طمع الفلسطينيين في سيناء!!؟
محمود سلطان
[align=justify][align=justify]الإعلام الرسمي، وبعض الصحف المستقلة والحزبية، تصور للرأي العام أن الفلسطينيين الذين سمح لهم الرئيس مبارك بدخول العريش ورفح المصرية، دخلوهما على "طمع" وأن عيونهم كانت على "سيناء" يريدون أن ينتزعوها انتزاعا من مصر!
اللطيف في المشهد، أن هذا التصور يقدم سيناء وكأن الحكومة المركزية في القاهرة، أنفقت عليها وجعلتها "مطمعا" للفلسطينيين من ذوي العيون الفارغة!
سيناء بالتأكيد "غالية" مثل حبة العين، علينا جميعا نحن المصريين، ولكنها ليست "غنية" تغري "الجوعى" مثل بسطاء وفقراء الشعب الفلسطيني، ولا "سوبر ماركت" مكتظا بما لذ وطاب، يسيل له لعاب حتى "الشبعانين" منهم. ولولا ترعة الشيخ زايد ـ رحمه الله ـ وترعة السلام ما كنا رأينا هذه المساحات المحدودة من مزارع الفاكهة والمانجو في بعض مناطقها القاحلة والفقيرة "طبيعيا" أو "إهمالا" من باشاوات القاهرة.
إسرائيل احتلت سيناء ليس لغناها ولكن لأهميتها العسكرية والاستراتيجية، فضلا عن امتلاك الأولى للإمكانيات التي تتيح لها أن تستفيد من سيناء واستنزاف ما في باطنها من موارد طبيعية.. فيما يبحث الفلسطينيون عن "كسرة خبز" تقيم صلبهم وليس عن مناجم "الذهب" ولا آبار النفط ولا عن حقول الغاز!
مصر استردت سيناء غاليا بدم شهدائها الأبرار، ثم باعت ما ينفع من أراضيها لـ"خدم" النخبة الحاكمة أو لرجال أعمال إسرائيليين كما أثير مؤخرا بشأن أراضي طابا، وتركت أهلها المقيمين فيها يكابدون مشقة البطالة والبحث عن قوتهم اليومي بشق الأنفس!
الخطر على سيناء ليس من الفلسطينيين.. فهم والسيناويون في "الفقر" شرق، كلاهما حاله يرق له الشجر والحجر.. الفلسطينيون تقتلهم الاباتشي من الجو، والحصار الدولي على الأرض، والسيناويون يذبحهم الشعور بالتهميش وسياسة الإهمال الرسمي من الحكومات المصرية المتعاقبة.
كنت دائما أتساءل: لم لا نسمع عن أي فريق كرة قدم ـ مثلا ـ من سيناء يشارك في الدوري العام لكرة القدم، ولم آخر حدود المشهد الكروي هو خط القناة: السويس والإسماعيلية وبورسعيد.. لم لا نسمع عن فريق العريش أو الشيخ زويد أو رفح لكرة القدم نشاهده عبر التليفزيون وهو يلاقي فرق الأهلي أو الزمالك أو الإسماعيلي؟!
هذه واحدة من المشاهد البسيطة جدا التي تحمل دلالات التهميش والإهمال التي أحالت سيناء إلى مربع لا يغري على العيش ولكن كمركز طرد وتهجير وهجرة.
فيا إخواننا في الصحف الحكومية ويا من ينفق عليها من أموال التطبيع مع العدو.. عيب واحترموا عقول الناس.. ولا داعي لحكاية طمع الفلسطينيين في العريش وفي رفح وفي سيناء إجمالا.. واسألوا أهلها لتسمعوا ما لا يسركم. [/align][/align]
تعليق