يا شهر رمضان ترفّق ، دموع المحبين تدفّق ، قلوبهم من ألم الفراق تشقّق
كَيْف نثبت بَعَد رَمَضَان ؟ ؟ ؟ يَلَمْلَم لِلرَّحِيلِ ونلَمْلَم للمَرَاجَعهِ
ها هو رمضان الكريم يلملم أوراقه وسجلاته وفيها ما فيها من اعمال العباد ولينطلق بها الى رب البريه عز وجل وهو اعلم بما فيها بعد ما كان ضيفا عزيزا غالي على القلوب لمدة شهر بكامله فهل احسنا الضيافة ...
وقد مضى هذا الشهرُ وقد أحسن فيه أناسٌ وأساء آخرون، وهو شاهدٌ لنا أو علينا، شاهدٌ للمشمِّر بصيامه وقيامه، وعلى المقصِّر بغفلته وإعراضه، ولا ندري -يا عباد الله- هل سندركه مرة أخرى، أم يحول بيننا وبينه هادم اللذات ومفرِّق الجماعات. فسلام الله على شهر الصيام والقيام، لقد مر كلمحة برق، أو غمضة عين، كان مضماراً يتنافس فيه المتنافسون، وميداناً يتسابق فيه المتسابقون، فكم من أكُفٍّ ضارعةٍ رُفعت! ودموعٍ ساخنةٍ ذُرِفت! وعَبَراتٍٍٍ حرَّاءَ قد سُكِبَت؟! وحُق لها ذلك في موسم المتاجرة مع الله، موسمِ الرحمة والمغفرة والعتق من النار(1).
اسفي على اناس لا يعرفون الله الا في رمضان ولمَّا سُئِل بشر الحافي رحمه الله عن أناس يتعبدون في رمضان ويجتهدون، فإذا انسلخ رمضانُ تركوا، قال: بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان!
شهر رمضان ياعباد الله كنا فيه وهو موسم خير و مشعر زمني تتغير فيه النفوس بجول الله قال العلامة ابن القيم رحمه الله : في زاد المعاد في خير هدى البعاد [2 27] "هو [الصوم] لجام المتقين، وجُنَّة المحاربين ورياضة الأبرار والمقربين، وهو لربّ العالمين من بين سائر الأعمال، فإن الصائم لا يفعل شيئاً، وإنما يترك شهوته وطعامه وشرابه من أجل معبوده، فهو ترك محبوبات النفس وتلذذاتها، إيثاراً لمحبة الله ومرضاته، والعباد قد يطلعون منه على ترك المفطرات الظاهرة، وأما كونه ترك طعامه وشرابه وشهوته من أجل معبوده فهو أمر لا يطلع عليه بشر، وتلك حقيقة الصوم.
وللصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة، والقوى الباطنة وحمايتها من التخليط الجالب لها المواد الفاسدة) أ.هـ
هاااااا وقد رحل وودعناه واشتقنا اليه قال ابن رجب الحنبلي في لطائف المعارف[1/232 ] يا شهر رمضان ترفق دموع المحبين تدفق قلوبهم من ألم الفراق تشقق عسى وقفة للوداع تطفىء من نار الشوق ما أحرق عسى ساعة توبة و إقلاع ترفو من الصيام كلما تخرق عسى منقطع عن ركب المقبولين يلحق عسى أسير الأوزار يطلق عسى من استوجب النار يعتق
عسى و عسى من قبل وقت التفرق ... إلى كل ما ترجو من الخير تلتقى
فيجبر مكسور و يقبل تائب ... و يعتق خطاء و يسعد من شقى ..الخ أ.هـ
اللهم تقبل صيامنااا و قيامناااا و بلغنا رمضان القادم ...
وحرى بنا ان نلملم نحن ايضاً شتات افكرنا ولنقبل على انفسنا متسائلين احوال الناس بعد رمضان احد ثلاثه:
الاول ـ ما ازداد في رمضان من الا ايمانا ومن الصالحات الا اعمالا واقبالا فقد ذاق حلاوة الطاعة فيه فبكى لفراقه ونشط لما بعده.
الثاني ـ انقلب بعده على عقبيه خسرانا وانكب على وجهه منتكسا حيرانا فعاد لشهوته مرتميا في احضان الشيطان وبعد تحرره من اصفاد رمضان (كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً [النحل : 92] (2)
فهذا احوج ما يكون الى دعائنا ونصيحتنا فلا تبخلوا عليه .
