إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من روائع القرآن الكريم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من روائع القرآن الكريم

    بسم الله الرّحمن الرّحيم


    من روائع القرآن الكريم



    للشيخ: ياسين بن علي



    قال الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)}.

    وقال سبحانه في سورة الحديد: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21)}.


    والناظر في الآيتين يلحظ الفرق بينهما:


    ففي الآية الأولى قال سبحانه: {وَسَارِعُوا}، وفي الثانية قال: {سَابِقُوا}.

    وفي الآية الأولى قال سبحانه: {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ}، وفي الثانية قال: {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}.

    وفي الآية الأولى قال سبحانه: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}، وفي الثانية قال:{أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ}.

    هذا الفرق بين الآيتين اقتضاه السياق الذي وردتا فيه، ذلك أن الآية الأولى تتعلّق بالمتقين، وأما الآية الثانية فتتعلّق بالمؤمنين.

    ولما كانت التقوى وهي نتاج الإيمان أعظم درجاته وأرقى رتبه، كانت أفضل من مجرّد الإيمان؛ لأنّها تتضمّنه وزيادة، وكان التقّي أفضل من المؤمن العادي.

    وقد بيّن الله واقع المتّقين الذين أعدّت لهم جنة عرضها السماوات والأرض فقال: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)}. (آل عمران)



    وإذا كانت التقوى أعلى رتبة من مجرد الإيمان، فقد لزم إذن التفرقة بين المتّقين وبين المؤمنين. وتتجلّى هذه التفرقة في الآيتين في موضعين: الأول في الخطاب، والثاني في الثواب.

    أمّا الخطاب، فقد خاطب الله تعالى المتّقين بدعوتهم إلى المسارعة (وسارعوا)، بينما خاطب المؤمنين بدعوتهم إلى المسابقة (وسابقوا).

    والفرق بينهما هو: أن المتّقين في تنافس وسباق، لذلك لم يحثّهم عليه لحصوله منهم، إنما حثّهم على مزيد منه وحضّهم على الأحسن منه، فحسن هنا أن يخاطبهم بالمسارعة.

    وعلى خلاف ذلك، فإنّ المؤمنين لم يحصل منهم التقدّم في الرتبة، والارتفاع بالمكانة، لذلك حثّهم على السباق ابتداء، فإذا حصل منهم شملهم الخطاب الداعي إلى الإسراع.


    أمّا الثواب، فقد اختلف باختلاف الرتب.

    ففي الآية الأولى حينما خاطب الله سبحانه المتّقين قال: {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ}، وفي الآية الثانية حينما خاطب المؤمنين بعامة قال: {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}.

    والفرق بينهما يكمن في كون الآية الأولى المتعلّقة بالمتّقين لم ترد بصيغة التشبيه للدلالة على أنّ هذا الثواب الموعود لا يضاهى ولا يماثل ولا يشابه. علاوة على هذا ففي الآية الأولى (عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ) وفي الثانية (عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ) وهذا يتضمّن الفرق بين الجنّتين من حيث السعة.

    والحكمة في هذا والله أعلم تتعلّق بأمرين:

    الأوّل، أنّ على قدر الأعمال يكون الجزاء. فأعمال المتقين أعظم من أعمال المؤمنين، لذلك كان ثوابهم أعظم.

    الثاني، أنّ ثواب المؤمنين حاصل لدى المتّقين بما قدّموا، ولكن لما حثّهم الحقّ سبحانه وتعالى على المزيد حسن هنا أن يعطيهم المزيد، فكان الحثّ على تقديم الأفضل مقترنا بالوعد بالأفضل. والله أعلم.





    مجلة الزيتونة
    azeytouna.net is your first and best source for all of the information you’re looking for. From general topics to more of what you would expect to find here, azeytouna.net has it all. We hope you find what you are searching for!

  • #2
    رد : من روائع القرآن الكريم

    [align=center]

    بارك الله فيك
    في ميزان حسناتك ان شاء الله

    [/align]

    تعليق


    • #3
      رد : من روائع القرآن الكريم

      بارك الله فيك
      في ميزان حسناتك ان شاء الله
      نشكر لكم متابعتكم فبارك الله بكم وجعلها في ميزان حسناتكم..





      من روائع القرآن (2)




      الشيخ ياسين بن علي



      قال الله سبحانه وتعالى في سورة النساء: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً (82)}، وقال سبحانه في سورة محمد: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)}، وقال سبحانه في سورة ص: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (29)}.



      ما يشدّ انتباه القارئ في هذه الآيات، استعماله سبحانه وتعالى لكلمة "التدبّر" حين الكلام عن القرآن الكريم.

      وإذا أمعن القارئ النظر في القرآن وتدبّر فيه كما طلب منه، يلحظ دعوته سبحانه وتعالى إلى التفكّر في أمور كثيرة، منها السماوات والأرض، والليل والنّهار، والجبال والأنهار وغير ذلك، إلا أنّ هذه الدعوة إلى التفكّر في مخلوقاته وبدائع صنعه سبحانه، عادة ما تقترن باستعمال كلمة تفيد معنى التدبّر كالتفكّر والتّعقل والتّذكر، ولكن دون استعمال كلمة "التدبّر" ذاتها التي خصّ بها القرآن الكريم.



