فتـاوى
العنوان الرقية عن طريق الإنترنت
المجيب د. هاني بن عبدالله الجبير
السؤال
ما حكم الرقية الشرعية عن طريق الإنترنت (غرف البالتك) تُقرأ على المريض مباشرة، بحيث تشاهد المريض ويشاهدك أثناء القراءة، علماً أن المرأة تكون محجبة؟ وما حكم أخذ الأجرة على ذلك؟
الجواب
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فالأصل أنّ الرقية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم تكون بقراءة، ثم نفخ أو نفث على المقروء عليه أو مسح عليه، فقد جاء في حديث الذي رقى بفاتحة الكتاب أنّه جعل يجمع بزاقه ويتفل، وكذلك في سائر ما ورد من أحاديث الرقية. قال القاضي عياض: "فائدة التفل التبرك بتلك الرطوبة أو الهواء أو النفس المباشر للرقية والذكر الحسن والدعاء، كما يتبرك بغسالة ما يكتب من الذكر". انتهى. ونقل النووي الإجماع عليه.
ولذا فإنَّ الريق أو الهواء له أثر في العلاج بالرقى، ولذا فلا أحب الرقية بهذه الطريقة وأمثالها.
إلا أنّه ليس محرماً لأنّ الرقى كلها من باب العلاج والمداواة، وهي أعمال دنيويّة تخضع للتجريب، فما ثبت نفعه أمكن استعماله. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اعرضوا عليَّ رقاكم لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً" رواه مسلم. وهذا دليل على جواز الرقية المتلقاة بالتجربة ما دامت متصفة بضوابط الرقية، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يسأل عن مستند الرقية، بل التداوي بالرقى كالتداوي بالأدوية الأخرى مبني على التجربة، ولا تتوقف على التوقيف الشرعي.
ويزيد هذا أنّ الرقية نوع من الدعاء والذكر وهما سائغان مع القرب والبعد، بشرط لزوم ضوابط الرقية من أن لا تشتمل على شرك أو ألفاظ محرمة، وأن تكون بلفظ مفهوم، وأن لا يعتقد أنها تنفع أو تضر.
وأخذ الأجرة على الرقية مباح أيضاً، فقد أخرج البخاري في صحيحه، باب الشروط في الرقية بفاتحة الكتاب، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نفراً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مروا بحي فيهم لديغ فقيل لهم: هل فيكم راق؟ فقال: فقرأ عليه بعضهم على شاء، فلما وصلوا المدينة قالوا ذلك لرسول الله فقال: إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله. ولكن الأولى أن يكون ذلك احتساباً لما فيه من أجر الإحسان للناس ونفعهم. والله الموفق.
العنوان الرقية عن طريق الإنترنت
المجيب د. هاني بن عبدالله الجبير
السؤال
ما حكم الرقية الشرعية عن طريق الإنترنت (غرف البالتك) تُقرأ على المريض مباشرة، بحيث تشاهد المريض ويشاهدك أثناء القراءة، علماً أن المرأة تكون محجبة؟ وما حكم أخذ الأجرة على ذلك؟
الجواب
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فالأصل أنّ الرقية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم تكون بقراءة، ثم نفخ أو نفث على المقروء عليه أو مسح عليه، فقد جاء في حديث الذي رقى بفاتحة الكتاب أنّه جعل يجمع بزاقه ويتفل، وكذلك في سائر ما ورد من أحاديث الرقية. قال القاضي عياض: "فائدة التفل التبرك بتلك الرطوبة أو الهواء أو النفس المباشر للرقية والذكر الحسن والدعاء، كما يتبرك بغسالة ما يكتب من الذكر". انتهى. ونقل النووي الإجماع عليه.
ولذا فإنَّ الريق أو الهواء له أثر في العلاج بالرقى، ولذا فلا أحب الرقية بهذه الطريقة وأمثالها.
إلا أنّه ليس محرماً لأنّ الرقى كلها من باب العلاج والمداواة، وهي أعمال دنيويّة تخضع للتجريب، فما ثبت نفعه أمكن استعماله. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اعرضوا عليَّ رقاكم لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً" رواه مسلم. وهذا دليل على جواز الرقية المتلقاة بالتجربة ما دامت متصفة بضوابط الرقية، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يسأل عن مستند الرقية، بل التداوي بالرقى كالتداوي بالأدوية الأخرى مبني على التجربة، ولا تتوقف على التوقيف الشرعي.
ويزيد هذا أنّ الرقية نوع من الدعاء والذكر وهما سائغان مع القرب والبعد، بشرط لزوم ضوابط الرقية من أن لا تشتمل على شرك أو ألفاظ محرمة، وأن تكون بلفظ مفهوم، وأن لا يعتقد أنها تنفع أو تضر.
وأخذ الأجرة على الرقية مباح أيضاً، فقد أخرج البخاري في صحيحه، باب الشروط في الرقية بفاتحة الكتاب، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نفراً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مروا بحي فيهم لديغ فقيل لهم: هل فيكم راق؟ فقال: فقرأ عليه بعضهم على شاء، فلما وصلوا المدينة قالوا ذلك لرسول الله فقال: إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله. ولكن الأولى أن يكون ذلك احتساباً لما فيه من أجر الإحسان للناس ونفعهم. والله الموفق.
تعليق