الثالث ـ وهو الذي تاب فتاب الله عليه في رمضان ولكنه يخاف نفسه الامارة بالسوء و الشيطان والدنيا واصدقاء السوء ان يعودوا به الى سيرته الاولى قبل رمضان فهذا يسأل كيف اثبت واستقيم على حالي الرمضاني وما هي اهم الوسائل الثبات.. ارشدوني ..؟؟وها نحن نعرض عليكم اهم ما جاء في القرءان الكريم و السنة النبوية من اساليب الاستقامة ووسائل الثبات لينتفع بها منها الجميع.
_______________________
(1) محاضرة الشيخ عبد الرحمن السديس خطيب الحرم المكي.
(2) هذا المثل يمثل حال بعضنا فبمجرد إنتهاء شهر رمضان سرعان ما يعود إلى المعاصي والذنوب فهو طوال الشهر في صلاة وصيام وقيام وخشوع وبكاء ودعاء وتضرع وهو بهذا قد أحسن غزل عباداته... لدرجة أن أحدنا يتمنى ان يقيضه الله على تلك الحالة التي هو فيها من كثرة ما يجد من لذة العبادة والطاعة ولكنه ينقض كل هذا الغزل بعد مغرب أخر يوم في رمضان ... والكثير يسأل نفسه لماذا فعلت هذا.... قال ابن كثير في تفسيره ( مختصر )[2/501 ] وقوله : { ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا } . قال السدي : هذه امرأة خرقاء كانت بمكة كلما غزلت شيئا نقضته بعد إبرامه وقال مجاهد وقتادة هذا مثل لمن نقض عهده بعد توكيده وهذا القول أرحج وأظهر سواء كان بمكة امرأة تنقض غزلها أم لا وقوله : { أنكاثا } أي أنقاضا
- - - - - - - - - -- - - - - - - - - - - - - - - - - -
و الداعية ليتزود منها في مهمته , والتائب بعد توبته لينتقل من الظلم الى الاقتصاد بل الى المسابقة بالخيرات .
ان مواضيع الثبات على دين الله سبحانه تعالى التي دلنا الله عليها هي :
1- قراءة القران الكريم مع الترتيل والتدبر مع التفسير والثاني التفكر في قوله تعالى قال تعالى (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً [الفرقان : 32] فاذا ثبت القلب ثبت الجسد كله كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) صحيح البخاري [1/28]
2- المداومة هلى الاعمال الصالحة والاخلاق الفاضله يقول الله تعالى (لَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً [النساء : 66]
وجاء عن عائشة قالت كانت امرأة تدخل عليها تذكر من اجتهادها قال فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : ان أحب الدين إلى الله عز وجل ما دووم عليه وان قل ) رواه الامام أحمد بن حنبل [6/46] إسناده صحيح على شرط الشيخين
3- تدبر قصص الانبياء ومنها سيرة النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه رضى الله عنهم قال تعالى (وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ [هود : 120]
4- الدعاء و الذكر وهما من اقرب واوسع وسائل التثبيت عن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فقلت يا رسول الله آمنا وبك وبما جئت به فهل تخاف علينا ؟ قال نعم إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبهما كما يشاء رواه الترمذي [4/448]
فاذا كان هكذا حال النبي صلى الله عليه وسلم الذي غفر له ما تقدم من ذنب وما تأخر يسأل ربه التثبيت فكيف بحالي وحالك فالمنبغي ان نلح بالدعاء قال تعالى (ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا [آل عمران : 147] وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً الأنفال : 45]
5- صحبة الصالحين ولزوم الجماعة ففي مصاحبتهم ومجالستهم اولى يقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ [التوبة : 119] و عن أبي سعيد الخدري انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا تصحب الا مؤمنا ولا يأكل طعامك الا تقي ) رواه الامام أحمد بن حنبل [3/38] إسناده حسن.
و قال علي بن ابي طالب ( من سعادة المرى ان يكون اخوانه صالحين) والسعادة علامة الثبات .
