إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الجهاد ذروة سنام الإسلام !!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الجهاد ذروة سنام الإسلام !!

    بسم الله الرحمن الرحيم



    بداية اقرر أن هذا جهد شخصي وليس اجتهاد وصاحبه ليس بعالم ولا طالب علم لكنه الجمع بقصد التذكير وليس الإستعلاء والتعيير , فمن من الله عليه ورزقه نعمة الجهاد ويسر له السبيل وملأ عليه قلبه بالشجاعة والإقدام , فهذا فضل من الله ومنة يحمد الله عليها ولا يباهى بها على الخلق , يقول سبحانه وتعالى (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لاَّ تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صادقين ) ويصح قياس افسلام على الجهاد , وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو متعوذا (اللَّهُمَّ اِنِّي اَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ )

    لا خلاف بين أهل السنة والجماعة أن الجهاد بمفهومه الحربي , هو مجاهدة ومغالبة أعداء الأمة وأعداء الدين وكسر شوكتهم ورد عاديتهم , وتذليل السبل في وجه الدعوة لله ورد ظلم الكفار عن بلاد المسلمين والإنتصار لشرع الله والإنتصار للمسلمين في أعراضهم ودمائهم ومقدساتهم وأموالهم.

    وقد خلص إجماع الأمة أن الجهاد الحربي على حالتين

    الأولى وهي جهاد الطلب , أو جهاد الفتح وهو غالب جهاد المسلمين في بداية عهد الدولة الإسلامية ( عهد النبوة والراشده والأموية والعباسية ) , وهو أي الجهاد بهذا المعنى ذروة سنام الإسلام به تقوم الشوكة وينتصر الحق وتعلو راية التوحيد ويقام شرع الله في الأرض
    وتتحقق الخلافة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في قوله
    وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ / البقرة

    وقوله تعالى
    يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ الهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ / ص

    وجهاد الطلب يكون تحت إمرة إمام المسلمين ( الخليفة ) ويكون في حالة أن دولة المسلمين ذات منعة وقوة راسخة وإقليم واحد متوحد تسخر كل الأمكانات لخدمة الجهاد ويكون الظن الغالب هو النصر بعون الله على أعداء الله .
    ولا يجوز أن تقوم فئة من أهل الدولة الإسلامية بمهمة جهاد الطلب دون الرجوع لإمام الأمة وخليفتها ,
    قال ابن قدامة في المغني -: وأمر الجهاد موكولٌ إلى الإمامِ واجتهادهِ ويلزم الرعية طاعته فيما يراه من ذلك
    وقال الخرقي في مختصره المطبوع مع المغني :ولايخرجون إلى العدوّ إلا بإذن الأمير .
    وجهاد الطلب له سبعة شروط ذكرها ابن قدامة ( الإسلام والبلوغ والعقل والحرية والذكورية والسلامة من الضرر ووجود النفقة ) ويلاحظ أنه اضيف لها إذن الواليدن وأن لا يكون المجاهد وحيد والديه خاصة إن كانا شيخين للحديث الشريف ( عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْجِهَادِ فَقَالَ ‏"‏ أَحَىٌّ وَالِدَاكَ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ نَعَمْ ‏.‏ قَالَ ‏"‏ ففيهما فجاهد‏"‏ ‏.‏ ) البخاري ومسلم .

    لا شك أن جهاد الطلب قد تعطل منذ أن وهنت الأمة واصبح جل جهادها هو جهاد الدفع , وجهاد الطلب في هذا العصر له اشكاليات كثيرة تحول دون تحققه والقيام به.


    الحالة الثانية للجهاد هي جهاد الدفع .

    وجهاد الدفع والذي تسميه كل الشرئع الوضعية البشرية والأمم المتحدة وتقره , هو حق الشعوب في مقاومة أي عدوان عليها بكل السب الممكنة بما فيها العمل العسكري.
    وقبل هذا هو سنة كونية وفطرة وغريزة , فكونه سنة كونية فيحكمه قانون رد الفعل ( لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومعاكس له في الإتجاه ) وأما كونه فطرة , فقد جبلت النفوس على الإنتصار لذاتها حين تظلم أو يعتدى عليها قال تعالى (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ البَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ / الشورى ) وقال تعالى (وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ / الشورى )
    والدفع غريزة عند كل المخلوقات ولها فيه طرق عدة بعضها سلبي وبعضها ايجابي , فالسلبي هو الإختفاء والتخفي لمن لا يقدر على المواجهة حين الشعور بقدوم الخطر , والايجبابي يكون بالقيام لدر المعتدي مهما كان المدافع ضعيفا , هل رأي احدكم عصفورة تقاتل عن عشها !! ومن يملك الشجاعة أن يأخذ صغار قطة في حضرة أمهم , وأي أحمق يعمد لأشبال لبؤة يؤذيها في حضور الأم .

    وقد أجمعت الأمم كلها أن من يتخلف عن دفع العدو الغاصب أو الصائل فهو جبان خائن وعميل لا يستحق أي درجة من الإحترام أو الشرف ولا يحق له شرف الإنتماء لهذا الوطن الذي وقع عليه الإعتداء .

    أما في ديننا فالأمر ( أمر جهاد الدفع ) فهو أمر عظيم , يبدأ مع قوله تعالى مادحا أهل الخير والصلاح والإيمان فيجمع عليهم صفات الخيرية في قوله تعالى ( وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ , وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ , وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ البَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ ) / الشورى.

