؤلاء هداكم الله , فإنكم بذلك تكونون قد رددتم قول نبيكم الذي يفيد ببقاء الجهاد واستمراره وذلك كما في الحديث الذي أخرجه النسائي وصححه الألباني عن سلمة بن نفيل الكندي قال:
كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل يا رسول الله أذال الناس الخيل ووضعوا السلاح وقالوا لا جهاد قد وضعت الحرب أوزارها فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه وقال كذبوا الآن الآن جاء القتال ولا يزال من أمتي أمة يقاتلون على الحق ويزيغ الله لهم قلوب أقوام ويرزقهم منهم حتى تقوم الساعة وحتى يأتي وعد الله والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وهو يوحي إلي أني مقبوض غير ملبث وأنتم تتبعوني أفنادا يضرب بعضكم رقاب بعض وعقر دار المؤمنين الشام.
وهذا حديث نافع يزيل الرسول به الشبه التي يلقيها على مسامعنا مشائخ السلطان وذيول العلمانيين وأذنابهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
التجربة أكبر برهان
ثم إننا نقول بأن الأمة على مر عقود سبقت وهي تسام بأشد أنواع العذاب مع مناداتها للمنظمات الدولية , فلم نر هذه المنظمات حمتها , أو دافعت عنها , بل رأيناها تقوي الظالم على المظلوم وذلك بقولها مثلا في حق أهل فلسطين: (إسرائيل)لها حق الدفاع عن نفسها يوم قتل آل غالية على شاطئ غزة وفي غيرها من الجرائم.
فاعقلي يا أمتي , وانتبهي من غفلتك , فإن السعيد من وعظ بغيره واستفاد من تجاربه ولم يهمل تاريخه والمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين.
هل الجهاد في سبيل الله خاص بأمة محمد؟
ومن الأدلاة الدامغة على أبدية الجهاد وتجذره في حل قضايا الصراع بين الحق والباطل أن الجهاد هو فريضة الله على كل مسلم من لدن آدم إلا أن يرث الله الأرض ومن عليها , وحول هذا المعنى يقول تعالى" إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "(التوبة111)
وقوله تعالى :" وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ "(آل عمران146)
وفي هذا المضمار لابد أن نعلم أن الإسلام شجرة لا تسقى بالماء وإنما تسقى بالدماء والتضحيات والبذل والعطاء ورحم الله سيد قطب إذ يقول: إن كلماتنا تبقى أعراسا من الشموع لا حراك فيها جامدة حتى إذا متنا من أجلها انتفضت حية وعاشت بين الأحياء.
قوام هذا الدين بكتاب يهدي وسيف ينصر
لقد من الله علينا بأعظم نعمة على الإطلاق ألا وهي نعمة الإسلام فالحمد كل الحمد لله عليها,وهذه النعمة لا يمكن أن تدوم لنا من غير قوة تحميها وتدافع عنها وتذود عنها لذلك لم ينزل الله الكتاب والميزان فحسب بل أنزل الحديد كذلك ليكون الحديد حاميا للدين وحصنا حصينا له وفي ذلك يقول مولانا : " لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ "(الحديد25)
لولا قوة الحق لفسدت الأرض ,لولا قوة الحق لبادت الأديان واندرست وحول هذه المعاني يقول الله تعالى:" وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ" ويقول جل جلاله: " الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ "
مع أن النفوس تكرهه إلا أن كل الخير فيه
هو الجهاد تكرهه النفس, ويشق عليها فعله ولكن الخير كل الخير في التوحيد وفيه , وكم تكره النفس أشياء ويكون الدواء الناجع الناجح في هذه الأشياء , وهذا هو حال الجهاد في سبيل الله الذي قال الله عنه:" كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ "
فالجهاد فيه حماية البيضة , والتقليل من إزهاق الأرواح, وحماية المقدسات , وحفظ الأعراض , وصون العقيدة , فيه الكرامة , فيه العزة , فيه الشرف , فيه كل ما يحبه الإنسان فهو يشترك في قول الشاعر عن الصبر:
والصبر مثل اسمه مر مذاقته ولكن عواقبه أحلى من العسل
هذه هي العلاقة بين الجهاد والشرك