      ومثال ذلك:

      قال الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)}.


      وقال سبحانه في سورة الرعد: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2) وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3) وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4)}.



      وقال سبحانه في سورة النحل: {خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (3) خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4) وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ (8) وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (9) هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10) يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11) وَسَخَّرَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12)}.




      وإذا دقّق الإنسان النظر في معاني هذه الكلمات أدرك الحكمة في استعمال بعضها في مواضع وعدم استعمال بعضها الآخر. ذلك أنّ كلمة التدبّر مأخوذة من الدبر، وهو – كما في المصباح المنير للفيومي - "خلاف القبل من كل شيء ومنه يقال لآخر الأمر (دبر)، وأصله ما أدبر عنه الإنسان، ومنه (دبّر) الرجل عبده (تدبيرا) إذا أعتقه بعد موته...و(دبر) النهار (دبورا) من باب قعد إذا انصرم...و(تدبّرته) (تدبّرا) [أي الأمر] نظرت في دبره وهو عاقبته وآخرته".


      فكلمة التدبّر لا تفيد مطلق التفكير والتعقّل، إنما تفيد التفكّر في الأمر بالنظر فيه من أوّله إلى آخره، أي تشير إلى نوع مخصوص من التفكّر.


      ولما كان القصد من الدعوة إلى النظر في القرآن الكريم إثبات كونه معجزة، ناسب هذا السياق استعمال كلمة "التدبّر"؛ لأنّ الوقوف على كون القرآن معجزة يقتضي من الإنسان أن يقرأه كلّه، لا بعضه أو جلّه.

      فإذا قرأ الإنسان بعض القرآن أو جلّه، بقي في نفسه بعض الشكّ في إعجازه؛ لأنّه وقف على الإعجاز في بعضه ولم يقف عليه في بعضه الآخر.

      لذلك كانت الدعوة إلى قراءة القرآن كلّه من أجل الوقوف على إعجازه كلّه.

      وأمّا السماوات، والأرض، والأنهار، والجبال وغير ذلك من المخلوقات التي بثّت في أرجاء هذا الكون الفسيح، فليس بمقدور الإنسان أن ينظر فيها كلّها، وليس بمستطاعه أن يتدبّر فيها بأكملها، لذلك ناسب هنا استعمال كلمات التّفكر، والتعقّل، والتذّكر؛ لأنّ النظر في عنصر واحد من عناصر الكون يدلّ بمفرده على وجود الخالق المدبّر، وهو الله سبحانه وتعالى. والله أعلم.







      تعليق


      • #4
        رد : من روائع القرآن الكريم






        من روائع القرآن (3)




        "من معاني الخوف والخشية"





        الشيخ ياسين بن علي



        الخوف يفيد معنى توقع المكروه عن أمارة مظنونة أو معلومة، وهو جبلّة وغريزة في الإنسان والحيوان.



        والخشية تفيد معنى الخوف إلا أنها أشدّ منه؛ لأنها الخوف مع تعظيم أو هي الخوف الذي يشوبه تعظيم للمخوف والمخيف منه.


        والملاحظ أن القرآن الكريم حينما يستعمل كلمة "الخشية" و"الخوف" يفرّق تفريقا عجيبا دقيقا بين المعاني المذكورة،




        وإليك بعض الأمثلة:



        المثال الأوّل:

        قال الله سبحانه وتعالى في سورة (البقرة): {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنْ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)}.



        وقال سبحانه في سورة (الحشر): {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)}.



        فهنا استعمل القرآن كلمة "الخشية" ولم يستعمل كلمة "الخوف"؛ لأنّ الجمادات وهي هنا "الحجارة" و"الجبل" غير مجبولة على الخوف بمعنى توقع المكروه عن أمارة مظنونة أو معلومة، إنما هي طوع أمر الخالق، لذلك استعملت هنا كلمة "الخشية" للدلالة على معنى التعظيم المفيد للطواعية دون معنى توقع المكروه المظنون أو المعلوم المخصوص بالإنسان والحيوان. علاوة على هذا فإن الخوف لا يعني التعظيم بخلاف الخشية، فالخوف قد يكون مما يعظّم وقد يكون مما لا يعظّم.



        المثال الثاني:

        قال الله سبحانه وتعالى في سورة (فاطر): {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)}.


        استعمال الخشية هنا لأمور:

        أولها، أن الخشية تفيد التعظيم، فناسب هذا الاستعمال سياق الآية التي تتحدث عن العلماء، إذ إن العلماء أعلم الناس بربّهم فهم مظنّة أن يعظّموه.

