إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أسباب الهزيمة وعوامل النصر: الطاعة والمعصية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أسباب الهزيمة وعوامل النصر: الطاعة والمعصية

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أسباب الهزيمة وعوامل النصر: الطاعة والمعصية


    المعصية من غير ستار يسترها عارية مفضوحة، نتنة الرائحة، خبيثة المنظر ينفر منها كل أحد ولا يستسيغها أحد، لكنها حين تحف بالشبهة وتأتي إليك وهي تنطق كلمات الله فإنها تتزين للناظرين، وهذا هو مكمن قوتها وسر قبولها ولذلك صدق من قال: كم يخيفني الشيطان حين يأتيني ذاكرا اسم الله.
    العلم الصحيح القائم على الحق المطلق (الكتاب والسنة)، وترك التقليد، ونبذ التعصب، ومتابعة السنة، والاهتداء بمن ماتوا على خير، وترك التعلق بالغرائب والشذوذات، كل هذه محصنات للمسلم من أن تمرر عليه ألاعيب أهل الباطل من السدنة الكاذبين، وعلماء اللسان والسلطان، وخطباء الفتنة.
    قال تعالى: {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفى الله عنهم إن الله غفور رحيم}(آل عمران).
    هذه الآية من سورة آل عمران في عرضها لذكر المصاب الجلل في غزوة أحد، وهذه الآية جامعة لكل معوقات النصر وموانع وقوعه: وإنما هي الذنوب.
    {إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا} وبعيدا عما قاله أهل التفسير رحمهم الله تعالى حيث أكثروا فيها القول فإنما أقوالهم تعود إلى أمر واحد، وهو أن الشيطان لا يكون له على المسلم سبيل في تحقيق مراده منه حتى يعطي المسلم الحجة لها.
    {استزلهم الشيطان}: أي أوقعهم في الزلل، والزلل هنا الهزيمة وعدم الثبات في المعركة، أي هو تعطيل النصر وعدم تحقيقه.
    {ببعض ما كسبوا}: لقد كان للشيطان عليهم سبيل بأن حقق فيهم الهزيمة بسبب أعمالهم وذنوبهم. فهكذا هي سنة الله الجارية في المسلمين، وهي سنة لا تتخلف ولا تتعطل وهي أن الهزائم لا تقع إلا بسبب أعمال يصيبها المسلم فتبعد عنه النصر وتقرب إليه الهزيمة.
    وهنا لا بد من أمر نذكره وهو أن هذه المعاصي (أسباب الهزيمة) لا بد أن يكون لها من ارتباط سنني مع الهزيمة. أي أنها ليست مطلق المعاصي والذنوب لكنها المعاصي التي لها علاقة الحرب والقتال مثل: ترك التدريب، والإعراض عن الجماعة، وعصيان الأمير، وترك الأخذ بالسنة القدرية كعدم تعيين صاحب الأمر المفيد في بابه، وهذا لا يعني التقليل من شأن الذنوب الأخرى لكن تأثيرها على نتيجة المعركة تأثير غير مباشر بخلاف الذنوب التي لها علاقة مباشرة بعملية الجهاد والقتال، ولذلك من إبعاد النجعة حين نبحث عن أسباب الهزيمة في معركة من المعارك وموقع من المواقع أن نذهب فنعدد معصية عدم صلة الرحم، أو معصية أكل مال اليتيم كأسباب لحصول الهزيمة ونترك الأسباب المباشرة لحصول الهزيمة، فلا بد أن ننتبه إلى العلاقة القدرية بين السبب والمسبب، بين العمل والنتيجة، بين الذنب والهزيمة.
    قال تعالى: {إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين} (القصص).
    في هذه الآية من سورة القصص يبين الله سبحانه وتعالى أسلوب الطاغوت في فرض ألوهيته على الخلق، وكيف حصل له العلو والإفساد، والعلو في القرآن مقارن للفساد: قال تعالى: {وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا} (الإسراء).
    قال تعالى: { علا في الأرض وجعل أهلها شيعا) فأول أمر فعله لاستتباب حكمه وإفساده هو تفريق الناس فجعلهم شيعا.
    واللفظ القرآني (جعل أهلها شيعا) فيه من الدلالات العميقة والتي تحتاج إلى كشف وبيان: فقول الله تعالى: (شيعا) دل على أن فرعون لم يستخدم كثيرا من القهر في تحزيبهم وتشتيتهم وتفرقهم، بل استخدم شيئا من المكر والدهاء في إثارة عوامل التفرق الكامنة في نفوسهم، فالتشيع هو التناصر على شيء، فشيعة الرجل أتباعه وأنصاره، هذا التشيع حصل بإثارة كوامن ذاتية في النفوس، فيها القبول الذاتي بحصول التشيع أي الأتباع والأنصار، فصارت كل فرقة تتبع وتناصر شيئا فيه الدافع الذاتي من المحسن الخارجي، وإلا فلو كان فقط القهر الخارجي هو الذي صنع الفرقة لما جاء لفظ (شيعا) ولجاء لفظ غيره. ولكنهم صاروا شيعا بعامل ذاتي فيه القبول الذاتي والرضوخ النفسي لهذا المحرض الخارجي وهو فساد فرعون.
    وقد ذكر الله تعالى عقب هذا قوله: { يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم} وهنا لم يذكر الله تعالى شأن الذين اتخذهم فرعون ليمارسوا القهر والذبح والسبي، فحيث اتخذ طائفة للاستضعاف فإنه ولا بد اتخذ طائفة أخرى للاستكبار والاستعلاء.
    والحديث هنا في ذكر القرآن لقصة موسى عليه السلام مع بن إسرائيل، ولكن الحديث القرآني عنه في جعل الناس شيعا جاء عاما { إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا}.
    هكذا هي سنة الطاغوت في استتباب ملكه وتجذير شره في الناس: أن يكون الناس شيعا، التفرق والتنازع والتعدد.
    والقران لا يذم التفرق على أساس الحق حيث يتعدد الناس إلى فرق بحسب أديانهم، بل هذا هو الواجب في دعوة الأنبياء، فإن النبي صلى الله عليه وسلم فرق بين الناس، فالمؤمنون ينزعون أنفسهم من بين الكافرين ويتفرقون عنهم ويتشيعون دونهم على حقهم، وأهل السنة ينزعون أنفسهم من بين أهل البدع ويتشيعون دونهم على السنة، وهذا من أسباب تحقيق الرفعة لهم والعزة لدينهم ولسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
    أما الذنب الذي لا يجبر في هذه الدنيا فهو التشيع على الباطل، والتحزب على غير الحق، والتفرق على أسس الجاهلية، فهذا الذي يجعل لزلل الشيطان فيهم موضعا.
    وكذلك من الذنب الذي تعجل به العقوبة وتحصل به الهزيمة الاجتماع على غير الحق، والالتفاف على الباطل.