إن الجهاد إنما شرع أصالة لمحاربة الظلم والقضاء عليه,لأننا إذا تحدثنا عن الظلم فالظلم نابع من الشرك, وإذا تحدثنا عن الشرور التي تملأ الأرض فهي نابعة من الشرك , وفي نفس الوقت إذا تحدثنا عن العدل والخير فمنبعه توحيد الله سبحانه وتعالى , لذلك فالجهاد ما شرع إلا للقضاء على الشرك وترسيخ دعوة التوحيد في قلوب الناس وفي ذلك يقول تعالى:" وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " (الأنفال39) والأرض اليوم تعج بأنواع الشرك المختلفة ,وعلى رأسها الشرك في نوحيد الألوهية وأخص منه توحيد الله في حاكميته , فقد نحى طواغيت الأرض الشريعة الغراء واستبدلوها بالدساتير البشرية المقيتة , استبدلوا أحكام الله العظيم بأحكام قاصرة من بنات عقولهم فضلوا وأضلوا والله يقول " مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ "وقال أيضا :" وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا" (الكهف26)
من أجل هذا نقاتل اليهود والنصارى
من البدهيات عند رجل العقيدة أننا لا نقاتل اليهود والنصارى ومن لف لفيفهم إلا لأنهم خرجوا عن طاعة الله تبارك وتعالى, وأشركوا به , وهدموا في نفوسهم وفي مجتمعاتهم أصول الإيمان وأركانه فقتالنا لهم قتال عقيدة ومنهج , ولا مانع من أن يضاف إلى ذلك أننا نقاتلهم لأنهم سلبوا الأرض وانتهكوا العرض ودنسوا المقدسات فقتالهم إذن واجب شرعي كما قال الله تعالى:" قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ "(التوبة29)
هذه هي مكانة الجهاد عند الله
إن للجهاد عند الله تعالى منزلة كبيرة ومكانة سامقة , فلا يستوي المجاهدون مع القاعدين فضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما وهذا جلي في قوله تعالى :" لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا "ولا غرابة فالجهاد هو ذروة سنام الإسلام كما جاء عن الصادق المصدوق في الحديث الذي أخرجه الترمذي وصححه الألباني من حديث معاذ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه قلت بلى يا رسول الله قال رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد
فعجبا ثم عجبا لمن عرف مكانة الجهاد كيف يتركه , أم كيف يستبدله بغيره وإنا لله وإنا إليه راجعون
الجهاد والحياة الحقيقية
إن من المسلمات أن نقول بأن المسلمين لن ينعموا بحياة حقيقية إلا في ظل خلافة راشدة تحكم بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة , وإلا باستئناف المسيرة الجهادية التى التزم بها سلفنا الصالح حياتهم.
إن التزام سلفنا الصالح بالمسيرة الجهادية إنما كان ليعم الهدى والنور وليظهر الدين الحق على الدين كله ولو كره الكافرون ولو كره المشركون.
وبهذا.... أعني بالجهاد تكون الحياة الحقيقية كما قال الله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ "(الأنفال24)
قال ابن الزبير وابن قتيبة وإسحاق في معنى قوله تعالى "إذا دعاكم لما يحييكم "هو الجهاد في سبيل الله"
فبمقتل قليل من المؤمنين يهابنا أعداؤنا ويحسبون لنا ألف حساب , وبذلك تحفظ الأعراض والمقدسات ويأمن الناس من أعداء الله , ويتحقق بذلك الأمن والأمان للمسلمين على الصعيد الداخلي الذي يكون بتحكيم الشريعة ةعلى الصعيد الخارجي الذي يكون بالجهاد في سبيل الله تعالى.
أخي رجل العقيدة ها هو الطريق إلى الجنة
إن الجهاد في سبيل الله هو من أعظم العبادات التي توصل صاحبها إلى جنة الفردوس الأعلى ,والجهاد هو عبادة يفتح الله بسببه أبواب الجنة الثمانية لمن كان من أهله والدليل على ذلك قوله عليه أفضل الصلاة والسلام كما عند الترمذي وصححه الألباني من حديث أبي موسى الأشعري:إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف.
والمجاهد في سبيل الله لايموت بل هو ينتقل من حياة إل حياة أعظم منها بما لايحصى كثرة من المرات مصداقا لقوله تعالى:" وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ "(آل عمران169)
الجهاد دواء فعال لمن أصابه الهم والغم
لأن الجهاد طاعة من أعظم الطاعات ,فإن الهم والغم لا صبر لهما على المكوث في قلب امرئ مجاهد في سبيل الله,ومن هنا كان الجهاد وصفة علاجية ناجحة للاستشفاء من الهم والغم وهذا الأمر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وضحه لنا بقوله كما عند الحاكم بسند صحيح من حديث أبي أمامة:عليكم بالجهاد في سبيل الله فإنه باب من أبواب الجنة يذهب الله به الهم والغم.