        ثانيها، أن الخوف جبلة في الإنسان ككل، ولما كان الحديث عن العلماء بخاصة وليس عن الإنسان بعامة ناسب هذا أن يخصّهم بميزة وخصوصية وهي التعظيم فوق الخوف.

        ثالثها، أنّ الخوف توقّع مكروه عن أمارة مظنونة أو معلومة، والخشية تتعلّق بالمعلوم خاصة دون المظنون، ولما كان الحديث عن العلماء ناسب هذا استعمال الخشية دون الخوف لصدور خوفهم عن علم دون ظنّ.




        المثال الثالث:

        قال الله سبحانه وتعالى في سورة (الرعد): {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (13)}.


        هنا حعل سبحانه وتعالى الرعد يسبّح بحمده؛ للدلالة على معنى التعظيم، وفي سورة الإسراء قوله تعالى: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً (44)}.


        وأما الملائكة فتسبيحها من خيفة. ومعنى الخيفة يغاير معنى الخوف لأنّ الخوف توقع المكروه وقد يكون لمرّة وقد يكون لأكثر من مرّة، وقد يكون أيضا منقطعا وقد يكون مستمرا، إلا أنه لما كانت الملائكة قد جبلت على طاعة أمره تعالى وعدم عصيانه، كان خوفها حالة مستمرّة غير منقطعة، لذلك جاء هنا بكلمة "خيفة" للدلالة على أنّ الخوف عند الملائكة حالة لازمة لا تفارقهم ولا تنقطع. والله أعلم.




        تعليق


        • #5
          رد : من روائع القرآن الكريم

          هل من رابط لكل هذه الاجزاء حتى احفظها عندي على الجهاز ؟
          بارك الله فيك

          تعليق


          • #6
            رد : من روائع القرآن الكريم

            بارك الله فيك ولك ،،

            ونفع بك وأسكنك جنات عرضها السماوات والأرض

            تعليق


            • #7
              رد : من روائع القرآن الكريم

              المشاركة الأصلية بواسطة أبو جندل غزة
              هل من رابط لكل هذه الاجزاء حتى احفظها عندي على الجهاز ؟
              بارك الله فيك
              جزاكم الله خيرا، المواضيع للشيخ ياسين بن علي مشرف مجلة الزيتونة وتجد المواضيع على الرابط التالي: http://www.azeytouna.net/ بارك الله بكم.

              تعليق


              • #8
                رد : من روائع القرآن الكريم

                المشاركة الأصلية بواسطة NOMAK
                بارك الله فيك ولك ،،

                ونفع بك وأسكنك جنات عرضها السماوات والأرض

                فتح الله عليكم وأيدكم وبارك بكم.

                تعليق


                • #9
                  رد : من روائع القرآن الكريم

                  تعليق


                  • #10
                    رد : من روائع القرآن الكريم

                    المشاركة الأصلية بواسطة نووي حماس

                    بارك الله بكم.......







                    المشاركة الأصلية بواسطة أحمد أبو رتيمة
                    تأملات في سورة يوسف"1"


                    (...ولئن لم يفعل ما آمره ليسجننَّ وليكوناً من الصاغرين)

                    هذه الآية تنقل لنا تهديد امرأة العزيز ليوسف عليه السلام إن لم يستجب لهواها بأنها ستسجنه وسيكون من الصاغرين

                    ولكن الملاحظ في حديث امرأة العزيز أنها استعملت نون التوكيد الثقيلة وهي تتحدث عن السجن "ليسجننَّ" في حين استعملت النون المخففة وهي تتحدث عن جعله من الصاغرين"وليكوناً " وسر ذلك أنها واثقة من قدرتها على القيام بالفعل الاول وهو سجنه لأنه لا يحتاج أكثر من القوة المادية التي تملكها فاستخدم القرآن لوصف حالتها النون الثقيلة التي تحمل درجة كبيرة من الثقة والتأكيد. لكن الأمر لم يكن كذلك مع الفعل الثاني فامرأة العزيز ليست على نفس الدرجة من الثقة في مقدرتها على إذلال يوسف وجعله من الصاغرين لأن القوة المادية التي تملك أن تسجن إنساناً لا تملك أن تكسر عزته ما دام قلبه عامر بالإيمان،ولأنها تشك في مقدرتها على هذا الفعل استخدم القرآن لوصف حالتها الفعل مرتبطاً بنون التوكيد الخفيفة

                    وحال امرأة العزيز في حديثها السابق كحال أي إنسان عندما يتحدث في شأن واثق منه نجده يعلي صوته ويستخدم أدوات تأكيد أكثر ،أما عندما لا تكون ثقته كبيرة بما يقول فإنه يميل لخفض صوته ويستخدم مؤكدات أقل




                    (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لكان فيه اختلافاً كثيراً)



                    انتظروني في المزيد من خواطر قرآنية..
                    .






                    .

                    تعليق


                    • #11
                      رد : من روائع القرآن الكريم

                      بارك الله فيك


                      تعليق

                      جاري التحميل ..
                      X