  • #2
    رد : أسباب الهزيمة وعوامل النصر: الطاعة والمعصية

    بارك الله فيك أخى وجزاك كل خير
    وأثابك الفوز بالجنة
    ولى عودة إن شاء الله

    تعليق


    • #3
      رد : أسباب الهزيمة وعوامل النصر: الطاعة والمعصية

      بارك الله فيك أخى وجزاك كل خير

      جزاك الله خيرا

      تعليق


      • #4
        رد : أسباب الهزيمة وعوامل النصر: الطاعة والمعصية

        اسمح لى أخى بهذه المداخلة تعقيبا على مقالك . .

        روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد الله بن عمر أن النبي قال: ((بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة من الصغار على من خالف أمري, من تشبه بقوم فهو منهم)).

        إن صحائف التاريخ خير شاهد على عجيب تأثير المعاصي في الأمم، لقد كانت أمة الإسلام في سالف دهرها أمة موفورة الكرامة، عزيزة الجانب، مرهوبة القوة، عظيمة الشوكة، لكنها أضاعت أمر الله، وأقْصت شريعته من حياتها، وراجت أسواق الشرك في أصقاع كثيرة في العالم الإسلامي ـ وهذه الأمة أمة التوحيد ـ فصار أمرها إلى إدبار وعزها إلى ذل، وجثم على صدرها ليل طويل من الاستعمار الكافر، ولولا أنها الأمة الخاتمة لأصبحت تاريخاً دابراً تحكيه الأجيال. وليس الذي حل بنا ويحل ظلماً من ربنا، كلا وحاشا، فهو القائل في الحديث القدسي الصحيح: ((يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا))، وإنما هي السنن الربانية النافذة التي لا تحابي أحداً، إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ [الرعد:11]، ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيّراً نّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الأنفال:53].