6- ملازمة بيوت الله حيث يصف الله اهلها (رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ [النور : 37] ويقو النبي صلى الله عليه وسلم (الا ادلكم على ما يمحو به الخطايا ويرفع به الدرجات , فقالوا بلى يارسول الله قال ( اسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى الى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط )
7- حسن الظن بالله عزوجل والثقة به سبحانه يصف الله الصحابة بقوله ( هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً [الأحزاب : 22] فكانوا اعظم الناس ثباتا (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً [الأحزاب : 23]
8- قبول النصيحة وسماع الوصية ان للوصية والنصيحة اثرا في تثبيت المنصوح خاصه ان صدرت من لسان صادق فلاقت اذانا صاغية وقلوبا واعية , فكم اعانت النبي صلى الله عليه وسلم على الثبات في اول الدعوة كلمات السيدة خديجه رضى الله عنها وارضاها حين قال لها (قد خشيت على نفسي ) فقالت (كلا و الله ما يخزيك الله ابدا )
9- متاعبة اخبار المسلمين في العالم الاسلامي قاطبة فهي اما اخبار عن دخول غير المسلمين الاسلام وخاصة الشخصيات البارزة فتعتز بدينك وتزداد ثباتا او اخبار اخونكـ المجاهدين المسلمين ونصرهم ضد اعدائهم [وعدوك] وما يفعل هولاء بهم من قتل وتشريد واغتصاب فان رؤية طفل يقتل لانه قال ربي الله تثير الغضب ورؤية صبية اغتصبت لانها تقول لا الله الا الله ومحمد رسول الله تأجج الغيرة ورؤية مسجد يهدم او يغلق او يدنس او يحرق وبمن به لانها منارات تصدح بـاللــــــه اكبـــــــــر تدعو للثار فغضبه لله لانتهاك محارم الله كلها تدعو للتمسك بدينه وبنبيه صلى الله عليه وسلم .
10- ذكر هادم اللذات ذكرالموت وتذكر الجنه ونعيمها وتذكر النار وعذابها و تذكر سكرات الموت يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( اكثروا من هادم اللذات)
تذكر من دخولك القبر الى ان يدخل اهل النار النار واهل الجنه الجنه ....
قال الحبيب محمد صلوات ربي وسلامه عليه ( ما رايت منظر الا والقبر افضع منه )
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
منقول
كَيْف نثبت بَعَد رَمَضَان ؟ ؟ ؟ يَلَمْلَم لِلرَّحِيلِ ونلَمْلَم للمَرَاجَعهِ
ها هو رمضان الكريم يلملم أوراقه وسجلاته وفيها ما فيها من اعمال العباد ولينطلق بها الى رب البريه عز وجل وهو اعلم بما فيها بعد ما كان ضيفا عزيزا غالي على القلوب لمدة شهر بكامله فهل احسنا الضيافة ...
وقد مضى هذا الشهرُ وقد أحسن فيه أناسٌ وأساء آخرون، وهو شاهدٌ لنا أو علينا، شاهدٌ للمشمِّر بصيامه وقيامه، وعلى المقصِّر بغفلته وإعراضه، ولا ندري -يا عباد الله- هل سندركه مرة أخرى، أم يحول بيننا وبينه هادم اللذات ومفرِّق الجماعات. فسلام الله على شهر الصيام والقيام، لقد مر كلمحة برق، أو غمضة عين، كان مضماراً يتنافس فيه المتنافسون، وميداناً يتسابق فيه المتسابقون، فكم من أكُفٍّ ضارعةٍ رُفعت! ودموعٍ ساخنةٍ ذُرِفت! وعَبَراتٍٍٍ حرَّاءَ قد سُكِبَت؟! وحُق لها ذلك في موسم المتاجرة مع الله، موسمِ الرحمة والمغفرة والعتق من النار(1).
اسفي على اناس لا يعرفون الله الا في رمضان ولمَّا سُئِل بشر الحافي رحمه الله عن أناس يتعبدون في رمضان ويجتهدون، فإذا انسلخ رمضانُ تركوا، قال: بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان!