هكذا ننظر للموت في سبيل الله
لطالما هتفنا قائلينا ,إن أسمى أمانينا أن نموت في سبيل الله عز وجل, فهذه الميتة هي أشرف الميتات,وهي خير من الدنيا وما فيها, وهنا يلح على خاطري مقولة جميلة اخالد بن الوليد قالها وهو على فراش الموت ,وهذه المقولة هي :"ما في جسمي شبر إلا وفيه طعنة برمح أو ضربة بسيف وها أنا أموت على فراشي كما يموت البعير ألا فلا نامت أعين الجبناء.
ولقد كان الموت عند رسولنا خير من الدنيا وما فيه والدليل على ذلك ما أخرجه النسائي وحسنه الألباني
عن بن أبي عميرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما من الناس من نفس مسلمة يقبضها ربها تحب أن ترجع إليكم وأن لها الدنيا وما فيها غير الشهيد قال بن أبي عميرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأن أقتل في سبيل الله أحب إلي من أن يكون لي أهل الوبر والمدر
وإذا كانت لنا موتة واحدة فلتكن في سبيل الله عز وجل وما أجمل ما قاله الشاعر:
إذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقير كطعم الموت في أمر عظيم
لماذا أصابنا الذل والعار والشنار؟...هذا هو السبب:
إن سبب الذل والعار والصغار الذي ألم بأمتنا هو بسبب بعدها عن دين الله وأخص الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى , ولا أقول هذا الكلام من عند نفسي بل إن الأدلة الشرعية أثبتت ذلك وأكددته كما في الحديث الذي أخرجه أحمد وصححه الألباني عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله تعالى وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم .
وقوله صلى الله عليه وسلم أيضا كما عند أبي داوود وصححه الألباني عن عبد الله بن عمر :
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم قال أبو داود الإخبار لجعفر وهذا لفظه
والعينة هي نوع من أنواع المعاملات الربوية المحرمة
وأما المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم "وأخذتم أذناب البقر فهو كناية عن تقديم حب المال على حب الله ودينه, والمقصود بقوله صلى الله عليه وسلم "ورضيتم بالزرع" كناية عن الركون إلى الدنيا وشهواتها.
فكان هذا كله والذي من ضمنه ترك الجهاد هو سبب ذلنا الذي لن يزول إلا بالرجوع إلى المنهج الذي تركه لنا محمد صلى الله عليه وسلم.
بهذا يبرهن رجل العقيدة على صدق إيمانه بالله واليوم الآخر
إن المسلم الذي يؤمن حقيقة بالله واليوم الآخر , فإن إيمانه يدفعه دفعا إلى الجهاد في سبيل الله عز وجل,دفعا لا يستطيع رده,ولا يقدر على أزه عن نفسه,بعكس إنسان مدع كاذب ,يقول بلسانه بأنه يؤمن بالله واليوم الآخر ,ونكوصه وتقاعسه عن الجهاد يكذبه , وفي ذلك يقول الله تعالى:" لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (التوية 44,45)
وسوف يغني الله بقوته ومعيته المجاهدين عمن خذلهم وتخاذل عن نصرتهم مصداقا لقوله تعالى:" بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ "(الأنبياء18(
هم وليس غيرهم الأفضل عند الله
هم المجاهدون وليس غيرهم الأفضل عند الله تعالى , وعلى رأسهم أنبياء الله ورسله , حتى إن المجاهدين أكرم منزلة وأعلى مكانة عند الله من الملائكة والدليل على ذلك ما ذكره الأصفهاني في الترغيب والترهيب وصححه الألباني (
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول أول ثلاثة يدخلون الجنة الفقراء المهاجرون الذين تتقى بهم المكاره إذا أمروا سمعوا وأطاعوا وإن كانت لرجل منهم حاجة إلى السلطان لم تقض له حتى يموت وهي في صدره وإن الله عز وجل ليدعو يوم القيامة الجنة فتأتي بزخرفها وزينتها فيقول أين عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وقتلوا وأوذوا وجاهدوا في سبيلي ادخلوا الجنة فيدخلونها بغير حساب وتأتي الملائكة فيسجدون فيقولون ربنا نحن نسبح بحمدك الليل والنهار ونقدس لك من هؤلاء الذين آثرتهم علينا فيقول الرب عز وجل هؤلاء عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وأوذوا في سبيلي فتدخل عليهم الملائكة من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار
وأخيرا نقول لطواغيت الأرض جهادنا ماض في سبيل الرب جل جلاله وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو يونس العباسي
تعليق