إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل إنتهى عصر هذا ما تريده امريكا؟...توفيق راضي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل إنتهى عصر هذا ما تريده امريكا؟...توفيق راضي

    اثناء ازمة صواريخ كوبا سنة 1962 رفض الرئيس الفرنسى انذاك المرحوم شارل ديجول فحص صور الإستطلاع للصواريخ السوفيتية التى تم تركيبها بكوبا وكادت ان تتسبب فى حرب عالمية ثالثة نووية قائلا فيما معناه ان كلمة الرئيس الأمريكى (المرحوم جون كنيدى فى ذلك الوقت) تكفى فقد كان العالم كله يثق بكلمة رئيس امريكا حتى وإن اختلف معها.

    ولكن ذهبت كل هذة الثقة فى عهد الرئيس جورج بوش الابن واهتزت صورة أمريكا عند حلفائها قبل اعدائها ولم يكن احد يتصور ان الرئيس الأمريكى والإدارة الأمريكية من الممكن ان تقوم بتسييس المعلومات التى لديها لتجر الامة الامريكية لحروب فى كل من افجانستان والعراق بدعوى ان كل منهما يشكل خطر على الأمن القومى الأمريكى.

    وكان تقرير المخابرات الأمريكية عن ايران والذى افاد بأن ايران اوقفت برنامجها العسكرى النووى سنة 2003 هو نهاية هذة الثقة بالرغم من ان الرئيس الامريكى فى اخر خطاب له افاد ان شيئ لم يتغير فى سياستة تجاة ايران وتجاهل ان هذا التقرير معناه نهاية محاولاته للهجوم على ايران وأن دول عظمى اخرى كالصين افادت بأنه أصبح من الصعب الأن إقناعها حتى بتطبيق عقوبات جديدة على إيران.

    ومن الغريب ان يحدث مثل هذا التحول الكبير فى تقرير وكالة مخابرات فى حجم وكالة المخابرات الأمريكية وخاصة ان تقرير نفس الوكالة لسنة 2005 افاد بأن ايران تحاول تصنيع سلاح نووى فهل حدث ذلك نتيجة تغيير الأفراد وابتعاد كل جون بلتون وسكوتر ليبى ووجورج تينت عن مناصبهم مما ادى الى عودة الوكالة الى كتابة تقريرها كتقارير استخبارية تقرر الحقيقة لا دخل للسياسة فيها؟

    ولم يقتصر الأمر على الدول الاخرى فى فقدان الثقة بكلمة الرئيس بل تعداه الى كثير من الأمريكيين انفسهم والذى فقد الكثير منهم الثقة فى رئيسهم وإدارتهم واتذكر انه قبيل حرب العراق كنت فى مناقشة مع صديق امريكى يمينى متدين يؤيد الجمهوريين حول الحرب المتوقعة مع العراق حيث صمم من جانبه ان العراق لديه امكانيات نووية ومنتج لاسلحة الدمار الشامل ومنتج كذلك لصواريخ بعيدة المدى وانه يشكل خطرا على الامن الداخلى لأمريكا واسرائيل والسلام العالمى وانه يجب وقف المرحوم صدام حسين عند حدة وتحطيم الة حربه.

    وبالرغم من محاولتى اقناعه أن العراق ليس لديها القاعدة الصناعية ولا التكنولوجيا لإنتاج هذة الأسلحة وأن الصواريخ تم تصميمها وتجربتها للمرة الاولى بدولة من دول الشرق الاوسط خارج العراق وان المدفع العملاق الشهير تم تصميمه وتصنيع اجزاءه فى بريطانيا وخاصة ان العراق تحت حصار اقتصادى وبها لجان تفتيش من الامم المتحدة منذ حرب تحرير الكويت وأن تقرير لجان التفتيش وكذلك تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية لا يؤيد هذا الافتراض وانه من الافضل حل الموضوع بدبلوماسية الا انه ثقة فيما قاله الرئيس بوش صمم على موقفة وذكر العرض الذى قام به وزير الشئون الخارجية وقتها كولن باور فى مجلس الأمن عن مراكز إنتاج الاسلحة الكيماوية والبيلوجية المتحركة ولم نصل الى اتفاق حول الحرب.

    وقامت الحرب وانتهت سريعا نظرا لحالة استعداد وتسليح وتدريب الجيش العراقى الذى كانت بلده تحت حصار اقتصادى لمدة طويلة وبها مفتشون دوليون قاموا بتدمير العديد من منشائاته العسكرية وبنية الجيش الاساسية وتقابلنا مرة اخرى فى الايام الاولى لما بعد الحرب وكان سعيد بنتيجة الحرب ويبشرنى بعراق جديد ديمقراطى ينعم اهله برفاهية وخير شيئ وسوف يصبح المثل الذى يجب أن يحتذى به فى الشرق الأوسط ولم يتحقق اى من ذلك الى الأن.

    وتقابلنا مرة اخرى بعد فضيحة ابو غريب والتى حاول ان يقلل من تأثيرها مقابل الإنجازات الأمريكية بالعراق وإن كان واضحا خلال المقابلة انه كيمينى متدين يرفض ما يحدث بالسجن ولكنه يحاول إخفاء ذلك امامى لأن ذلك معناه اننى كنت على حق من البداية وبالرغم من مرور فترة طويلة على نهاية الحرب الا أنه كان مازال مؤمن بأن القوات الأمريكية ستجد فى النهاية مصانع اسلحة الدمار الشامل بل والاسلحة نفسها.

    وبالصدفة تقابلنا امس وتطرق حديثنا الى نفس الموضوع والى تقرير المخابرات الأمريكية الأخير عن ايران وإذا بى افاجاء بهجومة العنيف على الإدارة الأمريكية والحديث الأخير المذاع للرئيس بوش وافاد بأنه لم يضحك عليه احد مثلما حدث من الإدارة الأمريكية بالنسبة لموضوع الحرب على الإرهاب وذكر انه فقد الثقة وهو الجمهورى واليمينى المتطرف فى الإدارة وأن الثقة فى امريكا مهتزة عالميا مما يسسب له كثير من الألم وخاصة انه كان يؤيد هذة السياسة ثقة فى الإدارة وان أمام امريكا اوقات عصيبة نظرا للمصاريف الباهظة للحرب والتى ستدفعها من جيبها هذة المرة وليس من جيب بعض دول الخليج كما حدث فى حرب تحرير الكويت وان ديون الحكومة لأمريكية فى تزايد بمعدلات مقلقة وإن الانهيار الاقتصاد فى الطريق واول بشائرة انهيار الدولار امام العملات الاخرى ومعاناة سوق العقار وانه متخوف من الانفاق الداخلى وثقة المشترى الأمريكى فى الإقتصاد والتى ستظهر نتائجها خلال فترة الأعياد القادمة من ارقام الإنفاق خلالها وإن كنا اتفقنا ان انهيار اقتصاد بحجم الإقتصاد الأمريكى سيؤثر بالسلب بشدة على الإقتصاد العالمى وعلى كل فرد فى العالم.

    ومن الواضح انه امام امريكا الكثير والكثير ليقول رئيس دولة اخرى مهما صغرت ان كلمة الرئيس الامريكى تكفى فهل بدأت امريكا بسياستها خلال حكم الرئيس بوش الابن الانهيار وانها فى طريقها لترك مقعد الدولة العظمى؟ هذا ما ستثبتة الايام.
جاري التحميل ..
X