شهر رمضان ياعباد الله كنا فيه وهو موسم خير و مشعر زمني تتغير فيه النفوس بجول الله قال العلامة ابن القيم رحمه الله : في زاد المعاد في خير هدى البعاد [2 27] "هو [الصوم] لجام المتقين، وجُنَّة المحاربين ورياضة الأبرار والمقربين، وهو لربّ العالمين من بين سائر الأعمال، فإن الصائم لا يفعل شيئاً، وإنما يترك شهوته وطعامه وشرابه من أجل معبوده، فهو ترك محبوبات النفس وتلذذاتها، إيثاراً لمحبة الله ومرضاته، والعباد قد يطلعون منه على ترك المفطرات الظاهرة، وأما كونه ترك طعامه وشرابه وشهوته من أجل معبوده فهو أمر لا يطلع عليه بشر، وتلك حقيقة الصوم.
وللصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة، والقوى الباطنة وحمايتها من التخليط الجالب لها المواد الفاسدة) أ.هـ
هاااااا وقد رحل وودعناه واشتقنا اليه قال ابن رجب الحنبلي في لطائف المعارف[1/232 ] يا شهر رمضان ترفق دموع المحبين تدفق قلوبهم من ألم الفراق تشقق عسى وقفة للوداع تطفىء من نار الشوق ما أحرق عسى ساعة توبة و إقلاع ترفو من الصيام كلما تخرق عسى منقطع عن ركب المقبولين يلحق عسى أسير الأوزار يطلق عسى من استوجب النار يعتق
عسى و عسى من قبل وقت التفرق ... إلى كل ما ترجو من الخير تلتقى
فيجبر مكسور و يقبل تائب ... و يعتق خطاء و يسعد من شقى ..الخ أ.هـ
اللهم تقبل صيامنااا و قيامناااا و بلغنا رمضان القادم ...
وحرى بنا ان نلملم نحن ايضاً شتات افكرنا ولنقبل على انفسنا متسائلين احوال الناس بعد رمضان احد ثلاثه:
الاول ـ ما ازداد في رمضان من الا ايمانا ومن الصالحات الا اعمالا واقبالا فقد ذاق حلاوة الطاعة فيه فبكى لفراقه ونشط لما بعده.
الثاني ـ انقلب بعده على عقبيه خسرانا وانكب على وجهه منتكسا حيرانا فعاد لشهوته مرتميا في احضان الشيطان وبعد تحرره من اصفاد رمضان (كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً [النحل : 92] (2)
فهذا احوج ما يكون الى دعائنا ونصيحتنا فلا تبخلوا عليه .
الثالث ـ وهو الذي تاب فتاب الله عليه في رمضان ولكنه يخاف نفسه الامارة بالسوء و الشيطان والدنيا واصدقاء السوء ان يعودوا به الى سيرته الاولى قبل رمضان فهذا يسأل كيف اثبت واستقيم على حالي الرمضاني وما هي اهم الوسائل الثبات.. ارشدوني ..؟؟وها نحن نعرض عليكم اهم ما جاء في القرءان الكريم و السنة النبوية من اساليب الاستقامة ووسائل الثبات لينتفع بها منها الجميع.
_______________________
(1) محاضرة الشيخ عبد الرحمن السديس خطيب الحرم المكي.
(2) هذا المثل يمثل حال بعضنا فبمجرد إنتهاء شهر رمضان سرعان ما يعود إلى المعاصي والذنوب فهو طوال الشهر في صلاة وصيام وقيام وخشوع وبكاء ودعاء وتضرع وهو بهذا قد أحسن غزل عباداته... لدرجة أن أحدنا يتمنى ان يقيضه الله على تلك الحالة التي هو فيها من كثرة ما يجد من لذة العبادة والطاعة ولكنه ينقض كل هذا الغزل بعد مغرب أخر يوم في رمضان ... والكثير يسأل نفسه لماذا فعلت هذا.... قال ابن كثير في تفسيره ( مختصر )[2/501 ] وقوله : { ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا } . قال السدي : هذه امرأة خرقاء كانت بمكة كلما غزلت شيئا نقضته بعد إبرامه وقال مجاهد وقتادة هذا مثل لمن نقض عهده بعد توكيده وهذا القول أرحج وأظهر سواء كان بمكة امرأة تنقض غزلها أم لا وقوله : { أنكاثا } أي أنقاضا
- - - - - - - - - -- - - - - - - - - - - - - - - - - -
و الداعية ليتزود منها في مهمته , والتائب بعد توبته لينتقل من الظلم الى الاقتصاد بل الى المسابقة بالخيرات .
