إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عطاء من لا يملك لمن لا يستحق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عطاء من لا يملك لمن لا يستحق

    الرئيس عرفات وحسن الخاتمـــــــة
    كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله سبحانه بأن يختم له حياته بخير الأعمال وصالحها، فكان يدعو عليه الصلاة والسلام بقوله ( اللهم واجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم نلقاك) وقوله عليه الصلاة والسلام : ( اللهم انا نسألك حسن الختام)، فهكذا يقول وهكذا يتمنى من يعلم علم اليقين أنه منقلب الى ربه سبحانه وانه سائله عن كل أعماله، فما أجمل أن يكون ختام هذه الأعمال في الدنيا عمل صالح وموقف خيّر به يرضي الله سبحانه وتعالى .
    وفي هذا السياق فانه لا ينكر الموقف النضالي الذي استهلّ به الرئيس عرفات حياته لا بل وقضى فيه جلّ عمره، واني أسأل الله أن يختم له بخير ان شاء الله .
    ولكن ولما أن القضية الفلسطينية لها خصوصياتها ولها مكانتها فانه لا يصح السكوت عن أي قول أو فعل إو موقف يمس هذه المكانة وهذه الخصوصية حتى لو كان صاحب ذلك القول أو الموقف هو الرئيس عرفات، لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس، ولأن وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو فريضة شرعية على كل انسان منا، ولأن من هم خير من ياسر عرفات كان شعارهم: (رحم الله امرءا أهدى اليّ عيوبي ) وهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي بلا أدنى شك أنه خير وأفضل من ياسر عرفات، لأنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وثاني خلفاءه والى غير من مناقب. وعليه فلقد استهجنت أن يختم هذا التاريخ النضالي الحافل للرئيس عرفات بما قرأناه من أقواله التي وردت عبر المقابلة التي نشرتها معه صحيفة هآرتس يوم الجمعة الأخير 18/6/2004 وان كان الكلام فيها كثير ويطول الا أن اللافت للانتباه فيها كانت ثلاث قضايا :
    قوله ان اسرائيل كانت ويجب أن تستمر كدولة يهودية أي دولة الشعب اليهودي .
    الغاؤه حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين هجروا من وطنهم عام 1948, ولا يكون ذلك الحق الا لمن يسكنون المخيمات في لبنان فقط من اللاجئين وعددهم لا يزيـــــد عن مئتي ألف كما يقول .
    اقراره بأن الحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك أي حائط البراق هو ما يسمى حائط المبكى أي أنه جزء من هيكل سليمان المزعوم وجوده هناك حتى يستدل على ذلك بالحرف الواحد بقوله (عندما كنت عند خالي الذي كان يسكن هناك، كنت أدخل مع المصلين اليهود الذي يصلون في حائط المبكى، وكان خالي دائما يأتي ليأخذني من الهيكل الى بيته في الطابق العلوي)!!!!
    فيما سيادة الرئيس إنك وأنت تعلن عن اقرارك بيهودية الدولة فإنك بذلك تنسف نضالات وجهاد وجهود وصبر ومعاناة الفلسطينيين الذي بقوا في الداخل محافظين على هوية الأرض وتاريخها، وأنت تدعم موقف الحكومات الاسرائيلية الغاشمة التي تتعامل معنا وفق قناعتهم بأننا موجودون هنا بسبب أخلاقيات الشعب اليهودي الحميدة، لا بل انك بذلك تعزز قناعات ليبرمان وغيره وأصحاب نظرية الترحيل والترانسفير .
    أننا نؤكد أننا أبناء الشعب العربي الفلسطيني نعيش على أرضنا أرض الآباء والأجداد أرض الشعب الفلسطيني التاريخية ولسنا ضيوفا ولا عابري سبيل حتى يمنَّ علينا أحد بأنه يرضى بنا هنا وهو الذي جاءنا مستعمرا مغتصبا منذ سنوات فقط من بولندا وروسيا والأرجنتين وأثيوبيا.
    ثم انك باعلانك اسقاط حق العودة وحصره بأمنيات منك بقبول عودة مائتي ألف من اللاجئين في مخيمات لبنان فإنك بذلك تشطب نضال الشعب الفلسطيني كله لأكثر من سبعين سنة خلت، يا سيادة الرئيس قبل أن تقول كلامك هذا فانظر الى عيون الأطفال والنساء في مخيمات الأردن وسوريا لا بل انظر الى عيون الشيوخ والعجائز ممن يسكنون في السويد وكندا وكل الدنيا ثم يواروا بثرى غير ثرى فلسطين، وقد تركوا خلفهم مفاتيح الدور وكواشين الملكية للأرض التي هجروا منها على أمل العودة ليدفنوا فيها، فانظر الى عيونهم فماذا عساك تقول؟! ان كنت لا تقول شيئا فأنا أقول لك أنك لا تملك حق التوقيع عن أي واحد منهم بالتنازل عن حقهم في العودة الى قراهم ومدنهم التي هجروا منها .
    وأما قولك بأن حائط البراق أي الحائط الغربي للمسجد الأقصى فانك بذلك لا تنسف ولا تعتدي على حقوق البشر وإنما إنت تعتدي على حق رب البشر الذي أسمى هذا المكان بالمسجد الأقصى وبارك فيه وحوله، يا سيادة الرئيس ان المسجد الأقصى ليس ملكا لك ولا لأبيك ولا لخالك ولا للشعب الفلسطيني ولا لكل العرب، انه للأمة الاسلامية كلها وان الأمة في الماضي والحاضر قد قررت واعتقدت أن المسجد الأقصى بكل حيطانه وجدرانه وساحاته حتى الأرض السابعة وحتى السماء السابعة ملك للمسلمين وللمسلمين وحدهم وليس لأحد حق في ذرة تراب فيه، واذا حصل وأعطيتهم هذا الحق كما ورد في المقابلة فانه عطاء من لا يملك لمن لا يستحق، فيا سيادة الرئيس اني أتمنى لك كل خير وأتمنى على الله أن لا يأتي أجلك وأنت على هذا الموقف والقناعة . يا سيادة الرئيس ما فعلته للقضية في سالف أيامك فجزاك الله به خيرا، وما لم تستطع تحقيقه فدعه للأيام والأجيال تكمل المشوار واني أنصحك وأحذرك من مستشاري السوء حولك ممن تعبوا ويريدون الخلاص ليسهل عليهم الدخول الى تل أبيب وهرتسليا ونتانيا للسهر والاستجمام، يا سيادة الرئيس لا تكن كمن صام وأفطر على بصلة . وإني أدعو الله صادقا بأن يحسن ختامك وان يجعل خير أيامك خواتيمها، اللهم آمين .
    بقلم : الشيخ كمال خطيب
    نائب رئيس الحركة الاسلامية
جاري التحميل ..
X