إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من رُزق الهدى والتقى، والعفاف والغنى نال السعادتين - حقيقة لا حول ولا قوة إلا بالله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من رُزق الهدى والتقى، والعفاف والغنى نال السعادتين - حقيقة لا حول ولا قوة إلا بالله

    من رُزق الهدى والتقى، والعفاف والغنى نال السعادتين
    عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه-: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو فيقول: (اللهم إني أسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى) رواه مسلم .
    هذا الدعاء من أجمع الأدعية وأنفعها، وهو يتضمن سؤال خير الدين وخير الدنيا، فإن "الهدى" هو: العلم النافع، و"التقى": العمل الصالح، وترك ما نهى الله ورسوله عنه، وبذلك يصلح الدين. فإن الدين علوم نافعة ومعارف صادقة فهي "الهدى"، وقيام بطاعة الله ورسوله فهو "التقى"، "والعفاف والغنى" يتضمن العفاف عن الخَلْق، وعدم تعليق القلب بهم، والغنى بالله وبرزقه، والقناعة بما فيه، وحصول ما يطمئن به القلب من الكفاية، وبذلك تتم سعادة الحياة الدنيا والراحة القلبية، وهي الحياة الطيبة فمن رُزق الهدى والتقى والعفاف والغنى، نال السعادتين، وحصل له كل مطلوب، ونجا من كل مرهوب. -والله أعلم-


    حقيقة لا حول ولا قوة إلا بالله :

    هي كلمة إسلام واستسلام، وتفويض وتبرُّؤٍ من الحول والقوة إلا بالله، وأن العبد لا يملك من أمره شيئًا، وليس له حيلة في دفع شرٍ، ولا قوة في جلب خير إلا بإرادة الله تعالى، فلا تحوُّل للعبد من معصية إلى طاعة، ولا من مرض إلى صحة، ولا من وهن إلى قوة، ولا من نقصان إلى كمال وزيادة إلا بالله، ولا قوة له على القيام بشأن من شؤونه، أو تحقيق هدف من أهدافه، أو غاية من غاياته إلا بالله العظيم، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، فأزمَّة الأمور بيده سبحانه، وأمور الخلائق معقودة بقضائه وقدره، يصرفها كيف يشاء، ويقضي فيها بما يريد، لا راد لقضائه، ولا معقِّب لحكمه، فما شاء كان كما شاء في الوقت الذي يشاء، على الوجه الذي يشاء، من غير زيادة ولا نقصان، ولا تقدُّم ولا تأخُّر، له الخلق والأمر، وله الملك والحمد، وله الدنيا والآخرة، وله النعمة والفضل، وله الثناء الحسن، شملت قدرته كل شيء ومن كان هذا شأنه فإن الواجب الإسلام لألوهيته، والاستسلام لعظمته، وتفويض الأمور مكلها إليه، والتبرُّؤ من الحول والقوة إلا به؛ ولهذا تعبَّد الله عباده بذكر هذه الكلمة العظيمة التي هي باب عظيم من أبواب الجنة وكنز من كنوزها.
    فهي كلمةٌ عظيمة تعني الإخلاص لله وحده بالاستعانة، كما أن كلمة التوحيد لا إله إلا الله تعني الإخلاص لله بالعبادة، فلا تتحقق لا إله إلا الله إلا بإخلاص العبادة كلها لله، ولا تتحقق لا حول ولا قوة إلا بالله بإخلاص الاستعانة كلها لله، وقد جمع الله بين هذين الأمرين في سورة الفاتحة أفضل سورة في القرآن وذلك في قوله: فالأول تبرؤ من الشرك، والثاني تبرُّؤ من الحول والقوة والتفويض إلى الله -جل وعلا-، والاستعانة متعلِّقة بألوهية الله سبحانه، والاستعانة متعلِّقة بربويته، العبادة غاية، والاستعانة وسيلة، فلا سبيل إلى تحقيق تلك الغاية العظيمة إلا بهذه الوسيلة: الاستعانة بالله الذي لا حول ولا قوة إلا به.



    المرجع: فقه الأدعية والأذكار
جاري التحميل ..
X