ان مواضيع الثبات على دين الله سبحانه تعالى التي دلنا الله عليها هي :
1- قراءة القران الكريم مع الترتيل والتدبر مع التفسير والثاني التفكر في قوله تعالى قال تعالى (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً [الفرقان : 32] فاذا ثبت القلب ثبت الجسد كله كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) صحيح البخاري [1/28]
2- المداومة هلى الاعمال الصالحة والاخلاق الفاضله يقول الله تعالى (لَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً [النساء : 66]
وجاء عن عائشة قالت كانت امرأة تدخل عليها تذكر من اجتهادها قال فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : ان أحب الدين إلى الله عز وجل ما دووم عليه وان قل ) رواه الامام أحمد بن حنبل [6/46] إسناده صحيح على شرط الشيخين
3- تدبر قصص الانبياء ومنها سيرة النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه رضى الله عنهم قال تعالى (وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ [هود : 120]
4- الدعاء و الذكر وهما من اقرب واوسع وسائل التثبيت عن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فقلت يا رسول الله آمنا وبك وبما جئت به فهل تخاف علينا ؟ قال نعم إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبهما كما يشاء رواه الترمذي [4/448]
فاذا كان هكذا حال النبي صلى الله عليه وسلم الذي غفر له ما تقدم من ذنب وما تأخر يسأل ربه التثبيت فكيف بحالي وحالك فالمنبغي ان نلح بالدعاء قال تعالى (ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا [آل عمران : 147] وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً الأنفال : 45]
5- صحبة الصالحين ولزوم الجماعة ففي مصاحبتهم ومجالستهم اولى يقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ [التوبة : 119] و عن أبي سعيد الخدري انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا تصحب الا مؤمنا ولا يأكل طعامك الا تقي ) رواه الامام أحمد بن حنبل [3/38] إسناده حسن.
و قال علي بن ابي طالب ( من سعادة المرى ان يكون اخوانه صالحين) والسعادة علامة الثبات .
6- ملازمة بيوت الله حيث يصف الله اهلها (رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ [النور : 37] ويقو النبي صلى الله عليه وسلم (الا ادلكم على ما يمحو به الخطايا ويرفع به الدرجات , فقالوا بلى يارسول الله قال ( اسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى الى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط )
7- حسن الظن بالله عزوجل والثقة به سبحانه يصف الله الصحابة بقوله ( هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً [الأحزاب : 22] فكانوا اعظم الناس ثباتا (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً [الأحزاب : 23]
8- قبول النصيحة وسماع الوصية ان للوصية والنصيحة اثرا في تثبيت المنصوح خاصه ان صدرت من لسان صادق فلاقت اذانا صاغية وقلوبا واعية , فكم اعانت النبي صلى الله عليه وسلم على الثبات في اول الدعوة كلمات السيدة خديجه رضى الله عنها وارضاها حين قال لها (قد خشيت على نفسي ) فقالت (كلا و الله ما يخزيك الله ابدا )
9- متاعبة اخبار المسلمين في العالم الاسلامي قاطبة فهي اما اخبار عن دخول غير المسلمين الاسلام وخاصة الشخصيات البارزة فتعتز بدينك وتزداد ثباتا او اخبار اخونكـ المجاهدين المسلمين ونصرهم ضد اعدائهم [وعدوك] وما يفعل هولاء بهم من قتل وتشريد واغتصاب فان رؤية طفل يقتل لانه قال ربي الله تثير الغضب ورؤية صبية اغتصبت لانها تقول لا الله الا الله ومحمد رسول الله تأجج الغيرة ورؤية مسجد يهدم او يغلق او يدنس او يحرق وبمن به لانها منارات تصدح بـاللــــــه اكبـــــــــر تدعو للثار فغضبه لله لانتهاك محارم الله كلها تدعو للتمسك بدينه وبنبيه صلى الله عليه وسلم .
10- ذكر هادم اللذات ذكرالموت وتذكر الجنه ونعيمها وتذكر النار وعذابها و تذكر سكرات الموت يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( اكثروا من هادم اللذات)
تذكر من دخولك القبر الى ان يدخل اهل النار النار واهل الجنه الجنه ....
قال الحبيب محمد صلوات ربي وسلامه عليه ( ما رايت منظر الا والقبر افضع منه )
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
منقول
تعليق