        روى الإمام أحمد في مسنده من حديث ثوبان مرفوعاً: ((يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها))، قلنا: يا رسول الله، أمن قلة منا يومئذٍ؟ قال: ((أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، تنزع المهابة من قلوب عدوكم، ويجعل في قلوبكم الوهن))، قالوا: وما الوهن؟ قال: ((حب الدنيا وكراهة الموت)).

        إننا ـ معاشر المسلمين ـ اليوم نئن تحت وطأة الذلّ المسلّط علينا، وكثير من المسلمين لا يزالون غافلين عن سبب البلاء الذي بيّنه رسولنا في غير ما حديث صحيح، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله يقول: ((إذا ضنَّ الناس بالدينار والدرهم، وتبايعوا بالعينة، وتبعوا أذناب البقر، وتركوا الجهاد في سبيل الله، سلط الله عليهم ذلاً لا يرفعه حتى يراجعوا دينهم)) رواه أبو داود وأحمد.

        ويقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (إننا كنا قوماً أذلة فأعزنا الله بهذا الدين، فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله).

        من هنا ـ أيها المؤمنون ـ كانت البداية، ومن هنا يكون البدء، ومن تركِنا لديننا كانت بدايةُ رحلة الذلِّ والضياع في تاريخ أمة الإسلام، ومن الرجوع إلى ديننا وتوبتنا إلى ربنا يكون البدء إذا أردنا العودة إلى العزة القعساء والشرف المفقود.

        إن كلَّ تائب منّا من معاصيه عليه أن يعلم أنه يكتب بذلك سطراً في سِفْر مجد أمة التوحيد.

        تعليق


        • #5
          رد : أسباب الهزيمة وعوامل النصر: الطاعة والمعصية

          بوركتم على الكلمات الرائعة

          وأضيف حديثا رواه أبو داود عن ابن عمر, قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم, يقول: إذا تبايعتم بالعِينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد، سلّط الله عليكم ذُلاًّ لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم.
          "وسبب هذا الذل، والله أعلم، أنهم لما تركوا الجهاد في سبيل الله، الذي فيه عز الإسلام وإظهاره على كل دين، عاملهم الله بنقيضه، وهو إنزال الذلة بهم، فصاروا يمشون خلف أذناب البقر، بعد أن كانوا يركبون على ظهور الخيل، التي هي أعز مكان". عون المعبود

          فترك الجهاد والركون إلى الدنيا أهم أسباب الهزيمة

          تعليق


          • #6
            رد : أسباب الهزيمة وعوامل النصر: الطاعة والمعصية

            موضوع رائع ومداخلات اروع

            موفقون


            انا لى مداخله ومداخلتى تدور على محورين

            المحور الاول

            التربيه

            والمحور الثانى الجهاد

            بهاذان المحوران يمكن لنا ان نتقدم وهما اهم سببين فى اسباب الانتصار

            وعندما فقدناهم كان فقدانهم سببا من اسباب الهزيمه





            اخوكم دعائكم

            تعليق


            • #7
              رد : أسباب الهزيمة وعوامل النصر: الطاعة والمعصية


              بارك الله فيكم على مروركم

              تعليق


              • #8
                رد : أسباب الهزيمة وعوامل النصر: الطاعة والمعصية

                الطاعة سمة المؤمن .........

                وحسب المؤمن ..

                قول الله تعالى : (( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ))
                وقوله تعالى : (( إن الله يدافع عن الذين آمنوا ))

                أما المعصية فهي السمة الملازمة للكافر او المنافق او الفاسق
                وادناهم الفاسق قال الله تعالى فيه : (( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون ))
                أما الكفار (( ضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ))
                ((ألا لعنة الله على الكافرين ))
                والمنافق قال فيهم العليم الخبير : (( هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله انى يؤفكون ))

                فمهما اختلت الموازين وانقلبت المفاهيم
                سيبقىالإيمان الذي تترجمه الطاعة منتصرا على الكفر الذي تترجمه المعصية وهذه سنة الله تعالى ولن تتخلف .

                تعليق


                • #9
                  رد : أسباب الهزيمة وعوامل النصر: الطاعة والمعصية

                  بارك الله فيك اخي

                  تعليق


                  • #10
                    رد : أسباب الهزيمة وعوامل النصر: الطاعة والمعصية

                    بارك الله فيك اخ حج 7 وشكرا على هذا الموضوع وان شاء الله في ميزان حسناتك

                    تعليق

                    جاري التحميل ..
                    X