    والأمر في ديننا ليس مجرد امتداح وثناء في هذه الحالة وتعظيم حسنات ورفع درجات , بل هو تكليف وفرض عين بحسب القرب والإستطاعة ولا ينبغي الفرار منه ولا يجوز .
    وجهاد الدفع ملزم في ثلاث حالات كما جاء في كتاب المغني ( إذا التقى الصفان فلا يجوز لمن حضر أن يتولى , وإن نزل العدو بأرض المسلمين , وإن استنفر الإمام جماعة من المسلمين )
    يقول ابن تيمية يرحمه الله ( وأما قتال الدفع فهو أشد أنواع دفع الصائل عن الحرمة والدين فواجب إجماعاً ، فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه ، فلا يشترط له شرط بل يدفع بحسب الإمكان وقد نص على ذلك العلماء أصحابنا وغيرهم , وإذا دخل العدو بلاد الإسلام فلا ريب أنه يجب دفعه على الأقرب فالأقرب ، إذ بلاد الإسلام كلها بمنزلة البلدة الواحدة ، وأنه يجب النفير إليه بلا إذن والد ولا غريم ونصوص أحمد صريحة بهذا )

    ويقول القرطبي في تفسيره (إذا تعين الجهاد بغلبة العدو على قطر من الأقطار أو بحلوله بالعُقر ، فإذا كان ذلك وجب على جميع أهل تلك الدار أن ينفروا ويخرجوا إليه خفافاً وثقالاً ، شباباً وشيوخاً ، كل على قدر طاقته ، من كان له أب بغير إذنه ومن لا أب له ، ولا يتخلف أحد يقدر على الخروج ، من مُقل أو مكثر ، فإن عجز أهل تلك البلدة عن القيام بعدوهم ، كان على من قاربهم وجاورهم أن يخرجوا على حسب ما لزم أهل تلك البلدة ، حتى يعلموا أن فيهم طاقة على القيام بهم ومدافعتهم ، وكذلك كل من علم بضعفهم عن عدوهم وعلم أنه يدركهم ويمكنه غياثهم ، لزمه أيضاً الخروج إليهم ، فالمسلمون كلهم يد على من سواهم ، حتى إذا قام بدفع العدو أهل الناحية التي نزل العدو عليها واحتل بها ، سقط الفرض عن الآخرين ، ولو قارب العدو دار الإسلام ولم يدخلوها لزمهم أيضاً الخروج إليه ، حتى يظهر دين الله وتحمى البيضة وتحفظ الحوزة ويخزى العدو ) .

    هل نحن بحاجة لأن نسرد فضائل الجهاد وما ينتظر المجاهدون من فضل ونعمة وخير عند ربهم , لن نستطيع , الله وحده أعلم باما خصهم به وهو أعلم بما أعد لهم عنده لكن يكفي ان نذكر قوله تعالى وهو أصدق القائلين (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ القَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ / آل عمران

    وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهادٌ في سبيلي وإيمانٌ بي وتصديقٌ برسلي فهو علي ضامن أن أدخله الجنة أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة ، والذي نفس محمد بيده ما من كَلْمٍ يُكْلَمُ في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته حين كُلِمَ لونه لون دم ، وريحه مسك ، والذي نفس محمد بيده لولا أن أشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبداً ، ولكن لا أجد سعة فأحملهم ، ولا يجدون سعة ، ويشق عليهم أن يتخلفوا عني ، والذي نفس محمد بيده لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل " [ رواه مسلم ]
    نحن بحاجة أن نذكر أنفسنا نحن ( الخوالف ) ممن تخلفنا أو ممن حرمنا هذه النعمة ولم نرزق أسبابها , ونسأل الله أن ييسرها لنا , بحاجة أن نذكر انفسنا بحديثه صلى الله عليه وسلم , فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من مات ولم يغزو ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق " [ رواه مسلم ]

    فما بال أقوام ينحتون الصخرة الصماء بحثا عن أعذار لتخلفهم بل يعيبون على المجاهدين جهادهم ويخطئوه , وماذا يفعلون بقوله تعالى..

    ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم ، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم ، والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) البقرة

    وقال عليه الصلاة والسلام
    " رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد " وقال : " إن في الجنة لمائة درجة ، ما بين الدرجة والدرجة ، كما بين السماء والأرض ، أعدها الله للمجاهدين في سبيله " متفق عليه

    أم نُذكّر أنفسنا بحيدث رسول الله صلى الله عليه وسلم

    (عَنْ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْهُ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ انْطَلَقَ زَوْجِي غَازِيًا وَكُنْتُ أَقْتَدِي بِصَلَاتِهِ إِذَا صَلَّى وَبِفِعْلِهِ كُلِّهِ فَأَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُبْلِغُنِي عَمَلَهُ حَتَّى يَرْجِعَ فَقَالَ لَهَا أَتَسْتَطِيعِينَ أَنْ تَقُومِي وَلَا تَقْعُدِي وَتَصُومِي وَلَا تُفْطِرِي وَتَذْكُرِي اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَلَا تَفْتُرِي حَتَّى يَرْجِعَ قَالَتْ مَا أُطِيقُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ طُوِّقْتِيهِ مَا بَلَغْتِ الْعُشْرَ مِنْ عَمَلِهِ حَتَّى يَرْجِعَ‏. ) / مسند أحمد
جاري التحميل ..
X