إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فتح تأكل أبناءها.. بعض من ملف التصفيات الداخلية في حركة فتح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فتح تأكل أبناءها.. بعض من ملف التصفيات الداخلية في حركة فتح

    فتح تأكل أبناءها.. بعض من ملف التصفيات الداخلية في حركة فتح


    بدأت حركة فتح كحركة تحرر وطني، وعانت من الهيمنة والتفرد والابتزاز السياسي، وانتهى بها المطاف نحو مشروع استثماري يعود بالنفع على شرذمة من غيلان الفساد التي لم تراع أية حرمة في سبيل تحقيق مآربها الدنيئة والوصول إلى غاياتها الخبيثة، كان شعارها بالأمس البندقية.. وأما اليوم فتحمل لواء "هز الكتف بحنية.."!!!

    تاريخ فتح يحفل بالانشقاقات والنزاعات الداخلية التي صعدت بالحركة نحو الهاوية، وعبرت بها كل الخطوط الحمر لتكسر جميع الحرمات والمحرمات ومنها حرمة الدم وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.

    منهم من انتهى دوره، ومنهم من خرج عن النص، ومنهم من بات منافسا قوي الشكيمة، ومنهم من فاحت رائحته النتنة أكثر مما ينبغي، هؤلاء وأولئك عليهم أن يتنحوا جانبا وسبيل الوصول إلى ذلك واحد بوسائل شتى تبدأ بكاتم الصوت ولا تنتهي بالسم أو السيارة المفخخة.



    تدور رحى الفتح لتلتهم بين فكيها أفرادا وقيادات ويسقط في مذبحها شرفاء وأبرياء وخونة ويذوق من سم اليوم طباخي الأمس، فمياه الفتح الآسنة امتلأت بالطحالب والطفيليات التي عكرت الصفو وحرفت البوصلة لترسم صورة مشوهة للنضال عبر ساحات الوطن ومنافيه في سبيل خدمة القضية، تلك السلعة الرابحة التي تاجروا بها على الدوام.



    "بال تايمز" تفتح معكم في هذا التقرير ملف التصفيات الداخلية في حركة فتح ، وتستعرض بإيجاز بعضا من حوادث الاغتيال والتصفية ونعود بالذاكرة لأحداثٍ مرت وجرائم ارتكبت بين هذه الزمرة الخبيثة والجماعات المارقة لأهداف ومصالح فئوية ولمآرب ومطامع شخصية، مع العلم أننا سنقصر الحديث هنا على بعضٍ مما جرى في مناطق السلطة الفلسطينية فقط ولن نتناول الجرائم والتصفيات التي ارتكبت في المنافي والشتات تحت عباءة الثورة الفلسطينية!

    الحديث سيكون مصحوبا بالأدلة الدامغة والبراهين الواضحة والوثائق (وما أدراك ما الوثائق) التي تثبت تورط عصابات الجريمة ومافيات الفساد من الأجهزة الأمنية البائدة في قتل قادة فتح الأوائل، وتصفية المناضلين من أبناء الحركة بالإضافة إلى رفقاء ذات الدرب لتبقى الساحة خالية لصولاتهم وجولاتهم دون منازع وليواصلوا عمليات النهب والسرقة والتخريب دون تشويش.



    اغتيال .. أسعد الصفطاوي ومحمد هاشم أبوشعبان وماهر كحيل

    غزة- فلسطين الآن- خاص - شهدت مدينة غزة عام 1993 ثلاث حوادث اغتيال منفصلة ومروعة راح ضحيتها ثلاثة من أبرز قادة حركة فتح في القطاع، الثلاثة كان لهم اتصال مباشر مع قيادة فتح والمنظمة في الخارج، ولم تكن اتصالاتهم تمر عبر المدعو محمد يوسف شاكر دحلان، ذلك الشاب الذي أبعد من غزة ليشغل بين عشية وضحاها المسئولية عن القضايا التنظيمية الخاصة بالقطاع داخل مكتب الرئيس الراحل ياسر عرفات، دحلان الذي يروي يعقوب بيري رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) في مذكراته أنه اختاره شخصيا ليكون المسئول الأمني في الطرف الفلسطيني عن قطاع غزة، وأنه أقنع إسحق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بذلك، وتم إبلاغ ياسر عرفات الذي وافق على هذا المقترح، وقد روى بيري في مذكراته تفصيلات لم يجرؤ دحلان على نفيها بعد ذلك.



    قبيل عودة دحلان ورجاله إلى قطاع غزة، أراد دحلان أن يمهد طريق العودة بالتخلص من خصومه في فتح، أولئك القادة الغزيين الذين لم ينصاعوا لأوامر دحلان التنظيمية وكانت قنوات اتصالهم المباشرة مفتوحة مع قيادة فتح والمنظمة في الخارج حيث أبدوا امتعاضهم الشديد لبعض الأوامر التي كانت تصل من تونس وكان مصدرها محمد يوسف شاكر دحلان، وقد أوعز دحلان لبعض المرتزقة في غزة وبتدبير مباشر منه العمل على تصفية كل من أسعد الصفطاوي ومحمد هاشم أبو شعبان وماهر كحيل لترسم دماؤهم النازفة عنوانا للأوضاع التي ستؤول إليها غزة بعد ذلك.



    حوادث الاغتيال لاقت استنكارا واسعا ولم يكن بوسع أحد عمل الكثير فغزة كانت لا تزال ترزح تحت نير جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولكن استلام السلطة الفلسطينية بعد ذلك بوقت وجيز لمقاليد الأمور لم يحمل معه أية بادرة بهذا الشأن، فالجهات الفلسطينية الرسمية التي يفترض بها أن تقوم بالتحقيق بحوادث الاغتيال هذه لم تقم بذلك، كيف لا وقد سهل تصفية هؤلاء القادة المهمة على دحلان ومهد الطريق أمامه، وطويت صفحة اغتيالهم ضد مجهول...
جاري التحميل ..
X